الرئيسية الأخبار شركة Calo البحرينية تجمع تمويلاً بقيمة 39 مليون دولار

شركة Calo البحرينية تجمع تمويلاً بقيمة 39 مليون دولار

شركةٌ ناشئةٌ في مجال التّقنية الغذائيّة تجمع تمويلاً جديداً لدعم توسّعها العالميّ، وتعزيز تقنيات التّخصيص المدعومة بالذكاء الاصطناعي

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة هنا.

أعلنت شركة "كالو" (Calo)، النّاشئة في مجال التّقنية الغذائيّة والّتي تأسّست في البحرين وتتّخذ من السعودية مقرّاً لها، عن إغلاق امتداد الجولة الاستثماريّة الثّانية "ب" بقيمة 39 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، بقيادة "الجزيرة كابيتال" (AlJazira Capital)، الذّراع الاستثماريّ لبنك الجزيرة والمتخّصصة في الوساطة وإدارة الأصول داخل المملكة.

وقد شهدت الجولة إقبالاً كبيراً من المستثمرين، لترتفع بذلك قيمة إجمالي التّمويل ضمن الجولة الثّانية إلى 64 مليون دولارٍ، بعد أن نجحت الشّركة سابقاً في جمع 25 مليون دولارٍ مطلع عام 2024 بقيادة "نوى كابيتال" (Nuwa Capital). وشارك في الجولة الممتدّة عددٌ من المستثمرين العائدين، من بينهم "STV"، و"خوارزمي فنتشرز" (Khwarizmi Ventures)، و"مجموعة الفيصلية" (Al Faisaliah Group)، و"نوى كابيتال"، إلى جانب دخول مستثمرٍ جديدٍ وهو "أوراسية كابيتال" (Oraseya Capital).

تأسّست "كالو" في عام 2019 على يد أحمد الراوي ومؤيد المؤيد في البحرين، وهي شركةٌ تقدّم خدماتٍ غذائيّةً مخصّصةً مباشرةً للمستهلكين، عبر خطط وجباتٍ شخصيّةٍ تُصمّم خصيصاً لذوي الوعي الصّحيّ. وتُسجّل الشّركة حاليّاً أكثر من عشرة ملايين وجبةٍ يتم توصيلها سنويّاً، ومن خلال فروعٍ متعدّدةٍ في السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، مع انطلاقةٍ تشغيليّةٍ في المملكة المتّحدة وتحضيراتٍ للإطلاق المسبق في سلطنة عمان.

وفي مقابلةٍ مع مجلة "عربية .Inc"، عبّر أحمد الراوي عن فخره بالإقبال الكبير من المستثمرين على الجولة الأخيرة، قائلاً: "من أكثر الأمور الّتي نفخر بها هي أنّ العديد من مستثمرينا يواصلون دعمنا في مختلف الجولات. وشهدنا في هذه الجولة، كما في السّابقة، مشاركةً قويّةً من المستثمرين الحاليّين. وقد بنينا مشروعاً بأسسٍ متينةٍ، ونركّز بشكلٍ لا يلين على التّوسّع الجغرافيّ، واستهداف شرائح جديدةٍ، وتطوير نموذج العمل، وهو ما أسفر عن نموٍّ متواصلٍ لأعمالنا". وأضاف الراوي: "من أسباب ثقة المستثمرين أيضاً أنّنا نجحنا في استقطاب نخبةٍ من الكفاءات على مستوى القيادة وحتّى المستوى التّنفيذيّ".

شهدت "كالو" نموّاً بنسبةٍ تفوق 50% في النّصف الأوّل من عام 2025 مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، مدفوعةً بالأداء القويّ في أسواقها الرّئيسيّة، مثل: السعودية، والإمارات، والكويت. وتعتزم الشّركة استخدام التّمويل الأخير لتعزيز توسّعها العالميّ، ودفع جهودها في تخصيص الوجبات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وفي مايو 2025، دخلت "كالو" السّوق الأوّروبيّة عبر استحواذها على شركتين بريطانيّتين مرموقتين في خدمات الاشتراك الغذائيّ، هما: "فريش فيتنس فود" (Fresh Fitness Food) و"ديتوكس كيتشن" (Detox Kitchen). ودُمجت الشّركتان بالكامل ضمن البنية التّحتيّة التّقنيّة والتّشغيليّة لـ"كالو"، بما يدعم طموحاتها في التّوسّع الدّوليّ.

وفي معرض حديثه عن استراتيجيّة الشّركة في أوروبا، أشار الرّاوي إلى الفروقات بين الأسواق الإقليميّة والغربيّة، موضّحاً: "في أوروبا، هناك طلبٌ متزايدٌ على الطّعام الصّحيّ نتيجةً لطبيعة الحياة هناك. لكن في المقابل، ارتفاع تكلفة العمالة يمثّل عائقاً أمام التّوسّع السّريع". وتابع: "مع ذلك، فإنّ منتجاتنا تتمتّع بتفوّقٍ ملحوظٍ على ما هو متوفّر في السّوق الأوّروبيّة، وهو ما يمنحنا ميّزةً تنافسيّةً، خاصّةً بعد عمليّات الاستحواذ. ورغم أنّ كلّ وجباتنا حلالٌ، إلّا أنّنا نخصّص قوائمنا وفقًا لتفضيلات كلّ سوقٍ على حدة".

وفي خطوةٍ استراتيجيّةٍ أخرى، أعلنت "كالو" في مايو 2025 عن شراكةٍ مع "شركة أرماح للرياضة" (Armah Sports Company)، العلامة المتميّزة في مجال اللّياقة البدنيّة، ما يمهّد الطّريق لتعاوناتٍ جديدةٍ في مجالات الصّحة والتّجزئة. وبموجب هذه الشّراكة، انضمّ فهد الحقبانيّ، مؤسس "أرماح"، إلى مجلس إدارة "كالو" كعضوٍ مستقلٍّ، ويُذكر أنّه قاد شركتين سابقاً نحو الطّرح العامّ الأوّليّ (IPO). وستعمل الشّراكة على استكشاف فرصٍ متعدّدةٍ، منها توفير منافذ بيع مشتركةٍ، وحملاتٍ ترويجيّةٍ متكاملةٍ، وتوزيعٍ أوسع للمنتجات ضمن شبكة أندية "أرماح".

وأكّد الرّاوي على أهميّة هذه الخطوة قائلاً: "إحدى الشّرائح الّتي تستفيد من وجبات كالو هي شريحة الرّياضيّين. وتعاوننا مع أرماح يضمن أن مرتادي نواديهم يتمكّنون من تناول وجباتٍ تتوافق مع احتياجاتهم الغذائيّة". كما أضاف: "تلعب التّغذية المُخصّصة دوراً جوهريّاً في دعم الأهداف الرّياضيّة. وتوفّر هذه الشّراكة وسيلةً عمليّةً لمساعدة ممارسي الرّياضة على تحقيق أهدافهم. ونحن في كالو نرى أنّ هذه الخطوة تجمع بين علامتين رائدتين تسعيان لبناء مجتمعاتٍ صحيّةٍ".

ومع استمرار تطوّر قطّاع التّقنية الغذائيّة، يتوقّع أن يكون للذكاء الاصطناعي دورٌ محوريٌّ في تعزيز الكفاءة. وأشاد الراوي بدور الذكاء الاصطناعي واصفاً إيّاه بالمحرّك الرّئيسيّ لتخصيص الطّعام، قائلاً: "نحن لا نزال في المراحل الأولى من تبنّي الذكاء الاصطناعي، لكن الوقت مناسب حاليّاً لتجربة منتجاتٍ جديدةٍ تُضيف قيمةً حقيقيّةً لعملائنا. ومن أبرز مميّزات نماذج اللّغة الكبيرة (LLMs) أنّها تتيح للعلامات التّجاريّة فهم عملائها على نحوٍ أعمق، واكتشاف تفضيلاتٍ دقيقةٍ لم يكن من الممكن ملاحظتها سابقاً باستخدام الواجهات الرّسوميّة التّقليديّة". كما أضاف: "باستخدام أدوات كالذكاء الاصطناعي ونماذج اللّغة الكبيرة، يمكننا التّوصّل لفهمٍ عميقٍ لما يريده العميل فعلاً، ثم نعمل على بناء حلولٍ تقدّم تلك التّجربة على نطاقٍ واسعٍ".

كما أشار إلى أنّ تجربة "كالو بلاك" (Calo Black)، وهي تجربة طاهٍ خاصٍّ مدعومةٌ بالذكاء الاصطناعي، تُجسّد هذا التّوجه، مضيفاً: "إذا كان شخصٌ لا يحبّ البيض، لكنّه يقبله إذا كان ضمن منتجٍ مخبوزٍ، فإنّ الواجهة التّقليديّة لن تُظهر هذا التّفصيل. أمّا من خلال منتجٍ مثل كالو بلاك، المصمّم بطريقةٍ تفاعليّةٍ محادثيّةٍ، فإنّنا نتخطّى هذه العقبات لتقديم تجربةٍ غذائيّةٍ مخصّصةٍ بالكامل. ولا يمكن الوصول إلى هذا المستوى من الدّقة عبر الواجهات التّقليديّة".

وأوضح الراوي أنّ هذا النّهج يُمهّد الطّريق لتجربة مستهلكٍ شخصيّةٍ بالكامل، قائلاً: "الذكاء الاصطناعي هو المحرّك، لكن الاتّجاه الأكبر سيكون في تخصيص الوجبات على نطاقٍ واسعٍ. ومع أكثر من عشرة ملايين وجبةٍ سنويّاً، لدينا ما يكفي من البيانات لتحقيق هذا الهدف".

وبعيداً عن جانب التّخصيص، أكّد الراوي على أن للذكاء الاصطناعي دوراً مماثلاً من حيث التّأثير في العمليّات التّشغيليّة، مضيفاً: "نُدمج الذكاء الاصطناعي أيضاً في التّفاعل مع المستخدمين وفي سير العمل التّشغيليّ لتحسين الكفاءة، وتوسيع نطاق التّخصيص، واستحداث صيغٍ جديدةٍ لتجربة العميل".

وفي حديثه عن رؤية الشّركة المستقبليّة، كشف الراوي عن طموح "كالو" في أن تصبح اسماً عالميّاً في مجال التّقنية الغذائيّة الصّحيّة، قائلاً: "على المدى الطّويل، نُركّز على مهمّتنا المتمثّلة في جعل الحياة الصّحيّة سهلةً، سواء كنت في الشرق الأوسط أو أوروبا أو أيّ مكانٍ آخر في العالم. ونرغب في أن نصبح علامةً تجاريّةً انطلقت من الخليج ووصلت إلى العالم، مع تقديم طعامٍ صحيٍّ ميسور التّكلفة ومتاحٍ للجميع".

وفي ختام حديثه، وجّه الراوي نصيحةً لمن يخطّط للدخول في مجال التّقنية الغذائيّة أو العافية؛ فقال: "لو كُنت سأعطي نصيحةً واحدةً لمن يبدأ الآن، فستكون: اجعل هاجسك هو العميل".

وأشار إلى أنّ هذا الهوس بالعميل لا يعني فقط فهمه، بل تقديم تجربةٍ فريدةٍ له في كلّ مرّةٍ، مُضيفاً: "التّخصيص هو كلمة السّرّ، ويجب أن تبدأ من الجذور. باستخدام أدواتٍ مثل: الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة، يمكنك أن تعرف فعلاً ما الذي يريده العميل، ثم تبني حلولاً لتقديم تلك التّجربة على نطاقٍ واسعٍ. وفي هذا المجال، القدرة على تلبية الاحتياجات الفرديّة مع الحفاظ على كفاءة العمليّات هو ما يُحدث الفارق الحقيقيّ للعلامة التّجاريّة".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: