الرئيسية تكنولوجيا أكبر مسابقة Capture The Flag في العالم تنطلق في بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025

أكبر مسابقة Capture The Flag في العالم تنطلق في بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025

حين تجتمع مهارات الاختراق الأخلاقيّ، والتّجارب الحيّة، ونقاشات مستقبل الأمن السيبراني في الرياض، يتحوّل بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا إلى مختبرٍ عالميٍّ لصناعة دفاعات الغد

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّر باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

تدفّق آلاف المتخصصين في الأمن السيبراني إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في أكبر مسابقة Capture The Flag في العالم، والتي تستضيفها نسخة هذا العام من مؤتمر "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" (Black Hat MEA)، الممتدة من 2 إلى 4 ديسمبر 2025.

تشهد البطولة الممتدة على مدى ثلاثة أيام اختباراً لقدرات "الهاكرز الأخلاقيين" عبر مسارات تشمل الويب، والاستغلال (PWN)، والجنائيات الرقمية، والهندسة العكسية، والتشفير، على أن تُقام جولتها الختامية في اليوم الأخير من الحدث. وتُعد هذه البطولة واحدة من أبرز محاور النسخة الرابعة من بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا، التي تنظمها شركة "تحالف" (Tahaluf) السعودية بالشراكة مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز (SAFCSP).

وإلى جانب مسابقة Capture The Flag، يستضيف الحدث أيضاً مسابقة Bug Bounty Cup، حيث يخوض "الصيادون" منافسة مكثفة لفحص أهداف "حية" على منصة Bug Bounty، بهدف كشف ثغرات حرجة ودفع بعضهم البعض للبقاء في الصدارة بفارق دقائق لا ساعات. وستُقام الجولة النهائية لهذا التحدي في اليوم الثالث من بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025.

وقد جمعت نسخة هذا العام نخبة مجتمع الأمن السيبراني العالمي، حيث توافد آلاف المتخصصين والمؤسسين التنفيذيين ورؤساء أمن المعلومات (CISOs) والباحثين إلى الرياض لمناقشة قضايا كبرى تشكّل مستقبل هذا القطاع. وشهد اليوم الثاني من المؤتمر نقاشات حول توسّع أسطح الهجوم، وتأثير أنظمة الذكاء الاصطناعي على دورات اتخاذ القرار، والاعتماديات الخفية داخل سلاسل التوريد، والضغوط المتزايدة على طبقات الهوية الرقمية.

وفي بيان له، قال ستيف دارنينغ (Steve Durning)، مدير محفظة بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا لدى تحالف: "أظهر اليوم الثاني مدى قوة التجارب الميدانية التي أصبحت محورية في بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا؛ فهذه المحاكاة والمسابقات والبيئات العملية هي المكان الذي تُختبر فيه النظريات تحت الضغط، وحيث تكتشف الفرق ما الذي يصمد حقاً أمام الهجمات الواقعية. وقد أثبتت الرياض أن جمع هذا المستوى من المهارة في مكان واحد يسرّع وتيرة التقدم بصورة هائلة".

ومن جانبها، قالت أنابيل ماندر (Annabelle Mander)، نائب الرئيس التنفيذي في تحالف: "أظهر اليوم الثاني سرعة تحرك هذا المجتمع حين يصبح الضغط واقعياً؛ فالنقاشات هنا ليست تنظيراً، بل قرارات تصوغ الصلابة الوطنية والأمن العالمي. لقد تحوّلت الرياض إلى مساحة يراجع فيها قادة التقنية أفكارهم، ويتحدّون افتراضاتهم، ويطوّرون قدراتهم بوضوح مقصود".

وكان من أبرز محاور اليوم الثاني الجلسة التي قدمتها آن ماري زيتلموير (Anne Marie Zettlemoyer) من "معهد الأمن القومي" (National Security Institute)، والتي تناولت دور الذكاء الاصطناعي في منظومة الأمن السيبراني. وقالت خلالها: "لقد تغيّرت الأنظمة التي ندافع عنها، والسرعة التي ينبغي أن ندافع بها، خلال العامين الماضيين أكثر مما تغيّرت خلال العشرين عاماً التي سبقت".

وأضافت: "بلاك هات ليس فعالية اعتيادية، بل ملتقى يجمع أكثر العقول قدرة وحنكة وتأثيراً في العالم. وإذا كان هناك مجتمع قادر على تحديد أسس أمن الذكاء الاصطناعي المسؤول، فهو هذا المجتمع".

وفي جلسة أخرى، تناول تشارلز فورتي (Charles Forte)، المدير العام والرئيس التنفيذي للمعلومات في وزارة الدفاع البريطانية (UK Ministry of Defence)، ملامح القيادة الفعّالة في زمن تتسع فيه أسطح الهجوم بوتيرة أسرع من قدرة المدافعين على مواكبتها، مستخدماً تشبيه "ركوب موجة التسونامي الرقمي". وأوضح أن "الكفاءة الرقمية صارت المحدد الأساسي للفوز أو الخسارة"، مشيراً إلى ثلاث أولويات رئيسية للاستجابة المنظمة: الانضباط في سير العمل، والاستثمار الجديد في دفاعات عصر الذكاء الاصطناعي، وفرض معايير التدقيق ذاتها على سلاسل التوريد والأنظمة الداخلية.

وفي جلسة حملت عنوان "إتقان نموذج نضج الـ CISO"، استعرض ديريك تشينغ (Derek Cheng)، رئيس أمن المعلومات في ديليفرو (Deliveroo)، أثر الدور المهني لرؤساء الأمن السيبراني، وكيف يمكنهم قياس نطاق التأثير، وتوسيع الحوكمة، والتحول إلى صناع قرار ذوي أثر في تشكيل أجندات المخاطر على مستوى مجالس الإدارة.

ومن أبرز فعاليات هذا العام أيضاً محاكاة Ship Spoofing، حيث شاهد الحضور كيف يمكن التلاعب بأنظمة الملاحة في السفن الحديثة عبر عرض حيّ أظهر انحراف السفن عن مسارها الفعلي في الزمن الحقيقي، بينما تعيد الإحداثيات المضلَّلة كتابة منطق المسار لديها. وقد أبرزت المحاكاة بوضوح سبب اعتبار النقل البحري هدفاً عالي القيمة، ولماذا يُعد تعزيز حمايته ضرورة استراتيجية.

وقد تجاوز عدد زوار نسخة هذا العام من بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا، المنعقد في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم، 14,000 زائر. وعلى امتداد ثلاثة أيام من الجلسات الفنية والعروض البحثية والتجارب العملية، أعلنت الجهة المنظمة أن الحدث بات الأكبر من نوعه على مستوى العالم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: