الرئيسية الريادة كيف تحوّل غضب فريقك إلى طاقة تقود الإنجاز؟

كيف تحوّل غضب فريقك إلى طاقة تقود الإنجاز؟

في خضمّ التّوتر الجماعيّ والإرهاق النّفسيّ، تظهر أهميّة المبادرات الصّغيرة في إعادة التّماسك الدّاخليّ وتحويل السّخط إلى فعل فعّالٍ ومؤثّرٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

لنكن صريحين: هل تعرف أحداً في هذه الأيّام لا يشعر بالغضب؟ لا يهمّ ما الّذي يثير غضبك، أو في أيّ جانبٍ من جوانب الجدل تقف أنت أو زملاؤك في العمل؛ فالحقيقة الواضحة هي أنّ الجميع غاضبٌ، سواءً كان غضبه مبرّراً أم لا، عاقلاً أم غير منطقيٍّ. إذ تسلّلت المشاعر الجيّاشة إلى بيوتنا ومكاتبنا، وأصبح التّوتّر والتّشتّت والإرهاق النّفسيّ يعيق كلّ شيءٍ آخر في حياتنا.

ولا يوجد دليلٌ على أنّ سيل الأكاذيب المتتالية، والصّراعات المختلقة، والأفعال الشّنيعة وغير القانونيّة، والاستفزازات المتعمّدة الصّادرة عن البيت الأبيض سيتوقّف في أيّ وقتٍ قريبٍ. كما لا يمكننا أن نتوقّع من الوسائل الإعلاميّة أن تقاوم ردّات فعلها السّريعة، أو أن تتوقّف عن الانجرار وراء كلّ هفوةٍ أو تصريحٍ يطلقه ترامب، أو أن تواجه أكاذيبه بشكلٍ صريحٍ وشجاعٍ. إذ إنّ معظم الوسائل الإعلاميّة باتت تخشى فقدان امتياز دخولها إلى قاعة المؤتمرات الصّحفيّة، فاختارت الصّمت وتغاضت عن الأكاذيب، وتقبّلت الإهانات، وأصبحت بشكلٍ غير مباشرٍ شريكاً في ترسيخ تلك الأوهام والتّرويج لها.

واجب الشّركات أن تتحرك

على الرّغم من سخف ذلك -وكما قال جيري غارسيا: "هذا ما بقي لنا"- فإنّ المسؤوليّة وقعت على عاتقنا نحن، وعلينا أن نجد طرقاً فعّالةً ومجديةً لتفريغ هذا الغضب وتوجيهه نحو ما هو بنّاءٌ، وإلّا فسينفجر الغضب في وجهنا ويدمّر أعمالنا. وأسوأ من الغضب نفسه، هو الإحساس بالعجز، والشّعور بأنّه لا يمكننا تغيير أيّ شيءٍ، إذ يؤدّي هذا الشّعور لشكلٍ خفيٍّ من الاكتئاب؛ والاكتئاب في النّهاية هو غضبٌ بلا حماس.

صحيحٌ أنّ مشاهدة ترامب وهو يدمّر ديمقراطيّتنا أمرٌ يثير الغضب بشدّة، ولكن الكلام والانفعالات والصّياح لا تجدي نفعاً. لا تحقّق كتابة التّعليقات والانتقادات عبر الشّاشات راحةً نفسيّةً، ولا تجلب أيّ تغييرٍ حقيقيّ، فهذا شبيهٌ بمن يجادل التّلفاز. وأنا أقول هذا عن خبرةٍ شخصيّةٍ طويلةٍ؛ فالسّؤال الحقيقيّ الّذي يجب أن نطرحه على أنفسنا كأصحاب أعمالٍ: ماذا يمكننا أن نفعل، عمليّاً وبشكلٍ بنّاء،ٍ لنحوّل هذه المشاعر السّلبيّة إلى شيءٍ نافعٍ لنا ولأسرنا ولموظّفينا؟

كيف نساعد فريقنا في تجاوز هذه اللّحظة الصّعبة ومواصلة التّعامل مع تحدّيات الحياة اليوميّة، في وقتٍ ما زالت آثار الجائحة تخيّم عليه، وصارت الأمور أسوأ بفعل جنون ترامب وفوضى الرّسوم الجمركيّة، وتدخّلات إيلون ماسك المضرّة. فلا أحد سينسى ما فعله أنصار ترامب في وطننا، ولكنّنا بحاجةٍ لخطواتٍ تساعد النّاس على المضيّ في حياتهم، إذ إنّ أربع سنواتٍ فترةٌ طويلةٌ جدّاً للانتظار.

الوسيلة الوحيدة للتّخلّص من هذا الغضب والإحباط والشّعور بالعدم، هي تحويل الطّاقة السّلبيّة إلى أفعالٍ. ورغم أنّ الكثيرين ينادون بالاحتجاجات والمقاطعات والمسيرات، فإنّ هذه الخطوات تبقى محدودةً وغالباً ما تكون موجّهةً لمن يؤيّدها سلفاً. إذ لم تجذب هذه الفعاليّات في الآونة الأخيرة أعداداً كبيرةً من الشّباب أو الأقلّيّات. وبينما للجماهير قوّتها، إلّا أنّ هذه الجهود المتقطّعة لا تساعد على مواجهة التّخدّر والإحباط الّذي يتفشّى في أوساط النّاس. وكما قالت فريكو في أغنيتها: "تعوّد على الخدر!"، فهي شعار الجيل الجديد.

التجارب المشتركة تحقق الفارق

أكثر الأفعال فعاليّةً هي أبسطها: جمع الفرق في الشّركات لأعمالٍ محلّيّةٍ غير سياسيّةٍ؛ فهذه المبادرات تحقّق غرضين:

  • جمع الموظّفين في مكانٍ واحدٍ: في زمن العمل عن بعدٍ، هذه فرصةٌ لإعادة البهجة والمشاركة في مكان العمل.
  • العمل الجماعيّ الملموس: يستبدل العمل النّمطيّ أمام الشّاشات بتجارب حقيقيّةٍ تشعر النّاس بالأثر والقيمة.

من الأنشطة المقترحة: تنظيف طريقٍ، تشجير حديقةٍ، دهان مدرسةٍ، المساعدة في بنك طعامٍ، أو زيارة دار مسنّيناجمع فريقك، وزوّدهم بالطّاقة (وقليلٍ من البيتزا!)، وشاهد كيف يحدث السّحر: فرحٌ، ضحكاتٌ، وأعينٌ تلمع كما لم تكن منذ سنين. إذ تحقّق هذه الأعمال فوائد نفسيّةً، وتقوّي روح الفريق، وتساهم في المجتمع. لا تكفّ عن الشّكوى على المستوى الوطنيّ، ولكن كن جزءاً من الحلّ على المستوى المحلّيّربّما تبدو هذه الخطوات صغيرةً، ولكنّ الجوهر ليس النّتيجة، بل الحركة نفسها. إن لم تفعل شيئاً، فلن يتغيّر شيءٌ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: