OpenAI تتيح ميزة البحث العميق مجاناً عبر ChatGPT

أعلنت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) عن توسيع نطاق إتاحةٍ ميّزةٍ "البحث العميق" (Deep Research) في "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، لتصبح متوفّرةً لكلٍّ من مستخدمي النّسختين المجّانيّة والمدفوعة.

تعدّ ميزة البحث العميق إحدى القدرات الذّكيّة المعتمدة على نظام الوكلاء (Agentic Capability)، حيث تتيح لـ"تشات جي بي تي" أن يجري بحثاً مكثّفاً حول موضوعٍ معيّنٍ عبر فترةٍ زمنيّةٍ ممتدّةٍ. ومن خلال النّقر على زر "البحث العميق" وإرسال طلبك، يتمّ إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي مخصّصٍ في رحلةٍ استكشافيّةٍ عبر الإنترنت. يبحث النّظام عن المعلومات المرتبطة بطلبك ويفكّر بشكلٍ مستقلٍّ لاتّخاذ خطواتٍ لاحقةٍ تضمن تقديم أفضل إجابةٍ ممكنةٍ.

ورغم أنّ هذه العمليّة قد تستغرق بعض الدّقائق، إلّا أنّها غالباً ما تُسفر عن تقريرٍ مفصّلٍ ومليءٍ بالمعلومات. على سبيل المثال: طلبت من ميزة البحث العميق تحليل التّقرير الماليّ للرّبع الأوّل الّذي أصدرته شركة "غوغل" (Google)، مع التّركيز تحديداً على أرقام الإيرادات المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي. وبعد مرور 28 دقيقةً، تلقّيت تقريراً مطوّلاً. واجه النّظام بعض الصّعوبات في العثور على النّسخة الرّسميّة من تقرير "غوغل" (10-Q)، إلّا أنّه اعتمد على مقالاتٍ من مواقع، مثل: "سيرش إنجن لاند" (Search Engine Land) و"ذا فيرج" (The Verge) لجمع المعلومات.

وقد أشار التّقرير بدقّةٍ إلى أنّ إيرادات الإعلانات عبر محرك بحث غوغل ارتفعت بنسبة 8,5% على أساسٍ سنويٍّ لتصل إلى 66,9 مليار دولارٍ، بينما حقّقت "غوغل كلاود" (Google Cloud) -الّتي تقدّم خدمات "جيميني" (Gemini AI) للذكاء الاصطناعي- نموّاً بنسبة 28% لتسجّل إيراداتٍ بقيمة 12,26 مليار دولارٍ خلال الفترة نفسها.

لقد كانت ميّزة البحث العميق محطّ إعجابٍ واسعٍ، إلّا أنّ تكاليف تشغيلها المرتفعة دفعت أوبن إيه آي إلى قصر استخدامها على مشتركي باقة "بلس" (Plus)، الّذين يدفعون 20 دولاراً شهريّاً، حيث يحصلون على 10 عمليّات بحثٍ متعمّقٍ فقط شهريّاً. إلّا أنّ أوبن إيه آي أعلنت الآن عن تطوير إصدارٍ خفيف الوزن من ميّزة البحث العميق، يعتمد على نسخةٍ مخصّصةٍ من نموذجها الجديد "4o-mini". وقد خفّضت تكلفة تشغيل هذا الإصدار بشكلٍ كبيرٍ، ممّا أتاح للشّركة تقديم الميّزة لمستعملي النّسخة المجّانيّة أيضاً.

سيحصل مستخدمو النّسخة المجّانيّة على 5 عمليّات بحثٍ متعمّقٍ شهريّاً، بينما سيتمتّع مشتركو باقات "بلس"، و"تيمز" (Teams)، و"التّعليم"(Education) بإمكانيّة إجراء 25 عمليّة بحثٍ شهريّاً. وستتمّ معالجة أوّل 10 طلباتٍ لهؤلاء المشتركين باستخدام النّسخة الكاملة من الميّزة، فيما ستعالج الـ15 المتبقّية بواسطة الإصدار الخفيف.

أمّا مشتركو "تشات جي بي تي برو" (ChatGPT Pro)، الّذين يدفعون 200 دولارٍ شهريّاً، فسيحصلون على إمكانيّة الوصول إلى 250 عمليّة بحثٍ عميقٍ شهريّاً، مقسّمةً بالتّساوي بين النّسختين الكاملة والخفيفة، أمّا بالنّسبة لقادة الأعمال الّذين يقضون ساعاتٍ طويلةً في جمع وتحليل معلومات السّوق، فيمكن أن تكون أداةً، مثل البحث العميق، قيمةً كبيرةً؛ فهي تساعدهم على تخصيص المزيد من الوقت لتطوير أعمالهم، مع البقاء على اطّلاعٍ دائمٍ بتحرّكات المنافسين.

في هذا السّياق، يقول آدم بروتمان، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ المشارك لشركة "فوروم 3" (Forum3) للاستشارات المتخصّصة في الذكاء الاصطناعي لقطّاع التّجزئة، إنّ روّاد الأعمال يمكنهم البدء في استخدام ميّزة البحث العميق من خلال تحميل معلوماتٍ غير سرّيّةٍ، مثل: نص مكالمة الأرباح الأخيرة، أو بياناتٍ متعلّقةٍ بمشاعر الجمهور على وسائل التّواصل الاجتماعيّ.

ينصح بروتمان بعد رفع هذه البيانات، بطلب استخدام الميّزة لتقديم ثلاث توصياتٍ عمليّةٍ تساعد على مواجهة تحدٍّ معيّنٍ أو تحقيق هدفٍ محدّدٍ، ويضيف أنّ القوّة الحقيقيّة لميّزة البحث العميق تكمن في: "دمج تحليل المستندات مع أبحاث السّوق عبر الذّكاء الاصطناعيّ لاستخلاص رؤى متكاملةٍ في دقائق معدودةٍ".