Qashio تحصد تمويلاً بقيمة 19.8 مليون دولار

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

جمعت منصة إدارة الإنفاق الّتي تتّخذ من دبي مقرّاً لها "قاشيو" (Qashio) مبلغاً قدره 19.8 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في جولة تمويلٍ جديدةٍ تهدف إلى تسريع توسّعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتوسيع نطاق برنامج الولاء المؤسّسي الخاصّ بها.

تكوّنت الجولة، الّتي شملت تمويلاً بحقوق ملكيّةٍ وآخر بدونها، من مستثمرين حاليّين بقيادة شركة "روكيت شيب" (Rocket Ship)، وهي شركة رأس مال مغامر مقرّها وادي السيليكون، وشارك فيها أيضاً المستثمرون العائدون "إيه بي إن فنتشرز" (ABN Ventures)، و"ميتا" (MITAA)، و"ون واي في سي" (Oneway VC). وشملت الجولة مستثمرين جدداً من ضمنهم شركة "مور ذان كابيتال" (MoreThan Capital) الّتي تتّخذ من لوكسمبورغ مقرّاً لها، إلى جانب بنوكٍ إقليميّةٍ وعددٍ من مكاتب العائلات في أسواقٍ مختلفةٍ.

تأسّست قاشيو  على يد أرمين مرادي في دولة الإمارات في عام 2021، وتساعد الشّركات على تبسيط الإنفاق وتحسين الكفاءة من خلال بطاقات شركاتٍ مخصّصةٍ وخدماتٍ دقيقةٍ مدمجةٍ للقطّاعات المختلفة، مثل: القانونيّة، والاستشارات، والضّيافة، والتجارة الإلكترونية، والحكومة. وتخدم الشّركة حاليّاً عملاء في 22 دولةً، من بينها الإمارات وأوروبا والمملكة المتحدة، وستستخدم التّمويل الجديد لدعم توسّعها في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تعزيز الامتثال التّنظيميّ وتطوير منصّة الولاء بين الشّركات (B2B).

في مقابلةٍ مع مجلة "عربية .Inc"، صرحت ليديا فوت، المديرة التّشغيلية في قاشيو، بأنّ الشّركة مع توسّعها، تتكيّف مع الاحتياجات الخاصّة بكلّ منطقةٍ. وقالت: "كلّ سوقٍ وكلّ صناعةٍ لها طابعها الخاصّ"، وأضافت: "رغم أنّ النّهج الموحّد قد يبدو فعّالاً، إلّا أنّنا تعلّمنا أنّ النّجاح يكمن في العمل عن قربٍ مع المجموعة الأولى من العملاء في كلّ سوقٍ لفهم احتياجاتهم الخاصّة. وقد أدّى هذا النّهج إلى تحقيق توافقٍ أفضل بين المنتج والسّوق، ونموٍّ عضويٍّ، وتغذيةٍ راجعةٍ مستمرّةٍ تُحسن منصّتنا".

ورغم أنّ الشّركة تُخصِّص عروضها لكلّ سوقٍ، إلّا أنّها تعتمد نموذجاً تدريجيّاً يتيح لها تطبيق الدّروس المستفادة في سوقٍ ما على الأسواق الأخرى، ممّا يقوّي عرضها عبر الجغرافيّات المختلفة. وأضافت فوت: "نستطيع نقل ما تعلّمناه إلى أسواقٍ أخرى، مع قيام العملاء أنفسهم بالتّرويج لنا أيضاً". وتابعت: "في نهاية المطاف، هدفنا هو خلق تأثيرٍ شبكيٍّ مبنيٍّ على حلّ مشكلاتٍ حقيقيّةٍ، وليس فرض تعريفاتٍ جاهزةٍ لما يجب أن تكون عليه تلك المشكلات".

ومع توسّع الشّركة إلى المملكة العربية السعودية، فإنّها تتوقّع تحديّاتٍ تنظيميّةً جديدةً، لا سيما فيما يخصّ الامتثال لمتطلّبات اعرف عميلك (KYC). وشرحت فوت: "الامتثال لمتطلّبات KYC يُعدّ تحديّاً أساسيّاً عند انضمام العملاء في المملكة". وتابعت: "لمعالجة هذا الأمر، نتعاون مع شركاء لإجراء التّحقّق المسبق لأكثر من 5,000 شركةٍ صغيرةٍ ومتوسّطةٍ سعوديّةٍ، لضمان أن تكون المجموعة الأولى من العملاء ممتثلةً تماماً لاستخدام قاشيو فور الإطلاق في الأسابيع المقبلة". كما أشارت فوت إلى أنّ المنصّة ستكون متاحةً بالكامل باللّغة العربيّة لتلبية تفضيلات المستخدمين المحليّين في المملكة العربية السعودية.

تستثمر الشّركة أيضاً في منصّات الولاء بين الشّركات ذات الطّابع التّفاعلي (Gamified B2B loyalty platforms)، خاصّةً مع العملاء الّذين يركزون على التّحوّل الرّقميّ. وقالت فوت: "يهدف توسّع قاشيو في عروض منتجاتها إلى دعم الشّركات في توجيه سلوك الموظّفين نحو أهداف التّحوّل الرّقميّ". وأضافت: "استناداً إلى ما يقرب من عامين من الخبرة في مجال الولاء، كانت إحدى المبادرات الرّئيسيّة تقديم مكافآتٍ عبر شركات الطّيران والفنادق. ومن خلال شراكاتٍ استراتيجيّةٍ مع شركاء من المستوى الأول، تحفّز قاشيو استخدام المنصّة من خلال منح نقاط قاشيو مقابل إجراءاتٍ محدّدةٍ".

يمكن استبدال هذه النّقاط مع علامات سفرٍ عالميّةٍ مثل: "طيران الإمارات" (Emirates)، و"إير فرانس" (Air France)، و"كي إل إم" (KLM)، و"أفيوس" (Avios) -الّتي تشمل الخطوط الجويّة البريطانيّة، و"إيبيريا" (Iberia)، و"فين إير" (Finnair)، و"يونايتد إيرلاينز" (United Airlines)، و"إنتركونتيننتال" (Intercontinental)، و"أكور" (Accor)، أو تحويلها إلى نقودٍ مستردّةٍ (Cashback). وأضافت فوت: "يشجّع هذا النّهج القائم على التّلعيب على الاستخدام الصّحيح للنّظام مع تقديم قيمةٍ ملموسةٍ للمستخدمين".

بعد أن أعلنت عن تحقيق إيراداتٍ تجاوزت 1.2 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في الرّبع الأوّل من عام 2025، وحقّقت نموّاً سنويّاً بنسبة 800% في الإيرادات للعام الثّالث على التّوالي، تركّز قاشيو الآن على الحفاظ على هذا المسار التّصاعديّ. وفي هذا السّياق، أوضح أرمين مرادي، الرّئيس التّنفيذي لشركة قاشيو، لمجلة "عربية .Inc"  أنّ التّركيز على بناء واستدامة العلاقات طويلة الأمد مع العملاء كان مفتاح نجاح الشّركة، وقدّم نصيحةً لمؤسّسيّ شركات التّكنولوجيا الماليّة (B2B) الّذين يسعون إلى النّموّ والتّوسّع، مفادها أن يركّزوا على تقديم قيمةٍ حقيقيّةٍ لعملائهم.

قال مرادي: "أعطِ الأوّلويّة للنّمو المستدام. وقد يكون الاحتفاظ بالعملاء مهمّاً بقدر أهميّة جذب عملاء جددٍ؛ فالعملاء الأوفياء يتطوّرون مع منتجك، ويقدّمون ملاحظاتٍ قيّمةً، ويبنون الثّقة بمرور الوقت إذا استثمرت في العلاقة معهم. في حين أنّ التّسويق المكثّف قد يحقّق مكاسب قصيرة الأمد، عملاء اليوم أكثر وعياً ومن غير المرجّح أن يلتزموا على المدى الطّويل مع شركةٍ تقدّم حوافز مؤقّتةٍ فقط. لذلك، ركّز على بناء قيمةٍ مستدامةٍ وشراكاتٍ ذات مغزىً تصمد أمام الزّمن".