عام 2025: الأسهم الرابحة والخاسرة في أبرز البورصات العالمية
أثبت عام 2025 أنّ النّجاح في أسواق الأسهم لا يتحدّد بالموقع الجغرافيّ بقدر ما يتشكّل من خلال القطاع والقدرة على مواكبة الاتّجاهات المستقبليّة.
حمل عام 2025 ملامح مرحلةٍ استثنائيّةٍ في تاريخ أسواق الأسهم العالميّة، إذ تداخلت فيه العوامل الاقتصاديّة والتّكنولوجيّة والجيوسياسيّة لتصنع واقعاً جديداً يختلف عن الأعوام السّابقة. فقد دفع ازدياد الطّلب على تقنيّات الذّكاء الاصطناعيّ وتغيّر سياسات الفائدة وتحوّلات سلاسل التّوريد إلى إعادة رسم خريطة الاستثمار العالميّ. وفي خضمّ هذا المشهد المعقّد، برزت مجموعةٌ من الشّركات الّتي تحوّلت إلى نجومٍ استثماريّةٍ بفضل أدائها المذهل في قطاعات التّخزين والرّقاقات والذّكاء الاصطناعيّ، بينما بقيت شركاتٌ أخرى تراوح مكانها عند أطراف السّوق.
أفضل الأسهم لعام 2025
يعدّ عام 2025 من الأعوام الفاصلة في تاريخ الأسواق العالميّة، إذ تميّز بظهور مجموعةٍ من الأسهم الّتي تفوّقت على نظيراتها بفضل نموٍّ قويٍّ، وقطاعاتٍ مزدهرةٍ قادتها التّكنولوجيا والذّكاء الاصطناعيّ، ممّا جعلها محور اهتمام المستثمرين حول العالم.
سهم Western Digital (WDC)
تصدّر سهم Western Digital قائمة الفائزين في عام 2025 بعدما سجّل قفزةً بلغت %261.1 حتّى نهاية نوفمبر وفق بيانات Bankrate. هذا الأداء اللّافت لم يأت من فراغٍ، إذ أدّى التّوسّع السّريع في تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ إلى تضخّم الطّلب على حلول التّخزين المتقدّمة الّتي تمثّل مجال تخصّص الشّركة. ومع احتياج الشّركات إلى مساحاتٍ ضخمةٍ لمعالجة البيانات، استطاعت Western Digital أن تستفيد من نقص المعروض العالميّ في وحدات التّخزين عالية الكثافة، ممّا عزّز أرباحها ورفع من تقييمها السّوقيّ. ويرى محلّلو Investopedia أنّ استمرار هذا الاتّجاه حتّى عام 2026 مرجحٌ بقوّةٍ في ظلّ التّوسّع العالميّ في مراكز البيانات والبنى التّحتيّة السّحابيّة. [1]
سهم Seagate Technology (STX)
في السّياق نفسه، خطت Seagate Technology على خطى منافستها Western Digital، فارتفع سهمها بنسبة %217.3 خلال عام 2025. هذا النّموّ القويّ جاء نتيجةً للطّلب المستمرّ على وحدات التّخزين التّقليديّة (HDD) الّتي لا تزال أساسيّةً في تشغيل أنظمة الذّكاء الاصطناعيّ الضّخمة. وقد أظهرت تحليلات Yahoo Finance وInvestopedia تفاؤلاً متزايداً بمستقبل السّهم، خاصّةً مع توجّه المؤسّسات نحو مضاعفة استثماراتها في البنية التّحتيّة للبيانات. ومن المنتظر أن يظلّ زخم السّوق قائماً مع استمرار نقص المعروض وارتفاع الطّلب العالميّ على حلول التّخزين. [1]
سهم Micron Technology (MU)
برز سهم Micron Technology كأحد أعمدة قطاع الرّقاقات والذّاكرة خلال عام 2025، إذ ارتفع بنسبة 8.3 حسب بيانات Bankrate. وجاء هذا الصّعود مدفوعاً بتنامي الحاجة إلى ذاكرة الحواسيب والخوادم، في ظلّ الانتشار المتسارع لتطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ الّتي تعتمد على وحدات RAM وذواكر التّخزين المؤقّتة. ووفقاً لتقارير وول ستريت، أعادت كبرى المؤسّسات الماليّة تقييم السّهم ضمن تصنيف «شراءٍ»، مستندةً إلى توقّعاتٍ تشير إلى بقاء الطّلب على مكوّنات الذّاكرة مرتفعاً حتّى عام 2027. ويتوقّع أن يستمرّ هذا الأداء في ظلّ الاتّجاه العالميّ نحو الاعتماد على الحوسبة عالية الكفاءة.
سهم Robinhood Markets (HOOD)
شكّل سهم Robinhood Markets مفاجأةً لافتةً في عام 2025 بعدما صعد بنسبة %233.4 وفق بيانات Bankrate. ويعزى هذا الارتفاع إلى تجدّد الاهتمام بأسهم شركات التّداول والوساطة الإلكترونيّة، خصوصاً مع تقلّبات الأسواق الّتي دفعت المستثمرين إلى استخدام منصّاتٍ أكثر مرونةً مثل Robinhood. غير أنّ هذا النّموّ لا يخلو من المخاطر، إذ يواجه القطاع تحدّياتٍ تنظيميّةً متزايدةً بسبب الرّقابة الحكوميّة على التّداولات الرّقميّة. لذلك، ورغم جاذبيّة السّهم على المدى القصير، يرى محلّلون أنّ مستقبله قد يكون أقلّ استقراراً من أسهم التّكنولوجيا أو التّخزين.
أسوأ الأسهم في 2025
عكس عام 2025 جانباً مظلماً من الأسواق العالميّة، إذ لم تكن جميع الشّركات قادرةً على مجاراة التّحوّلات الاقتصاديّة السّريعة أو الاستفادة من طفرة الذّكاء الاصطناعيّ، فتراجع أداؤ عددٍ من الأسهم البارزة بنسبٍ كبيرةٍ نتيجة ضعف النّموّ، وتقلّص الطّلب، واشتداد المنافسة. وقد برزت 3 شركاتٍ بوصفها من بين الأسوأ أداءً خلال هذا العام وفقاً لقائمة S&P 500 الصّادرة عن Bankrate.
سهم Fiserv (FISV)
تصدّر سهم Fiserv قائمة الأسهم المتراجعة بعد أن سجّل خسارةً حادّةً بلغت نحو -70.3% في عام 2025. ويظهر هذا الانخفاض مدى هشاشة أداء الشّركة في ظلّ بيئةٍ اقتصاديّةٍ ضاغطةٍ، إذ تراجعت هوامش ربحها نتيجة تقلّص الانفاق الاستهلاكيّ وضعف نموّ قطاع الخدمات الماليّة. كما أسهمت التّحوّلات التّكنولوجيّة السّريعة في تقويض نموذجها التّقليديّ، بينما لم تواكب الشّركة بالكامل تسارع الابتكار في أنظمة الدّفع الرّقميّ، ممّا جعلها تفقد حصّتها السّوقيّة تدريجيّاً أمام منافسين أكثر مرونةً. وبذلك أصبح أداؤها مرآةً للتّحدّيات الّتي تواجه المؤسّسات الماليّة القديمة في عصر الرّقمنة السّريعة. [2]
سهم The Trade Desk (TTD)
سجّل سهم The Trade Desk تراجعاً كبيراً بواقع -66.8% خلال عام 2025، ليعكس حالةً من الارتباك الّتي أصابت قطاع الإعلانات الرّقميّة حول العالم. فمع تصاعد المنافسة وتقلّص الميزانيّات الإعلانيّة للشّركات، واجهت Trade Desk صعوبةً في الحفاظ على معدّلات النّموّ السّابقة. كما دفعت التّغييرات في سياسات الخصوصيّة واعتماد تقنيّات الذّكاء الاصطناعيّ في التّسويق إلى تحوّل المعلنين نحو منصّاتٍ بديلةٍ توفّر استهدافاً أدقّ وتكلفةً أقلّ. ومع ازدياد هذه الضّغوط، انكمشت أرباح الشّركة وتراجع تقييمها في السّوق، ممّا جعلها من أبرز الخاسرين في قطاع التّكنولوجيا الإعلانيّة خلال العام. [2]
سهم Deckers Outdoor Corporation (DECK)
لم يسلم سهم Deckers Outdoor من الموجة الهابطة، إذ خسر نحو -57.1% من قيمته خلال عام 2025. ويعود هذا الانخفاض إلى تباطؤ مبيعات التّجزئة وتراجع ثقة المستهلك، إضافةً إلى تغيّر تفضيلات السّوق نحو العلامات التّجاريّة المستدامة والأرخص سعراً. كما تضرّر أداء الشّركة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وسلاسل التّوريد، ممّا أثّر سلباً على أرباحها التّشغيليّة. وتظهر هذه النّتائج كيف يمكن أن تتحوّل النّجاحات السّابقة في قطاع التّجزئة إلى عبءٍ حين تفشل الشّركات في التّكيّف مع تحوّلات السّلوك الاستهلاكيّ العالميّ وتراجع القدرة الشّرائيّة.
الخاتمة
أثبت عام 2025 أنّ النّجاح في أسواق الأسهم لا يتحدّد بالموقع الجغرافيّ بقدر ما يتشكّل من خلال القطاع والقدرة على مواكبة الاتّجاهات المستقبليّة. فبينما قادت شركات التّخزين والذّاكرة موجة الصّعود بفضل الذّكاء الاصطناعيّ، ظهرت شركات التّعدين والمكوّنات الإلكترونيّة والإعلام كقوى موازنةٍ أضافت عمقاً وتنوّعاً للأسواق. وهكذا، رسمت هذه الأسهم ملامح عامٍ استثنائيٍّ حمل معه دروساً واضحةً: من يستثمر في الابتكار ويقرأ التّحوّلات مبكّراً، يملك دائماً فرصةً أن يكون في صفّ الرّابحين.
-
الأسئلة الشائعة
- ما العوامل التي ساعدت على ارتفاع بعض الأسهم في عام 2025؟ ساهمت الطفرة في الذكاء الاصطناعي وزيادة الطلب على البيانات والحوسبة السحابية في رفع قيمة الأسهم التكنولوجية، كما عزز ارتفاع أسعار المعادن أداء شركات التعدين.
- هل يمكن استمرار هذا الأداء القوي للأسهم في 2026؟ تتوقع التحليلات استمرار نمو بعض الأسهم المرتبطة بالبنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي، لكن احتمالات التصحيح واردة بسبب تشبع السوق وارتفاع التقييمات.