الرئيسية ستارت أب شركة EMMA القطرية تجمع تمويلاً جديداً لتعزيز توسّعها العالمي

شركة EMMA القطرية تجمع تمويلاً جديداً لتعزيز توسّعها العالمي

حين تتلاقى التكنولوجيا المتقدّمة مع الابتكار في إدارة الطيران، تتبدّل أنظمة المطارات التّقليديّة إلى منظوماتٍ ذكيّةٍ مترابطةٍ تُعزّز الكفاءة وتفتح آفاق التوسّع العالميّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

شركة "إيما سيستمز" (EMMA Systems) -وهي منصّةٌ سحابيّةٌ (SaaS) مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومقرّها قطر وتعمل في قطّاع الطّيران-أعلنت عن حصولها على استثمارٍ جديدٍ من شركة رأس المال المغامر (Plus VC) المتخصّصة في دعم الشّركات النّاشئة في مراحلها المبكّرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب اثنين من أبرز المستثمرين الملائكيّين.

تأسّست إيما سيستمز في الدوحة عام 2018 على يد رائد الأعمال التقني وسام قسطندي والخبير في مجال الطيران محمد حوراني. وتعمل المنصّة على دمج البيانات التّشغيليّة اللّحظيّة بين المطارات وشركات الطيران والجهات المعنيّة بقطّاع الطيران، بهدف تعزيز الكفاءة والتّنبّؤ والاستدامة في العمليّات التّشغيليّة.

يقع المقرّ الرّئيسيّ للشّركة في قطر، فيما تمتدّ عمليّاتها إلى الأردن وفنلندا والولايات المتّحدة. وقد تمّ تطوير نظام إيما بالتّعاون مع خبراء في مجالي الطيران والتكنولوجيا، ليقوم بتعلّم الأنماط التّشغيليّة للمطارات والتّنبّؤ بالاضطرابات والاستجابة لها في الوقت الفعليّ، ما يوفّر رؤيةً تشغيليّةً متكاملةً واتّخاذ قراراتٍ أكثر ذكاءً واستدامةً.

وفي حديثه مع ""، أوضح قسطندي -الرّئيس التّنفيذيّ والمؤسّس الشّريك للشركة- أنّ فكرة إيما بدأت من تجربةٍ مبكّرةٍ مفصليّةٍ، قائلاً: "كان مشروعنا الأوّل لوحة تحكّمٍ بسيطةً نُشرت في مطار حمد الدولي في الدوحة. ولدهشتنا، ما اعتبرناه خطوةً أساسيّةً، وهي مشاركة معلوماتٍ واضحةٍ في الوقت الفعليّ، كان له تأثيرٌ تحويليٌّ في نظر العاملين في المطار".

وأضاف أنّ تلك اللّحظة كشفت ثغرةً كبيرةً في طريقة تعامل قطّاع الطيران مع تدفّق البيانات والتّنسيق بين الجهات، قائلاً: "حتّى أبسط أشكال الشّفافيّة والتّعاون يصعب تحقيقها في قطّاع الطّيران. وقد أدركنا حينها أنّه إذا كان تبادل المعلومات الأساسيّة قادراً على إحداث هذا الأثر، فإنّ إنشاء نظامٍ متكاملٍ قائمٍ على البيانات يمكن أن يُعيد تعريف طريقة عمل المطارات كليّاً".

ومن هنا وُلدت فكرة منصّة إيما سيستمز الّتي تهدف إلى كسر العزلة بين الأنظمة التّشغيليّة، وتعزيز الرّؤية المشتركة، وتمكين القرارات الذّكيّة والسّريعة عبر بيئة المطار بأكملها. تعتمد المنصّة على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المطارات وشركات الطّيران ومزوّدي الخدمات الأرضيّة في تحسين الكفاءة والتّنبّؤ من خلال إدارة الموارد بذكاءٍ، وتعزيز التّعاون بين الأطراف المختلفة، وتحقيق الشّفافيّة التّشغيليّة.

لكن لتحقيق هذا التّحوّل الحقيقيّ، كان على الفريق -بحسب قسطندي- إعادة التّفكير في الأسس الّتي قامت عليها الأنظمة التّقليديّة قائلاً: "صُمّمت أنظمة المطارات التّقليديّة مثل قواعد بيانات التّشغيل (AODB) أو أنظمة إدارة الموارد (RMS) لتخزين البيانات ومعالجتها، لا لتمكين التّعاون بين العاملين. فهي أنظمةٌ مغلقةٌ، صعبة التّكامل، ومكلفة التّحديث. أمّا إيما فاختارت نهجاً مغايراً تماماً: نبني بنيةً تحتيةً تعاونيّةً تعتمد على تقنياتٍ مفتوحة المصدر، لا مجرّد نظامٍ ضخمٍ جديدٍ أو لوحة تحكّمٍ أخرى".

ويرتكز جوهر رؤية الشّركة على منصّة الإدارة الشّاملة للمطارات (Total Airport Management – TAM)، التي تهدف إلى توحيد الأنظمة المختلفة داخل المطار وتمكين العمليّات القائمة على البيانات في الوقت الحقيقيّ. فقد قال موضّحاً: "ما يميّز نظامنا هو اعتماده على نموذج بياناتٍ موحّد يربط كلّ الأنظمة وأصحاب المصلحة في الوقت نفسه؛ فبدلاً من عشرات الأدوات المنفصلة، يصبح لدى المطار مصدرٌ واحدً للحقيقة. ولقد أنشأنا نظاماً مفتوحاً وقابلاً للتّوسّع، وشفّافاً يواكب تطوّر المطار ويتّجه نحو مستقبل الطّيران الذّكيّ".

كما يرى قسطندي أنّ هذه المرونة هي ما يميّز إيما عن مزوّدي التّكنولوجيا التّقليديّين في هذا القطاع، قائلاً: "خلق المورّدون التّقليديون دائرةً من التّبعيّة؛ أي تعديلٍ بسيطٍ يتطلّب كلفةً كبيرةً، والابتكار يسير ببطءٍ. أمّا إيما فتكسر هذه الدائرة بمنصّةٍ مرنةٍ ومفتوحةٍ وقابلةٍ للتّطوّر. ونبني الثّقة ليس بالوعود، بل بالنّتائج الملموسة، أي نُظهر أنّ التّحوّل الرّقميّ يمكن أن يكون سريعاً، وفعالاً، وتعاونيّاً في آنٍ واحدٍ".

لم تكن رحلة إيما سهلةً، إذ أقرّ قسطندي بأنّ إطلاق الشّركة قبل جائحة كورونا مباشرةً كان تحدّياً كبيراً: "تجمّد قطاع الطيران بالكامل، ولم تكن الابتكارات أولويّةً حينها. لكن بعد الجائحة تغيّر كلّ شيءٍ؛ إذ بدأت المطارات وشركات الطيران تبحث عن بدائل مبتكرةٍ وفعّالةٍ من حيث الكلفة، تعوّض اعتمادها الطّويل على الأنظمة القديمة، وتمنحها مزيداً من المرونة والشّفافيّة".

وأشار إلى أنّ كسب ثقة المشغّلين في صناعةٍ تقليديّةٍ مثل الطيران لا يتعلّق بالتّكنولوجيا فقط، بل بالثّقافة والعقليّات: "يتطلّب إقناع أصحاب القرار بإعادة النّظر في أنظمةٍ قديمةٍ تعمل لكنّها لا تخدم المستقبل وقتاً ودليلاً عمليّاً. لذا نركّز على التّعاون المشترك وقياس الأثر الحقيقيّ منذ المراحل الأولى. وحين يرى العميل النّتائج بنفسه، تأتي الثّقة تلقائيّاً".

وأضاف قسطندي أنّ جولة التمويل الأخيرة تشكّل مرحلةً محوريّةً في مسيرة إيما، قائلاً: "يمثّل هذا الاستثمار خطوةً جديدةً نحو انتقالنا من الرّيادة الإقليميّة إلى الحضور العالميّ. وبعد ترسيخ وجودنا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، نركّز الآن على التّوسّع في الأميركيتين وآسيا، حيث يشهد قطّاع الطّيران تحوّلاً رقميّاً سريعاً يعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي".

وأشار أيضاً إلى أنّ التّمويل الجديد سيدعم خريطة تطوير منتجات الشّركة، موضّحاً: "نعمل على تعميق قدراتنا في مجالي الذكاء الاصطناعي والرّؤية الحاسوبيّة لتعزيز منصّات إدارة العمليّات الشّاملة للمطارات وإدارة الجداول الزّمنيّة، بهدف مساعدة المطارات على الانتقال من النّمط التّفاعليّ إلى النّمط التّنبّئي، حيث تُبنى القرارات على بياناتٍ لحظيّةٍ ومتكاملة".

ويرى قسطندي أنّ دعم Plus VC يتجاوز الجانب الماليّ، قائلاً: "تمنحنا الشّراكة مع Plus VC إرشاداً استراتيجيّاً وشبكة علاقاتٍ عالميّةً تواكب طموحنا؛ فهي تساعدنا على بناء الشّراكات الصّحيحة والتّوسّع بمسؤوليّةٍ لنصبح محفّزاً للجيل القادم من العمليّات الذّكيّة في المطارات حول العالم".

وفي ختام حديثه، وجّه قسطندي نصيحةً لروّاد الأعمال الذين يبنون شركاتٍ في قطاعاتٍ معقّدةٍ مثل الطيران: "لن يدعمك أحد في البداية. وكلّما قال لك النّاس إنّ فكرتك لن تنجح، كان ذلك دافعاً أقوى للاستمرار؛ لأنّ الفكرة الّتي يتّفق عليها الجميع ليست طموحةً بما يكفي".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: