الرئيسية الريادة القيادة النسائية: كيف تكسر المرأة الحواجز في عالم الأعمال؟

القيادة النسائية: كيف تكسر المرأة الحواجز في عالم الأعمال؟

حين تتقدّم المرأة بخطىً واثقةٍ نحو القيادة، تتقدّم معها المجتمعات، وتتراجع الحواجز، وتنهض الكفاءات بصرف النّظر عن النّوع

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في عالمٍ يتسارع فيه التّغيير، وتتطوّر فيه مفاهيم القيادة، تبرز القيادة النسائية كأحد أهمّ مظاهر تمكين المرأة وتحقيق المساواة في مجال العمل؛ فبعد عقودٍ من التّقييد والتّهميش، بدأ دور المرأة في عالم الأعمال يأخذ حيّزاً حقيقيّاً، حيث أصبحت المرأة تشغل مناصب قياديّةً على مستوى الشّركات والحكومات والمؤسّسات الدّوليّة. ولٰكن الطّريق لم يكن ممهّداً، فكسر الحواجز وتحقيق الذّات تطلّب نضالاً وإصراراً ورؤيةً واضحةً.

ما هي القيادة النسائية؟

تشير القيادة النسائية إلى وجود المرأة في المراتب العليا للتّخطيط والتّوجيه واتّخاذ القرار، وقدرتها على إدارة الموارد وتحفيز الفريق وتحقيق الهدف المشترك، بما تتميّز به من رؤيةٍ إنسانيّةٍ، وإدارةٍ تشاركيّةٍ، ومهاراتٍ في التّواصل والإصغاءوالمهمّ أن ندرك أنّ القيادة النّسائيّة ليست نقيضاً للقيادة الرّجاليّة، بل هي تكميلٌ لها، تعكس وجهاً آخر للقدرة على الإدارة والتّوجيه، وتقدّم مقارباتٍ جديدةً في الحلول واتّخاذ القرار، تستند إلى التّعاطف والفهم وبناء الثّقة.

كيف تكسر المرأة الحواجز في عالم الأعمال؟

كسر الحواجز ليس عملاً فرديّاً، ولا يمكن أن يتحقّق بسهولةٍ، بل هو مسارٌ تراكميٌّ يتطلّب صبراً، وتخطيطاً، وتطويراً مستمرّاً للمهارات والرّؤية. في بيئةٍ مهنيّةٍ يهيمن عليها الرّجال، لا تقاس نجاحات المرأة بما تحقّقه فقط، بل بما تتجاوزه من عقباتٍ وما تصنعه من فرصٍولتخطي هٰذه التّحدّيات، على المرأة أن تبني قاعدةً صلبةً تستند إليها، وذٰلك من خلال مجموعةٍ من الخطوات المتكاملة: [1]

1. الوصول إلى التعليم والمعرفة

تعدّ المعرفة المفتاح الأوّل لكسب المصداقيّة وإثبات الكفاية المهنيّة؛ فلا يمكن للمرأة أن تقود أو تنافس إن لم تكن ملمّةً بالمعارف العلميّة والعمليّة في مجالها، وعليها أن تطوّر نفسها بشكلٍ دائمٍ، وأن تتبنّى سياق التّعلّم المستمرّ لمواكبة تغيّرات السّوق والواقع المهنيّ. ويتجسّد ذٰلك في الحصول على شهاداتٍ متخصّصةٍ، أو المشاركة في دوراتٍ تدريبيّةٍ، أو الالتحاق ببرامج قياديّةٍ؛ فالتّمكّن المهنيّ لا يتحقّق بالرّغبة فقط، بل بالمعرفة العميقة والإجادة الفنّيّة.

2. بناء هوية مهنية قوية

لا يكفي أن تكون المرأة ماهرةً، بل عليها أن تبني هويّةً مهنيّةً مميّزةً تجعلها مرجعاً في مجالها. ويتطلّب ذٰلك الحرص على النّزاهة والاتّساق والالتزام بأعلى معايير الأداء، والحضور بشكلٍ مهنيٍّ واثقٍ يلهم الإعجاب ويفرض الاحترام. وتبني الهويّة القويّة للمرأة جسراً بين الكفاءة والثّقة، وتساعدها على كسب فرصٍ جديدةٍ وتحمّل مسؤوليّاتٍ أكبر.

3. الوصول إلى شبكات الدعم والإرشاد

لا يحدث النّجاح في فراغٍ. واحدةٌ من أهمّ وسائل تمكين المرأة هي شبكات الدّعم والإرشاد، حيث تستفيد من خبرات قائداتٍ سابقاتٍ، وتتعلّم من تجاربهنّ، وتتجنّب أخطاءهنّ، وتطوّر أفقها المهنيّ بالاستعانة بنماذج قدوةٍ. وهٰذا لا يقتصر على نساء آخراتٍ، بل يمكن أن يشمل رجالاً داعمين، أو برامج رسميّةً للإرشاد والتّوجيه؛ فكلّ نقطة دعمٍ هي خطوةٌ نحو كسر الحاجز.

4. تحديد الرؤية والهدف

الوضوح في الرّؤية هو عنصرٌ حاسمٌ في رحلة كسر القيود؛ فالمرأة الّتي تعرف بدقّةٍ ما تريد أن تحقّقه، وتضع خطّةً محكمةً وقابلةً للتّنفيذ، تستطيع أن توجّه جهودها بشكلٍ فعّالٍ، وأن تتجنّب التّشتّت والإرهاق النّفسيّ. والرّؤية تحوّل العقبات إلى تحدياتٍ، وتحوّل التّحديات إلى فرصٍ للنّموّ والإثبات.

باجتماع هٰذه العناصر، تصنع المرأة مساراً قياديّاً متميّزاً، وتثبت أنّها قادرةٌ على تخطّي أعتى الحواجز، ما دامت تمتلك الرّؤية، والكفاية، والدّعم الصّحيح.

تمكين المرأة في القيادة: ما الذي يعنيه؟

لا يصحّ اختزال تمكين المرأة في القيادة في كونه مبادرةً تجميليّةً أو استجابةً لموجةٍ إعلاميّةٍ، بل هو استحقاقٌ أصيلٌ تمليه العدالة المهنيّة، وتقتضيه الكفاءة التّنظيميّة، وتدعمه الجدوى الاقتصاديّة؛ فالتمكين الحقيقيّ لا يقتصر على فتح الأبواب رمزيّاً، بل يكمن جوهره في تفكيك البُنى الثّقافيّة والمنظميّة التي تعيق انطلاقة المرأة، وإعادة تشكيل البيئة المهنيّة لتكون أكثر شمولاً وإنصافاً. ولا يتحقّق هذا التحوّل إلّا عبر إجراءاتٍ جادّةٍ وممنهجة، من أبرزها: [2]

  • سنّ قوانين تضمن الإنصاف المهنيّ للنّساء: وتحافظ على حقوقهنّ في التّرقية، والأجور، وفرص التّدريب، وتجنيبهنّ أيّة أشكالٍ من التّمييز المبطّن في سياق العمل.
  • إطلاق برامج متخصّصةٍ للتّطوير القياديّ: تهيّئ النّساء لتحمّل المسؤوليّات الإداريّة العليا، وتعزّز قدراتهنّ في المواجهة، والتّفاوض، واتّخاذ القرار.
  • تغيير الصّور النّمطيّة في الإعلام والثّقافة المحلّيّة: الّتي تصوغ في أذهان النّاس دور المرأة على نحوٍ ضيّقٍ، وترسّخ أفكاراً قديمةً تناقض الواقع الجديد.

وعندما تتفعّل هٰذه الإجراءات في المؤسّسات، فإنّ المرأة تستطيع أن تثبت قدرتها على القيادة، وأن تساهم في إعادة تشكيل بنية العمل نفسها، وليس فقط التّماس مكانٍ فيه.

ما هو دور المرأة في عالم الأعمال اليوم؟

أصبح دور المرأة في سوق العمل دوراً مرئيّاً وملموساً، ليس في الوظائف التّنفيذيّة فقط، بل في المناصب القياديّة والاستراتيجيّة على مستوى الدّولة والقطّاع الخاصّفي القطّاع التّقنيّ، تتولّى نساءٌ مناصب متقدّمةً في شركاتٍ ناشئةٍ وعالميّةٍ، وفي ريادة الأعمال، تقود نساءٌ مشاريع مبتكرةً ومستدامةً، أمّا في القطاعات التّعليميّة والإداريّة والحكوميّة، ففي كثيرٍ من الدّول، تترأّس المرأة وزاراتٍ ومجالس تنفيذيّةً، وتصاغ السّياسات بمشاركتها.

لا يجسّد هٰذا الحضور النّشط نجاحاً فرديّاً فقط، بل يعبّر عن تغييرٍ جذريٍّ في النّموذج الاقتصاديّ والاجتماعيّ، ويساهم في توسيع رقعة الابتكار والاستجابة للتّغييرات؛ فالمرأة في عالم اليوم ليست شريكاً ثانويّاً، بل صانعة قرارٍ، ومحرك تغييرٍ، وعاملاً أساسيّاً في إعادة صياغة عالم الأعمال على نحوٍ أكثر شمولاً وفاعليّةً.

الخلاصة

القيادة النّسائيّة ليست طموحاً فرديّاً، ولا هي حركةٌ عابرةٌ، بل هي ضرورةٌ لبناء مستقبلٍ أكثر عدالةً وتوازناً. وفي كلّ خطوةٍ تتقدّم فيها المرأة نحو مواقع القيادة، تكسر حاجزاً، وتفتح باباً، وتثبت أنّ القدرة والإبداع لا يختصّان بجنسٍ دون آخرٍ، بل بالإصرار والكفاية والرّؤية الواضحة.

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما الفرق بين دعم المرأة وتمكينها؟
    الدعم قد يكون عاطفيّاً أو رمزيّاً، أمّا التمكين فهو توفير الأدوات والفرص لتكون جزءاً فعليّاً من صناعة القرار.
  2. هل تواجه النساء تحديات مختلفة حسب القطاع؟
    نعم، تختلف الحواجز بين القطّاعات التّقنية والماليّة والتّعليميّة بحسب الثّقافة المؤسّسيّة ونسبة تمثيل النّساء.
  3. هل هناك دول عربية متقدمة في تمكين المرأة قيادياً؟
    نعم هناك دول عربية متقدمة في تمكين المرأة قيادياً، مثل الإمارات والسعودية وتونس، حيث ارتفع تمثيل المرأة في مجالس الإدارة والمناصب الحكوميّة.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: