Toolmart العراقية تُنهي جولة تمويل أوليّ غير مُعلنة
منصّةٌ رقميّةٌ ناشئةٌ تُعيد تشكيل مشهد التّوريد الصّناعيّ في المنطقة من خلال حلولٍ تقنيةٍ تقلّل التّكاليف وتزيد الكفاءة للمشترين المؤسّسيين

هذا المقال متوفّر باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
في خطوةٍ تعكس تطوّر قطّاع التّكنولوجيا في الشرق الأوسط، أعلنت شركة "تولمارت" (Toolmart)، النّاشئة في مجال التّكنولوجيا للأعمال بين الشرّكات (B2B) والمتخصّصة في تبسيط عمليّات التّوريد الصّناعيّ، عن حصولها على تمويلٍ أوّليٍ بقيادة شركة "بلس في سي" (Plus VC)، وهي شركة رأس مالٍ مغامرٍ معروفةٌ بدعمها للشّركات التّكنولوجيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى "واحة 500" (Oasis500)، وهي مستثمرٌ أردنيٌّ متخصّصٌ في مراحل ما قبل التّمويل الأوّليّ والتّمويل الأوّليّ، وتتمتّع بخبرةٍ عميقةٍ في تسريع نموّ الشّركات النّاشئة ذات التّأثير الكبير.
تأسّست تولمارت في العراق عام 2022 على يد شوكت شجم، وأحمد الهنتي، ونديم السالم. تقدّم الشّركة منصّةً رقميّةً مرنةً وقليلة المخزون لتبسيط عمليّات التّوريد للمشترين المؤسّسيين. وسيساهم الاستثمار الجديد في دعم توسّع الشّركة المستمرّ، ونموّ فريق العمل، والدّخول إلى أسواقٍ جديدةٍ في المنطقة.
في حديثٍ مع "عربية .Inc"، أوضح شجم، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة تولمارت، أنّ الشّركة تستفيد من التّكنولوجيا والنّطاق الواسع لمساعدة فرق التّوريد في الحصول على المستلزمات الصّناعيّة بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءةً وبأسعارٍ أفضل. وأشار إلى أنّ: "80% من وقت فرق التّوريد يُقضى في البحث عن مستلزماتٍ غير مباشرةٍ، والّتي تمثّل فقط 20% من إجمالي قيمة التّوريد"، مضيفاً أنّ "هذا التّفاوت يعود إلى الطّبيعة المجزّأة وغير المنظّمة وغير الرّقميّة إلى حدٍّ كبيرٍ لسلسلة التّوريد".
تسعى تولمارت لمعالجة هذه المشكلة من خلال نهجها القائم على تقليل المخزون وكفاءة رأس المال. وتعتمد المنصّة على شبكةٍ واسعةٍ من المورّدين ورؤى مدفوعةٍ بالخوارزميّات لتقديم أفضل الخيارات للعملاء بناءً على الأسعار، ومواعيد التّسليم، وتوافق المنتجات.
كما أوضح شجم أنّ تولمارت تعمل على رقمنة وتبسيط عمليّة التّوريد، ممّا يجعلها امتداداً لفريق التّوريد. وتُبّسط المنصّة عمليّة البحث، وتقلّل من التّكاليف العامّة، وتساعد الشّركات على توفير الوقت والمال من خلال توحيد الوصول إلى المورّدين الموثوقين، والمخزون الفعليّ، والرّؤى المستندة إلى البيانات.
تحدّث شجم عن تجربة تولمارت في العراق، مشيراً إلى أنّ العمل في بلدٍ عانى من أكثر من 30 عاماً من الصّراعات وعدم الاستقرار السّياسيّ يمثّل تحديّاتٍ لا يمكن إنكارها، ولكنّه يوفّر أيضاً إمكاناتٍ هائلةً. وقال: "يبلغ عدد سكّان العراق أكثر من 45 مليون نسمةٍ، ويبلغ النّاتج المحليّ الإجماليّ السّنويّ 250 مليار دولارٍ أمريكيٍّ"، وأضاف: "منذ إطلاق تولمارت في عام 2022، واجهنا عقباتٍ تتراوح بين توظيف المواهب المؤهّلة وجذب اهتمام المستثمرين العالميّين".
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
مع ذلك، لم تؤثّر هذه التّحديّات المبكّرة على إيمان الفريق بوعد العراق على المدى الطّويل. وقال شجم: "لقد تحسّنت بيئة الأعمال في العراق بشكلٍ كبيرٍ في السّنوات الأخيرة وتستمرّ في التّحسن"، وأضاف: "على الرّغم من تعقيد السّوق وتجزئته، نرى أنّ العراق يمثّل فرصةً كبيرةً ونعتقد أنّنا بدأنا فقط في استكشاف إمكاناته. ونحن متفائلون بشأن المستقبل وواثقون من أنّ العديد من الشّركات النّاشئة القويّة ستظهر من العراق في السّنوات القادمة".
أوضح شجم أنّ قدرة تولمارت على التّوسّع بسرعةٍ تستند إلى تركيزها على التّكنولوجيا والبيانات. وقال: "منذ إطلاقنا في عام 2022، ركّزنا على بناء شبكةٍ قويّةٍ من المورّدين وتوسيع كتالوج المنتجات لدينا، حيث نقدّم الآن أكثر من 35,000 وحدة تخزينٍ، ونسعى لتجاوز 100,000 وحدةٍ بحلول نهاية عام 2025". وأضاف: "لقد تمكّنا من التّوسّع من خلال الاستفادة من التّكنولوجيا في سوقٍ لا يزال غير متّصلٍ بالإنترنت إلى حدٍّ كبيرٍ. ومن خلال جمع وتحليل البيانات من الطّلبات السّابقة، نواصل تحسين عروضنا وتقديم قيمةٍ حقيقيّةٍ لعملائنا".
وأشار إلى أنّ هذه العوامل قد ساهمت في نموّ الشّركة حتّى الآن. وقال شجم: "هذا المزيج من التّوسّع، والتّكنولوجيا، والتّميّز التّشغيليّ كان مفتاح تقدّمنا حتّى الآن". وأضاف أنّ الثّقة التي أظهرتها الجولة الأخيرة من الاستثمار في الشّركة هي دليلٌ واضحٌ على الفرصة الكبيرة الّتي تستغلّها الشّركة. وقال: "كان فريقنا المؤسّس المتكامل وذو الخبرة عاملاً رئيسيّاً في جذب اهتمام المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، أظهرنا تقدّماً قويّاً من خلال نموذج أعمالٍ تم التّحقّق منه عالميّاً".
وأضاف شجم: "حقّقنا نموّاً حقيقيّاً في الإيرادات، وأكملنا أكثر من 10,000 طلبٍ، وخدمنا أكثر من 100 عميلٍ مؤسّسيٍ، وكلّ ذلك دون الاحتفاظ بمخزونٍ أو تكبّد ديونٍ سيّئةٍ. كما عزّز نجاح نماذج مماثلةٍ عالميّاً ثقة المستثمرين في نهجنا. وسيتمّ استخدام رأس المال الّذي تمّ جمعه لتوسيع فريقنا وتعزيز منصّتنا التّكنولوجيّة". وفيما يتعلّق بخطّة تولمارت للتّوسّع، أكّد شجم على أهميّة إتقان الأساسيّات قبل التّوسّع بشكلٍ واسعٍ. وقال: "على مدار العام المقبل، سيظلّ تركيزنا الأساسيّ على العراق بينما نواصل تحسين وتنفيذ نموذجنا التّكنولوجيّ بالكامل". وأضاف: "نعتقد أنّه من الضّروريّ إتقان منصّتنا الأساسيّة في سوقٍ معقّدٍ وعالي الطّلب قبل السّعي للتّوسع الأوسع".
بالنّظر إلى المستقبل، تضع تولمارت المملكة العربيّة السّعوديّة ضمن أوّلويّاتها. وقال شجم: "بمجرّد أن نتحقّق من قابليّة التّوسّع في النّموذج، ستكون خطوتنا التّالية هي النّموّ الإقليميّ، بدءاً من السعودية، الّتي تتصدّر قائمتنا". وأضاف: "الفرصة في المملكة كبيرةٌ، مدفوعةٌ بحجم السّوق، ودفع الحكومة نحو التّنمية الصّناعية، والطّلب المتزايد على حلول التّوريد الفعّالة والمدعومة بالتّكنولوجيا".
أمّا بالنّسبة للمؤسّسين الطّموحين الّذين يسعون للتّوسّع خارج أسواقهم المحليّة وجذب المستثمرين الإقليميّين؛ فقد نصح شجم بتوظيف المواهب المناسبة. وقال: "أعتقد أنّه إذا تمكّنت من جذب الأشخاص المناسبين وتوحيدهم حول رؤيةٍ مشتركةٍ، فإنّ كلّ شيءٍ آخر يصبح ممكناً". وأضاف: "السّوق، والمنتج، والاستراتيجيّة كلّها مهمّةٌ، ولكن بدون الفريق المناسب، من الصّعب التّوسّع أو كسب ثقة المستثمرين؛ فالمفتاح هو العثور على أشخاصٍ استثنائييّن وإلهامهم للانضمام إليك في الرّحلة والقيام بما يلزم للنّجاح".