شركة Byit Capital تحصد تمويلاً بقيمة 1.1 مليون دولار للتوسّع خليجياً

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

حصلت شركة Byit Capital، وهي منصّة بروبتك عالية النمو (البروبتك، اختصاراً لـ Property Technology، وهو استخدام التكنولوجيا لإعادة تشكيل قطاع العقارات وتحسين كفاءته)، وُلدت في مصر وتتّخذ من دولة الإمارات مقرّاً لها، على تمويلٍ استراتيجيٍّ بقيمة 1.1 مليون دولار أميركي، وذلك من شركة رأس المال المغامر A15 ومقرّها القاهرة، إلى جانب مجموعة بلتون القابضة للخدمات الماليّة والاستثمار، ومجموعة من المستثمرين الملائكيّين.

تأسّست Byit على يد أنطوان عازر في القاهرة عام 2022، بوصفها منصّة بروبتك تضع الوسيط العقاري في صدارة نموذجها التشغيلي، وتعتمد مقاربة مختلفة جذريّاً لوساطة العقارات، تقوم على تحسين اقتصاديات الوسطاء وإزالة العوائق التشغيليّة التقليديّة، بهدف تحديث سوقٍ مجزّأٍ ومثقلٍ بالعمولات. وبعد انطلاقتها في مصر وتوسّعها لاحقاً إلى دولة الإمارات، تستعدّ المنصّة اليوم لمرحلة نموّ جديدة تشمل المملكة العربيّة السعوديّة والأسواق الخليجيّة الأوسع.

وفي مقابلة مع "عربية .Inc"، أوضح أنطوان، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة Byit Capital، أنّ فكرة الشركة انطلقت من ملاحظة خللٍ هيكليٍّ عميقٍ في طريقة عمل قطاع العقارات. وقال: "أسّست Byit في القاهرة عام 2022 بعدما أدركت أنّ الصناعة بُنيت على استخلاص القيمة من الوسطاء بدلاً من دعمهم. كان يُتوقّع من الوسيط توليد الطلب، وإدارة العملاء، وإغلاق الصفقات، مع تحمّل معظم المخاطر، مقابل الحصول على الحصّة الأصغر".

ولمعالجة هذا الخلل، طوّرت Byit نموذجاً يعكس اقتصاديات الوساطة التقليديّة. وأضاف أنطوان: "مهمّتنا أن نكون شركة الوساطة الأكثر سخاءً ودعماً في المنطقة. وهذا يعني عمولة بنسبة 80%، ومن دون إيجار مكاتب، أو عقود مطوّرين، أو أعباء تشغيليّة. نحن نزيل الاحتكاك ليتمكّن الوسطاء من التركيز على البيع والنموّ وبناء مسارات مهنيّة طويلة الأمد، لا مجرّد البقاء من شهر إلى آخر".

ويأتي توسّع Byit في توقيتٍ مفصليٍّ لقطاع العقارات في المنطقة. إذ يرى آزر أنّ العامين إلى الأعوام الثلاثة المقبلة ستشهد تحوّلاً جذريّاً في نظرة الوسطاء لمساراتهم المهنيّة والمنصّات التي يختارون العمل معها. وقال: "التحوّل الأكبر هو أنّ الوسطاء لن يقبلوا بعد اليوم بأن يُعاملوا كمجرّد منفّذين لإغلاق الصفقات. في الخليج، أصبح الوسطاء أكثر طموحاً وانتقائيّة؛ إنّهم يبحثون عن منصّات تستثمر فيهم، وتحمي مصالحهم، وتساعدهم على النموّ. الوسطاء الفائزون هم أولئك الذين يتصرّفون كشركاء لا كحرّاس بوّابات".

ويتقاطع هذا التحوّل في توقّعات الوسطاء مع الطريقة التي صمّمت بها Byit عرضها القيميّ منذ البداية؛ فمع أكثر من 40 ألف وسيط مستقلّ، يقدّم نموذج الشركة -الذي يتيح للوسطاء الحصول على ما يصل إلى 90% من عمولات المطوّرين، والوصول إلى مخزون موثوق من المشاريع، وشبكة تضمّ أكثر من 450 شريكاً، وأكثر من 1,000 مشروع موثّق، بديلاً قابلاً للتوسّع ومدفوعاً بالبيانات مقارنةً بهياكل الوساطة التقليديّة. وقال أنطوان: "في Byit، نعامل كلّ وسيط على أنّه صاحب عمل. دورنا هو دعمه من خلال إتاحة الوصول، وبناء المصداقيّة، وتوفير الهيكل العادل، ليعمل بثقة في أسواق تتّسم بالتحدّي مثل السعوديّة والإمارات".

وتزداد أهميّة هذا التموضع مع توسّع الشركة في أسواق الخليج. فبحسب آزر، يشهد النظام البيئيّ الإقليميّ نضجاً ينسجم مع نموذج Byit، إذ بات المطوّرون يفضّلون الوسطاء الموثوقين والمستعدّين على الكمّ، في حين يطالب الوسطاء بحريّةٍ أكبر وأرباحٍ أعلى إلى جانب دعم شركة الوساطة، فيما تدفع الجهات التنظيميّة نحو مزيد من الشفافيّة والاحترافيّة. وأضاف: "تتموضع Byit تماماً عند هذا التقاطع، ونحن نخلق الثقة للطرفين، مع إبقاء مصلحة الوسيط في قلب النموذج".

وعن ازدحام مشهد البروبتك في المنطقة، يرى أنطوان أنّ معظم اللّاعبين يغفلون عمّا قد يكون أكبر فرصة في القطاع، وهي الواقع العاطفيّ والاقتصاديّ للعاملين فيه، وبشكلٍ خاص الوسطاء. وقال: "تحسّن معظم المنصّات القوائم أو تخدم المطوّرين. وصمّم القليل جداً منها لتقليل إرهاق الوسطاء، وعدم الاستقرار الماليّ، وحالة الاعتماد؛ فالمنصّات التي تقدّم اقتصاديات عادلة، ودعماً حقيقيّاً، وأنظمة تركّز على الإنسان، هي التي ستقود المرحلة المقبلة من البروبتك".

وللمؤسّسين الجدد في مجال البروبتك، ولا سيّما في أسواق الخليج سريعة التطوّر، قدّم أنطوان نصيحةً مستمدّةً من تجربته في بناء Byit، قائلاً: "إذا بنيت منصّتك للوسطاء بسخاءٍ واستمراريّةٍ، فسوف يبنون هم العمل من أجلك. في البروبتك، لا يُشترى الولاء بالأدوات، بل يُكتسب من خلال الحضور، وتوزيع القيمة بعدل، والوقوف إلى جانب فريقك عندما يكون ذلك مهمّاً. هكذا بنينا Byit، وبهذا الأسلوب نخطّط للتّوسّع".