الرئيسية الأخبار TERN Group تحصد 24 مليون دولار لدعم توسعها في الخليج وأوروبا

TERN Group تحصد 24 مليون دولار لدعم توسعها في الخليج وأوروبا

منصّةٌ ابتكاريّةٌ تعتمد على الذكاء الاصطناعي تسعى لإعادة تشكيل طرق استقطاب الكوادر الطّبيّة عالميّاً، عبر تسريع التّوظيف، ورفع الكفاءة، وضمان استدامة النّظم الصّحية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أغلقت "مجموعة تيرن" (TERN Group)، وهي منصّةٌ للتّنقل الوظيفيّ في القطّاع الصّحيّ تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتتّخذ من المملكة المتّحدة والإمارات مقرّاً لها، جولةً تمويليّةً من الفئة "أ" بقيمة 24 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، بهدف تعزيز عمليّاتها في منطقة الخليج والتّوسّع في أوروبا. وبذلك يصل إجمالي الاستثمارات الّتي حصلت عليها الشّركة إلى 33 مليون دولارٍ، بعد جولةٍ تأسيسيّةٍ العام الماضي.

قاد هذه الجولة الاستثماريّة صندوق "نوشن كابيتال" (Notion Capital) البريطانيّ لرأس المال المخاطر، بمشاركة "إي كيو 2 فنتشرز" (EQ2 Ventures) الإماراتيّ المتخصّص في الاستثمارات المبكّرة، و"آر تي بي غلوبال" (RTP Global) الأمريكيّ، و"لوكال غلوب" (LocalGlobe) البريطانيّ، و"ليو كابيتال" (Leo Capital) بين لندن وبنغالورو، و"بريسايت كابيتال" (Presight Capital) الأمريكيّ، إلى جانب توم ستافورد (Tom Stafford)، الشّريك المؤسّس لشركة "دي إس تي غلوبال" (DST Global) بين هونغ كونغ ولندن.

تأسّست تيرن في الإمارات عام 2023، وتقدّم حلاً تقنيّاً في مجال الموارد البشرية لتدريب واعتماد وتوظيف العاملين في القطّاع الصحّيّ من 13 دولةً إلى أسواقٍ تعاني طلباً مرتفعاً. وفي مقابلةٍ مع مجلة "عربية .Inc"، قال أفيناف نيغام، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ للشّركة، إنّ المستثمرين الّذين شاركوا في الجولة الأخيرة لمسوا القيمة الفريدة الّتي تقدمها شركته للسّوق. وأضاف: "رأى المستثمرون أن تيرن ليست شركة توظيفٍ تقليديّة، بل هي بنية تحتيّة للقوى العاملة. لقد أنشأنا أوّل منصّةٍ عالميّةٍ للكوادر الطّبيّة مدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي تقلّص زمن التّوظيف من 6 إلى 12 شهراً إلى أقلّ من عشرة أسابيع، وتحقّق وفوراتٍ بثلاثة أضعافٍ، وتزيد الإنتاجيّة بنسبةٍ تتراوح بين 15 و20%. هذه النّتائج الملموسة، إلى جانب ثقةٍ أكثر من 100 عميلٍ صحيٍّ عالميٍّ، هي ما عزّز قناعتهم".

وأشار نيغام أيضاً إلى أنّ قيمة هذه الجولة التّمويليّة تتجاوز حدود رأس المال ذاته، موضّحاً: "يشمل داعمونا أشخاصاً وسّعوا منصّاتٍ تقنيّةً عالميّةً، وصنّاع سياساتٍ أسهموا في صياغة أنظمةٍ صحيّةٍ وطنيّةٍ، ومدراء يفهمون تفاصيل الامتثال والتّنظيم؛ فهذه الخبرات ستكون بالغة الأهميّة بينما نتوسّع في دول مجلس التّعاون الخليجيّ وأوروبا، فالأمر لا يتعلّق بالنّموّ وحده، بل ببناء أنظمةٍ قادرةٍ على الاستمرار".

تعمل تيرن بالفعل مع أكثر من مئة مزوّدٍ عالميٍّ للرّعاية الصّحيّة، بما في ذلك مجموعات مستشفيّاتٍ في الخليج. وقد تم توظيف آلاف الممرّضين والأطباء عبر منصّتها، وأظهرت التّجارب الإقليميّة فترات توظيفٍ أقصر ومعدّلات استبقاءٍ أعلى من المتوسّطات السّائدة في القطّاع. كما يضمّ النّظام أكثر من 650 ألف مهنيٍّ صحيٍّ مسجلٍّ لتطوير المسار المهنيّ والتّدريب والحصول على فرص عملٍ.

سيدعم التّمويل الجديد نموّ منصة تيرن المعتمدة علىالذكاء الاصطناعي، وبنية التّدريب والامتثال، وكذلك عمليّات الرّبط مع الأنظمة الصّحيّة في الخليج وأوروبا والمملكة المتّحدة. ومع تصاعد الطّلب على العاملين في القطّاع الصّحيّ في السّنوات المقبلة، خاصّةً في أسواقٍ -مثل الإمارات- حيث من المتوقّع أن يتجاوز الإنفاق الصّحيّ 50 مليار دولارٍ بحلول 2029، يرى نيغام أن معالجة النّقص العالميّ في الكوادر يتطلّب تحوّلاً جذريّاً في طريقة التّفكير في التّوظيف والتّدريب.

وقال نيغام: "النّقص ليس مجرّد أزمةٍ في المواهب، بل هو مشكلةٌ بنيةٌ تحتيّةٌ؛ فالأطباء والممرضون موجودون، لكن الأنظمة الّتي تنقلهم عبر الحدود بطيئة، مجزّأة، ومكلفة. لحلّ هذا، يجب على الأنظمة الصّحيّة أن تتعامل مع إدارة القوى العاملة كما تتعامل مع البنية التّحتيّة السّريريّة: متوقّعة، متوافقة، وقابلة للتّوسع. وهذا يعني دمج التوظيف والاعتماد والتّدريب والتّنقل والإدارة في منظومةٍ واحدةٍ متكاملةٍ".

وبحسب نيغام، فإنّ الذكاء الاصطناعي سيؤدّي دوراً محوريّاً في هذا التّحول، إذ يمكنه تسريع العمليّات لصالح الكوادر الصّحيّة والمستشفيات. وأضاف: "يمكنه مطابقة المرشّحين بسرعةٍ، والتّحقّق من الامتثال في الوقت الفعليّ، وتكييف التّدريب اللّغويّ، بل والتّنبؤ بالملاءمة السّريريّة. لكن الذكاء الاصطناعي وحده غير كافٍ؛ يجب أن يقترن بدعمٍ بشريٍّ في التّدريب، وإعادة التّوطين، والاندماج. بهذه الطّريقة نحافظ على الكرامة ونحقّق الكفاءة".

يجمع نموذج تيرن بين أدواتٍ آليّةٍ مثل تحليل السّير الذّاتيّة، وتتبّع الامتثال، والمقابلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وبين دعمٍ بشريٍّ للتّدريب والانتقال والتّكامل الثّقافيّ. ومن خلال هذا النّهج، تسعى الشّركة لبناء نظامٍ تشغيليٍّ للقوى العاملة يساعد الحكومات والمستشفيات ومقدّمي الرّعاية على التّوسّع بشكلٍ مستدامٍ.

ومع دخولها أسواقاً جديدةً، أكّد نيغام أنّ المنظومات الصّحيّة تختلف جذريّاً بين منطقةٍ وأخرى، ولكلٍّ منها تحديّاتها الخاصّة؛ فقال: "أوروبا والخليج بحاجةٍ عاجلةٍ إلى الكفاءات الطّبيّة، لكن السّياق مختلفٌ. في أوروبا التّحدّي ديموغرافيّ، حيث السّكان يتقدّمون في السّن والأنظمة تخضع لرقابةٍ صارمةٍ. في الخليج التّحديّ بنيويٌّ، حيث تُبنى مستشفياتٌ وعياداتٌ أسرع ممّا يمكن توفير الكوادر لها. في أوروبا، الأوّلويّة للامتثال؛ في الخليج، السّرعة والحجم عاملان حاسمان. ولكن، منصّتنا مصمّمةٌ لتتكيّف مع الحالتين".

تركز تيرن حاليّاً على ألمانيا والمملكة المتّحدة في أوروبا، فيما تعزّز حضورها في الإمارات والسعودية؛ فقال نيغام: "نحن متفائلون أيضاً بالسّوق اليابانيّة، نظراً للتّشابه الكبير في التّحديات الّتي نسعى لحلها. أمّا الولايات المتّحدة فهي ضمن خططنا لعام 2026 وما بعده".

وعن مبادئ الشّركة الّتي توجّه نموّها، والتي اعتبرها أيضاً دروساً مفيدةً لروّاد الأعمال في القطّاع الصّحيّ، قال نيغام: "لا تبنِ من أجل مكسبٍ سريعٍ، بل من أجل نظامٍ متكاملٍ؛ فالرّعاية الصّحيّة قطّاعٌ شديد الأهميّة والإنسانيّة والتّنظيم، ولا يحتمل الطّرق المختصرة. إذا أردت الاستمرار، فعليك أن تخدم المرضى وأصحاب العمل والمهنيّين جميعاً في الوقت نفسه. في تيرن نذكّر أنفسنا أنّ كلّ رقمٍ في بياناتنا يمثّل إنساناً: ممرضةٌ تبدأ حياةً جديدةً، جناح مستشفى يبقى مفتوحاً، أو أسرةٌ تجد الاستقرار. إذا لم تبنِِ بهذا الوعي، قد تحقّق نموّاً سريعاً، لكنّك لن تدوم".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: