الرئيسية الأخبار شركة Mataa تؤمّن أولى جولات التمويل لدعم بنيتها السوقية

شركة Mataa تؤمّن أولى جولات التمويل لدعم بنيتها السوقية

شركةٌ ليبيّةٌ ناشئةٌ في مجال التّجارة الإلكترونيّة تنجح في جذب مستثمرين ملائكيين لدعم خططها اللّوجستيّة والتّقنيّة داخل السّوق المحليّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ها المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

نجحت شركة "متاع" (Mataa)، وهي شركةٌ ناشئةٌ في مجال التّجارة الإلكترونيّة تتّخذ من ليبيا مقرّاً لها، في تأمين أوّل جولة تمويلٍ تأسيسيٍّ، بدعمٍ من شبكةٍ من المستثمرين الملائكيين داخل البلاد.

تأسّست متاع عام 2022 على يد إبراهيم الشويهدي، وهي تطبيق تسوّقٍ يتبع نموذج السّوق الرّقميّ، إذ يُمكِّن التّجار اللّيبييّن من الوصول إلى أكثر من ستة ملايين مستخدم إنترنت داخل ليبيا. كما توفّر المنصة دعماً خاصّاً للبائعين عبر "فيسبوك"، من خلال دمج منتجاتهم وتحسين معدّلات التّحويل وتقليل الاعتماد على الإعلانات المموّلة.

وفي حديثٍ له مع منصة "عربية .Inc" أشار الشويهدي إلى أنّ شركته استطاعت قطع شوطٍ طويلٍ رغم محدوديّة الموارد، وهو ما اعتبره عاملاً مهمّاً في تعزيز ثقة المستثمرين. وأضاف: "سيساعدنا التّمويل على إنشاء مركز تنفيذ وتطوير التّكنولوجيا لنصبح سوقاً حقيقيّةً. وكنّا نعمل من دون موارد؛ لذا فإنّ هذا التمويل سيكون نقطة تحوّلٍ لنا".

وسيوجَّه التّمويل أيضاً إلى تعزيز العمليّات التّشغيليّة للشّركة، مع التّركيز على الجوانب اللّوجستيّة في مرحلتي البداية والنّهاية، إلى جانب توسيع قدرة التّخزين في مستودعاتها، وتوسيع شبكتها من المورّدين وتشكيلة المنتجات المعروضة. ووفقاً لما أوضحه الشويهدي، فإنّ المرحلة المقبلة من نموّ متاع ستشهد تعزيز البنية التّحتيّة والاقتراب من التّحوّل إلى سوقٍ رقميّةٍ متكاملةٍ.

وعند استعراضه لمسيرة متاع حتّى الآن، أقرّ الشويهدي بأنّ البدايات كانت صعبةً للغاية بسبب حداثة منظومة التجارة الإلكترونية في ليبيا؛ فقال: "كانت رحلة متاع شاقّةً منذ البداية؛ فالنّظام البيئيّ لا يزال في مهده؛ ولا يوجد سوى شركةٍ ناشئةٍ ناجحةٍ واحدةٍ. ولكن هذا التّحدّي بالذّات هو ما ألهمنا للانطلاق، لأنّ من قلب هذه العوائق تولد الفرص الكبيرة. وخطتنا هي السّيطرة على السّوق اللّيبيّة، ثم التّوسّع إقليميّاً".

ومن النّاحية التّشغيليّة، أوضح الشويهدي أن متاع اتبعت نهجاً داخليّاً بالكامل لمعالجة فجوات البنية التّحتيّة؛ فقال: "نحن من يتولّى حلّ التّحديّات التّشغيليّة بأنفسنا. لدينا قسمٌ وفريقٌ خاصٌّ لمرحلتَي البداية والنّهاية، ونتولّى اللّوجستيات بنسبة 100% داخليّاً. في كلّ القطّاعات، نقوم بكلّ شيءٍ بأنفسنا بدلاً من الاعتماد على مزوّدي خدماتٍ خارجيّين. كما نتيح للبائعين عرض منتجاتهم عبر منصّتنا ونتولّى كلّ المهامّ من إدارة المخزون، وإدخال البيانات، والتّحصيل، والتّوصيل، ونسلّم أرباحهم نقداً في مواقعهم".

وبالنّظر إلى المستقبل، تسعى متاع إلى لعب دورٍ إقليميٍّ لاحقاً، ولكنّها تركّز حاليّاً على تعزيز حضورها داخل ليبيا. وأكّد الشويهدي أنّ الموقع الجغرافيّ الاستراتيجيّ لليبيا يمنحها مركزاً مميّزاً في سوق شمال أفريقيا الّتي تقدَّر قيمتها بـ830 مليار دولارٍ، وتضمّ 275 مليون نسمةً. كما أشار إلى أنّ ليبيا تتمتّع بخصوصيّةٍ ديموغرافيّةٍ وثقافيّةٍ فريدةٍ، تجعلها أقرب إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك بعض مناطق أفريقيا جنوب الصّحراء، مقارنةً بالعديد من الدّول العربيّة الأخرى.

ويعتقد الشويهدي أنّ هذه الميّزة الاستراتيجيّة تمنح متاع تفوّقاً تنافسيّاً مهمّاً يُمكّنها من التّوسّع مستقبليّاً على المستوى الإقليميّ. لكنّه شدّد في الوقت ذاته على أنّ التّركيز الحاليّ يظلّ منصبّاً على تعزيز الحضور داخل السّوق اللّيبيّة، حيث يتطلّب التّوسّع الإقليميّ دعماً من شريكٍ استراتيجيٍّ أكبر.

وعند سؤاله عن النّصائح التي يقدّمها لروّاد الأعمال الذين يطمحون لدخول أسواقٍ ناشئةٍ مثل ليبيا، أكّد الشويهدي على أهميّة التّمتّع بفهمٍ محليٍّ عميقٍ؛ فقال: "لا تزال السوق جديدةً وغير مخدّمةٍ بما يكفي، وعدد السّكان قليلٌ لكن القوّة الشّرائية عاليةٌ، ويمكن السّيطرة على السّوق سريعاً إذا أُنجزت العناصر الأساسيّة بالشّكل الصّحيح".

كما أقرّ الشويهدي بأنّ العمل في السّوق اللّيبيّة لا يخلو من التّحديّات، لكنّه يرى أن روّاد الأعمال المحليّين يمتلكون الأفضليّة في هذا السّياق؛ فقال: "التّحديّات ستكون كثيرةً، كما هو الحال في أيّ اقتصادٍ غير متطوّرٍ، ولهذا فهي بيئةٌ أكثر ملاءمةً لليبييّن، لأنّهم يعرفون كيفيّة تجاوز هذه التّحديّات. لذا، على من يرغب في دخول السّوق أن يتحالف مع شريكٍ محليٍّ؛ فالفرصة ضخمةٌ، خصوصاً في ظلّ غياب اللّاعبين العالميّين".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: