شركة BRKZ السعودية تحصد تمويلاً بقيمة 30 مليون دولار
تمويلٌ جديدٌ يدعم توسيع حلول الدّفع والتّوريد المرنة في قطّاع البناء ويعزّز الابتكار والكفاءة في سلاسل الإمداد ضمن المملكة
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
نجحت شركة "بركز" (BRKZ)، وهي منصّةٌ مُدارةٌ تعمل بنظام شركةٍ إلى شركةٍ (B2B) في مجال تجارة مواد البناء وتتضمّن خدمات تمويلٍ مضمَّنةً، وتتّخذ من المملكة العربيّة السعوديّة مقرّاً لها، في تأمين تمويلٍ نمائيٍّ يصل إلى 30 مليون دولارٍ أمريكيٍّ من "سترايد فنتشرز" (Stride Ventures)، وهي منصّة عالميّة رائدة في مجال الدين الاستثماري والائتمان الخاصّ، ذات حضور واسع في الهند ودول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتّحدة وجنوب شرق آسيا.
يأتي هذا الإعلان في أعقاب جولتَي التّمويل السّابقتَين اللّتين أُغلقتا في مارس 2024 وفبراير 2025، وقد خُصِّصت أحدث الجولات لمستثمرين عائدين بالكامل، من بينهم "بيكو كابيتال" (BECO) و"بي إن في تي كابيتال" (BNVT Capital) و"بيتر تومورو فنتشرز" (Better Tomorrow Ventures) وصندوق "واعد فنتشرز" (Wa’ed Ventures) التّابع لشركة "أرامكو" (Aramco).
وسيعزّز التّمويل الجديد قدرة "بركز" على تقديم حلول دفعٍ مرنةٍ في مختلف قطّاعات البناء، دعماً لشبكتها الواسعة من المصانع المتعاونة والمقاولين، في حين يوفّر دفعةً إضافيّةً لنموّ سلسلة توريد المواد الخامّ.
تأسّست "بركز" عام 2022 في السعوديّة على يد رائد الأعمال المتسلسل إبراهيم منّاع، بهدف معالجة أوجه القصور البنيويّة في قطّاع المشتريات الإنشائيّة، وعلى رأسها تجزئة سلاسل الإمداد، والإجراءات اليدويّة المرهِقة، وتحدّيات السّيولة النقديّة التي تُعيق تنفيذ المشاريع وتزيد تكاليفها. وتتيح منصّتها التقنيّة المُدارة للمقاولين والمصانع الحصول على عروض أسعار تنافسيّة في دقائق معدودةٍ، إلى جانب تمويلٍ مضمَّنٍ مُصمَّمٍ ليتوافق مع دورات التّدفقات النّقديّة الخاصّة بقطّاع البناء.
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
وفي حديثٍ مع "عربية .Inc"، أوضح منّاع، الرّئيس التّنفيذي للشّركة، أنّ "بركز" اختارت التّمويل النّمائيّ لتسهيل مرحلتها التّالية من التّوسّع نظراً إلى أدائها القويّ حتّى الآن؛ فقال: "كان التّمويل النّمائيّ الخيار الأمثل في هذه المرحلة، لأنّ بركز تمتلك نموذج أعمال مُثبتاً وأُسساً صلبةً؛ إذ حقّقنا نموّاً في الإيرادات بمقدار أربعة أضعاف خلال عام 2024، وتجاوزنا 3.14 مليارات ريال سعودي في طلبات عروض الأسعار (RFQs) المُعالجة، مع حفاظنا على اقتصاد وحداتٍ صحيٍّ. هذا التّمويل يتيح لنا التّوسّع بوتيرةٍ أسرع وتعزيز قدراتنا في التّمكين التّمويليّ".
وأضاف منّاع أنّ هذا النّموّ يعكس قدرة الشّركة على سدّ الفجوات القائمة في السوق، قائلاً: "يقود نموّنا تنفيذٌ قويّ وحاجةٌ واضحة في السّوق. ويعتمد المقاولون والمصانع على بركز لتجربة مشترياتٍ مبسّطةٍ مدعومةٍ بالتّقنية، تُبدّل سلاسل الإمداد المجزّأة والإجراءات اليدويّة القديمة. وقد سمح لنا الجمع بين التمويل المضمَّن، وشبكة الموردين المتنامية، والبنية البيانيّة المملوكة لنا، بتحسين الأسعار والموثوقيّة وتوازن التّدفقات النّقديّة، ما يساعد عملاءنا على تنفيذ مشاريعهم بسرعةٍ وكفاءةٍ أكبر".
وأشار منّاع إلى أنّ منشأة التمويل النمائي الجديدة تعزّز كذلك ثقة المستثمرين التي ترسّخت عبر الجولات السّابقة من التّمويل بالأسهم. وقال: "تُكمل هذه المنشأة تمويلنا السّابق البالغ 22.5 مليون دولار، والذي غُطِّي بالكامل من مستثمرين عائدين، من بينهم بيكو وبي إن في تي كابيتال وبيتر تومورو فنتشرز وواعد فنتشرز التّابع لأرامكو، وهو ما يعكس ثقة طويلة الأمد في استراتيجيّتنا وقدرتنا على التّنفيذ".
ولفت منّاع إلى أنّ الشّراكة الجديدة مع سترايد فنتشرز تتماشى مع رؤية بركز بعيدة المدى، قائلاً: "تُعدّ سترايد فنتشرز الشّريك الأنسب بفضل سجلّها الحافل في دعم نماذج الشّركات ذات النّموّ السريع في الهند. خبرتها في تمويل الأسواق الصّناعيّة تتوافق تماماً مع مهمّة بركز".
وبفضل منشأة التمويل النمائي الجديدة البالغة 30 مليون دولار، أكّد منّاع أنّ الشّركة تُضاعف التزامها بإعادة تشكيل منظومة البناء في السعوديّة، موضّحاً: "يُتيح لنا هذا التمويل ترسيخ موقع بركز كمحرّكٍ رئيسيٍّ للابتكار في منظومة البناء بالمملكة؛ فهو يعزّز قدراتنا على توفير حلول دفع وتمويل مرنة للمقاولين والمصانع، فيما يدعم نموّ سلسلة توريد المواد الخامّ والمصانع. ومع انتقال المملكة إلى مرحلة التّنفيذ الفعليّ لمشروعاتها العملاقة، فإنّ الحاجة إلى المشتريات الكفوءة والتمويل الذكي لم تكن يوماً أكبر ممّا هي عليه الآن".
وفي وقتٍ سابق من هذا العام، اختيرت بركز للانضمام إلى برنامج الشّركات السعودية النّاشئة العملاقة (Saudi Unicorns Program)، تقديراً لطموحها في أن تكون إحدى أسرع الشركات نموّاً في المملكة وتماهيها القويّ مع أهداف التّنمية الوطنيّة. وقال منّاع في هذا السّياق: "اختيارنا ضمن برنامج اليونيكورن السعودي علامة فخر للفريق وتأكيد على إسهامنا في التّحوّل الرّقميّ والصّناعيّ للمملكة. كما يُرسّخ مكانة بركز بوصفها إحدى الشّركات الواعدة في السعودية، المتّسقة استراتيجيّاً مع الأوّلويات الوطنيّة والمدعومة من وكالة التّقنيّة التّابعة لوزارة الاتّصالات وتقنية المعلومات".
كما أضاف منّاع أنّ هذا الإنجاز لا يقتصر على الاعتراف الرّمزيّ، بل يعمّق التزام الشّركة برؤية المملكة الطموحة، قائلاً: "يعكس هذا الإنجاز التزامنا المتواصل ببناء القدرات المحليّة والتّقنية التي تدعم طموح رؤية 2030 في جعل السعوديّة مركزاً عالميّاً للابتكار والتّصنيع".
وإذ قدّم منّاع رؤيته لروّاد الأعمال في المنطقة، أشار إلى أنّ الاستدامة في النّموّ ضمن القطّاعات الصناعيّة تعتمد على الانضباط والتّحليل البياني. وقال: "لروّاد الأعمال في القطاعات الصناعيّة، خصوصاً تلك التي تمتلك رأس مال كبيراً كالبناء، ينبع النّموّ المستدام من الانضباط والبيانات. تعلّمنا أنّ الاستدامة تقوم على بناء هيكلٍ تشغيليٍّ صلب قبل التّوسّع العدوانيّ. وفي بركز ركّزنا على هيكلة بياناتنا، وأتمتة عمليّاتنا، وإنشاء تمويلٍ مضمَّنٍ يتوافق مع واقع عملائنا. هذا الانضباط مكّننا من تحقيق نموٍّ بأربعة أضعاف مع الحفاظ على اقتصاد وحداتٍ متينٍ".
وختم منّاع حديثه بتوجيه نصيحة لروّاد الأعمال السّاعين إلى التّوسّع الذّكيّ: "نصيحتي أن تتركّز استراتيجيّات النّموّ على معالجة المشكلات الهيكليّة العميقة أوّلاً -مثل فجوات السّيولة، وتجزئة سلاسل الإمداد، والقصور في الكفاءة- ثم تُستَخدم التّكنولوجيا والشّراكات، على غرار تعاوننا مع سترايد فنتشرز، لتوسيع الأثر بصورةٍ مستدامةٍ.