شركة Qlub الإماراتية تجمع تمويلاً بقيمة 30 مليون دولار
شركةٌ ناشئةٌ في مجال التّكنولوجيا الماليّة تجمع تمويلاً كبيراً لدعم توسّعها العالميّ وتطوير حلولٍ رقميّةٍ مبتكرةٍ تهدف إلى تحسين تجربة الدّفع في قطّاع المطاعم

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
نجحت شركة "كلوب" (Qlub)، النّاشئة في مجال التّكنولوجيا الماليّة ومقرّها الإمارات، في جمع 30 مليون دولارٍ أمريكيٍّ ضمن جولة تمويلٍ جديدةٍ تهدف إلى دعم خطّطها للتّوسّع الدّوليّ وتعزيز حلول الدّفع الذّكيّة في قطّاع الضيافة.
وقد جاءت هذه الجولة الاستثماريّة بقيادةٍ مشتركةٍ بين شركة "شروق بارتنرز" (Shorooq) الاستثماريّة متعدّدة الأبعاد والمتمركزة في أبوظبي، وشركة "تشيري فينتشرز" (Cherry Ventures) الألمانية المتخصّصة في رأس المال المغامر للمرحلة المبكرة، بمشاركة كلٍّ من "مجموعة إي آند" (e&)، و"مبادلة للاستثمار" (Mubadala Investments)، و"ليجند كابيتال" (Legend Capital).
تأسّست كلوب عام 2021 في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة على يد إياد القصار ومحمود فوز، وتُتيح تقنيتها للزّبائن استعراض قوائم الطّعام، وتقديم الطّلبات، والدّفع مباشرةً عبر رموز QR باستخدام هواتفهم الذّكيّة، ما يُلغي الحاجة للقوائم الورقيّة أو أنظمة الدّفع التّقليديّة، ويسهم في تبسيط العمليّات التّشغيلية للمطاعم.
وفي حديثه مع منصة "عربية .Inc"، علّق إياد القصار، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ المشارك في كلوب، على كواليس عمليّةٍ جمع التّمويل بقوله: "تلقّينا تواصلاً مباشراً من مستثمرين استخدموا كلوب وانبهروا بالخدمة"، مضيفاً: "هذا هو حلم أيّ رائد أعمالٍ؛ أن يُعبّر المنتج عن نفسه دون الحاجة إلى عرضٍ تقديميٍّ".
تعمل تقنيات كلوب في آلاف المطاعم عبر أسواقٍ متعدّدةٍ تشمل: الإمارات، والسعودية، وسنغافورة، وهونغ كونغ، وأستراليا، والبرازيل، وقطر، والكويت، وكوريا الجنوبية. وتؤكّد الشّركة أنّها تُعالج معاملاتٍ ماليّةً بقيمة عدّة ملياراتٍ من الدّولارات سنويّاً، وتخدم ملايين العملاء شهريّاً، مع قائمة عملاء تضمّ مطاعم بارزةً مثل: "بول كافيه"، و"واغاماما"، و"سوشي سامبا"، و"لا بيتيت ميزون".
وأظهرت نتائج استخدام المنصة تحسيناتٍ ملموسةً، حيث شهدت بعض المطاعم زيادةً بنسبة 300% في قيمة الإكراميّات، وارتفاعاً بمعدّل سبعة أضعافٍ في التّقييمات الإيجابيّة على "غوغل"، بالإضافة إلى تقليص طوابير الدّفع بنسبة 80%. كما سجّل أصحاب المطاعم وفوراتٍ في التّكاليف عبر تقليص عدد صناديق الدّفع المطلوبة بمعدّل الثّلث، فضلاً عن تحسين استغلال المساحات.
وتخطّط كلوب، باستخدام هذا التّمويل الجديد، إلى توسيع تواجدها في الأسواق الحاليّة والدّخول إلى أسواقٍ جديدةٍ. كما تعمل على تطوير قدراتها التّحليليّة بهدف تمكين المطاعم من فهم سلوك الزّبائن وتفضيلاتهم بشكلٍ أعمق، وتسعى لبناء شراكاتٍ في قطّاعات الضّيافة والتكنولوجيا من أجل تعزيز انتشار حلول الدّفع اللّاتلامسي.
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
كما أشار القصار إلى أنّ تغيّر توقّعات الزبائن كان دافعاً قوياً وراء هذا النّموّ؛ فقال: "بعد جائحة كوفيد-19، شهدنا نقصاً عالميّاً في الأيدي العاملة وتزايداً في الرّغبة لدى النّاس للخروج وتناول الطعام خارج المنزل"، مضيفاً: "هاتان الظّاهرتان جعلتا من الضّروري على المطاعم أن تعتمد على الأتمتة للحفاظ على نفس مستوى الخدمة الّذي اعتاد عليه الزّبائن".
ورغم النّجاح الحاليّ، لم تكن بداية كلوب سهلةً، إذ واجه الفريق تحديّاتٍ في الإطلاق الأوّليّ؛ فقال القصار: "في البداية، واجهنا مقاومةً شديدةً لأنّ أحداً لم يرَ تقنيةً مماثلةً من قبل"، متابعاً: "ما ساعدنا كثيراً هو النّموّ السّريع في دبي وسنغافورة، وهما من المراكز العالميّة، حيث استخدم ملايين الأشخاص كلوب من أنحاءٍ مختلفةٍ حول العالم، ما جعل دخولنا إلى أسواقٍ جديدةٍ أكثر سلاسةً".
ووجّه القصار رسالةً إلى روّاد الأعمال في المنطقة ممن يطمحون إلى التّوسّع خارج الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ الخدمات الّتي تنجح في الإمارات غالباً ما تكون قابلةً للتًطبيق في أسواقٍ أخرى بسبب جمهورها الدّوليّ المتنوع؛ فقال: "في استراتيجيّتنا للتّوسّع، نؤمن بأنّ أفضل الأشخاص لقيادة التّوسّع هم أولئك الذين أثبتوا أنفسهم داخل الشّركة ويعرفون تفاصيل المنظومة"، موضّحاً: "لذلك نحبّ أن نُقرن بين المواهب الدّاخليّة والكوادر المحليّة في كلّ سوقٍ جديدٍ".
وفيما يخص مستقبل التكنولوجيا في قطّاع الضيافة، يرى القصار أنّ دمج البرمجيّات في تجربة تناول الطّعام سيُضيف مزيداً من التّحسينات على رحلة الزّبائن، سواء من خلال مساعدتهم على اختيار أطباقٍ تناسب تفضيلاتهم أو احتياجاتهم الغذائيّة، أو من خلال تسريع خطوات الدّفع. وأوضح: "قبل كلوب، كان الوقت الّذي يستغرقه الزّبون للدّفع بعد الانتهاء من الطّعام يتراوح بين 10 إلى 15 دقيقةً، أمّا الآن فنحن نُقلّص هذا الزّمن إلى 20 أو 30 ثانيةً فقط".
واختتم حديثه بالتّأكيد على أنّ المعيار الأساسيّ لنجاح أي تقنيةٍ جديدةٍ يكمن في إحداث نقلةٍ نوعيّةٍ فعليّةٍ؛ فقال: "لكي تكون التّقنية ناجحةً، يجب أن تُحسّن الواقع القائم بعامل 10 أضعاف، وإلّا فلن تجد طريقها إلى الاعتماد".