Black Hat MEA في عام 2025 يحقق أضخم نسخة بتاريخه
يشهد الحدث توسّعاً غير مسبوقٍ في حجم البرامج التّقنية والمسابقات، ويجمع آلاف المتخصّصين والمشاركين من دولٍ متعدّدةٍ لرسم ملامح مستقبل الأمن السيبراني وابتكار حلولٍ جديدةٍ
هذا المقال متوفّر باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أُعلِن عن نسخة هذا العام من بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا (Black Hat MEA)، التي انعقدت من 2–4 ديسمبر 2025 في الرياض، المملكة العربية السعودية، على أنها أكبر معرض أرضي للأمن السيبراني في العالم للسنة الثانية على التوالي، مع كونها أكبر إصدار للحدث حتى اليوم.
وامتدت فعاليات بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025 على مساحة بلغت 60,612 متراً مربعاً، وجمعت بين 500 علامة تجارية عالمية، و300 متحدث، وأكثر من 40,000 مشارك من أكثر من 163 دولة، مع تمثيل أصول استثمارية بقيمة 13.9 مليار دولار تحت الإدارة على أرض المعرض.
وفي حوار مع "عربية .Inc"، أشار توم بورغوين، مدير الفعاليات الأول في بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى الكيفية التي أصبح بها الحدث في الرياض نقطة تجمع مركزية لمجتمع الأمن السيبراني العالمي. واشتمل بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025 على نشاطات عملية إلى جانب محاضرات، ومناقشات جماعية، وكلمات رئيسية.
وقال توم: "أبرز ما يلفتني هو النمو الكبير للمجتمع، من الطلاب إلى كبار مسؤولي أمن المعلومات في شركات "فورتشن 500" (Fortune 500) وممثلي الحكومات. وأعتقد أن هذا الحدث يساعد بالفعل في وضع المملكة العربية السعودية كأحد أهم المراكز العالمية للأمن السيبراني".
وبرزت سعة الحدث وعمقه في تنظيم أكبر منافسة التقاط العلم (Capture the Flag) في العالم، حيث عملت الفرق على تحديات استغلالية شملت التشفير، والهندسة العكسية، والأسطح الهجومية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي (AI). وبعد ثلاثة أيام من المنافسة، حصل فريق "بلاتينوم" (Platinum) على المركز الأول ضمن الفئة السعودية، فيما حل فريق 0xA في المركز الأول ضمن الفئة الدولية.
واستضاف بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا هذا العام أيضاً بطولة كأس مكافآت الثغرات (Bug Bounty Cup)، التي اختُتمت بفوز عمر الزغيبي بالمركز الأول بعد كشفه ثغرات عالية التأثير في بيئات حية على منصة باغ باونتي السعودية (BugBounty.sa). وفي الوقت ذاته، شهدت منصة الشركات الناشئة منافسات سيبر سيد (CyberSeed)، حيث قدمت عشر شركات مختارة عروضًا أمام المستثمرين، ومسؤولي أمن المعلومات، وقادة القطاع، في جلسة هدفت إلى إبراز المؤسسين الذين يطوّرون تقنيات دفاعية جديدة.
وانتهت المنافسة بفوز شركة "سهل" (Sahl)، وهي منصة حوكمة ومخاطر والتزام تعمل بالذكاء الاصطناعي (AI) ومصممة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجائزة قدرها 30,000 دولار دون أي مقابل أسهم. كما حصلت الشركة على فرصة لتمثيل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في النسخة الأمريكية المقبلة من بلاك هات (Black Hat) ضمن منافسة الضوء العالمي للشركات الناشئة (Global Startup Spotlight)، حيث ستتنافس مع فائزين مماثلين من مناطق أخرى.
كما أرست المناقشات في بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025 أيضاً الأساس لما سيبدو عليه الأمن السيبراني في المستقبل. على سبيل المثال، في محاضرة بعنوان "اضرب أولاً في حرب الذكاء الاصطناعي: إعادة توصيل الإنترنت وفق نموذج الثقة الصفرية"، تناول ديفيد ريديكوب، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آدم نتووركس (ADAMnetworks)، ارتفاع هجمات التصيّد وإساءة استخدام النطاقات. وأوضح أنّ "80% من محرك الاقتصاد العالمي ما يزال قائماً على الشركات الصغيرة والمتوسطة" التي غالباً ما تفتقر إلى الضوابط الحديثة، بينما ارتفعت الأنشطة الهجومية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 4,151%. ودعا ريديكوب إلى خفض موقع الضوابط الوقائية داخل طبقات التكنولوجيا لتمكين المدافعين من التحرك في وقت أبكر ضمن سلسلة الهجوم، ومعالجة التهديدات التي تعجز طبقات الاكتشاف التقليدية عن رصدها.
وسعت مناقشة أخرى لإبراز الأهمية المتزايدة للاستعداد للتأمين السيبراني، حيث قال دانيال بودن، كبير مسؤولي أمن المعلومات في مارش ماكلينان (Marsh McLennan)، إن تخطيط الاستجابة للحوادث بات مؤشّراً أساسيّاً على قدرة المؤسسة على تحمّل الاختراقات. وأضاف: "تتمثل الخلاصة في قابلية التأمين في مدى احتمال تعرضك للاختراق"، مشيراً إلى أن خطة الاستجابة للحوادث المتقنة والمُحاكاة بالكامل تمثل الضابط الأكثر فعالية في تقليل هذا الاحتمال. وشجّع بودن قادة الأمن على العمل عن قرب مع السماسرة الذين "يشاهدون الحوادث لدى جميع عملائهم يوميّاً" ويدركون أين تنهار الدفاعات عادة.
شاهد أيضاً: Black Hat MEA يجمع قيادات الأمن السيبراني في الرياض
ومع اختتام نسخة 2025 الناجحة، يستعد بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا للعودة إلى الرياض من 1–3 ديسمبر 2026، مع برنامج تقني أعمق ومسابقات موسعة تعتمد على موضوعات النقاش لهذا العام.
كما قال بورغوين: "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا أكثر من مجرد مؤتمر؛ إنه نقطة اجتماع مجتمع الأمن السيبراني العالمي. فهناك متحدثون عالميون، وتدريب عملي، وأعمال حقيقية تجري على أرض المعرض، وهو أكبر تجمع لمواهب الأمن السيبراني في المنطقة. ولذلك، إذا كنت مهتمًا بالأمن السيبراني، سواء كنت مبتدئاً أو قائداً عالميّاً، فلا مكان آخر ينبغي أن تكون فيه".
وفتح بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2026 باب التسجيل المبكر من هنا.