الرئيسية الأخبار شركة MidLyr تختتم جولة تمويل أولي بقيمة 2.5 مليون دولار

شركة MidLyr تختتم جولة تمويل أولي بقيمة 2.5 مليون دولار

يوضّح الشّريك المؤسّس وائل السحار كيف تعيد شركته تصوّر العمليّات المصرفيّة، من خلال بناء منظومةٍ تمتزج فيها الامتثال والأتمتة لتهيئة عصرٍ جديدٍ من البنية الماليّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

حصلت "ميدلير" (MidLyr)، ناشئة أميركيّة متخصّصة في البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي، ومقرّها لوس أنجلوس، على تمويل ما قبل التّأسيس بقيمة 2.5 مليون دولار بقيادة "سيليكون بادية" (Silicon Badia)، بمشاركة "ويدبوش فنتشرز" (Wedbush Ventures)، وصندوق "هاسل فاند" (Hustle Fund) من سان فرانسيسكو، و"دجيتال كيرنسي غروب" (Digital Currency Group) و"ستور فنتشرز" (Story Ventures) من نيويورك، آخرٌ يركّز على الشّركات المبنيّة على البيانات.

تأسّسَت الشركة على يد وائل السحّار (Wael Elsahhar) وروتشين رين (Ruochen Ren) في الولايات المتّحدة عام 2025، وتهدف إلى بناء أساس ذكاء اصطناعي يعيد تشكيل طريقة عمل البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، بحيث يكون هذا الأساس متيناً، متوافقاً مع اللّوائح، وقادراً على التكيّف. وتتماشى المنصّة مع وكلاء الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مباشرٍ وفق القوانين والسّياسات والبيانات التّشغيليّة، لتوفّر أتمتةً بمواصفاتٍ مؤسسيّةٍ يمكن للجهات الماليّة الوثوق بها.

بنى السحّار -الّذي نشأ في مصر قبل أن ينتقل إلى الولايات المتّحدة لدراسة إدارة الأعمال- مساره المهنيّ في "ماكينزي" (McKinsey) و"أمازون" (Amazon) و"إمبْرنت" (Imprint)، ثم تعاون مع روتشين لإطلاق ميدلير. وقد قال في مقابلةٍ مع "عربية .Inc": "عايشت تعقيد بناء العمليّات الدّاخليّة للمصرف؛ فقد كنّا نوظّف عدداً كبيراً من النّاس لأداء مهامّ الامتثال وإدارة المخاطر بطرقٍ يدويّةٍ وتقليديّةٍ. ولكن مع بروز الذكاء الاصطناعي التوليدي نحو 2022، انشغلت بفكرة إعادة بناء المصرف من الدّاخل باستخدام هذه الأدوات". وقد كشفت التّجربة عن تحدٍ مشتركٍ في القطّاع، فقال السحار: "حين تحدّثت مع زملاء في الصّناعة، حتّى في شركاتٍ ناشئةٍ مبتكرةٍ، بدا واضحاً أنّ الجميع يواجهون نفس المشكلات".

أطلقت الشّركة عمليّاً أواخر أكتوبر 2025، منصّةً تمكّن البنوك وشركات التكنولوجيا المالية من أتمتة العمليّات ضمن أطر امتثالٍ دقيقةٍ ومدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي. وأضاف السحّار: "جمعنا جولة تمويلٍ ما قبل التّأسيس بقيادة سيليكون بادية خلال الصّيف، وركّزنا على بناء المنتج، وتأمين أوّل شركاء التّصميم، وإطلاق أوّل منتجاتنا، كلّ ذلك خلال 4.5 أشهرٍ فقط".

تقول ميدلير إنّ مهمّتها «جعل البنوك أكثر مرونةً وسرعةً واستجابةً لعملائها». وقد أضاف السحّار: "البنوك معروفةٌ بعمليّاتها المعقّدة وبيئاتها التّنظيميّة الثّقيلة، وهذا ضروريٌّ لأنّ المال مهمٌّ للأفراد والحكومات، لكن ذلك لا يعني أن تكون البنوك بطيئةً أو جامدةً".

وأشار السحّار إلى أنّ معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحاليّة في القطّاع الماليّ سطحيّة، إذ تقتصر على إدارة المعرفة والبحث الدّاخليّ، بينما تهدف ميدلير إلى بناء طبقة بنيةٍ تحتيّةٍ متكاملةٍ تسمح للوكلاء البشريّين والآليّين بالعمل ضمن أطر الامتثال المؤسّسيّ بثقةٍ وكفاءةٍ. ومن خلال التّكامل على مستوى واجهة برمجة التّطبيقات (API)، تمكّن المنصّة البنوك من رصد كلّ ما يجري في عمليّاتها -من تفاعلات مراكز الاتّصال إلى تقييم القروض- وتقدير المخاطر وفق القوانين الحكوميّة والسّياسات الدّاخليّة، جميعها موثّقة ضمن ما يسميه السحّار «الرّسم التّنظيميّ» (Regulatory Graph). وأضاف: "مع توفّر هذا الأساس، نتيح نشر أي عددٍ من الوكلاء لأتمتة المهامّ المتكررة مع ضمان الالتزام التّام بالحدود المحددة".

يتطلّب بناء هذا النّوع من البنية التّحتيّة دقّةً عاليةً وثقةً مطلقةً في قطّاعٍ شديد التّنظيم، لذلك يشكّل ضمان أتمتةٍ متوافقةٍ مع الجهات الرّقابيّة ركيزةً أساسيّةً في رؤية الشّركة؛ فقال السحّار: "حالياً يستخدم موظّفو كثيرٍ من المؤسّسات أدواتٍ متنوّعةٍ للذكاء الاصطناعي دون التّأكّد من أنّ المخرجات تستند إلى أحدث اللّوائح. ولكن تتيح ميدلير وضع هذه الحواجز، وضمان التزام الوكلاء بها، وتعديلها كلّما تغيّرت احتياجات العمل".

لبناء ذلك، أنشأت الشّركة قواعد معرفة واسعة تُحدَّث باستمرارٍ لتشمل اللّوائح ذات الصّلة، مدعومةً بخبرةٍ بشريّةٍ تقيم كيفيّة تفسير الوكلاء لتلك القواعد وتطبيقها؛ فقال السحّار: "إنّها عمليّةٌ ضخمةٌ تعتمد على معرفةٍ قطّاعيةٍ، وعلم بياناتٍ، وتعلّمٍ آليٍّ. لكنّنا نرى أنّها لا تولّد قيمة لعملائنا فحسب، بل أيضاً للجهات الرّقابيّة والجمهور الّذي تخدمه".

ورغم صعوبة إدخال بنيةٍ تحتيّةٍ جديدةٍ إلى بنوك محافظة، أبدى السحّار تفاؤله بانفتاح القطّاع على التّجربة، قائلاً: "إنّها رحلةٌ طويلةٌ، لكنّنا نتفاجأ باستمرارٍ باستعداد البنوك للتّجربة. الأفراد هناك أذكياء ويدركون حدود أدواتهم الحاليّة. ومهمّتنا تعليم الممكن، والاستماع بعنايةٍ لتجارب المشغلين، والتّكرار السّريع لتلبية احتياجاتهم".

وتستند مقاربة التّركيز على المشغل أوّلاً إلى خبرة المؤسّسين السّابقة في بناء وإدارة أنظمةٍ منظّمةٍ، وقد أضاف السحّار: "نبدأ بتقدير واحترام ما يواجهه مشّغلو البنوك؛ إنّه عملٌ جليلٌ. وهم بطبيعتهم متشكّكون تجاه وعودٍ ساحرةٍ تزعم توفير 90% من الجهد. ونحن نقول لهم: لقد خضنا التّجربة ذاتها، وهذه دروسنا".

ومع توسّع شراكاتها وقدراتها التّقنية، تتطلّع ميدلير أيضاً إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) لتكون قاعدةً استراتيجيّةً للمرحلة المقبلة من نموها، عبر إنشاء مراكز تقنيّةٍ إقليميّةٍ تخدم السّوق الأميركيّة. وقال السحّار إنّ المنطقة تزخر برصيد معرفة عميق يواصل تشكيل الابتكار في الخدمات الماليّة، مضيفاً أنّ الأسواق النّاشئة مثل الشرق الأوسط تتحرّك أسرع وتبتكر حلولاً قبل الأسواق الرّاسخة، مع أمثلةٍ بارزةٍ مثل "تابي" (Tabby) و"فوري" (Fawry).

وختم السحار بالقول إنّ مهندسي المنطقة وعلماء بياناتها يفهمون الخدمات الماليّة ولا يخشون إعادة اختراع قطّاعاتٍ كاملةٍ من الاقتصاد، مؤكّداً أنّ هذه الكفاءات لن تساعد ميدلير على التّوسّع فحسب، بل ستعمق فهمها لكيفيّة خدمة البنوك والحكومات في المنطقة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: