الرئيسية الأخبار Talenteo الجزائرية تؤمن استثماراً وتوسع خدماتها في أفريقيا

Talenteo الجزائرية تؤمن استثماراً وتوسع خدماتها في أفريقيا

شركةٌ ناشئةٌ في مجال تكنولوجيا الموارد البشرية تُعلن عن خططٍ للتّوسع بعد حصولها على تمويلٍ جديدٍ لتطوير منصّتها المحليّة للرّواتب والإدارة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أنهت شركة "تالنتيو" (Talenteo) الجزائرية النّاشئة في مجال تكنولوجيا الموارد البشريّة جولةً استثماريّةً لم يُكشف عن قيمتها، لكنّها ضمن نطاق السّتة أرقامٍ بالدّولار، وذلك بقيادة شركة رأس المال المغامر التّونسيّة "216 كابيتال فنتشرز" (216 Capital Ventures)، حيث تسعى الشّركة إلى توسيع نطاق تواجدها في أفريقيا الفرانكفونية وتطوير منصّتها البرمجيّة المحليّة لإدارة الموارد البشريّة وكشوف المرتبات (SaaS).

تأسّست تالنتيو على يد طارق متناني ولؤي جعفر في الجزائر عام 2022، وهي تسعى إلى رقمنة إدارة الموارد البشريّة للمؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة في أفريقيا، وهي فئةٌ غالباً ما يتم التّغاضي عنها في السّوق، حيث لا تزال الأنظمة القديمة والعمليّات اليدويّة تهيمن على هذا القطّاع. ومع التّمويل الجديد، تهدف الشّركة إلى تعميق حضورها في تونس والتّوسّع بوتيرةٍ أسرع في أفريقيا الفرانكفونية، سعياً لبناء البنية التّحتيّة الّتي تُحرّك القوى العاملة في القارة بهدوءٍ.

وقال لؤي جعفر، الرّئيس التّنفيذي والمؤسّس المشارك لتالنتيو، في مقابلةٍ مع منصّة عربية .Inc: "لا تزال معظم المؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة في أفريقيا تدير الموارد البشريّة باستخدام الورق أو برنامج إكسل. تفترض الأدوات العالميّة وجود فرق موارد بشريّةٍ منظّمةٍ أو عمليّاتٍ تقنيّةٍ قائمةٍ مسبقاً، وهذا نادراً ما يكون الحال لدينا. ما نفتقده حقّاً هو البساطة، والامتثال المحليّ، والدّعم البشريّ الحقيقيّ".

Talenteo الجزائرية تؤمن استثماراً وتوسع خدماتها في أفريقيا

تعالج منصة تالنتيو هذه الفجوات من خلال تقديم نظامٍ بُني من الألف إلى الياء ليناسب الواقع المحليّ: سهل الاستخدام، مناسبٌ للميزانيّات المحليّة، ومدعومٌ بعمليّة تهيئةٍ ودعمٍ مخصّصةٍ. وأضاف جعفر: "كثيرٌ من عملائنا يستخدمون برامج إدارة الموارد البشريّة لأوّل مرّةٍ. لذا، فإنّ الدّعم خطوةٍ بخطوةٍ له أهميّةٌ كبيرةٌ".

حقّقت الشّركة نموّاً لافتاً، حيث يستخدم أكثر من 150 مؤسّسةً وأكثر من 10,000 مستخدمٍ نشطٍ المنصّة حاليّاً لإدارة سجلّات الموظّفين، وتتبّع الوقت، والرّواتب، ومراجعات الأداء، والامتثال التّنظيمي. ويُصمّم الحلّ وفقاً لتعقيدات البيئة القانونيّة والاقتصاديّة في الأسواق الّتي تستهدفها.

ومن منظور 216 كابيتال فنتشرز، فإنّ تميّز تالنتيو يكمن في نهجها العميق والمُركَّز. وقالت ذكرى الخليفي، الشّريكة في 216 كابيتال فنتشرز، في تصريحٍ لها: "تالنتيو ليست مجرّد لاعبٍ آخر في مجال تكنولوجيا الموارد البشريّة؛ إنّها شركةٌ فريدةٌ تحفر لنفسها مكانةً مميّزةً من خلال فهمٍ عميقٍ ودقيقٍ لسوقٍ غالباً ما يُتجاهل أو يُدار بطريقةٍ غير ملائمةٍ".

ويُعدّ هذا الاستثمار أوّل دخول لـ216 كابيتال في النّظام البيئيّ الجزائريّ، حيث أوضحت الخليفي أنّ التّآزر بين دول شمال غرب أفريقيا يمنح الشّركة النّاشئة فرصةً فريدةً للتّوسّع. وقالت: "نحن نرى تونس والجزائر والمغرب كأنّها سوقٌ واحدةٌ قويّةٌ تضمّ قرابة 100 مليون نسمةٍ، ما يفتح آفاقاً كبيرةً للشّركات النّاشئة في هذه الدّول. لا نرى حدوداً، بل نرى تكاملاً قويّاً".

وأشارت الخليفي إلى ثلاث ركائز تُشكِّل استراتيجيّة تالنتيو: التّوطين العميق، والتّكنولوجيا المصمّمة محليّاً، وعرض القيمة المتوافق مع الواقع الاقتصاديّ للمستخدمين. وأضافت: "هذا لا يقتصر على التّرجمة، بل يتعلّق بفهمٍ عميقٍ للأطر القانونيّة المعقّدة، والفروق الثّقافيّة، والحقائق التّشغيليّة الخاصّة بهذه الاقتصادات المختلفة".

Talenteo الجزائرية تؤمن استثماراً وتوسع خدماتها في أفريقيا

وأوضحت أنّ التّميّز التّكنولوجيّ لتالنتيو يُعدّ أيضاً عامل تفوّقٍ مهمٍّ، بفضل منصّةٍ قويّةٍ بُنيت بأيدي محليّةٍ تفهم متطلّبات المنطقة وقيودها. فبدلاً من حلولٍ تقنيةٍ مُفرطة التّعقيد، صُمِّم البرنامج ليكون فعّالاً من حيث الأداء والتّكلفة، ما يجعله مناسباً لواقع تشغيل الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في أفريقيا.

وأضافت الخليفي: "من خلال توظيف مواهب محليّةٍ، تجنّبت الشّركة التّكاليف الباهظة لتطوير البرمجيّات، والّتي تُرهق غالباً الشّركات التي تعتمد على حلولٍ عالميّةٍ، ما جعل الحلّ الّذي تقدّمه قويّاً وقابلاً للتّطبيق من النّاحية الماليّة لعملائها المستهدفين. وتسمح هذه البنية التّقنيّة الخفيفة والفعّالة لهم بالابتكار السّريع والحفاظ على ميّزةٍ تنافسيّةٍ حادّةٍ".

كما أكدّت الخليفي إنّ تالنتيو تجسدّ -في نواحٍ كثيرةٍ- أطروحة 216 كابيتال في دعم بنيةٍ تحتيّةٍ قابلةٍ للتّوسّع ومرتبطةٍ محليًّاً. وقالت: "فهمهم العميق لأسواق شمال وغرب أفريقيا، إلى جانب التّكنولوجيا المصمّمة محليّاً والفعّالة من حيث التّكلفة، يمنحهم القدرة على التّوسّع بسرعةٍ مع الحفاظ على ملاءمةٍ عاليةٍ للاحتياجات الإقليميّة".

وقد ساهم هذا الفهم الإقليميّ العميق في صياغة خارطة طريق التّوسّع لتالنتيو، بدءاً بتونس، وبحسب ما أوضح جعفر: "كانت تونس الخطوة التّالية الطّبيعيّة بالنّسبة لنا، فهي قريبةٌ ثقافيّاً، وكان هناك طلبٌ واردٌ حتّى قبل الإطلاق".

كما تسعى الشّركة إلى دخول أسواقٍ فرانكفونية أخرى في غرب أفريقيا، حيث تُسهّل أوجه التّشابه الإداريّة والقانونيّة عمليّة التّوسّع. وقال جعفر: "في أفريقيا الفرانكفونية، تختلف القوانين والرّواتب، لكنّنا نتشارك في إرثٍ إداريٍّ مشتركٍ، ما يجعل التّكيّف أسهل مقارنةً بأسواقٍ أخرى".

ومع ذلك، أقرّ جعفر بالتّحديّات التّشغيليّة المرتبطة بالتّوسّع في أسواقٍ مجزأةٍ: "من الصّعب توسيع خدمات الرّواتب أكثر من غيرها من أدواتٍ B2B نظراً لمتطلّبات الامتثال. ونحن نوطّن خدمات الرّواتب بدقّةٍ، بينما يمكن توسيع وحداتٍ أخرى مثل الأداء والإجازات وإدارة الموظفين بسهولةٍ أكبر، تبدأ استراتيجيّتنا في الدّخول إلى السّوق دائماً محليّاً: نستمع، ونختبر، ونتأقلّم قبل أن نتوسّع".

وتلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسيّاً في خارطة طريق تالنتيو، لكن جعفر شدّد على ضرورة تطبيقها بحكمةٍ: "سيساعد الذكاء الاصطناعي في جعل الموارد البشريّة أكثر سهولةً. كثيرٌ من الشّركات الصّغيرة لا تستطيع تحمّل تكلفة خبراء الموارد البشريّة. لذا، فإنّ وجود ذكاء اصطناعي -يساعد على صياغة عقودٍ متوافقةٍ، ومراجعات الأداء، أو إرشاد الموظّفين الجدد- يمثّل تحوّلاً حقيقيّاً".

وأضاف أنّ نتائج استخدام الذكاء الاصطناعي حتّى الآن مشجّعةً: "اختبرنا ميّزات الذكاء الاصطناعي مبكّراً ورأينا نتائج حقيقيّةً: تم تقليص وقت التّهيئة بنسبة 60%، وانخفضت تذاكر الدّعم بنسبة 30%. ونحن نرى أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد داخل المنتج وفي العمليّات الدّاخليّة. ولكن برأيي، يجب أن يظلّ مرتبطاً بحلول مشاكل واقعيّةٍ، لا أن يكون مجرّد موضةٍ".

وبحسب الخليفي، فإنّ الاستخدام العمليّ للذكاء الاصطناعي وقدرة الشّركة على التّكيّف مع الأسواق المحليّة هما من أبرز الأسباب الّتي تجعل 216 كابيتال ترى في تالنتيو شركةً رائدةً في المستقبل. كما أوضحت: "إنّ تسعير تالنتيو والعرض العام للخدمة مصمّمان خصيصاً للسّوق الّذي تخدمه، وهي الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة في شمال وغرب أفريقيا؛ إنّهم لا يحاولون فرض نموذج تسعيرٍ عالميٍّ موحّدٍ، بل يقدّمون عرضاً يتماشى مع واقع الميزانيّات والنّطاقات التّشغيليّة لهذه المؤسّسات".

وأضافت: "يضمن هذا التّكيّف أنّ حلولهم الشّاملة للموارد البشريّة وكشوف المرتبات، المدعومة بالذكاء الاصطناعي من أجل الأتمتة والامتثال، ليست فقط مرغوبة بل متاحة حقّاً، ويمكن تحمُّل تكلفتها. هذا التّسعير الاستراتيجيّ، إلى جانب خبرتهم المحليّة وبنيتهم التّقنيّة الفعّالة، يضعهم كخيارٍ أوّل، ويعزّز من اعتماد العملاء عليهم وبناء علاقاتٍ طويلة الأمد".

أمّا بالنّسبة لتالنتيو؛ فقد أكّد جعفر أنّ التّوسّع لا يعني التّكنولوجيا فقط، بل الثّقة والتّكيّف والبقاء متجذّرين في الواقع. وقال: "في الأسواق المجزّأة، الحضور المحليّ، والثّقة، والدّعم المباشر غالباً ما تكون أهمّ من الميّزات أو الأسماء الكبيرة. لقد تعلّمنا ألّا نفترض أنّ الجميع متمرّسون رقميّاً؛ الإرشاد والدّعم يحدثان فرقاً كبيراً".

وختمت الخليفي بنصيحةٍ للشّركات النّاشئة الجزائريّة: "ابدأوا من رؤىً محليّةٍ عميقةٍ وابنوا حلولاً بعنايةٍ يمكن تطبيقها إقليميّاً أو عالميّاً، أمّا فيما يخصّ جمع التّمويل، فالمفتاح هو بناء الثّقة مبكّراً مع المستثمرين المحليّين أو الفرق الإقليميّة لصناديق الاستثمار العالميّة، والتّركيز الدّؤوب على تحقيق توافقٍ فعّالٍ بين المنتج والسّوق".

وقال جعفر: "النّموّ هنا يحتاج إلى وقتٍ، وما يهمّ أكثر هو بناء ما يتماشى مع احتياجات أسواقنا".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: