Octane تحصد تمويلاً بقيمة 5.2 مليون دولار
لتطوير بنيتها التّكنولوجية وتسريع توسّعها الإقليميّ في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
نجحت شركة "أوكتين" (Octane)، النّاشئة في مجال التكنولوجيا المالية والمُؤسّسة في مصر، في جمع تمويلٍ جديدٍ بقيمة 5.2 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، بهدف تعزيز بنيتها التّكنولوجيّة والتّوسّع الإقليميّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
قاد جولة التّمويل الجديدة شركة "شروق" (Shorooq) للاستثمار المغامر في المراحل المبكّرة والّتي تتّخذ من أبو ظبي مقرّاً لها، إلى جانب شركة "الجبرا فنتشرز" (Algebra Ventures) متعددة المراحل والّتي يقع مقرّها في القاهرة، بالإضافة إلى شركة "إس سي هولدينغز" (SC Holdings) المصريّة المتخصّصة في الملكيّة الخاصّة والاستشارات الاستراتيجيّة.
تأسّست أوكتين في القاهرة عام 2022 على يد عمرو جمال وزياد العدوي، وتسعى إلى أن تصبح المنصّة الرّئيسيّة لرقمنة إدارة نفقات الأساطيل والمصروفات التّشغيليّة على الطّرق، في الأسواق الّتي لا تحظى بخدماتٍ كافيةٍ. حيث تقدّم حلّاً رقميّاً موحّداً يشمل الوقود، والصّيانة، وقطع الغيار، والمصروفات النّثريّة داخل محفظةٍ مغلقةٍ واحدةٍ، ممّا يتيح لمشغّلي الأساطيل التّحكم اللّحظيّ والتّحليلات الدّقيقة التي تساهم في خفض التّكاليف وزيادة الكفاءة.
وقال زياد العدوي، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ التّجاريّ لشركة أوكتين، في مقابلةٍ مع "عربية .Inc": "لقد استثمرنا كثيراً في بناء منصّةٍ تكنولوجيّةٍ عالميّةٍ، مدعومةٍ بفهمٍ عميقٍ للتّحديات التّشغيليّة التي يواجهها مشغّلو الأساطيل بشكلٍ يوميٍّ".
وتدعم منصة أوكتين حاليّاً المدفوعات الخاصّة بالديزل، والبنزين، والغاز الطّبيعيّ المضغوط (CNG)، كما بدأت في تجربة حلول شحن المركبات الكهربائيّة في مواقع مختارةٍ. وتغطّي خدماتها أكثر من 2,400 محطّة وقودٍ و400 منفذ غازٍ طبيعيٍّ مضغوطٍ في مختلف أنحاء مصر، وتخدم أكثر من 1,600 عميلٍ من الشّركات بإجمالي أسطولٍ يبلغ حوالي 250,000 مركبةٍ.
وبفضل التّمويل الأخير، تخطّط أوكتين لتوسيع شبكة قبولها والانطلاق إلى خارج حدود مصر، حيث تعمل على تكييف تقنياتها واستراتيجيّاتها بما يتماشى مع متطلّبات أسواق المنطقة. وقال العدوي: "تمثّل منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا أسواقاً ضخمةً غير مخدومةٍ بالشّكل الكافي، وتحمل إمكاناتٍ كبيرةً للنّموّ. على عكس الأسواق الغربيّة الّتي شهدت تطوّراً سريعاً لتقنيات الدّفع الخاصّة بالأساطيل خلال العقدين الماضيين، فإنّ هذه المنطقة ما زالت في بدايات الرّقمنة".
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
أشار العدوي إلى أنّ التّحديّات مثل الشّبكات المجزّأة لمحطّات الوقود والعقبات التّنظيميّة في المنطقة تمثّل فرصاً كبيرةً لإحداث تغييرٍ. وعلّق قائلاً: "يخلق التّشظّي الشّديد في شبكة المحطّات عبر العديد من الأسواق فرصةً قويّةً للنّموّ من خلال الشّراكات. ومن خلال التّعاون مع مجموعةٍ واسعةٍ من مشغّلي المحطّات، نستطيع توحيد العرض وزيادة الحركة إلى المحطّات الصّغيرة والمستقلّة، ممّا يحقّق قيمةً للطّرفين".
وتأتي صعود أوكتين في وقتٍ يشهد فيه العالم تحوّلاً نحو منصّاتٍ متكاملةٍ لإدارة نفقات الأساطيل. فبينما تهيمن شركاتٍ عالميّةً مثل: "كورباي" (Corpay) و"ويكس" (WEX) على الأسواق الغربيّة، وتنمو شركاتٍ جديدةً مثل: "كوست" (Coast) و"فليتيو" (Fleetio) بسرعةٍ، تراهن أوكتين على التّمايز المحليّ.
وقال العدوي: "تقدّم الكثير من الشّركات العالميّة حلولاً موحّدةً لا تتناسب مع الفروق الدّقيقة في سوق الأساطيل بالمنطقة، بينما صُمّمت أوكتين خصيصاً لتلبية تلك المتطلّبات. نحن حاليّاً روّاد السّوق في مصر، وعدّة عوامل استراتيجيّةٍ ساعدتنا في الوصول إلى هذه المكانة. لقد أنشأنا منصّةً قويّةً للغاية تدمج تقنيات مكافحة الاحتيال المتقدّمة وتستفيد من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لاتّخاذ قراراتٍ فوريّةٍ وتحقيق وفوراتٍ حقيقيّةٍ لعملائنا".
كما أشار العدوي أيضاً إلى أنّ نجاح أوكتين يعود إلى دعم العملاء المتميّز، والذي يشمل مراكز اتّصالٍ تعمل على مدار السّاعة ومدراء متخصّصين لحسابات العملاء، إلى جانب فريق عملٍ عالميّ المستوى يغطّي الجوانب التّجاريّة والعمليّات والماليّة.
وبالنّظر إلى المستقبل، تستعدّ أوكتين للمرحلة التّالية من إدارة الأساطيل، حيث تتجاوز المدفوعات نحو تكاملٍ أعمق في العمليّات والتّحليلات، وأوضح العدوي أنّ المنصّات الخاصّة بالأساطيل ستحتاج إلى دمج تتبّع النّفقات، والعمليّات، وتحليلات الأداء لتظلّ فعّالةً ومواكبةً للتّطوّرات. وقال: "نشهد بالفعل طلباً متزايداً على أدواتٍ تحليليّةٍ تساعد الشّركات على مراقبة سلوك السّائقين، وتكاليف الصّيانة، وكفاءة الطّرق. لا تزال معظم الشّركات في المنطقة تعتمد على الأساليب الورقيّة أو على أنظمة تخطيط موارد المؤسّسات العالميّة المكلّفة والّتي لا تلائم البيئة المحليّة".
وفي ختام حديثه، قدّم العدوي نصيحةً للمؤسّسين الّذين يبنون مشاريع ثقيلةً في البنية التّحتيّة داخل الأسواق النّاشئة؛ فقال: "إذا كان عليّ مشاركة درسٍ واحدٍ، فهو أن تفهم بعمقٍ المشكلة الّتي تحاول حلها، عِشها، واقضِ وقتاً مع عملائك، ثم كوّن فريقاً موهوباً ومتحمّساً للمهمّة ليساعدك على بناء شركةٍ لا تكتفي بمنتجٍ، بل تُنشئ كياناً مستداماً".
وأضاف: "التّنفيذ هو كلّ شيءٍ، خاصّةً في القطّاعات الثّقيلة من حيث البنية التّحتيّة. الأسواق معقّدةٌ، لكن الفرص ضخمةٌ إذا ركّزت على معالجة مشاكل حقيقيّةٍ.