مارغاريتا ريفيرا من شركة Carnival: متحدثة بارزة في Black Hat MEA
يستعرض خبراء الأمن السيبراني التّحديات والفرص، ويكشفون استراتيجيّاتٍ مبتكرةً لحماية المؤسّسات من التّهديدات الرّقميّة المتزايدة
يجتمع كبار الخبراء في مجال الأمن السيبراني على المستوى العالمي في المملكة العربية السعودية خلال النسخة الرابعة من بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا (Black Hat MEA)، التي تُقام في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2025 في الرياض، حيث ستنضم إلى المتحدثين على المنصة مارغاريتا ريفيرا، المديرة التنفيذية لأمن المعلومات (CISO) في "شركة كرنفال" (Carnival Corporation).
في منصبها الحالي لدى شركة كرنفال، وهي إحدى شركات "فورتشن 200" (Fortune 200) الّتي تدير 9 علامات تجارية، وأكثر من 90 سفينة، ولديها قوة عاملة عالمية في أكثر من 40 دولة، تتولى ريفيرا مسؤولية حماية بيئة معقدة للغاية تجمع بين تقنية المعلومات المؤسسية، والتقنية التشغيلية البحرية، وأنظمة مواجهة الضيوف، وسلاسل الإمداد العالمية. ومع فريقها، تدير ريفيرا استراتيجية الأمن السيبراني، والحوكمة، والهندسة، وإدارة الهوية، وعمليات التهديدات، وأمن السفن، بينما تواصل الشركة تحولها الرقمي عبر عمليات الشاطئ والأسطول. وتوضح ريفيرا لـ"عربية .Inc": "نظراً لأن أعمالنا تتحرك حرفيّاً حول العالم، فإن الأمن السيبراني ليس مجرد وظيفة تقنية معلومات، بل هو قدرة حيوية تمكّن من العمليات الآمنة، وتحمي ضيوفنا، وتدعم صمود علامة تجارية عالمية في الضيافة والسفر".
ويعكس هذا وجهة نظر ريفيرا حول أحد أكبر المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالأمن السيبراني اليوم، وهو أنه مجرد مشكلة تقنية معلومات. توضح قائلة: "إنه خطر على الأعمال التجارية. يؤثر في السلامة، والعمليات، والإيرادات، وثقة العلامة التجارية".
لكن هناك مفاهيم خاطئة أخرى عن الصناعة، تضيف ريفيرا، مشيرة إلى أن كثيرين يعتقدون أن امتلاك المزيد من الأدوات يعني تلقائيّاً أمناً أفضل، وهذا غير صحيح. وتقول: "معظم الخروقات تحدث في المؤسسات التي تمتلك عشرات الأدوات بالفعل؛ ما تفتقده هو التكامل، والرؤية الشاملة، والعمليات الفعّالة". وتشير أيضاً إلى خطأ شائع آخر، وهو الافتراض بأن مؤسستك ليست هدفاً للتهديدات. وتؤكّد: "الجميع هدف، حتّى لو اعتقدت أن بياناتك غير ذات قيمة، فبنيتك التحتية ذات قيمة".
وفي الواقع، فإنّ هذه المجالات تحديدًا هي التي تشكّل ملامح مشهد الأمن السيبراني، مع إشارة ريفيرا إلى تزايد الهجمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (AI) وعمليات الأتمتة كتهديدات متنامية أمام المؤسسات اليوم. وتوضح: "يستخدم الفاعلون الخطرون الذكاء الاصطناعي لتوسيع نطاق الهندسة الاجتماعية، وتسريع مرحلة الاستطلاع، وابتكار هجمات مخصّصة وعالية السرعة. هذا يضغط على الوقت المتاح للمدافعين للاستجابة". كما تشير إلى أنه مع توسع العمل الهجين وأنظمة البرامج كخدمة (SaaS)، تصبح الهوية هي المحيط الأمني الجديد، وتعمل كنقطة الدخول الأولى إلى بيئات المؤسسات. وتضيف: "يمكن العثور على تحديات إضافية في سلاسل الإمداد والمخاطر المتعلقة بالأطراف الثالثة، مشيرة إلى أن "النظم المعقدة للموردين تعني أن المؤسسات غالباً ما تُخترق عبر الشركاء، والتكاملات، وخدمات السحابة، وليس عبر الهجمات المباشرة".
تشمل المخاطر الأخرى، وفق ريفيرا، تقاطع أمن تقنية المعلومات والتقنية التشغيلية، حيث تواجه صناعات مثل البحرية والطيران والطاقة والتصنيع ضغطاً متزايداً لتأمين التقنية التشغيلية التي لم تُصمم أصلاً مع وضع الأمن في الاعتبار. وأخيراً، تعمل التوترات الجيوسياسية على زيادة النشاط السيبراني، مع ملاحظة ريفيرا أن الصراعات الإقليمية والجهات الفاعلة المدعومة من الدول تزيد من كل من وتيرة الهجمات واستراتيجيتها المعقدة حول العالم.
وعلى الرغم من ارتفاع التهديدات، ترتفع الفرص أيضاً، وترى ريفيرا أن الحدود القادمة في الأمن السيبراني ستتحدّد في مجالات مثل الدفاع المعزز بالذكاء الاصطناعي، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة الكشف، وتسريع التحقيقات، وتقليل عبء المحللين. كما تشير إلى أهمية استخبارات الهوية والثقة الصفرية على نطاق واسع، خصوصاً في المؤسسات العالمية المعقدة، كفرص رئيسية للابتكار. وبشكل حاسم، تؤكد ريفيرا أن تحديث أمن التقنية التشغيلية أمر جوهري للابتكار في الأمن السيبراني، لأنه يمكّن المؤسسات من حماية البنية التحتية الحرجة والبيئات التشغيلية حيث يلتقي العالم الرقمي بالفيزيائي. وأخيراً، تشدد على ضرورة برامج أمنية مرنة وقابلة للتكيّف، قائلة: "تحتاج المؤسسات لإعادة التفكير في النماذج الأمنية التقليدية البطيئة لصالح التعلم السريع، والتقييم المستمر، ودورات اتخاذ القرار الأسرع".
فيما يتعلق بالشرق الأوسط، تشير ريفيرا إلى أن هذه الاتجاهات غالباً ما تتضخم بسبب التحول الرقمي السريع في المنطقة. تقول: "المبادرات الوطنية الطموحة، والمشاريع الضخمة الناشئة، واستراتيجيات السحابة أوّلاً، تخلق فرصة هائلة، لكنها تزيد من التعرض للمخاطر. سرعة الابتكار هنا مذهلة، ويجب أن يواكبها الأمن".
ولهذا السبب، تضيف، تُعد المنطقة جاهزة لتصبح محوراً مؤثراً في تحول الأمن السيبراني. وفي هذا السياق، تبرز ثلاث نقاط رئيسية بالنسبة لريفيرا: سرعة التحول غير المسبوقة، المشاريع الضخمة الطموحة، والاستثمار الوطني القوي والتزام القيادة. وتوضح: "المملكة العربية السعودية تتقدم أسرع من معظم مناطق العالم في تبني التقنيات الجديدة، وبناء البنية الرقمية، ودفع عجلة الابتكار، ممّا يخلق محفزاً طبيعياً لتطوير الأمن السيبراني". وتضيف أن المبادرات مثل "نيوم" (NEOM)، و"ذا لاين" (The Line)، ومشاريع التنمية العملاقة تخلق بيئات خضراء يمكن بناء أمن الجيل التالي فيها من الأساس.
وتشير ريفيرا إلى أن الاستثمار الوطني القوي والتزام القيادة عنصران أساسيان لخلق بيئة تمكّن الابتكار في الأمن السيبراني من الازدهار. تقول: "يُعامل الأمن السيبراني كأولوية استراتيجية، وليس كأمر ثانوي، على المستوى السياسي، والوطني، والمؤسسي. هذا المستوى من التنسيق نادر عالميًا. كل هذا يخلق نظاماً بيئياً فريداً حيث يلتقي الطموح بالاستثمار والموهبة، ما يجعل المنطقة قوة مؤثرة في تشكيل مستقبل الأمن السيبراني".
في بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025، ستشارك ريفيرا في حلقة نقاش بعنوان "النساء في الواجهة: التنوع كمضاعف"، وفي حلقة قمة تنفيذية بعنوان "عندما تتلاشى الحدود وتتفاقم الخروقات". في جلستها الرئيسية، ستناقش الاستراتيجية الرشيقة، مركّزة على "كيف يمكن للمؤسسات التحرك بسرعة، والتعلم بسرعة، وبناء برامج أمنية تتكيف مع سرعة المشهد التهديدي اليوم". تقول: "صُممت نماذج الاستراتيجية التقليدية لعالم أبطأ، تعتمد على خرائط طريق متعددة السنوات، وحوكمة ثقيلة، ودورات تخطيط صارمة. لكن الأمن السيبراني -والأعمال- لم تعد تعمل بهذا الإيقاع". ومن خلال جلستها، ستستعرض أسباب انهيار عمالقة عالميين مثل: "بلاك بيري" (BlackBerry)، و"نوكيا" (Nokia)، و"كوداك" (Kodak)، لماذا تتفوق السرعة على الحجم في الأمن الحديث، الحاجة إلى دورات تعلم أقصر من دورات الهجوم، كيفية بناء برامج أمنية رشيقة وعالية السرعة والتأثير، والخطوات العملية التي يمكن للمديرين التنفيذيين تنفيذها فوراً لمواجهة التهديدات السيبرانية.
وتختم ريفيرا قائلة: "يجب على الحضور الانضمام إذا أرادوا إعادة التفكير في كيفية بناء الاستراتيجية، وتسريع اتخاذ القرار، وقيادة الفرق في عالم أصبحت فيه الحركة، والمرونة، والتعلم هي الميزة التنافسية الحقيقية".
تابعوا ريفيرا في النسخة الحالية من بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا، أكبر تجمع عالمي للخبراء في الأمن السيبراني، الذي يُقام في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2025 في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في الملهم؛ يمكنكم التسجيل لحضور الفعالية من خلال النقر هنا.
وتعد "عربية .Inc" شريكاً إعلامياً لبلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا.