الواقع المعزز: ثورة رقمية تعيد تشكيل عالم الأعمال
تقنيّةٌ متقدّمةٌ تدمج البيانات الرّقميّة مع البيئة الحقيقيّة لتقديم تجربةٍ تفاعليّةٍ للعملاء تُستخدم في التّسويق وتحسين أداء الشّركات والمشاريع

إذا كُنتَ تتساءل عن ما هو الواقع المعزز وطريقة استخدامه في العالم الحقيقيّ لتنمية الشّركات والمشاريع وتقديم تجربةٍ قويّةٍ للمستخدم، فهو ببساطةٍ إضافة معلوماتٍ رقميّةٍ لشرح الواقع الحقيقيّ أمام العملاء، سواء كانت هٰذه المعلومات الرّقميّة بصريّةً أو سمعيّةً وأيضاً حسّيّةً، وهٰذا عبر الاستعانة بالتّطبيقات المتنوّعة ووحدات التّحكّم والشّاشات وأجهزة العرض المتنوّعة لتركيب أو دمج معلوماتٍ رقميّةٍ مع بيئة العالم الحقيقيّ. ويمكن لتجّار التّجزئة والشّركات الأخرى استخدام تقنية الواقع المعزز (AR) للتّرويج للمنتجات أو الخدمات، وفي إطلاق حملاتٍ تسويقيّةٍ مبتكرةٍ، مع جمع بياناتٍ فريدةٍ عن المستخدمين تمكّنهم من تقديم ما يحتاجون إليه في الوقت الفعليّ. [1]
ما الفارق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المختلط؟
مع كثرة التّقنيات الّتي تحاول تشكيل الواقع بطريقةٍ مختلفةٍ يرتبك الكثيرون في الفارق بين الواقع المعزز (AR)، والواقع الافتراضي (VR)، والواقع المختلط (MR).
الواقع المعزز
يجري تغييراتٍ بصريّةً على البيئة الحقيقيّة أو يحسّنها بإضافة معلوماتٍ جديدةٍ، فمثلًا في لعبة بوكيمون غو يبحث المستخدمون في أحيائهم الواقعيّة الّتي يعيشون بها بالفعل عن شخصيّاتٍ متحرّكةٍ تظهر على هواتفهم أو على الأجهزة اللّوحيّة. كما يستخدم حكّام المباريات تقنية الواقع المعزز لتحليل المشاهد بطريقةٍ أفضل.
الواقع الافتراضي
يغمر المستخدم في بيئةٍ مختلفةٍ تماماً عن المكان الّذي يعيش به، إذ يمكن أن يدخل اللّاعب في بطن حوتٍ أو يذهب إلى إيطاليا وهو في مكانه ليشعر أنّه هناك بالفعل. وتعتبر سمّاعات الرّأس للواقع الافتراضي هي الأداة الرّئيسيّة في الدّخول بهٰذه الصّورة، على عكس الواقع المعزز الّذي يمكن الحصول عليه يوميّاً عبر الأجهزة الفعليّة المتاحة للمستخدمين لتحسين حياتهم الواقعيّة وليس الدّخول في تجربةٍ خياليّةٍ تبدو لهم حقيقيّةً.
الواقع المختلط
وهي تقنيةٌ تمزج بين كلٍّ من الواقع المعزز والواقع الافتراضي، بحيث يمكن للمستخدم رؤية العالم الحقيقيّ والبيئة الافتراضيّة في الوقت ذاته والتّفاعل معهما، إذ يمكن للّاعب الاندماج التّامّ داخل لعبة فيديو افتراضيّةٍ، وذٰلك خلال احتساء القهوة في العالم الحقيقيّ وتقديمها إلى شخصيّةٍ خياليّةٍ في اللّعبة، فهي ببساطةٍ تمزج بين واقعين أحدهما خياليٌّ والآخر حقيقيٌّ.
كيف يعمل الواقع المعزز؟
يعمل الواقع المعزز بطريقةٍ أساسيّةٍ عبر منظومةٍ صناعيّةٍ متّصلةٍ بالسّحابة الّتي تضمّ كلّ شيءٍ بدءاً من البيانات الضّخمة إلى الرّوبوتات الآليّة، وفيما يلي لمحةٌ مختصرةٌ عن طريقة عمل الواقع المعزز:
- يُستخدم جهازٌ ممكّنٌ بالواقع المعزز في تحليل بثّ فيديو لتحديد جسمٍ ما أو بيئةٍ محيطةٍ بالمستخدم، ويكون هٰذا الجهاز مدعوماً بكاميرا بالطّبع، سواء النّظّارات الذّكيّة أو الأجهزة اللّوحيّة أو الهاتف الذّكيّ.
- يبدأ الجهاز في إنشاء توأمٍ رقميٍّ ثلاثيّ الأبعاد عبر نسخةٍ لهٰذه البيئة الموجودة في السّحابة ويربط بين البيئتين الواقعيّة والافتراضيّة.
- يربط الجهاز بين المعلومات الّتي يجمعها من الكائن المادّيّ والمعلومات المتوفّرة في السّحابة.
- ثمّ يعرض المعلومات المدمجة أمام المستخدم.
- هٰذا يُنشئ واجهةً ثلاثيّة الأبعاد نصفها حقيقيٌّ ونصفها رقميٌّ وتستخدم بكثرةٍ في نظام تحديد المواقع العالميّ (GPS) ومقاييس التّسارع، ومستشعرات التّوجيه والضّغط الجوّيّ وغيرها.
لمحة تاريخية عن الواقع المعزز
صاغ توماس كوديل، الموظّف في قسم خدمات الحاسوب والأبحاث والتّكنولوجيا في شركة بوينغ، مصطلح الواقع المعزز عام 1990 لوصف آليّة عمل شاشات العرض المثبّتة على الرّأس الّتي يستخدمها الكهربائيّون عند تجميع حزم الأسلاك المعقّدة. ومن أوائل التّطبيقات التّجاريّة لتقنية الواقع المعزز، وعلامة الهبوط الصّفراء الّتي بدأت تظهر في مباريات كرة القدم المتلفزة عام 1998.
وفي عام 2009 بدأ عصر الهواتف الذّكيّة يشعل AR لـلجمهور؛ فنجحت كلٌّ من "لاير" (Layar) و"ويكيتيود" (Wikitude) في تحويل إعلانات المجلّات إلى بوّاباتٍ ثلاثيّة الأبعاد.
وفي 2016 بدأ عصر "بوكيمون جو" (Pokémon GO) والّتي وصل عدد مرّات تحميلها إلى مليار مرّةٍ، مستخدمةً تقنية الواقع المعزز، ثمّ أطلقت "ميتا" (meta) نظّارة "كويست 3" (Quest 3) بتقنية "العبور اللّونيّ" (passthrough) عام 2023، لتبدأ الشّركات المنافسة مثل: "آبل" في إطلاق المزيد حتّى ظهرت سحابة الواقع المعزّز عام 2025 لتأخذ هٰذه التّقنية إلى العالم المادّيّ أكثر وتصبح لها عشرات الاستخدامات في أشهرٍ قليلةٍ.
استخدام الواقع المعزز في الشركات والأعمال
يستخدم AR على نطاقٍ واسعٍ في أغراضٍ متعدّدةٍ بما في ذٰلك الألعاب، وتصوّر المنتجات، والحملات التّسويقيّة، وتصميم الهندسة المعماريّة والمنازل، والتّعليم، والتّصنيع الصّناعيّ، وتشهد الشّركات الّتي تعتمد على تقنيّة الواقع المعزز في التّصنيع زيادةً في الإنتاجيّة بنسبةٍ متوسّطةٍ تبلغ 32%. ومن أكثر استخداماته شيوعًا: [2]
التصميم وتطوير المنتجات
تخيّل أن تكون قادراً على تصميم نموذجٍ أوّليٍّ افتراضيٍّ لمنتجٍ جديدٍ، ثمّ المشي حوله ورؤيته من كلّ زاويةٍ قبل بنائه فعليًّا! وبفضل تقنيّات الواقع المعزز، والتّوائم الرّقميّة (Digital Twins)، وإنترنت الأشياء (IoT)، أصبح المصمّمون قادرين على إحياء المنتجات رقميّاً، وتجريبها وتحسينها قبل البدء في التّصنيع الفعليّ، ممّا يساهم في خفض التّكاليف المرتبطة بالنّماذج الأوّليّة والاختبارات المادّيّة المكلفة.
الصيانة والتحكم التشغيلي والسلامة
يوفّر AR للعاملين معلوماتٍ فوريّةً حول الآلات الّتي يتعاملون معها، مثل عرض دليل الاستخدام الأحدث مباشرةً أو الاتّصال بخبيرٍ عن بعدٍ لمساعدتهم في تشخيص المشكلة أو إصلاحها، وهٰذا يعني استمرار العمل دون تعطيلٍ، وضمان سير العمليّات بكفاءةٍ وثباتٍ.
التدريب والتعلم أثناء العمل
يوفّر الواقع المعزز تدريباً عمليّاً عند الطّلب، إذ يمكن للموظّف أن يتدرّب على أيّ آلةٍ أو معدّةٍ مباشرةً في بيئته الواقعيّة، بل يمكن أيضاً إنشاء سيناريوهاتٍ افتراضيّةٍ واقعيّةٍ تمكّن الموظّفين من صقل مهاراتهم وزيادة إنتاجيّتهم، مع رفع مستويات السّلامة داخل بيئة العمل.
ضبط الجودة ومراقبتها
يسهم إدماج AR في عمليّات الجودة في اكتشاف العيوب قبل وقوعها، وتحسين خطّ الإنتاج، وتسريع الوصول إلى السّوق. على سبيل المثال، يستطيع الفنّيّ الّذي يرتدي نظّارات واقعٍ معزّزٍ أن يعاين المنتج أمامه ويتلقّى بياناتٍ فوريّةً من حسّاسات إنترنت الأشياء داخل المكوّنات، تنبّهه لأيّ خللٍ محتملٍ في الأجزاء المستخدمة.
تبسيط الإجراءات والعمليات
من خلال تعليماتٍ مرئيّةٍ تفاعليّةٍ خطوةً بخطوةٍ، يساعد AR في تبسيط العمليّات المعقّدة، والتّقليل من الأخطاء، وتسريع المهامّ التّجميعيّة الّتي كانت تستغرق وقتاً وجهداً مضاعفين.
تحسين إدارة المخزون والمستودعات
تتيح تقنيّة AR تتبّع مستويات المخزون بشكلٍ لحظيٍّ، وترشد العاملين في اختيار المنتجات، وتبسّط عمليّات الصّيانة بتوفير تشخيصٍ فوريٍّ للمشكلات، كما تسهّل تدريب العاملين داخل المستودع دون الحاجة إلى خبرةٍ مسبقةٍ.
تقليل المخاطر وتعزيز السّلامة
لا تكتفي تقنية الواقع المعزز بمحاكاة المهامّ العمليّة، بل توفّر أيضاً بيئة تعلّمٍ افتراضيّةً آمنةً تتيح للموظّفين التّدرّب على تنفيذ المهامّ دون أيّ خطرٍ واقعيٍّ. هٰذا يسهم في رفع مستوى السّلامة العامّة، وتحسين عمليّات التّفتيش والتّدريب والتّدخّل الوقائيّ.
باختصارٍ، الواقع المعزّز لم يعد مجرّد تقنيةٍ مبتكرةٍ، بل تحوّل إلى شريكٍ أساسيٍّ في قلب العمليّات الصّناعيّة الذّكيّة، يعيد تعريف الكفاءة، والأمان، وجودة الأداء.
الأجهزة المستخدمة في تقنية الواقع المعزز
يمكن تشغيل تقنيّة الواقع المعزز على مجموعةٍ واسعةٍ من الأجهزة، تتنوّع ما بين الهواتف الذّكيّة الّتي نحملها يوميّاً إلى نظّارات الرّأس المتطوّرة والمخصّصة للاستخدام الصّناعيّ. وفيما يلي نظرةٌ شاملةٌ على أبرز فئات الأجهزة الّتي تستخدم لتفعيل تجارب الواقع المعزز:
الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية
تعدّ هٰذه الفئة من أكثر الوسائل شيوعاً وسهولةً للوصول إلى تقنيّة الواقع المعزز، وتستخدم هٰذه الأجهزة الكاميرات المدمجة، ونظام التّموضع العالميّ (GPS)، وأجهزة التّسارع، والجيروسكوبات لتقديم تجارب AR تعتمد على العلامات البصريّة أو تحديد المواقع، وهي تستخدم في الألعاب، وتطبيقات التّسوّق، والتّعلّم التّفاعليّ.
النظارات الذكية ونظارات الواقع المعزز
وهي أجهزةٌ قابلةٌ للارتداء تسقط المحتوى الرّقميّ مباشرةً في مجال الرّؤية أمام المستخدم، وتتميّز هٰذه النّظّارات بخفّتها وبتصميمها المريح الّذي يتيح استخدامها دون الحاجة لليدين، وتستخدم في الملاحة، والتّرجمة الحيّة، والتّنبيهات الذّكيّة، ومهامّ العمل الميدانيّ والمؤسّسيّ.
العروض الرأسية (HMDs) / خوذات الواقع المختلط
وهي أجهزةٌ متقدّمةٌ تجمع بين تقنيّتي AR وVR، وتتميّز بخاصيّة "العبور البصريّ" (passthrough) الّتي تمنح المستخدم وعياً مكانيّاً كاملاً، وتجربةً غامرةً ومتكاملةً، وتستخدم في تصميم المنتجات الهندسيّة، والتّصوير الطّبّيّ الثّلاثيّ الأبعاد، والتّعاون عن بعدٍ، وتدريب الموظّفين.
الأجهزة الصناعية القابلة للارتداء
وهي خوذاتٌ أو نظّاراتٌ قويّة التّصميم مخصّصةٌ للبيئات الصّناعيّة والميدانيّة، وتتميّز بكونها متينةً، وغالباً ما تكون مزوّدةً بأوامر صوتيّةٍ ومتوافقةً مع معدّات السّلامة الشّخصيّة (PPE)، وتستخدم في الصيانة عن بعدٍ، والإرشادات التّجميعيّة للآلات والأجهزة، وتشخيص الأعطال في الميدان.
شاشات العرض الأمامي في السيارات
حيث تدمج تقنيّة الواقع المعزّز في الزّجاج الأماميّ للسّيّارات لعرض معلوماتٍ مثل: السّرعة والملاحة والتّنبيهات مباشرةً في مجال رؤية السّائق، وهي تستخدم في تعزيز سلامة القيادة، وتحسين الملاحة، وتنبيهات التّصادم.
عدسات لاصقة مدعومة بالواقع المعزز
رغم أنّها لا تزال في المراحل التّجريبيّة، تعمل شركاتٌ -مثل: "موجو فيجن" (Mojo Vision)- على تطوير عدساتٍ لاصقةٍ ذكيّةٍ يمكنها عرض المعلومات الرّقميّة مباشرةً على شبكيّة العين، لتكون مستقبلاً من أكثر تقنيّات AR تطوّراً واندماجاً في الحياة اليوميّة.
باختصارٍ، فإنّ أجهزة الواقع المعزز تنوّعت وتطوّرت من شاشات الهواتف العاديّة إلى عدساتٍ تكاد تندمج مع الجسد البشريّ. ومع تزايد التّوجّه نحو دمج AR في التّعليم، والطّبّ، والصّناعة، والمستهلك اليوميّ، يصبح اختيار الجهاز الأنسب مرتبطاً بهدف الاستخدام: هل هو التّفاعل، أم التّعلّم، أم التّنفيذ الذّكيّ للمهامّ؟
دليل الانطلاق: خطة للمبتكرين وروّاد الأعمال
لتبدأ كشركةٍ في الاستفادة من الواقع المعزز في الأعمال عليك اتّباع الآتي: [3]
حدّد هدفك
هل تسعى إلى زيادة المبيعات؟ أم تحسين السّلامة؟ أم رفع جودة التّدريب؟ فكلّ هدفٍ يحدّد المؤشّرات (KPIs) الّتي توجّه اختياراتك التّقنيّة.
اختر منصّتك
كلّ هدفٍ يتطلّب منصّةً مختلفةً لتحقّق أفضل استفادةٍ، ومن أشهر منصّات الواقع المعزز:
- منصة "ويب إيه آر" (WebAR) على الهواتف المحمولة للوصول السّريع والواسع لجمهورٍ كبيرٍ.
- استخدام التّطبيقات الأصليّة للاستفادة من القوّة الكاملة للأجهزة.
- استخدام السّماعات الرّأسيّة للتّجارب العمليّة دون استخدام اليدين.
امسح البيئة
قم بإنشاء مسحٍ ثلاثيّ الأبعاد دقيقٍ للبيئة الّتي تعمل بها أو اعتمد على مرساةٍ ثابتةٍ من "سحابة AR" للحفاظ على استمراريّة التّجربة.
طور النماذج واختبرها بسرعة
وهنا يمكنك استخدام أدواتٍ مثل: "يونيتي إكس آر تولكيت التّفاعليّة" (Unity XR Interaction Toolkit)، و"أن ريال إنجين" (Unreal Engine)، و"أدوب إيرو" (Adobe Aero)، و"نيانتيك لايتشيب" (Niantic Lightship) لتقليل دورة التّطوير وتحقيق نتائج أسرع.
تحسين محركات البحث والمواقع الجغرافية
أدرج نصوصاً بديلةً وصفيّةً، وبياناتٍ منسّقةً باستخدام مخططٍ (ARExperience)، بالإضافة إلى كتل الأسئلة والأجوبة الّتي تجيب على الاستفسارات الشّائعة عبر البحث الصّوتيّ.
أطلق وراقب
قس معدّلات التّفاعل، وزمن البقاء، ونسب التّحويل، وتعليقات المستخدمين، ثمّ طوّر المشروع بناءً على هذه البيانات على أساسٍ شهريٍّ.
خلاصة القول: إنّ دخولك عالم AR اليوم لا يتطلّب سوى خطّةٍ واضحةٍ وأدواتٍ مناسبةٍ، وستكون غداً في صلب ثورةٍ تقنيّةٍ تغيّر طريقة تفاعلنا مع العالم.
أمثلة واقعية لشركات استخدمت الواقع المعزز بنجاحٍ
من المرجّح أن يتجاوز حجم سوق الواقع المعزز والواقع الافتراضيّ مليار دولارٍ بين عامي 2025 و2029، مع هيمنة تقنيّة الواقع المعزز على الحصّة الكبرى من الإنفاق المؤسّسيّ، ومن أهمّ الشّركات الّتي نجحت في استخدام هٰذه التّقنيّة بكفاءةٍ كبيرةٍ:
- شركة "بوينغ" (Boeing): استخدمت الواقع المعزز لتقديم إرشاداتٍ تفاعليّةٍ للفنّيّين أثناء عمليّات تجميع الأسلاك داخل الطّائرات، والنّتيجة كانت تقليل الأخطاء بنسبة 90%، وزيادة الإنتاجيّة بنسبة 25%.
- شركة "آيكيا" (IKEA): طوّرت تطبيق IKEA Place الّذي يتيح للمستخدمين رؤية الأثاث بحجمه الحقيقيّ داخل منازلهم باستخدام AR قبل الشّراء، والنّتيجة كانت تحسين تجربة العملاء وتقليل معدّلات إرجاع المنتجات.
- شركة "لوريال" (L’Oréal): أطلقت تطبيقات واقعٍ معزّزٍ، مثل: ModiFace، تُتيح للمستخدمين تجربة مستحضرات التّجميل افتراضيّاً عبر الكاميرا، والنّتيجة كانت ارتفاع معدّلات التّفاعل والتّحويل على مواقع البيع، وتجربة تسوّقٍ أكثر تخصيصاً وراحةً للمستخدمين.
- شركة "سيمنز" (Siemens): استخدمت تقنيّة الواقع المعزز لتدريب الموظّفين الجدد على استخدام آلاتٍ ومعدّاتٍ معقّدةٍ دون الحاجة إلى تشغيلها فعليّاً، ممّا أدّى إلى تقليل تكلفة التّدريب، وتسريع تعلّم المهارات، وتعزيز السّلامة في بيئة العمل.
- شركة "بيبسيكو" (PepsiCo): أطلقت حملةً إعلانيّةً في محطّة حافلاتٍ في لندن، حيث دمجت AR في واجهة الزّجاج لعرض مشاهد خياليّةٍ (كائناتٍ فضائيّةٍ، نيزكٍ، نمرٍ هائجٍ). ممّا أدّى إلى ملايين المشاهدات على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وتعزيزٍ كبيرٍ في الوعي بالعلامة التّجاريّة.
- شركة "جنيرال إلكتريك" (GE): اعتمدت الواقع المعزز لتمكين الفنّيّين من مشاهدة بيانات الصّيانة والتّشخيص لحظيّاً أثناء العمل على الآلات الصّناعيّة، ممّا أدّى إلى تقليل الوقت اللّازم للصّيانة، وتحسين الكفاءة التّشغيليّة.
- شركة "أمازون" (Amazon): طوّرت حلولاً معتمدةً على AR لمساعدة العاملين في المستودعات على تحديد مواقع المنتجات بسرعةٍ، وتلقّي تعليمات التّجميع بصريّاً.
- شركة "فورد" (Ford): تستخدم الواقع المعزز لمراجعة نماذج التّصميم الأوّليّة للسّيّارات، ما يوفّر وقتاً وجهداً مقارنةً بالنّماذج الفعليّة، والنّتيجة كانت تحسين سرعة اتّخاذ القرار التّصميميّ، وتقليل تكاليف التّصنيع الأوّليّ.
أهم التوجّهات المستقبلية لاستخدام تقنيّة الواقع المعزز
تتسارع بشدّةٍ منافسة الشّركات في استخدام تقنيّة الواقع المعزز، ومن أهمّ الاتّجاهات المتوقّعة الّتي يمكنك الاختيار بينها وفقاً لطبيعة نشاطك وبيئتك: [4]
- سحابة الواقع المعزز (AR Cloud): وهي تعتبر من أهمّ ثورات العقد القادم، حيث سيتمّ إنشاء توائم رقميّةٍ دائمةٍ للأماكن المادّية، مثل: أعمدة الإنارة والمباني. وستربط كلّ نقطةٍ في العالم الحقيقيّ بمرساةٍ جغرافيّةٍ رقميّةٍ يمكن الوصول إليها من أيّ جهازٍ، ما يتيح للمستخدمين مشاركة تجاربهم في نفس البيئة الرّقميّة أينما كانوا.
- شبكات 6G والذكاء الاصطناعي القائم على الحوسبة الطرفية (Edge AI): والّتي ستقلّص زمن الاستجابة إلى أجزاءٍ من الملّي ثانية، ما يمكّن من بثّ الهولوغرامات الواقعيّة (Photorealistic Holograms) من السّحابة دون تأخيرٍ.
- العدسات الموجيّة والخفيفة الوزن (Waveguide Optics): ستصبح نظّارات الواقع المعزز أخفّ وزناً وأكثر أناقةً، لتصل إلى وزنٍ أقلّ من 100 غرامٍ، مع دمج عدساتٍ طبّيّةٍ، ما يجعل ارتداءها مريحاً طوال اليوم ودون لفت النّظر.
- الذكاء الاصطناعي التوليدي السّياقيّ (Contextual Generative AI): ستدمج نماذج ذكاء اصطناعي ضخمةٌ تجمع بين الرّؤية واللّغة، لتقديم خدماتٍ فوريّةٍ مثل: التّرجمة الحيّة الفوريّة، والتّوجيهات والإرشادات المخصّصة، واقتراحات الدّيكور أو التّصميم حسب السّياق البصريّ للمستخدم.
- واجهات الدّماغ الحاسوبيّة (Brain-Computer Interfaces): تعمل شركاتٌ -مثل: ميتا و"نيورالينك" (Neuralink)- على تطوير واجهاتٍ تترجم الإشارات العصبيّة أو العضليّة الصّامتة إلى أوامر مفهومةٍ. وهٰذا التّطوّر قد يسمح للمستخدمين بالتّحكّم في واجهات AR بمجرّد التّفكير أو الحركة الدّقيقة، دون لمسٍ أو صوتٍ.
شاهد أيضاً: الواقع الافتراضي: طُرقٌ جديدةٌ للتفاعل والابتكار
وفي الختام فإنّه بحلول عام 2030، لن يكون الواقع المعزز مجرّد تقنيّةٍ مكمّلةٍ، بل سيكون الواجهة الأساسيّة للتّفاعل بين الإنسان والآلة والعالم من حوله، بدءاً من التّعليم والتّصميم، وصولاً إلى الحياة اليوميّة والتّنقّل والعمل والصّحّة، فقد أثبت أنّه أداةٌ قويّةٌ ومرنةٌ تساعد الشّركات الكبرى على الابتكار، والتّوفير، وتحسين تجربة العملاء والموظّفين على حدٍّ سواءٍ.
-
الأسئلة الشائعة
- ما استخدامات الواقع المعزز؟ يجري الواقع المعزز (AR) تغييراتٍ بصريّةً على البيئة الحقيقيّة أو يحسّنها بإضافة معلوماتٍ جديدةٍ، ويمكن استخدامه لأغراض متعدّدةٍ، بما في ذلك الألعاب، وتصوّر المنتجات، والحملات التّسويقيّة، وتصميم الهندسة المعماريّة والمنازل، والتّعليم، والتّصنيع الصناعيّ.
- ما هي مزايا الواقع المعزز؟ الواقع المعزز (AR) هو تجربةٌ تفاعليّةٌ تعزّز بيئة العالم الحقيقيّ بعناصر بصريّةٍ وأصواتٍ ومحفّزاتٍ أخرى مولّدةٍ حاسوبيّاً. يوفّر هذا الواقع للمستخدم تجربةً أكثر شموليّةً وتفاعليّةً، مما قد يختبره في ظروفٍ أخرى، ممّا يزيد من استمتاعه وفهمه. ومن منظورٍ تجاريٍّ، يمكن للواقع المعزّز أن يزيد من الوعي بالعلامة التّجاريّة ويعزّز المبيعات.
- هل الواقع المعزز أم الواقع الافتراضي أكثر واقعية؟ بما أنّ الواقع المعزز (AR) يستخدم بيئة العالم الحقيقيّ مع عناصر مولّدةٍ حاسوبيّاً، فقد يعتبر أكثر واقعيّةً من الواقع الافتراضي (VR)، المولّد حاسوبيّاً بنسبة 100%. ومع ذلك، فإنّ التّقدّم التّكنولوجيّ يعني أنّ حتّى البيئات الافتراضيّة بالكامل يمكن أن تبدو واقعيّةً.