من الفكرة إلى الإنجاز: كيف تستخدم ChatGPT في شتى المجالات؟
رحلةٌ في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تمتزج الخوارزميّات بالإلهام، وتتشكّل أدواتٌ تصنع المستقبل وتُعيد رسم حدود الإبداع والمعرفة

شهد العالم انتشاراً واسعاً لأداة "شات جي بي تي" (ChatGPT) منذ إطلاقها عام 2022، إذ حطّمت الأرقام القياسيّة بوصفها التّطبيق الأسرع نموّاً بوصولها إلى 100 مليون مستخدمٍ خلال شهرين فقط. وقد أثار هذا الانتشار دهشة الخبراء الذين لم يتوقّعوا اعتماداً بهذه السّرعة على التّقنية.
فما هو ChatGPT؟ هو نموذج ذكاء اصطناعي لغويّ متقدّم طوّرته شركة "أوبن إي آي" (OpenAI)، قادرٌ على إجراء محادثاتٍ والإجابة عن الأسئلة بلغةٍ طبيعيّةٍ شبيهةٍ بطريقة البشر. يعتمد على شبكاتٍ عصبيّةٍ عميقةٍ وتحليل كميّاتٍ هائلةٍ من النّصوص، ممّا يُمكّنه من فهم السّياق وإنتاج إجاباتٍ مترابطةٍ ومنطقيّةٍ.
يسعى روّاد الأعمال والمعلّمون والطّلاب والمسوّقون إلى استثمار قدرات شات جي بي تي في مجالاتهم. وفي هذا المقال، سنقدّم دليلاً عمليّاً لاستخدام شات جي بي تي بفعاليّةٍ، مع التّركيز على أربعة مجالاتٍ: ريادة الأعمال، وتطوير الذّات، والتّعليم، والتّسويق. كما نستعرض الفرق بين النّسخة المجّانيّة والمدفوعة "شات جي بي تي بلس" (ChatGPT Plus)، ونوضّح أفضل الممارسات لتحقيق أقصى استفادةٍ، ونجيب عن أبرز الأسئلة الشّائعة لدى المستخدمين.
ChatGPT المجاني مقابل ChatGPT Plus
شات جي بي تي المجانيّ متاحٌ لجميع المستخدمين حول العالم مجاناً عبر الموقع الرّسميّ من خلال واجهة ويب. يُتيح الإصدار المجانيّ الوصول إلى نموذج (GPT-3.5) القادر على الإجابة عن الأسئلة وإنجاز المهامّ النّصية العامّة. يتميّز بسهولة الاستخدام، لكنّه قد يُواجه بعض القيود، مثل: بطء الاستجابة أثناء فترات الضّغط العالي على الخوادم، أو عدم توفّر الخدمة مؤقتاً عند زيادة عدد المستخدمين. كما أنّ الإصدار المجانيّ مناسبٌ للاستخدامات الخفيفة والتّجريبيّة وللمستخدمين الجدد على التّقنية.
أمّا شات جي بي تي بلس المدفوع فهو اشتراكٌ شهريٌّ تقدّمه شركة أوبن إي آي بتكلفةٍ تقارب 20 دولاراً شهريّاً. يوفّر هذا الاشتراك مزايا محسّنةً غير متاحةٍ في النّسخة المجانيّة، أبرزها: [1]
- نموذج GPT-4 المتقدّم: يُتيح شات جي بي تي بلس الوصول إلى نموذج GPT-4 الأحدث والأقوى من حيث دقّة الإجابات وفهم السّياقات المعقّدة. يتميّز GPT-4 بذكاء اصطناعي أعلى، ويُنتج ردوداً أكثر موثوقيّةً وأقل عرضةً للخطأ أو الهلوسة، مع استمرار الحاجة لمراجعة الحقائق لضمان الدّقّة.
- سعة سياق أكبر: GPT-4 يمكنه معالجة مدخلاتٍ أطول وتوليد ردودٍ تصل إلى نحو 25,000 كلمةٍ مقارنةً بـ 8,000 في GPT-3.5.
- أولوية الوصول وسرعة الاستجابة: يحصل مشتركو شات جي بي تي بلس على أولويّةٍ في الخوادم واستجاباتٍ أسرع، ما يجعل الخدمة أكثر استقراراً حتّى في أوقات الذّروة.
- ميزات وتجارب حصريّة: تطلق شركة أوبن إي آي ميزاتٍ جديدةً عبر بلس أوّلاً، مثل: دعم إدخال الصّور، وميّزة الإضافات الّتي تتيح ربط شات جي بي تي بخدماتٍ خارجيّةٍ كالبحث عن رحلاتٍ، أو استخدام أدواتٍ تقنيّةٍ، أو تصفّح الإنترنت.
- إنشاء نماذج GPT مخصّصة: يمكن للمستخدمين تصميم نسخٍ خاصّةٍ من شات جي بي تي لمهامٍّ محدّدةٍ دون الحاجة لخبرةٍ برمجيّةٍ.
- استقرار أعلى: الاشتراك المدفوع يوفّر تجربة أكثر اعتماداً وكفاءة في معالجة الطّلبات المعقّدة، وهو مثالي للاستخدام اليومي أو الاحترافي.
- مقارنة مختصرة:
- إذا كُنت مستخدماً عابراً أو ترغب بتجربة الأداة لمهامٍّ بسيطةٍ؛ فالإصدار المجانيّ كافٍ.
- أمّا إن كنت بحاجةٍ إلى أداءٍ متقدّمٍ كروّاد الأعمال أو الطّلاب أو المطوّرين؛ فقد تكون التّرقية إلى بلس خياراً ذا قيمةٍ.
- يمكنك البدء مجاناً ثم تقييم الحاجة لاحقاً للاشتراك.
استخدام شات جي بي تي في ريادة الأعمال
يُعتبر شات جي بي تي مساعداً رقميّاً مفيداً لروّاد الأعمال في مختلف مراحل مشاريعهم، من توليد الأفكار إلى إعداد العروض والتّسويق عبر وسائل التّواصل، ويمكن استخدامه لتقديم دعمٍ متواصلٍ في كلّ خطوةٍ تقريباً. [2]
أوّلاً: توليد أفكار الأعمال
يساعد شات جي بي تي في مرحلة البداية على العصف الذّهني واقتراح أفكارٍ مبتكرةٍ بناءً على اهتمامات السّوق أو توجّهات المستخدم. مثلًا، عند سؤاله: "اقترح عليّ مشاريع ناشئةً في التّقنية التّعليمية"، يقدّم مقترحاتٍ يمكن البناء عليها لاحقاً. نظراً لتوفّره على مدار السّاعة، يُعدّ بمثابة شريك عصفٍ ذهنيٍّ دائمٍ، وقد وصفه أحد الأساتذة بأنّه "شريكٌ افتراضيٌّ مقابل 20 دولاراً فقط شهريّاً".
ثانياً: إعداد خطط العمل ودراسات السوق
يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لصياغة أجزاءٍ من خطّة العمل أو تحليل السّوق، مثل: "قدّم تحليلاً للسّوق المستهدفة لتطبيق في الصّحة النّفسيّة"، فيولّد مسودةً أوّليّةً تتضمّن شرائح العملاء والاتّجاهات. كذلك يمكن طلب أسئلةٍ لاستبياناتٍ أو أبحاث العملاء. ويُفترض استخدام هذه النّتائج كنقطة انطلاقٍ، إذ يبقى على رائد الأعمال مراجعتها وتخصيصها.
ثالثاً: الكتابة التجارية
مع تعدّد المهامّ، يُمكن لـChatGPT مساعدة رائد الأعمال في كتابة مسودّات الرّسائل والمحتوى التّسويقي بسرعةٍ. مثلاً، يمكنه كتابة رسالةٍ لمستثمرٍ، أو صياغة عرض مشروعٍ، أو إعداد بروتوكولات عملٍ ووصفٍ وظيفيٍّ. ورغم الحاجة لمراجعةٍ بشريّةٍ، إلّا أنّه يوفّر وقتاً وجهداً ثمينين.
رابعاً: التسويق عبر المحتوى
يفيد شات جي بي تي في إنشاء محتوىً لوسائل التّواصل، خصوصاً في حال عدم وجود فريق تسويقٍ. ومن خلال تقديم معلوماتٍ بسيطةٍ عن المنتج ونغمة العلامة التّجارية، يمكنه اقتراح منشوراتٍ لحملاتٍ أو صياغة مقالاتٍ ترويجيّةٍ. كما يمكنه تحليل أسلوب العلامة التّجاريّة عبر محتوىً سابقٍ وتلخيص نبرتها، ما يفيد في توجيه كتّاب المحتوى أو الوكالات الإعلانيّة. ويمكنه أيضاً اقتراح جداول نشر أسبوعيّةٍ أو شهريّةٍ تساعد على تنظيم الخطّة التّسويقيّة.
خامساً: المساعدة في التنظيم والإنتاجية
يمكن أن يدعم شات جي بي تي روّاد الأعمال في تنظيم الجداول والمهامّ. مثلاً، يمكن إدخال المهامّ والمواعيد ليقترح جدولاً زمنياً موزّعاً على أيّام الأسبوع، ما يساعد على ترتيب الأولويّات والتّغلّب على الحيرة في بداية كلّ أسبوعٍ. كذلك يمكنه إعداد قوائم مرجعيّةٍ لخطوات تنفيذ مشروع، أو تنظيم أفكار مشروعٍ كبيرٍ في خطّةٍ مجزّأةٍ بوضوحٍ.
سادساً: الدعم التقني والبرمجي
إذا كان المشروع يتضمّن جوانب برمجيّةً، يمكن لشات جي بي تي سدّ الفجوة في حال عدم امتلاك رائد الأعمال خلفيّة تقنيّة. على سبيل المثال، يمكن طلب معادلةٍ في "إِكسل" (Excel) لحساب معدّل النّموّ، أو كتابة صيغةٍ في "غوغل شيتس" (Google Sheets) لأتمتة المهامّ. كما يُساعد المطوّرين المبتدئين على فهم الشّفرات أو كتابة أكوادٍ بسيطةٍ. ورغم أنّه لا يُغني عن المطوّرين المحترفين في المشاريع الكبيرة، إلّا أنّه يُنجز المهامّ التّقنية الصّغيرة بكفاءةٍ ويوفّر الوقت والموارد.
شات جي بي تي هو مساعدٌ شاملٌ يمكنه تسريع الإنجاز وتعويض نقص الخبرات في مجالاتٍ متنوّعةٍ. دوره تكميليٌّ، لا يُغني عن التّحقيق في الدّقة ولا عن اللّمسات الإبداعيّة البشريّة. ولكن، يرتبط نجاح الشّركات النّاشئة بقدرتها على استثمار أدوات الذكاء الاصطناعي بذكاء مع الحفاظ على تفرّد أفكارها وهويّتها.
استخدام ChatGPT في تطوير الذات
يتعدّى استخدام شات جي بي تي الجانب العمليّ ليكون أداةً فعّالةً في تطوير الذات واكتساب عاداتٍ جديدةٍ وتحسين المهارات الشّخصيّة. وبفضل قدرته على المحادثة التّفاعلية وتقديم مقترحاتٍ مفصّلةٍ، أصبح رفيقاً رقميّاً لبعض الأفراد في رحلتهم نحو التّطوّر الشّخصي. [3]
التأمل وتوضيح القيم
يمكن استخدام شات جي بي تي لاستكشاف القيم الشّخصية وتعزيز الوعي الذّاتيّ. على سبيل المثال، يمكن مشاركة بعض القيم مثل التّعلّم، وطلب قيمٍ مرتبطةٍ بها، فيقترح النّموذج مفاهيم، مثل: الفضول أو النّمو المستمرّ، ممّا يساعد على تكوين قائمةٍ متكاملةٍ تعكس أوّلويّات الفرد.
وضع الأهداف وخطط التنفيذ
يُستخدم ChatGPT أيضاً لتحديد الأهداف وصياغتها بوضوح.ٍ مثلاً، يُمكن طلب: "اقترح أهدافاً مرتبطةً بما ذكرته" أو "اعد صياغة هدفي ليكون أكثر تحفيزاً". كما يمكنه تطبيق أسلوب (SMART) في كتابة الأهداف، ممّا يُسهم في تحسين وضوحها وتحقيقها. وبعد تحديد الأهداف، يمكن طلب خطّة عملٍ تدريجيّةٍ لكلّ هدفٍ.
التوكيدات الإيجابية والتشجيع
للمحافظة على الدّافعية، يمكن أن يولّد شات جي بي تي توكيداتٍ إيجابيّةً بناءً على القيم أو الأهداف. مثل: "أنا أحرز تقدّماً يومياً" أو "أثق بقدرتي على التّطور والإنجاز". يمكن أيضاً طلب نصوص تأمّلٍ موجّهةٍ أو تخيّلٍ إيجابيٍّ للمساعدة على الاسترخاء والتّركيز على النّجاح.
التدوين اليومي
يوصى بكتابة اليوميّات بانتظامٍ لما لها من أثرٍ على الوعي والصّحة النّفسيّة. ولكن، يواجه البعض صعوبةً في البدء أو الاستمرار. وهنا يمكن لشات جي بي تي أن يعمل كمرشدٍ يقدّم أسئلةً وأفكاراً تساعد على فتح مواضيع للكتابةٍ، مثل: "اكتب عن شيءٍ تشعر بالامتنان لوجوده اليوم" أو "صف تحدّياً واجهته هذا الأسبوع وماذا تعلّمت منه". كذلك يمكنه تلخيص ما كتبته أو تقديم منظورٍ إضافيٍّ يساعدك على التّأمل الذّاتي.
التعلم الذاتي واكتساب المهارات
يُمكن لشات جي بي تي أن يكون مدرّباً شخصيّاً يساعدك على تعلّم مهاراتٍ جديدةٍ بشكلٍ مستقلٍّ. سواء في مجالاتٍ ماليّةٍ أو قانونيّةٍ أو تقنيّةٍ، ويمكنك طرح أسئلتك وسيقدّم شروحاتٍ مبسّطةً وخططاً دراسيّةً. مثلاً: "قدّم لي خطّةً أسبوعيّةً لتعلّم بايثون"، أو "اشرح الفرق بين الأسهم والسّندات". ويمكنه أيضاً توليد تمارين واختباراتٍ قصيرةٍ أو التّفاعل معك بلغةٍ أجنبيّةٍ لتطوير مهارة المحادثة.
حل المشكلات واتخاذ القرارات
عند مواجهة قراراتٍ صعبةٍ، يمكن استخدام شات جي بي تي كأداةٍ للعصف الذّهني. اشرح له الموقف واطلب تحليلاً للمزايا والعيوب أو خطواتٍ عمليّةٍ للتّعامل مع الموقف. ويمكن أيضاً استخدامه في تمرينات التّفكير المعرفيّ السّلوكيّ، مثل سرد أفكارٍ سلبيّةٍ وطلب بدائل منطقيّةٍ وعقلانيّةٍ لها. هو ليس بديلاً عن العلاج المهنيّ، لكنّه أداةٌ مفيدةٌ لدعم الصّحة النّفسيّة الذّاتية.
استخدام شات جي بي تي في التعليم
أثار ظهور شات جي بي تي نقاشاً واسعاً في الأوساط التّعليمية بين مرحّبٍ ومحذّرٍ؛ فهو أداةٌ ثوريّةٌ لدعم التعلّم، لكن يخشى البعض من تأثيره على النّزاهة الأكاديميّة. وفي هذا القسم نستعرض كيفيّة استخدام شات جي بي تي في التّعليم بشكلٍ فعّالٍ وأخلاقيٍّ. [4]
أولاً: شات جي بي تي كأداة للطالب
يُمكن استخدام شات جي بي تي كمساعدٍ للطّلاب وفق التّالي:
- الشرح والتّبسيط الفوري: يمكن للطّالب استخدام شات جي بي تي كمعلّمٍ خصوصيٍّ متوفّرٍ دائماً لشرح المفاهيم الصّعبة بلغةٍ بسيطةٍ أو بنقاطٍ واضحةٍ. يساعد ذلك على سدّ الفجوات فوراً دون الحاجة إلى البحث في مراجع معقّدةٍ.
- المساعدة في الواجبات: يدعم شات جي بي تي الطّلاب في فهم خطوات الحلّ دون تقديم الإجابات مباشرةً. مثلاً، عند طلب مساعدةٍ في معادلةٍ رياضيّةٍ، يرشد إلى الخطوات العامّة ويشجّع على التّفكير الذّاتي. كما يقترح أفكاراً للمشاريع أو يساعد على تنظيم مقالاتٍ من خلال إعداد مخطّطٍ واضحٍ للمقدّمة والعرض والخاتمة.
- توليد اختباراتٍ وأسئلة مراجعةٍ: يمكن للطّالب طلب أسئلةٍ تدريبيّةٍ أو تمارين في موضوعاتٍ دراسيّةٍ محدّدةٍ، مثل: "اكتب تمارين في التّكامل"، أو "أنشئ أسئلة اختيارٍ من متعدّد عن الثّورة الفرنسيّة". كما يمكن طلب تلخيصاتٍ أو بطاقات مفاهيمٍ لمراجعة المواد.
- التّغذية الرّاجعة والتّصحيح: يساعد شات جي بي تي على مراجعة المقالات والنّصوص من حيث اللّغة والمنطق، إذ يمكنه تصحيح الأخطاء النّحويّة وتحسين الأسلوب، وتقديم ملاحظاتٍ على التّنظيم. كما يمكن استخدامه للتّدرّب على المحادثة بلغةٍ أجنبيّةٍ من خلال حوارٍ تفاعليٍّ.
رغم الفوائد، هناك تحذيرٌ أساسيٌّ: لا يجب استخدام ChatGPT للغشّ أو الاعتماد عليه لحلّ الفروض وتقديمها كعملٍ شخصيٍّ يضرّ الطّالب ويمنعه من التّعلم الحقيقيّ. لذلك، على الطّالب استخدامه للفهم والتّدريب فقط، والتّحلّي بالأمانة الأكاديميّة.
ثانياً: شات جي بي تي كأداة للمعلم
يُمكن استخدام شات جي بي تي كمساعدٍ للمعلّم وفق التّالي:
-
تحضير الدّروس والمواد التّعليمية: يمكن للمعلّمين استخدام شات جي بي تي لتخطيط الدّروس وصياغة المواد بشكلٍ أسرع وأكثر تنوّعاً. فمثلاً، يمكنه توليد خطّة درسٍ تتضمّن أهدافاً واضحةً، وأنشطةً تفاعليّةً، وخاتمةً. كذلك يمكنه اقتراح أفكارٍ لأنشطةٍ صفيّةٍ ممتعةٍ، مثل: مناظراتٍ أو ألعابٍ تعليميّةٍ. كما يمكن للمعلّم تكليفه بإعداد عروضٍ تقديميّةٍ أو أمثلةٍ تطبيقيّةٍ أو قصصٍ قصيرةٍ لشرح المفاهيم.
-
إعداد الأسئلة والاختبارات: يوفّر شات جي بي تي وقتاً كبيراً في إعداد الاختبارات. ويمكن للمعلّم طلب أسئلةٍ من أنواعٍ مختلفةٍ (اختيار من متعدّد، صح وخطأ، مقاليّة) لموضوعاتٍ متنوّعةٍ وبمستويات صعوبةٍ متفاوتةٍ. كما يمكنه توليد إجاباتٍ نموذجيّةً لكلّ سؤالٍ وسلالم تصحيحٍ، واقتراح واجباتٍ إضافيّةٍ أو نسخٍ مختلفةٍ من الاختبار للحدّ من الغش. ويمكنه أيضاً تصحيح الإجابات الموضوعيّة أو تقديم ملاحظاتٍ على أعمال الطّلاب.
-
التّخصيص ودعم الفروق الفرديّة: بفضل قدرته التّكيفيّة، يساعد شات جي بي تي في إعداد مواد تناسب اختلاف المستويات وأنماط التّعلّم. ويمكن تبسيط المحتوى للطّلاب الأقلّ استيعاباً أو تقديم تحديّاتٍ إضافيّةً للمتفوّقين. كما يمكن إعداد محتوىً مخصّصٍ لذوي الاحتياجات، مثل: تحويل درسٍ إلى قصّةٍ مصوّرةٍ أو تمرينٍ تفاعليٍّ.
-
البحث والتّطوير المهنيّ: يساعد شات جي بي تي المعلّم في تطوير نفسه مهنيّاً من خلال البحث عن استراتيجيّاتٍ جديدةٍ، وتلخيص المقالات التّربويّة، وتحليل نتائج الطّلاب لاستخلاص نقاط الضّعف، واقتراح خططٍ علاجيّةٍ. كما أنّ قدرته على تحليل البيانات النّصية تسهّل فهم أداء الطّلاب واتّخاذ قراراتٍ مبنيّةٍ على معطياتٍ واضحةٍ.
التّحديات وضوابط الاستخدام
يجب على المؤسّسات التّعليمية والمعلّمين وضع سياساتٍ واضحةٍ لتنظيم استخدام شات جي بي تي وأدوات الذكاء الاصطناعي. ومن جهةٍ، يُمنع الاستخدام غير المشروع، مثل: تقديم البحوث المُنجزة بالذكاء الاصطناعي على أنّها من عمل الطّالب. ومن جهةٍ أخرى، يُشجَّع الاستخدام التّعليميّ المشروع كأداةٍ للفهم والدّعم الإضافيّ.
بدأت بعض المدارس بتعليم الطّلاب كيفيّة استخدام شات جي بي تي بشكلٍ أخلاقيٍّ، ليكون مكمّلاً للتّعليم لا بديلاً عنه. يشمل ذلك إرشادهم حول الحالات المسموح بها مثل فهم فكرة أو طلب شرح، والحالات الممنوعة مثل حلّ أسئلة الاختبار أو كتابة الفروض التّقييمية. كما يُنصَح دائماً بمراجعة المعلومات التي يُقدّمها شات جي بي تي من خلال مصادر موثوقةٍ؛ لأنّه قد يُخطئ أحياناً دون قصدٍ.
في المجمل، يحمل شات جي بي تي إمكاناتٍ كبيرةً لتطوير التّعليم؛ فهو يدعم الطّالب ذاتيّاً ويُعزّز ثقته، ويوفّر للمعلّم وقتاً ويساعده على الابتكار. السّر في استخدامه يكمن في دمجه بشكلٍ مسؤولٍ يحفظ قيم التّعليم والنّزاهة الأكاديميّة، ويُوظّف قدرات الذكاء الاصطناعي لصالح العمليّة التّعليميّة.
استخدام ChatGPT في التسويق
تتسابق الشّركات والمسوّقون اليوم للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويبرز شات جي بي تي كأداةٍ قويّةٍ تُحدث نقلةً نوعيّةً في صناعة المحتوى وأساليب التّسويق. [5]
إنتاج المحتوى بسرعة وفعالية
يُعد المحتوى الجذّاب حجر الأساس في التّسويق الرّقمي، إذ يساعد شات جي بي تي فرق التّسويق على توليد أفكارٍ جديدةٍ وصياغة مسودّاتٍ للمقالات والنّشرات والمدوّنات خلال وقتٍ قصيرٍ. مثلاً، شركةٌ تبيع أدواتٍ رياضيّةً يمكنها طلب مخطّطٍ لمقالٍ حول "نصائح للحفاظ على اللّياقة في الشتاء"، وسيُقدّم شات جي بي تي النّقاط الرّئيسيّة وربّما مسودةً أوليّةً، ويمكن تحديد نبرة الكتابة وعدد الكلمات. رغم الحاجة إلى مراجعةٍ تحريريّةٍ لاحقةٍ لضبط الأسلوب، إلّا أنّ شات جي بي تي يوفّر أساساً يختصر الوقت والجهد. المهمّ هو توجيهه بدقّةٍ ليعكس هويّة العلامة التّجاريّة.
تحسين محركات البحث (SEO)
يسهم شات جي بي تي في كتابة محتوىً متوافقٍ مع معايير SEO، إذ يمكنه اقتراح كلماتٍ مفتاحيّةٍ، وتوليد أفكار مقالاتٍ، وصياغة عناوين جذّابةٍ، وكتابة وصف ميتا ملائمٍ. وبفضل فهمه للمرادفات والدّلالات، يُنتج نصوصاً غنيّةً بالكلمات المرتبطة. كذلك يُستخدم في إعداد كود "سيكما" (Schema) من نوع JSON-LD، مثلاً لصفحة منتجٍ، ما يُحسّن فهم محركات البحث للمحتوى ويزيد فرص ظهوره. بهذه الطّريقة، يجعل شات جي بي تي عمليّة تحسين محركات البحث أسرع وأسهل، مع رفع ترتيب الموقع في النّتائج.
يُعدّ المحتوى المنتظم والمتناسق على منصّات التّواصل أساساً لبناء علاقةٍ مع الجمهور. ويمكن استخدام شات جي بي تي لابتكار منشوراتٍ مخصّصةٍ لكلّ منصّةٍ والحفاظ على تفاعلٍ نشطٍ. مثلاً، يمكن طلب تغريدةٍ طريفةٍ من 280 حرفاً مع هاشتاج مناسبٍ لتويتر، أو تعليقٍ جذّابٍ لإنستغرام يشمل رموزاً تعبيريّةً تتماشى مع نبرة العلامة التّجاريّة.
كما يفهم ChatGPT أساليب الخطاب المختلفة بين المنصّات، ما يُساعده على توليد محتوىً مناسبٍ بحسب الجمهور. ويمكنه، بناءً على جدول الأحداث أو الحملات الموسميّة، اقتراح جدولٍ زمنيٍّ للنّشر يحدّد ما يُنشر ومتى لتحقيق أقصى تفاعلٍ.
كذلك يستطيع اقتراح أفكارٍ لمسابقاتٍ أو تحدّياتٍ تفاعليّةٍ، مثل: الأسئلة اليوميّة أو التّحدّيات التّصوير. وبفضل هذه القدرات، يُوفّر شات جي بي تي على المسوّقين عناء التّفكير اليوميّ في أفكارٍ جديدةٍ، إذ يُنتج عدّة اقتراحاتٍ خلال دقائق يُمكن اختيار الأنسب منها.
التسويق عبر البريد الإلكتروني
لا يزال البريد الإلكترونيّ من أهمّ قنوات التّسويق المباشر، ويمكن لشات جي بي تي رفع كفاءة الحملات عبر ثلاث طرقٍ رئيسيّةٍ:
- صياغة العناوين: يمكنه اقتراح عناوين جذّابةٍ مخصّصةٍ لفئة المستلمين، ممّا يزيد من احتمال فتح الرّسائل. مثال: "عرض خاص لك، أدوات اللّياقة بنصف السّعر هذا الأسبوع!"
-
كتابة المحتوى: يستطيع شات جي بي تي إعداد قالب رسالةٍ مخصّصةٍ، مع فقرةٍ افتتاحيّةٍ توجّه مباشرةً للمستلم بناءً على بياناته مثل: اسمه أو المنتجات التي اهتمّ بها سابقاً، ممّا يُعزّز التّفاعل ويمنح الرّسالة طابعاً شخصيّاً.
-
إعداد سلاسل بريديّة: يمكن لشات جي بي تي اقتراح محتوى سلسلة رسائل متابعةٍ لعميلٍ محتملٍ، مثل: رسالة ترحيب، تليها رسالة بمحتوىً تعليميٍّ، ثمّ عرض المنتج. كما يمكنه كتابة عباراتٍ تحثّ المستخدم على الإجراء، تكون واضحةً ومناسبةً.
وباستخدام هذه الأدوات، يمكن للمسوّق إعداد حملات غنيّة بسرعة، مع اختبار صيغ مختلفة بسهولة (A/B Testing) لقياس فعالية كل رسالة.
تصميم الإعلانات والحملات الإبداعية
يمثّل التّخطيط للحملات الإعلانيّة جانباً إبداعياً يحتاج إلى تدفّق أفكارٍ متجدّدةٍ. ويمكن اعتبار شات جي بي تي شريكاً في العصف الذّهني، حيث يولّد اقتراحاتٍ لحملاتٍ دعائيّةٍ مبتكرةٍ. مثلاً، عند طلب "فكرتين لحملة تُبرز ميزة X"، سيُقدّم سيناريوهاتٍ أو شعاراتٍ يمكن البناء عليها.
يمكنه أيضاً كتابة نصوصٍ قصيرةٍ لإعلانات غوغل أو وصف المنتجات في المتاجر الإلكترونيّة. وإن كانت الحملة تتضمّن فيديو أو إعلاناً صوتيّاً، يساعد شات جي بي تي على كتابة السيناريو حسب الرّسالة المطلوبة. كما يمكنه اقتراح شعاراتٍ وعباراتٍ ترويجيّةٍ، مثل: "انتعش طبيعيّاً، فنجانك الأخضر كلّ صباحٍ" لمنتج قهوةٍ عضويّةٍ؛ فهذه الاقتراحات توسّع خيارات فريق التّسويق وتكسر الجمود الإبداعيّ.
تحليل بيانات التسويق واستنتاج الرؤى
لا يقتصر دور ChatGPT على المحتوى، بل يمكنه تحليل البيانات النّوعيّة أيضاً. فمثلاً، إذا قُدّمت له مراجعات العملاء أو تعليقات، يمكن أن يُلخّص أبرز النّقاط الإيجابيّة والسّلبيّة، ممّا يساعد الشّركة على فهم جمهورها بشكلٍ أعمق.
كما يستطيع تحليل استبيانات مفتوحةٍ، وتحديد الاتّجاهات العامّة في الإجابات، بل وتحويل الأرقام إلى رؤوس أقلامٍ تفسيريّةٍ؛ فإذا قيل له "ارتفع معدّل التّحويل 15% بعد الحملة"، يمكن أن يقترح أسباباً أو خطواتٍ لتعزيز النّجاح.
في جانب تجربة العملاء، تُستخدم نماذج -مثل GPT- في روبوتات المحادثة للرّد الفوريّ على استفسارات الزّبائن، ما يُحسّن الخدمة ويُسرّع الوصول إلى المعلومات.
نصائح وتوصيات لاستخدام شات جي بي تي في التسويق
عند استخدام شات جي بي تي في التّسويق، من المهم الحفاظ على هوية العلامة التّجاريّة واتّساق النّبرة عبر كل المحتوىً؛ لذلك يُنصح بتزويده بأمثلةٍ واضحةٍ عن الأسلوب المطلوب، مثل: "استخدم نبرةٍ ودودةٍ وشبابيّةٍ"، أو "تجنّب الفكاهة وابقَ على الرّسميّة".
يجب دائماً مراجعة المحتوى قبل نشره، ليس فقط للتّدقيق اللّغوي، بل أيضاً للتّأكّد من الدقّة، خاصّةً إن تضمّن إحصائيّاتٍ أو وعوداً للعملاء. لا يُنصح بالاعتماد على شات جي بي تي كمصدرٍ للمعلومات الجديدة دون تحقّقٍ؛ لأن بعض البيانات قد لا تكون مُحدّثةً أو دقيقةً تماماً.
عند توليد كميّاتٍ كبيرةٍ من المحتوى، يُفضَّل إدخال تعديلاتٍ بشريّةٍ إبداعيّةٍ لتجنّب الرّتابة؛ فالإبداع البشريّ يظل ضروريّاً لإضفاء الرّوح على العمل التّسويقي. باستخدام شات جي بي تي بذكاء، يمكن تسريع الإنتاج، وتحسين التّواصل مع الجمهور، وتحقيق عائداً أعلى بموارد أقل.
أفضل الممارسات لاستخدام ChatGPT بفعالية
رغم القدرات الكبيرة لشات جي بي تي، فإنّ جودة الإجابات تعتمد كثيراً على طريقة تفاعلك معه. وإليك بعض النّصائح المجرّبة للحصول على نتائج فعّالةٍ: [6]
اطلب بوضوح وتحديد
كلّما كان سؤالك محدّداً وواضحاً، كانت الإجابة أدق. بدلاً من قول: "أخبرني عن التّسويق"، استخدم: "كيف أضع استراتيجيّة تسويقٍ رقميٍّ لشركة تجارةٍ إلكترونيّةٍ متوسّطة الحجم؟". فالسّياق يُوجّه النّموذج لتقديم إجابةٍ أكثر تخصيصاً.
قدم السّياق والمعلومات المساندة
تزويد ChatGPT بخلفيّةٍ عن طلبك يُحسّن النّتائج. مثلاً، عند طلب محتوى لإعلانٍ، اذكر طبيعة المنتج، والجمهور المستهدف، ونبرة الرّسالة. كذلك، يمكنك تكليفه بدورٍ معيّنٍ: "تخيّل نفسك خبير تغذيةٍ"، ليقدّم الإجابة من هذا المنظور.
قسّم الطلبات المعقدة
إذا كان الطّلب كبيراً، اجعله سلسلة خطواتٍ. مثلاً، بدلاً من: "ابنِ خطة عمل"، ابدأ بـ: "اقترح فصول خطة العمل"، ثم اطلب تفصيل كلّ فصلٍ على حدة؛ فهذا التّدرج يُعطي نتائج أدق، ويُتيح لك تعديل كلّ جزءٍ قبل الانتقال للجزء التّالي.
استخدم أسلوب المحادثة التفاعلية
يتميّز ChatGPT بقدرته على تذكّر الحوار خلال الجلسة، لذا تفاعل معه كما تحاور شخصاً. إذا شعرت أنّ الإجابة ناقصةً، اطلب منه التّفصيل أو إعادة الصّياغة. يمكنك قول: "جيد، الآن لخّصها في 3 نقاط" أو "حوّلها إلى لغةٍ رسميّةٍ"؛ فهذا التّفاعل التّراكمي يُحسّن الناتج تدريجيّاً ويجعل النّموذج شريكاً في التّفكير، لا مجرّد أداة للسّؤال والجواب.
جرّب صيغاً مختلفة وتعلّم من التجربة
لا تتوقّف عند المحاولة الأولى إن لم تحصل على النّتيجة التّي تطمح لها؛ فصياغة السّؤال تُعدّ مهارةً بحدّ ذاتها، وتحتاج أحياناً إلى بعض التّجريب والتّعديل. إذا كانت الإجابة عامّةً أو بعيدةً عن المطلوب، غيّر طريقة السّؤال أو استخدم مفرداتٍ أدقّ. مثلاً، بدلاً من "ما هي تقنية blockchain؟"، قُل: "اشرح لي تقنية blockchain بلغةٍ بسيطةٍ وكأنّي طفل".
يمكنك أيضاً توجيه شات جي بي تي لتقديم الإجابة بشكلٍ معيّنٍ، مثل: أن تطلب تلخيصاً في نقاط،ٍ أو شرحاً بأسلوبٍ مهنيٍّ، أو تحديد طول الإجابة: "اشرح ذلك في حدود 100 كلمة"، أو "اكتبه بصيغةٍ رسميّةٍ لتقرير أعمال".
كلّما جرّبت صيغاً جديدةً وتعلّمت ممّا لا يعمل، زادت قدرتك على صياغة prompts فعّالةً. ومع الوقت، ستصبح أكثر دقّةً في الطّلب وستحصل على نتائج ترضيك من المحاولة الأولى أو الثّانية، بأقلّ جهدٍ للتّعديل أو التّنقيح.
راع حدود ChatGPT وتحقق من المعلومات
رغم التّطوّر الكبير في قدراته، لا يزال ChatGPT نموذجاً لغويّاً مبنيّاً على بياناتٍ تم التّدرّب عليها حتّى نقطة زمنيّة معيّنة، ما يعني أنّه لا يمتلك معرفةً مباشرةً بالأحداث الجارية أو التّحديثات الأخيرة بعد ذلك التّاريخ، ما لم يُزوّد بها عبر أدواتٍ خارجيّةٍ. وبالتّالي، عند سؤاله عن تطوّراتٍ حديثةٍ في الأخبار أو الأبحاث أو القوانين، قد يُخطئ أو يُقدّم إجابةً تخمينيّةً تبدو واثقةً لكنّها غير دقيقةٍ.
من الأفضل عند استخدامه لأيّ معلومةٍ دقيقةٍ أو ذات طابعٍ رسميٍّ، أن تُجري بحثاً سريعاً للتّحقق منها عبر مصادر موثوقةٍ، أو على الأقلّ أن تُعامل الإجابة على أنّها مسودةٌ أو نقطة بدايةٍ للنّقاش، لا على أنّها معلومةٌ نهائيّةٌ معتمدةٌ.
أيضاً، كُن واعياً بأن ChatGPT لا يعرف الحقائق بالمعنى البشريّ، بل يتوقّع الإجابات بناءً على الأنماط الّتي رأى مثلها في البيانات التّدريبيّة. لذلك، استخدمه كأداةٍ ذكيّةٍ تساعدك على التّفكير والبناء، لا كمرجعٍ نهائيٍّ معصومٍ من الخطأ. القدرة على التّحليل النّقديّ والتّحقّق من المعلومات تظلّ ضروريّةً حتّى عند التّعامل مع أذكى أدوات الذّكاء الاصطناعيّ.
حافظ على الأخلاقية والخصوصية
أثناء استخدامك لـشات جي بي تي، تذكّر أنّه نموذجٌ لغويٌّ دُرّب على بياناتٍ عامّةٍ؛ لذا تجنّب إدخال معلوماتٍ شخصيّةٍ أو سرّيّةٍ تخصّك أو تخصّ مؤسّستك. رغم أنّ أوبن إي آي توفّر خيار تعطيل استخدام المحادثات للتّحسين، إلا أنّ الحيطة تبقى واجبةً. إذا احتجت لمناقشة سيناريو واقعيٍّ، غيّر الأسماء أو التّفاصيل الحسّاسة.
ولا تستخدم ChatGPT لأغراضٍ مضلّلةٍ أو غير أخلاقيّةٍ، مثل كتابة بحوثٍ أكاديميّةٍ لتقديمها باسمك أو إنتاج محتوىً ينتهك القوانين. اجعل التّقنية وسيلةً للتّعلّم والتّمكين، لا للغش أو الإضرار.
قدّم تغذية راجعة للنموذج
إذا شعرت أنّه قدّم معلومةً خاطئةً، يمكنك تصحيحها له مباشرةً. مثلاً: "المعلومة X غير صحيحةٍ حسب المصدر الفلانيّ". في العادة سيعتذر ويُعدّل الإجابة. هذه الخطوة مفيدةٌ لك ولتطوير النّموذج معاً. كذلك، إن أعجبتك إجابةٌ معيّنةٌ، يمكنك البناء عليها، أو طلب أسلوبٍ مشابهٍ في مرّاتٍ لاحقةٍ.
باختصار، المفتاح للاستفادة القصوى من شات جي بي تي هو أن تكون مستخدماً نشطاً لا سلبيّاً، اسأل بذكاء، وجّه الحوار، راجع النّتائج، تعلّم من التّفاعل، وستجد أن ChatGPT يمكن أن يصبح شريكاً فعّالاً يعزّز إبداعك وإنتاجيتك في شتى المجالات. ومع مرور الوقت وتراكم الخبرة، ستكتشف أساليبك الخاصّة في تطويع النّموذج وحثّه على إعطائك أفضل ما لديه.
-
الأسئلة الشائعة
- هل ChatGPT متاح مجاناً للاستخدام؟ نعم، ChatGPT متوفّرٌ مجاناً للجمهور، إذ يكفي إنشاء حسابٍ في موقع OpenAI (chat.openai.com) لبدء استخدامه؛ فالنسخة المجانيّة تعتمد على نموذج GPT-3.5 وتتيح تفاعلاً غير محدودٍ ضمن حدود الاستخدام العادل. ويوجد أيضاً خيارٌ مدفوعٌ باسم ChatGPT Plus بسعرٍ شهريٍّ يقارب 20 دولاراً.
- كيف يمكنني الوصول إلى ChatGPT واستخدامه؟ وهل أحتاج لتثبيت تطبيق خاص؟ أسهل طريقة هي استخدام ChatGPT من خلال الموقع الإلكتروني chat.openai.com. لا حاجة لأيّ برنامج، فقط متصفّح إنترنت. كما أطلقت OpenAI أيضاً تطبيقاً رسميّاً للهواتف (iOS وAndroid)، يقدّم نفس الوظائف، مع دعم الإدخال الصّوتي ومزامنة المحادثات بين الأجهزة.
- ما هو ChatGPT Plus؟ وهل يستحق الاشتراك فيه؟ ChatGPT Plus هو النّسخة المدفوعة من الخدمة، وتقدّم مقابل 20 دولاراً شهرياً ما يلي: الوصول إلى GPT-4، الذي يقدّم إجاباتٍ أدقّ وأكثر تفصيلاً، مع أولويّةٍ وسرعةٍ في أوقات الضّغط، وميّزات إضافيّة كالإضافات، وتصفّح الإنترنت، والأدوات المخصّصة.
- هل يدعم ChatGPT اللغة العربية؟ وكيف هي جودته في العربية؟ نعم، يدعم ChatGPT اللغة العربيّة بجودة جيّدة جداً، إذ يفهم الفصحى واللّهجات المتعدّدة بدرجاتٍ متفاوتةٍ، ويولّد إجاباتٍ سليمةً في معظم الحالات، خاصّةً بالفصحى الحديثة. ولكن، قد تكون الإجابات باللّغة الإنجليزيّة أدقّ أحياناً في المواضيع المتخصّصة بسبب توفّر مصادر أكثر.
- هل يمكن لـ ChatGPT كتابة الأكواد البرمجية وحل المشكلات التقنية؟ نعم، ChatGPT يُجيد العمل بلغاتٍ برمجةٍ متعدّدةٍ، مثل: Python، JavaScript، C++، HTML/CSS وغيرها. ويمكنه: كتابة أكوادٍ أوليّةٍ، وشرح شفراتٍ موجودةٍ، وتصحيح أخطاء بسيطةٍ، وتوليد خوارزميّاتٍ لحلّ مسائل برمجيّةٍ.
- هل تُعد إجابات ChatGPT موثوقة تماماً ويمكن الاعتماد عليها؟ يُعطي ChatGPT إجاباتٍ دقيقةً غالباً في المواضيع العامّة، لكنه ليس مرجعاً نهائيّاً. وقد يُنتج هلوسات -أي معلومات خاطئة تبدو واثقة- خاصّةً في المواضيع العلميّة، التّقنية، أو الإحصائيّة الدقيقة.
- ماذا عن خصوصيّة بياناتي عند استخدام ChatGPT؟ هل ستبقى محادثاتي سرّيّة؟ بشكلٍ عامٍّ، تخزّن OpenAI المحادثات لتحسين النّموذج، لكن يمكنك تعطيل ذلك من إعدادات حسابك عبر إيقاف خيار Improve the model. بعد التّعطيل، تُحذف محادثاتك خلال 30 يوماً ولا تُستخدم للتّدريب. كما يمكنك استخدام الوضع الخفي (إذا كان متاحاً)، أو حذف المحادثات يدويّاً من سجلّك.
- هل يستطيع ChatGPT الوصول إلى الإنترنت والحصول على معلومات محدثة؟ في الوضع المجانيّ، لا يمكنه تصفّح الإنترنت، إذ تقتصر معرفته على البيانات التي دُرّب عليها (حتى 2021). ولكن في النّسخة المدفوعة (Plus)، يمكنك استخدام ميزة تصفّح الويب (Browser) التي تسمح له بالبحث في الإنترنت وتقديم معلوماتٍ حديثةٍ.
- هل سيحل ChatGPT وأمثاله محل البشر في وظائفهم؟ لا، لكنّه سيُغيّر شكل العمل. إذ سيحلّ محلّ بعض المهامّ الرّوتينيّة، لكنّه لن يستبدل المهارات البشريّة مثل: الإبداع، والتّفكير النّقدي، والتّواصل العاطفيّ. من المرجّح أن تتطوّر الوظائف لا أن تختفي.