الأمير خالد يستثمر 60 مليون دولار في شركة Clearspeed
دعمٌ جديدٌ لتقنيات التّحليل الصّوتيّ يعكس التّوجّه نحو حلولٍ ذكيّةٍ تُعزّز الأمان وتُسرّع قرارات المؤسّسات في القطّاعات الحسّاسة

هذا المقال متوفّرٌ بالّلغة الانجليزيّة من هنا.
انضمّ الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود إلى جولة تمويلٍ من الفئة الرّابعة (Series D) بقيمة 60 مليون دولارٍ لصالح شركة "كليرسبيد" (Clearspeed)، المتخصّصة في تقنيات تقييم المخاطر الصّوتيّة ومقرّها كاليفورنيا، وذلك من خلال صندوق "كيه بي دبليو فنتشرز" (KBW Ventures) الّذي يرأسه ويشغل منصب الرّئيس التّنفيذيّ فيه.
قاد هذه الجولة الاستثماريّة صندوق "ألاين برايفت كابيتال" (Align Private Capital) الّذي يتّخذ من فلوريدا مقرّاً له، بمشاركةٍ من "آيرون غيت كابيتال أدفايزرز" (IronGate Capital Advisors)، وهو صندوق رأس مالٍ استثماريٍّ يركّز على التّقنيات ثنائية الاستخدام، بالإضافة إلى "برافو فيكتور فنتشر كابيتال" (Bravo Victor Venture Capital) البريطانيّ، الّذي يموّل الابتكار في مجالات المكفوفين وقطّاعات الدّفاع.
وفي مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أوضح الأمير خالد أنّ التزام صندوقه بهذا الاستثمار في قطّاع تقنيات التّأمين (insurtech) جاء استناداً إلى المتانة الماليّة التي تتمتّع بها الشّركة، بالإضافة إلى توافق رؤيتها مع نهج كيه بي دبليو فنتشرز في الاستثمار بمرحلة النّموّ. وقال: "كليرسبيد شركة مربحةٌ وتتمتّع بالاستدامة التّشغيليّة، وهي تجسيدٌ واضحٌ للتّحوّل في استراتيجيتنا الاستثماريّة نحو الشّركات ذات الأساس الماليّ المتين، والّتي تسير بخطىً واضحةٍ نحو الطّرح العامّ الأوّليّ (IPO) وتحقيق قيمةٍ طويلة الأمد".
تأسّست شركة كليرسبيد في عام 2016 على يد أليكس مارتن وكورت مارتن في مدينة سان دييغو، وتوفّر أدوات تقييم مخاطر صوتيّةً ثنائيّة الاستخدام تُطبّق في القطّاعات التّجاريّة والحكوميّة. وفي مجال التّأمين، تُمكّن تقنيتها من تسريع عمليّات الاكتتاب ومعالجة المطالبات، وتحقّق عائداً على الاستثمار يزيد بمقدار ثلاثين مرّةً.
قال الأمير خالد ممازحاً في لقائه مع "عربية .Inc": "أخطّط لاستخدام هذه التّقنية داخليّاً". وأضاف: "عندما قرّرتُ الاستثمار في كليرسبيد، كُنت أنظر إلى موقعها الرّياديّ في السّوق، فهي أوّل من اقتحم هذا المجال، وتُعدّ القائدة الواضحة في تقييم المخاطر الصّوتيّة، واضعةً المعيار في مجالٍ سريع التّطوّر، إذ تمثّل التّكنولوجيا المملوكة والمُثبتة علميّاً الّتي تملكها الشّركة ميّزةً تنافسيّةً يصعب تجاوزها".
شاهد أيضاً: Maalexi تحصل على تمويل بقيمة 3 ملايين دولار
ومن جانبه، وصف أليكس مارتن، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة كليرسبيد، هذا الاستثمار بأنّه بدايةٌ لفصلٍ جديدٍ وجريءٍ في مسيرة الشّركة. وقال في بيانٍ رسميٍّ: "نضاعف جهودنا في الأسواق الّتي تتطلّب الثّقة والسّرعة، مثل: الحكومة والدّفاع والتّأمين والمصارف، ونتوسّع على المستوى العالميّ لتلبية الطّلب المتزايد على أدوات فحصٍ آمنةٍ وعالية الموثوقيّة. نستثمر في فرق العمل لدينا، ونعجّل الابتكار، ونعمل لضمان بقاء تقنيتنا في موقع الرّيادة، ليس فقط من أجل النّموّ، بل لتمكين المؤسّسات حول العالم من بناء الثّقة بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءةً".
من بين أبرز عملاء الشّركة، أفادت شركة "زيورخ إنشورنس" (Zurich Insurance) بأنّ تقنيات كليرسبيد ساهمت في تقليص زمن معالجة المطالبات إلى النّصف، ورفع نسبة المدفوعات الفوريّة للعملاء بما يقارب 40%. وعلى الجانب الحكوميّ، تتزايد وتيرة الاعتماد على حلول الشّركة من قبل وكالاتٍ تُعنى بالأمن الوطنيّ ومكافحة الاحتيال، حيث سجّلت بعض الجهات انخفاضاً لافتاً بنسبة 95% في زمن التّحقّق من الموظفين، إلى جانب تراجعٍ في تكاليف التّحقيقات بلغ 65%، ما يعكس الأثر العميق لتقنياتها في البيئات عالية الحساسيّة.
وقد وصل إجمالي التّمويل الّذي حصلت عليه كليرسبيد حتّى الآن إلى 110 ملايين دولارٍ. وشهدت الشّركة أيضاً انضمام الجنرال المتقاعد ديفيد إتش. بتريوس، المدير السّابق لوكالة الاستخبارات المركزيّة (CIA) وقائد القيادة المركزيّة الأمريكيّة، كمستثمرٍ متعدّد الجولات، إلى جانب انضمام آنا نيكورانيك، الشّريكة المؤسّسة والرّئيسة التّنفيذيّة لصندوق ألاين برايفت كابيتال، إلى مجلس إدارة الشّركة.
وفي تعليقٍ لها، قالت نيكورانيك: "أظهرت شركة كليرسبيد إمكاناتٍ حقيقيّةً في الاستخدام الثّنائيّ، مع نتائج تجاريّةٍ قابلةٍ للتّوسّع وتأثيرٍ فعليٍّ في البيئات الحسّاسة. ومن النّادر أن نجد حلّاً يُقلّل من الاحتيال ويخفّف المخاطر الأمنيّة ويوفّر التّكاليف الكبيرة دون أن يُحدث عبئاً على المستخدم النّهائيّ. هذا هو الابتكار الّذي نحتاجه لبناء أنظمة ثقةٍ أذكى وأكثر تركيزاً على الإنسان".
وأضاف بتريوس: "بموازاة تطوّر التّهديدات الأمنيّة، لا بدّ أن ترتقي الحلول الدّفاعيّة إلى المستوى ذاته من الحداثة والفعاليّة. ومن هذا المنطلق، تُمثّل تقنية التّحليل الصّوتيّ المدعومة بالذكاء الاصطناعي من كليرسبيد قيمةً استثنائيّةً في عمليّات فحص الأفراد، والحدّ من التّهديدات الدّاخليّة، وتعزيز أمن المؤسّسات. ففي بيئةٍ تتسارع فيها الأحداث، تصبح القدرة على بناء الثّقة بسرعةٍ مطلباً لا غنى عنه".