كيف تقود نورتاش أفريدي علامة Bateel نحو العالميّة؟
من قلب الصحراء إلى عواصم العالم، تسعى بتيل لتكون مرادفاً للفخامة، بقيادة امرأةٍ آمنت بأن التّمر يمكن أن يكون رمزاً عالميّاً للذّوق الرفيع

عندما تسلّمت نورتاش أفريدي منصب الرّئيسة التّنفيذيّة العالميّة لعلامة "بتيل" (Bateel) السّعوديّة المتخصّصة في المنتجات الفاخرة ومقاهي الضّيافة، في شهر أغسطس 2024، كان ذلك الانتقال بنفسها إلى فصلٍ جديدٍ، ولكن عسيرٍ.
أفريدي، الّتي شغلت في العام الماضي منصب الرّئيسة التّنفيذيّة لعلامة الشّوكولاتة العالميّة "غوديفا" (Godiva)، تقود اليوم خطط التّوسّع الدّوليّ لـ "بتيل"، وهي خططٌ يمكن وصفها بـ "الجريئةٍ"، على الأقلّ.
وعندما سألناها في "عربية .Inc" عن دوافعها لقبول هذا الدّور، أجابت قائلةً: "بما تمتلكه (بتيل) من أسسٍ راسخةٍ في الزّراعة العضويّة، والالتزام الواضح بالجودة والاستدامة، فإنّها قدّمت لي تحدّياً جديداً: أن أحوّل هذه الجوهرة المحلّيّة إلى علامةٍ ذوّاقةٍ معروفةٍ على مستوىً عالميٍّ".
ولا شكّ في أنّ الطّريق أمامها ليس مفروشاً بالورد. في شهر أبريل الماضي، أعلنت "بتيل"، المدعومة من قبل الشّركة الفرنسيّة المتعدّدة الجنسيّات "لويس فيتون مويت هينيسي" (Louis Vuitton Moët Hennessy، LVMH)، عن خطّة نموٍّ خمسيّةٍ تستهدف تثليث إيراداتها بحلول عام 2029.
وستشمل هذه الخطّة توسّعاً طموحاً، يراد لـ"بتيل" فيه أن ترفع عدد مقاهيها ومتاجرها، والّتي تبلغ حاليّاً 200، إلى 500 في غضون خمس سنواتٍ، أي ما يعادل فتح نحو 60 فرعاً جديداً كلّ سنةٍ. وتجدر الإشارة إلى أنّ كامل هذا التّوسّع يموّل داخليّاً، من تدفّقات النّقد الخاصّة.
وعلى الجانب العمليّ، ستكون "بتيل" مضطرّةً إلى تثليث مساحة مزارع نخيل التّمر، وبناء مصنعٍ جديدٍ، إلى جانب سدٍّ لجمع مياه الأمطار، يساهم في تغذية المياه الجوفيّة الّتي تروي تلك المزارع.
ومع أنّه يمكن تلخيص توسّع "بتيل" العالميّ بالأرقام والمخطّطات، إلّا أنّ منتجها يجسّد التّحدّي الحقيقي الأكثر تميّزاً: التّمر.
فعلى الرّغم من أنّ تمور "بتيل"، المقدّمة في علبٍ فاخرةٍ، والمحشوّة بجوز البقان والفستق واللّوز، أو المغطّاة بطبقاتٍ مختلفةٍ من الشّوكولاتة، قد أصبحت مقبّلاً ومتعةً رائجةً في معظم العالم العربيّ، إلّا أنّ الرّهان الكبير يكمن في غرس الذّائقة الدّوليّة لهذه الثّمرة الجذريّة في تراث الشّرق الأوسط.
ولكنّ أفريدي تؤمن بأنّ "بتيل" تملك كلّ ما يلزم لتحقيق هذا الطّموح. تقول: "التّمر متجذّرٌ في الثّقافة الشّرق أوسطيّة، ولكنّه في الوقت نفسه يتمتّع بجاذبيّةٍ كونيّةٍ كمكوّنٍ غذائيٍّ صحّيٍّ ومرنٍ".
وتضيف: "في (بتيل)، نحن لم نقدّم التّمر فقط، بل رفعناه إلى مرتبةٍ يستمتع بها الذّواقة، من خلال الالتزام الشّامل بالجودة والاستدامة. وعندما نجمع تمورنا العضويّة 100٪ مع مكوّناتٍ فاخرةٍ كالمكسّرات، والشّوكولاتة، ومنتجاتٍ طبيعيّةٍ أخرى، نصنع تجارب تتراوح ما بين الثّقافات وتتجاوز الحدود".
وتواصل قائلةً: "تساهم مقاهينا أيضاً في تعريف الجمهور الدّوليّ على ثراء مطبخ التّمر، في إطارٍ أنيقٍ وسلسٍ يراعي الوصول والجاذبيّة. الجوهر هو في احترام طبيعة التّمرة، مع تقديمها بطرقٍ تستهوي الأذواق في العالم أجمع".
وتواصل أفريدي قائلةً: "الضّيافة العربيّة تكمن في صميم هويّة العلامة التّجاريّة لـ (بتيل)".
"وفيما نتوسّع ونتمدّد، نحرص على أن تظلّ روح الكرم، الدّفء والاهتمام بالتّفاصيل حاضرةً في كلّ نقطة تواصلٍ مع العميل. سواءٌ كنت تزور أحد مقاهينا الرّئيسيّة في الرّياض، أو تطلب من فرعنا في (سلفرجز) في لندن، فما يُهمّ هو أن تكون التّجربة نابضةً بالشّخصيّة، مترفّةً في رُقيّها، ومنسجمةً في تفاصيلها".
وعلى الصّعيد الدّاخليّ، تؤكّد أفريدي أنّ (بتيل) تبني ثقافةً مؤسّسيّةً تحتفي بالتّميّز، وترسّخ الشّموليّة، وتضع الخدمة في صلب قيمها. وتضيف: "هذه القيم هي الّتي تمكّننا من تقديم نموذج الضّيافة الرّاقية لكلّ عميلٍ، في أيّ بقعةٍ في العالم".
وفقاً لـ أفريدي، فإنّ سرّ نجاح (بتيل) يكمن في إيجاد توازنٍ دقيقٍ بين الابتكار والأصالة.
توضّح قائلةً: "الموازنة بين الإرث والأصالة هي عنصرٌ أساسيٌّ في العلامات الفاخرة. في (بتيل)، نكرّم تقاليد زراعة التّمر العريقة وفنون الضّيافة العربيّة، وفي الوقت نفسه، نبدع بشكلٍ مستمرٍّ في تطوير المنتج، وفي صنع تجارب العملاء".
وتضيف: "سواءٌ كان الأمر يتعلّق بتقديم نكهاتٍ جديدةٍ، أو بتطوير مفاهيم مقاهينا، فكلّ تجديدٍ نقدمه ينبثق من الأصالة ويخدمها".
وفيما يخصّ روّاد الأعمال الّذين يرغبون في اتّباع خطى (بتيل) ونقل علاماتهم إلى العالميّة، تقدّم أفريدي نصيحةً جوهريّةً: "ابدأ ببناء علامةٍ أصيلةٍ، تستند إلى قصّتك المميّزة، ثمّ توسّع بثباتٍ ووضوحٍ ورؤيةٍ".
وتؤكّد: "لا يعني النّجاح العالميّ التّماهي، بل يعني التّمايز. عليك أن تعرف مكامن قوّتك، وأن تستثمر في الجودة، وأن تحيط نفسك بشركاء يفهمون رؤيتك".
وتختم قائلةً: "في (بتيل)، وجدنا طريق النّجاح بالالتزام بهويّتنا الأساسيّة: الفخامة، والجودة، والإرث، وتركنا هذا الاتّساق يوجّه رحلتنا نحو العالم".
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد أبريل/ مايو من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.