منصة DOO للذكاء الاصطناعي تحصد تمويلاً بقيمة 1.7 مليون دولار
تمويلٌ جديدٌ يمكّن منصّة ذكاء اصطناعي عربية من تعزيز تجربة العملاء باللّهجات المحليّة والثّقافة، وتقديم حلولٍ متقدّمةٍ وشخصيّةٍ في الخليج

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
جمعت DOO، المنصّة القائمة على الذكاء الاصطناعي (AI) والمتخصّصة في تجربة العملاء (CX) والمقرّة في السعودية، تمويلاً بقيمة 1.7 مليون دولار أمريكي، بقيادة شركة الاستثمار "ميراك كابيتال" (Merak Capital) في الرياض، وبمشاركة شركة رأس المال المغامر المبكّر "بلس في سي" (Plus VC) ومستثمرين إقليميّين آخرين.
أسّس علي محسن ومحمد الخباز المنصّة في المملكة العربية السعودية عام 2024، حيث تجمع DOO بين معالجة اللّغة الطّبيعيّة والخبرة اللّغويّة الإقليميّة لتقديم دعم عملاءٍ قائمٍ على الذكاء الاصطناعي، مصمّم خصيصاً ليلائم اللّهجات العربيّة والسّياقات الثّقافيّة. وتمكّن المنصّة الشّركات من التّواصل مع العملاء عبر واتساب، إنستغرام، المواقع الإلكترونيّة، وتطبيقات الهواتف الأخرى.
وفي مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، قال محسن، الرّئيس التّنفيذيّ لـشركة DOO، إنّ الاستثمار الجديد يُشكّل خطوةً محوريّةً لتوسيع تقنيات الشّركة وفريقها، وترسيخ الابتكار محليّاً بدلاً من استيراده. وأضاف: "تستحقّ دول مجلس التّعاون الخليجيّ ذكاءً اصطناعيّاً يُبتكر هنا، لا يُستورد، مع لغته وثقافته في جوهره. وسيُوجّه الجزء الأكبر من التّمويل لتطوير نماذجنا العربيّة أوّلاً، وبناء بنيةٍ تحتيّةٍ عالميّة لتجربة العملاء، وجذب أفضل المواهب في المنطقة. وفي الوقت نفسه، نُقيّم شراكاتٍ مع شركاتٍ رائدةٍ تمكّننا من التّنفيذ بسرعةٍ وإثبات التّأثير على نطاقٍ واسعٍ؛ فهذا لا يقتصر على خدمة الخليج، بل على تأسيس قاعدةٍ تقنيّةٍ هنا تصبح مرجعاً عالميّاً للذكاء الاصطناعي الواعي ثقافيّاً".
اعتماداً على نموذجٍ محليٍّ، شهدت DOO اعتماداً سريعاً بين الشّركات في دول الخليج، حيث باتت توقّعات العملاء تُقاس بالسّرعة، والشّخصنة، وسهولة الوصول. اليوم، تدعم المنصّة أكثر من 50 شركةً في مجالات الاتّصالات، والطّيران، والخدمات المصرفيّة، والتجارة الإلكترونية. وأوضح محسن أنّ التّمويل الجديد سيُستخدم لتعزيز الابتكار في المنتجات، وتحسين التّكامل مع أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM) ومنصّات التجارة الإلكترونية، والتّوسّع في أسواق الخليج الأوسع.
مع ذلك، كشف محسن أنّ بناء ذكاء اصطناعي يضع العربيّة في المقامّ الأوّل وقادراً على فهم المستخدمين والتّجاوب معهم طبيعيّاً لم يكن خاليّاً من التّحدّيات. وأشار إلى أنّ تعقيد اللّهجات العربيّة استلزم تصميم طبقةٍ جديدةٍ تماماً من الذّكاء اللّغويّ. وقال: «العربيّة ليست لغةً واحدةً، بل مئات الأصوات والهويّات والتّعبيرات. وكان أصعب التّحدّيات جعل الذكاء الاصطناعي أصيلاً بما يكفي ليعكس اللّهجات، ومرناً بما يكفي للحفاظ على اتّساق شخصيّة العلامة التّجاريّة".
لتجاوز هذا التّحدّي، طوّرت DOO أداتين مملوكتين تشكّلان العمود الفقريّ لهندسة الذكاء الاصطناعي لديها. الأولى OMLAQ، تتولّى فهم اللّهجات العربيّة والتكيّف معها، والثّانية CTRL، تمنح الشّركات القدرة على تخصيص كيفيّة تواصل الذكاء الاصطناعي والتّحكّم فيه. وأوضح محسن: "بنينا OMLAQ، محرّك اللّهجات العربيّة، كطبقةٍ مخصّصةٍ للتّعامل مع هذا التّعقيد، لتفهم النّجديّة، والبحرينيّة، والكويتيّة، والإماراتيّة، وغيرها كما يتحدّث النّاس فعليّاً. ثمّ من خلال CTRL، منحنا الشّركات القدرة على ضبط الذكاء الاصطناعي حتّى يصبح متوافقاً تماماً مع علامتهم التّجاريّة. وكان الإنجاز ابتكاٌر شيءٌ يبدو بشريّاً، محليّاً، وقابلاً للتّوسّع عبر الصّناعات والمناطق".
كما أضاف أنّ هذا التّأسيس الثّقافيّ العميق هو ما يغفله كثيرٌ من مؤسّسي شركات الخليج عند تطوير حلول الذكاء الاصطناعي. وقال: "الخطأ هو محاولة نسخ الحلول من أماكن أخرى؛ فالخليج له لغاته وسلوكيات المستهلك وأطره التّنظيميّة الخاصّة. وتجاهل هذا السّياق هو طريقٌ مختصرٌ للفشل؛ فالمنهجيّة الّتي اتبعناها: العربيّة أوّلاً، والخليج أوّلاً. عندما تؤسّس منتجك على الثّقافة وتحلّ نقاط الألم الفعليّة، لا تعتمد الشّركات الحلّ فحسب، بل تصبح داعمةً له. وهذا هو أساس بناء تقنيةٍ تبدأ هنا وتنتشر عالميّاً".
وعن المستقبل، يرى محسن أنّ التّطوّر القادم في تجربة العملاء سيعتمد على الذكاء الاصطناعي القادر على التّنبؤ باحتياجات المستخدمين قبل أن يطلبوها. وأضاف: "الحدود المقبلة هي الذكاء الاستباقيّ، الذكاء الاصطناعي الّذي يتنبأ بالاحتياجات قبل أن يسأل العميل. وفي الخليج، يعني هذا التّنبؤ بالارتفاعات الموسميّة مثل رمضان، واللّحظات الثّقافيّة الّتي تشكّل سلوك المستهلك، وإشارات النّية الفريدة للمنطقة. ومن يبني ذكاءً اصطناعيّاً استباقيّاً وواعياً ثقافيّاً على نطاقٍ واسعٍ سيضع المعيار العالميّ الجديد لتجربة العملاء. ونرى الخليج ليس مجرّد سوقٍ للخدمة، بل المكان الّذي يُكتب فيه مستقبل تجربة العملاء للعالم".