متاحف مشيرب: فضاءات تُعيد إحياء السرد وتوسّع الحوار التاريخي
حين تعيد منصّةٌ ثقافيّةٌ رائدةٌ إحياء التّراث عبر متاحف سرديّةٍ وتكنولوجيا تفاعليّةٍ، تفتح فضاءاتٍ جديدةً للحوار حول الهويّة والذّاكرة وتحوّلات المجتمع المعاصر
بينما توسّع قطر حضورها الثقافي وتستثمر في منصات تحافظ على التراث مع تبني أساليب سردية حديثة، تبرز "متاحف مشيرب" (Msheireb Museums) كواحدة من أكثر المحاور طموحاً للحوار التاريخي في البلاد. تحت إدارة المدير العام عبد الله النعمة، تجمع المؤسسة بين أربعة منازل تراثية مُرمَّمة في حي مشيرب الدوحة، حيث تم تحويل كل منها إلى متحف يحمل مهمة سردية مميزة.
وفي حديثه إلى "عربية .Inc"، أكد عبد الله أن الهدف لم يكن مجرد عرض التاريخ، بل خلق فضاءات تُحفّز النقاش حول الهوية والذاكرة والنسيج الاجتماعي المتغير في البلاد. وقال: "المتاحف الأربعة هي متاحف قائمة على السرد القصصي"، موضحاً أنها منصات تهدف إلى تشجيع الحوار وإشراك الزوار في قضايا ما زالت ذات صلة بالواقع اليوم.
يشمل هذا التجمع بيت بن جلمود، أول متحف في العالم مخصص لقصة الرق في منطقة المحيط الهندي؛ وبيت الشركة، الذي يسلّط الضوء على رواد صناعة النفط والغاز في قطر؛ وبيت محمد بن جاسم، الذي يتتبع التاريخ المتعدد لحي مشيرب واللغة المعمارية وراء إعادة تطوير المنطقة؛ وبيت الرضواني، نموذج مُرمّم للمنزل القطري التقليدي، يعرض تطور الحياة المنزلية على مر السنين.
وأشار إلى أن التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على ديناميكية السرد وجاذبيته للجمهور الشاب. وأضاف: "كونه متحفاً قائماً على السرد، نعتمد كثيراً على التكنولوجيا لعرض القصص التي نرويها، لأنها تجعل المحتوى قابلًا للتحديث وذو صلة بالجيل الأصغر"، مؤكداً أن المؤسسات الثقافية يجب أن تستمر في التطور للحفاظ على أهميتها.
ولفت إلى أن هذا التطور المستمر لا يمكن تحقيقه دون فهم واضح للماضي، مشدداً على أن إدراك التاريخ يمكّن من تحقيق تقدم ذي معنى. وقال: "التاريخ يستمر في التكرار بأشكال مختلفة. عليك أن تفهمه، تتفاعل معه، تتعلم منه، وتتخيل خطواتك التالية".