الرئيسية الأخبار شركة Nanovate المصرية تجمع 1 مليون دولار في جولة ما قبل التأسيس

شركة Nanovate المصرية تجمع 1 مليون دولار في جولة ما قبل التأسيس

تسعى حلول الذكاء الاصطناعي العربي إلى تمكين الشّركات من العمل بكفاءةٍ عبر 22 لهجةً، مع التّركيز على التّنفيذ العمليّ والّنموّ السّريع في المنطقة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

تستعدّ شركة "نانوفيت" (Nanovate)، وهي شركةٌ ناشئةٌ للذكاء الاصطناعي مقرّها القاهرة ومدعومة من "مينت إنكيوبيتر" (MINT Incubator) التّابع لبنك "إي جي بنك" (EG Bank) ومن مسرّعة "رايا فيوتشر تيك" (FutureTECH Accelerator)، لمرحلة توسّعٍ جديدةٍ عقب حصولها على تمويلٍ بقيمة مليون دولارٍ أمريكيّ في جولة ما قبل التّأسيس، وذلك بعد 9 أشهرٍ فقط من انطلاق عمليّاتها رسميّاً.

أُسِّست الشركة في مصر في يناير 2025 على يد نانسي مدبولي وأحمد جمال، وتعمل على تطوير حلولٍ عربيّةٍ متكاملةٍ للذكاء الاصطناعي تشمل أنظمة المحادثة الصّوتيّة والنّصّية المتقدّمة، وأنظمة الأتمتة، وأدوات الذكاء الاصطناعي المصمّمة خصيصاً لتمكين الشركات في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا من العمل بذكاءٍ وسرعةٍ أكبر، عبر اثنتين وعشرين لهجةً عربيّةً.

في حوارٍ مع "عربية .Inc"، أوضحت مدبولي، التي تشغل أيضاً منصب الرّئيسة التنفيذيّة للتّكنولوجيا في "نانوفيت"، أنّ قرار جمع التّمويل جاء أسرع ممّا خُطّط له استجابةً مباشرةً لاهتمامٍ غير متوقّعٍ من السّوق. فقالت: "قرّرنا جمع التّمويل الآن لأنّ الطّلب جاء أسرع ممّا توقعنا؛ فخلال أشهرٍ قليلةٍ من الإطلاق، حصلنا على عملاء حقيقيين، وإيراداتٍ متكرّرة، وطلباتٍ من قطاعاتٍ متنوّعةٍ أرادت توظيف وكلاء ذكاءٍ اصطناعي يتحدثون العربيّة وأنظمة أتمتةٍ ذكيّةٍ، وهو ما تطلّب ضخّ رأس مالٍ جديدٍ لدعم التوسّع".

وأشارت مدبولي إلى أنّ مشاركة "نانوفيت" في برنامجي "مينت إنكيوبيتر" و"رايا فيوتشر تيك أكسيليراتور" شكّلت نقطة تحوّلٍ رئيسةٍ في مسار الشّركة نحو هذه المرحلة من النّموّ، قائلةً: "كانت تلك البرامج بمثابة تغييرٍ في قواعد اللّعبة؛ إذ أتاحت لنا الوصول إلى مرشدين وشركاتٍ ومستثمرين أدركوا ما كنّا نبنيه. كما أكّدت أنّ ما نفعله -أي تطوير ذكاءٍ اصطناعيٍّ عربيٍّ أصيلٍ لتطبيقاتٍ حقيقيّةٍ في الأعمال- ليس مجرّد ابتكارٍ، بل ضرورة".

وبيّنت مدبولي أنّ هدف الفريق تمثّل في تصميم نماذج لغويّةٍ "تفكّر" بالعربيّة كما "تعمل" بها، موضحةً: "بدأنا بنماذج خفيفةٍ ومخصّصةٍ لمجالاتٍ محدّدةٍ من النماذج اللغويّة الكبرى (LLMs) مدرّبةٍ على بياناتٍ عربيّةٍ منتقاةٍ بعناية. ولم نسعَ للمنافسة بالحجم، بل بالكفاءة والدقّة والوعي الثّقافيّ".

وانطلاقاً من هذا الأساس، صُمِّمت بنية الشّركة لتجمع عمداً بين القدرة متعدّدة اللّغات والتّموضع العميق محلّياً. تقول مدبولي: "تجمع هندستنا بين نماذج محوّلاتٍ متعدّدة اللغات مُحسَّنة (fine-tuned) وخطوط معالجةٍ نصيّةٍ وصوتيّةٍ خاصّةٍ بنا في ’نانوفيت‘، ما يتيح التّعامل مع لهجاتٍ عربيّةٍ متعدّدةٍ بدقّةٍ سياقيّةٍ عالية. وفي جانب الصّوت، دمجنا أنظمة تحويل النصّ إلى كلامٍ (TTS) والتّعرّف الآليّ على الكلام (ASR) المدرّبة على مختلف اللّهجات الإقليميّة".

وأضافت أنّ هذا النّهج الطّبقيّ هو ما مكّن الشّركة من بلوغ الطّلاقة عبر اللّهجات العربيّة المتنوّعة في وقتٍ قياسيّ، قائلةً: "لم يكن دعم 22 لهجةً عربيّةً مسألة قوّةٍ حسابيّةٍ صرفة، بل نتيجة تدريبٍ طبقيٍّ متدرّجٍ يستفيد من أوجه التّشابه بين اللّهجات مع الحفاظ على خصوصيّتها اللّغويّة. وهكذا بلغنا الطّلاقة الطّبيعيّة في غضون أشهرٍ لا سنواتٍ".

بعد تطوير مجموعةٍ متكاملةٍ من الوكلاء الآليّين وأنظمة الأتمتة المعتمدة على نماذج وعمليّات تكاملٍ وخيارات نشرٍ متعدّدة، باتت "نانوفيت" اليوم تقدّم حزمةً شاملةً من حلول الذكاء الاصطناعي تشمل وكلاء صوتٍ ومحادثةٍ، وأدوات أتمتةٍ، وأنظمة ذكاءٍ اصطناعيٍّ مخصّصة. وفي سبتمبر الماضي، أطلقت النّسخة التّجريبيّة من لوحة التّحكّم خاصّتها، الّتي تجمع في منظومةٍ واحدةٍ متكاملةٍ قدرات فهم اللّغة العربيّة الأصلية، والتّعرّف الآنيّ على الكلام، وتحليل المشاعر، والذكاء الاصطناعي العاطفيّ، وأتمتة سير العمل، ضمن بيئةٍ مرنةٍ قابلةٍ للتّكيّف مع مختلف أنظمة الأعمال.

تصف مدبولي هذه الخطوة بأنّها محطةٌ محوريّةٌ في جعل الذكاء الاصطناعي العربيّ متاحاً أمام جميع الشّركات؛ فتقول: "لوحة التّحكّم التّجريبيّة هي النّقطة التي يلتقي فيها الذكاء الاصطناعي بالتحكّم. وللمرّة الأولى، يمكن للشّركات بناء وإدارة وكلائها المتحدّثين بالعربيّة من دون كتابة سطرٍ واحدٍ من الشّيفرة. وعبر واجهةٍ موحّدةٍ، يمكنها إنشاء وكلاء صوتٍ ومحادثةٍ، وأتمتة مهامٍّ مثل الحجز والطّلبات وخدمة العملاء، والتّكامل مع تطبيقات واتساب ووسائل التّواصل والمواقع والتّطبيقات وأنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، ومتابعة المحادثات والمكالمات والتّحليلات مباشرةً. باختصار، ما كان يتطلّب أسابيع من الإعداد التّقنيّ أصبح يتمّ الآن ببضع نقراتٍ، وكأنّ كلّ شركةٍ باتت تملك قسم ذكاءٍ اصطناعيٍّ كاملاً، ولكن بالعربيّة".

تركّز الشّركة اليوم على الانتقال من مرحلة إثبات الجدوى إلى التّوسّع الإقليميّ والعالميّ؛ فتقول مدبولي: "بدأنا فعليّاً التّوسّع التّجاريّ في المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات ودول الخليج. رؤيتنا منذ البداية هي الانطلاق من المنطقة نحو العالم، بدءاً بالذكاء الاصطناعي العربيّ، ثم التّوسّع عالميّاً".

ومع التّمويل الجديد، تخطّط الشّركة لتوسيع منظومتها لتخدم قطاعاتٍ أوسع، مع تركيز المرحلة المقبلة على تعميق التّكامل مع أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، وتخطيط الموارد المؤسّسيّة (ERP)، وسائر أدوات الأعمال، إلى جانب تعزيز البحث والتّطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع الفريق لمواكبة النّموّ المتسارع في المنطقة.

كما توجّه "نانوفيت" جهودها نحو القطّاعات الّتي تقوم في جوهرها على التّواصل البشريّ. وتوضح مدبولي: "نركّز حاليّاً على قطّاعات التّجارة الإلكترونيّة والتّعليم والمصارف، فهي تعتمد أساساً على التّواصل والتّجربة الإنسانيّة في الخدمة. وكلاؤنا الذكيّون باتوا يساهمون فعليّاً في أتمتة خدمة العملاء والمبيعات والعمليّات، مع الحفاظ على الطّابع العربيّ الطّبيعيّ في الخطاب".

وعند تأمّل رحلتها كامرأةٍ تقود شركةً ناشئةً في مجال الذكاء الاصطناعي العميق، وجّهت مدبولي رسالةً تحمل الثّقة والإصرار إلى رائدات الأعمال الأخريات، قائلةً: "نصيحتي الأهمّ هي ألّا تنتظرن الإذن لبناء الأشياء الصّعبة، فكونكِ امرأةً لا يجعل المهمّة أصعب".

وشدّدت على أنّ الابتكار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة لا تحدّه الهوية الجندريّة، بل تحدّده الجرأة وحبّ الاستكشاف؛ فقالت: "الذكاء الاصطناعيّ، والروبوتات، والتكنولوجيا العميقة ليست ’مساحاتٍ ذكوريّةً‘، بل فضاءاتٌ للمفكّرين الجريئين؛ فإن كانت لديك الرّؤية والعزيمة، ابدئي البناء، وأحِطي نفسك بالمعرفة، وتعلّمي باستمرارٍ، وامنحي حدسك الثّقة".

وتختتم مدبولي بقولها إنّ قصّة "نانوفيت" دليلٌ على أنّ الابتكار يمكن أن ينبع من أيّ مكانٍ ومن أيّ شخصٍ: "حين بدأت ’نانوفيت‘، أردت أن أثبت أنّ الابتكار التّكنولوجيّ يمكن أن يولد من القاهرة، وبالعربيّة، وتحت قيادة النّساء، وهذا بالضّبط ما نفعله اليوم. وكلّما ازدادت مشاركة النّساء في الذكاء الاصطناعي، غدا هذا القطّاع أكثر شمولاً وذكاءً".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: