في طليعة التحول الرقمي: فعالية Black Hat MEA تعود إلى الرياض بنسختها الرابعة
تعود بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا إلى الرياض حاملةً معها جدولاً موسّعاً، ومشاركةٍ دوليّةٍ واسعةٍ، وتركيزاً معمّقاً على الذكاء الاصطناعي، والتّهديدات الصّاعدة، وتنمية المواهب السّيبرانيّة
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
مع استمرار تطوّر التّهديدات السّيبرانيّة على مستوى العالم، يزداد الإلحاح للبقاء في الطّليعة. وفي ظلّ هذا المناخ المتغيّر باستمرارٍ، تقام فعاليّة "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" (Black Hat MEA) -مجتمع الأمن السّيبراني العالميّ- مرةً أخرى في المملكة العربيّة السعوديّة خلال نسخته السّادسة.
ومن المقرّر أن تُقام الفعاليّة بين 2 و4 ديسمبر 2025 في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم، حيث تهدف فعاليّة "بلاك هات" هذا العام إلى جمع أكثر من 45,000 مشاركٍ، و450 عارضاً، وأكثر من 300 متحدّثٍ، لتقديم أكثر من 250 ساعة محتوىً تشمل القمم التّنفيذيّة، والإحاطات الفنيّة، والأنشطة العمليّة، وجلسات التّواصل المهنيّ.
تنظّم الفعاليّة شركة "تحالف" (Tahaluf) المقيمة في المملكة بالتّعاون مع الاتّحاد السّعوديّ للأمن السّيبرانيّ، والبرمجة، والطّائرات دون طيّارٍ (SAFCSP)، لتواصل "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025 إرثها في وضع المعايير العالميّة لفعاليّات الأمن السّيبرانيّ، مقدّمةً منصّةً لتبادل المعرفة بين قادة الصّناعة، ومزوّدي التّكنولوجيا، وصنّاع القرار.
يقول ستيف دورانينغ (Steve Durning)، مدير المحفظة في شركة تحالف، في حديثه مع "عربيةInc. ": "تعدّ "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" الحدث الأوّل للأمن السّيبرانيّ في المنطقة، وواحدةٌ من أسرع التّجمّعات التّكنولوجيّة نموّاً على مستوى العالم. وما يجعلها متميّزةً حقّاً هو أنّها تتجاوز كونها مؤتمراً، فهي مجتمعٌ يلتقي فيه قادة الحكومات، وكبار مسؤولي أمن المعلومات العالميّين (CISOs)، والقراصنة الأخلاقيّون، والمبتكرون لصياغة مستقبل الأمن الرّقميّ. وعلى مرّ السّنوات، شهد الحدث نموّاً هائلاً، إذ يسافر الآن 10 الآلاف من الزوّار من أكثر من 100 دولةٍ إلى الرياض سنويّاً للتعلّم والمنافسة والتّعاون. وقد استضاف بعضاً من أكثر الأسماء احتراماً في مجال الأمن السيبراني، بدءاً من الباحثين العالميّين المشهورين وصولاً إلى شركات التّكنولوجيا الكبرى. وتُرسى كلّ دورة معايير جديدةً من حيث الحجم وجودة المحتوى والأثر الإقليميّ، وهذا ما يجعل "بلاك هات" ليست مجرّد فعاليّةٍ إقليميّةٍ، بل منصّةً عالميّة حقيقيّة وُلدت في المملكة العربيّة السعوديّة".
كما يشهد زميل ستيف، توم بورغوين (Tom Bourgoin)، مدير الفعاليّات الأوّل في شركة تحالف، بنفسه على تقدّم "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا"؛ فيقول موضّحاً: "لقد رسّخت "بلاك هات" مكانتها كأكبر فعاليّةٍ للأمن السّيبرانيّ في المنطقة، لأنّها تتجاوز مفهوم المؤتمر التّقليديّ بكثيرٍ. فهي منظومةٌ حيّةٌ تعكس الاستثمار الاستثنائيّ في صمود البنى الرّقميّة عبر الحكومات والقطّاع الماليّ والمؤسّسات. وبُنيت على إرث "بلاك هات" العالميّ، حيث تجمع بين محتوىً عالميّ المستوى، ومتحدّثين نخبةٍ، وتجارب عمليّةٍ مصمّمةٍ خصيصاً لتلبية أوّلويّات وتحديّات منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا".
على مرّ السّنوات، جذب الحدث آلاف المشاركين من أكثر من 100 دولةٍ، ومئات العارضين، ومجتمعات القراصنة العالميّة الّذين يلتقون في الرياض للتعلّم والمنافسة والتّعاون. هذه الكتلة الحيويّة من المواهب والفضول هي ما يغذّي نموّ الحدث ويواصل دفعه قدماً.
ومن منظور توم، تُعدّ نسخة 2025 من "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا الأكثر طموحاً حتّى الآن. ويظهر ذلك جليّاً من خلال جدول الفعاليّات الموسّع، حيث يعدّ أحد أبرز محاوره إطلاق قمّة "بلاك هات الماليّة"، الّتي ستجمع قادة الأمن السّيبرانيّ، والتّكنولوجيا الماليّة، والقطّاع المصرفيّ لمناقشة المخاطر النّاشئة في الاقتصاد الرّقميّ.
وفي الوقت نفسه، يتم توسيع صالات العرض، والإحاطات التّقنيّة، وقاعات الأعمال لتعزيز التّعاون الإقليميّ بشكلٍ أعمق، فيما تعود "قرية الشّركات النّاشئة سايبر سيد" (Cyber Seed Startup Village) مع برنامجٍٍ أقوى لمطابقة المستثمرين، إضافةً إلى محتوىً جديدٍ سيركّز على جاهزيّة البنى التّحتيّة الحيويّة وتطوير التّكنولوجيا السّياديّة.
ولكن التّغيّيرات المتوقّعة في نسخة هذا العام من "بلاك هات" لا تقتصر على البنية التّنظيميّة فحسب، بل تشمل الجانب الحسّي أيضاً، كما يكشف توم: "سيُلاحظ الزوّار أيضاً تجديداً كاملاً في العناصر الإبداعيّة؛ تجربةٌ معماريّةٌ وبصريّةٌ غامرةٌ تعكس اندماج الابتكار والتّكنولوجيا والإنسانيّة في قلب الأمن السّيبرانيّ اليوم".
ومع أنّ فعاليّة "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" تنمو من حيث الحجم والتّعقيد، يظلّ موقعه محوريّاً في هويّته، ووفقاً لستيف، فإنّ قرار استضافة الحدث في الرياض يعكس مباشرةً الدّور المتنامي للمملكة العربيّة السعوديّة في المشهد التّكنولوجي العالميّ؛ فيقول: "استضافة "بلاك هات" في الرياض قرارٌ مدروسٌ بعنايةٍ، إذ تعدّ المملكة اليوم واحدةً من أكثر الاقتصادات الرّقميّة طموحاً في العالم؛ فهي تستثمر بكثافةٍ في الأمن السّيبرانيّ، والذّكاء الاصطناعيّ، وتقنيات الحوسبة السّحابيّة كعوائل لتمكين رؤية 2030. وتمثّل الرياض نقطة التقاء الابتكار والطّموح والقدرات؛ فالمواضيع التي نغطيها، من أمن الذّكاء الاصطناعيّ وأطر الثّقة الصّفريّة إلى حماية البنى التّحتيّة الحيويّة، تتماشى مباشرةً مع جدول التّحوّل الوطنيّ للمملكة. ونحن نعرض التّقنيات والاستراتيجيّات الّتي لا تحمي فقط المشاريع الضّخمة والمدن الذّكيّة في السعودية، بل تساعد أيضاً على تحديد أفضل الممارسات عالميّاً. وفي كثيرٍ من الجوانب، أصبحت الرياض نقطة الالتقاء الجديدة بين الشّرق والغرب للتّعاون في مجال الأمن السّيبرانيّ، وتفتخر "بلاك هات" بأن تكون جزءاً من هذه المسيرة".
في عام 2024، استضافت "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" في الرياض أكثر من 40,000 مشاركٍ من أكثر من 100 دولةٍ، وهو حضورٌ يبرز المكانة الدّوليّة الرّاسخة للحدث. ولكنّه يعكس أيضاً حجم الاهتمام الحاليّ بمجال الأمن السّيبرانيّ، الذي يشهد، وفقاً لتوم، «تحوّلاً زلزاليّاً» على مستوى العالم. فيوضّح قائلاً: "تتصاعد التّهديدات النّاتجة عن الذّكاء الاصطناعيّ والهجمات السّيبرانيّة الآليّة، ما يجعل السّرعة والقدرة على التّكيّف أمراً ضروريّاً. كما نلاحظ زيادةً في أنشطة الدّول المستهدفة للبنى التّحتيّة الحيويّة، في حين تظهر أطرٌ تنظيميّةٌ وسياسات خصوصيّةٍ جديدةٌ لمعالجة الذّكاء الاصطناعيّ، ونزاهة البيانات، وأمن عصر الحوسبة الكموميّة. وفي منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، المشهد متسارعٌ أيضاً؛ فسرعة التّحوّل الرّقميّ عبر الحكومات، والقطّاع الماليّ، والمشاريع الضّخمة غير مسبوقةٍ. وفي الوقت نفسه، يشهد السّوق نموّاً في تطوير الكفاءات السّيبرانيّة الوطنيّة والمبادرات السّيادية المصمّمة لتوطين القدرات. وقد وسّع الاعتماد السّريع على تقنيات الحوسبة السّحابيّة والذّكاء الاصطناعيّ سطح الهجمات، لكنّه في الوقت ذاته سرّع الابتكار".
كما يضيف توم أنّ هذه التّحوّلات في مشهد الأمن السّيبرانيّ هي بالضّبط ما بُني عليه برنامج نسخة هذا العام من "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا". فإلى جانب إدخال مساراتٍ مخصّصةٍ للذّكاء الاصطناعيّ ونزاهة البيانات، وإدارة الهويّة، وهياكل الثّقة الصّفريّة، واستخبارات التّهديدات، يشير توم إلى أنّ نسخة 2025 تهدف أيضاً إلى تسهيل الحوار بين الخبراء العالميّين وكبار مسؤولي المعلومات (CISOs) الإقليميّين لابتكار حلولٍ تتناسب -خصيصاً- مع سياق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن بين المتحدّثين البارزين في الحدث: بيورن آر. واتن (Bjørn R. Watne)، المدير العالميّ للأمن المعلوماتيّ في الإنتربول؛ وتود هيمين (Todd Hemmen)، نائب مساعد مدير قسم الجرائم الإلكترونيّة في مكتب التّحقيقات الفيدراليّة (FBI)؛ وأروى الحامد، المدير العامّ للأمن السّيبرانيّ في وزارة الاستثمار السّعوديّة، إلى جانب العديد من الشّخصيّات الأخرى. كما سيشهد الحدث تجمّع عشرات روّاد الأعمال، مع تسليط ستيف الضّوء على مسابقة الشّركات النّاشئة "سايبر سيد" (Cyber Seed) المنافسة الرّئيسة للابتكار، الّتي ستمنح المؤسّسين فرصةً للظّهور عالميّاً والوصول إلى مستثمرين يبحثون فعليّاً عن الاختراق القادم في مجال الأمن السّيبرانيّ.
ولكن تشكيل مستقبل الأمن السّيبرانيّ يتطلّب أيضاً الاستثمار في أولئك الّذين سيقودونه يوماً ما. ولهذا السّبب يسلّط ستيف الضّوء على التزام "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" بتنمية الشّباب باعتباره حجر الزّاوية للحدث.
ويكشف ستيف: "يحضر كلّ عامٍ آلاف الطّلاب إلى بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا، لاكتساب الاطّلاع على أحدث التّقنيات، والتّفاعل مع الخبراء العالميّين، وتجربة الأمن السّيبرانيّ عمليّاً. ومن خلال مبادراتٍ مثل: (Black Hat Campus)، وبرامج التّدريب والغوص العميق (Deep-Dive)، نوفّر مساراتٍ متاحةً للشّباب لبناء مهاراتٍ حقيقيّةً وروابط في الصّناعة. وفي نسخة 2025، نعزّز هذا الالتزام؛ فسنوسّع ورش العمل للطّلاب، ونزيد القدرة على المشاركة في مسابقات (Capture the Flag)، وننشئ مساحاتٍ للإرشاد حيث يمكن للمحترفين الطّموحين التّعلّم مباشرةً من المخضرمين في القطّاع. ونسعى بذلك إلى سدّ فجوة المهارات السيبرانيّة عالميّاً من خلال ضمان أنّ الجيل القادم في المنطقة مجهّزٌ، ملهمٌ، ومستعدٌّ للقيادة".
يرتبط التزام "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" بتطوير الكفاءات ارتباطاً وثيقاً بالدّور الأوسع الّذي يلعبه الحدث كملتقىً لجميع الأطراف الفاعلة في تشكيل مشهد الأمن السّيبرانيّ الإقليميّ. ويوضّح ستيف: "لقد كان النّهج القائم على النّظام البيئيّ دائماً في صميم استراتيجيّتنا؛ فالأمن السّيبرانيّ لا يعمل بمعزلٍ عن الآخرين؛ إنّه مجالٌ مترابطٌ يعتمد على التّعاون بين صانعي السّياسات، والشّركات، والأوساط الأكاديميّة، ومجتمع القراصنة الأخلاقيّين. ومنذ البداية، صمّمنا "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" كملتقىً محايدٍ لتلاقي جميع هذه العوالم. وكانت النّتائج مذهلةً؛ فشهدنا وكالاتٍ حكوميّةً تتعاون مع شركاتٍ ناشئةٍ وُلدت من مسابقة (Cyber Seed)، واكتشفت المؤسّسات مواهب محليّةً تم توظيفها لاحقاً أو تمّ توجيهها، وساعد القراصنة الأخلاقيّون المنظّمات في تعزيز أنظمتها في الوقت الفعليّ عبر مسابقات (Capture the Flag) وبرامج المختبرات الحيّة. هذا النّوع من التّبادل المعرفيّ هو بالضّبط ما يدفع عجلة التّقدّم، وهو ما يجعل "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" محفّزاً فريداً لنظام الأمن السّيبرانيّ الإقليميّ.
الآن، بالنّظر إلى ما تقدّمه فعاليّة "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" للمشاركين هذا العام، ما الّذي ينبغي فعله للاستفادة القصوى من الحدث؟ يجيب، مدير الفعاليّة الأوّل: "أهم نصيحةٍ أقدّمها هي التّعامل مع "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" كتجربةٍ متكاملةٍ، لا مجرّد معرضٍ تجاريٍّ. إنّها فرصةٌ للتّعلّم، وبناء العلاقات، والتّفاعل العمليّ مع التّقنيات الّتي تشكّل مستقبل الأمن السّيبرانيّ. لذلك، خطّط مسبقاً لمراجعة جدول الفعاليّات وتحديد الجلسات، وجلسات التّوجيه التّقنيّة، ومعرض أرسنال التّفاعليّ الّتي تتوافق مع اهتماماتك. وتواصل بشكلٍ استراتيجيٍّ؛ فالمحادثات الّتي تجريها في الرّياض غالباً ما تؤدّي إلى شراكاتٍ تتجاوز الحدث نفسه. وخصّص وقتاً لاستكشاف مناطق الابتكار والشّركات النّاشئة، فهي مصادرٌ رائعةٌ للأفكار الجديدة، ولا تفوّت الورش العمليّة الّتي تحوّل النّظريّة إلى ممارسةٍ فعليّةٍ. وأيضاً، تأكّد من الحصول على رمز "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" المميّز، الّذي أصبح علامةً للانتماء ضمن مجتمع الحدث! الأهمّ من ذلك، لا تعامل الحدث كمجرّد معرضٍ آخر، ولا تتجاوز الجلسات الّتي يقودها المجتمع، فهي غالباً ما تقدّم وجهات نظر جديدةٍ ومبتكرةٍ. إذا حضرت بفضولٍ، واستعدادٍ، وانفتاحٍ على تبادل الأفكار، فستغادر مستلهماً، ومتقدّماً بخطواتٍ على الآخرين".
حوار مع توم بورغوين، مدير الفعاليّة الأوّل في تحالف
يبدو أنّ الذّكاء الاصطناعيّ قد أصبح محور الحديث في كلّ مكانٍ اليوم؛ فكيف تتناول فعاليّة "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025" هذا الموضوع؟ هل يُنظر إلى الذّكاء الاصطناعيّ كمجالٍ آخر يحتاج إلى الحماية فحسب، أم أنّ الصّورة أوسع من ذلك؟
يُجيب توم، المدير التّنفيذيّ: "يعيد الذّكاء الاصطناعيّ تشكيل الأمن السّيبرانيّ من أساسه، وفي الوقت نفسه يتأثّر به أيضاً. في "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا"، ننظر إلى الذّكاء الاصطناعيّ من زاويتين متكاملتين: من جهةٍ، يُشكّل الذّكاء الاصطناعيّ عامل هجومٍ جديداً، حيث نشهد خوارزميّاتٍ مسلّحةً، ومقاطع مفبركةً بالذّكاء الاصطناعيّ، واستغلالاتٍ آليّةً تتحدّى الدّفاعات التّقليديّة. ومن جهةٍ أخرى، يُعدّ الذّكاء الاصطناعيّ أعظم أدواتنا الدّفاعيّة، فهو يُغذّي التّحليلات التّنبؤيّة، ويُمكّن من كشف التّهديدات في الوقت الحقيقيّ، ويُشغّل استجاباتٍ آليّةً للحوادث. طوال برنامج الفعاليّة، ستتناول الجلسات وورش العمل حوكمة الذّكاء الاصطناعيّ، وأخلاقيّات البيانات، وتطوير النّماذج الآمنة، ممّا يعزّز الفكرة القائلة بأنّ الذّكاء الاصطناعيّ والأمن السّيبرانيّ أصبحا الآن مجالين مترابطين لا ينفصلان ويحدّدان مستقبل الثّقة الرّقميّة".
سؤال وجواب مع ستيف دورنينغ، مدير المحافظ في تحالف
ما الّذي تمثّله نسخة هذا العام من "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" لمستقبل المنطقة، من المنظور الاستراتيجيّ والمجتمعيّ؟ وكيف ترى تطوّر هذه المنصّة على المدى الطّويل؟
يجيب ستيف: "تمثّل نسخة هذا العام لحظة ًحاسمةً في مسار النّضج الرّقميّ للمنطقة. لقد انتقل الأمن السّيبرانيّ من كونه وظيفةً مكتبيّةً خلفيّةً إلى أوّلويّةٍ وطنيّةٍ، وفعاليّة "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" هي المكان الّذي تصبح فيه هذه التّحوّلات مرئيّةً. ومن النّاحية الاستراتيجيّة، يظهر الحدث كيف أنّ الشّرق الأوسط لا يكتفي باستهلاك التّكنولوجيا، بل يشارك بفعاليّةٍ في تشكيل مستقبل القدرة العالميّة على الصّمود السّيبرانيّ.
وعند النّظر إلى المستقبل، نرى فعالية "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" تتطوّر لتصبح منصّةً على مدار العام لتبادل المعرفة، وتعزيز الابتكار، وتنمية المواهب، تتجاوز بكثيرٍ الأيام الثّلاثة للفعاليّة؛ فالرّؤية تقوم على بناء منظومةٍ مستمرّةٍ تربط بين الأشخاص والأفكار والمؤسّسات، جميعها تعمل نحو هدفٍ مشتركٍ واحدٍ ألا وهو: حماية مستقبلنا الرّقميّ بتصميمٍ مسبقٍ واستباقيٍّ".


