عبدالله العسيري... بين الحلم الرقمي والتحديات الواقعية
من رائد شغوفٍ إلى قائدٍ مؤثّرٍ، يسهم عبدالله العسيري في إعادة تشكيل المشهد التّقنيّ عبر منصة Lucidya، التي أصبحت مرجعاً في الذكاء الاصطناعي بالمنطقة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
يشغل عبد اللّٰه العسيري منصب المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "لوسيديا" (Lucidya)، وهي منصّةٌ سعوديّةٌ موحّدةٌ لإدارة تجربة العملاء (CXM) مدعومةٌ بالذكاء الصناعي. وتحت قيادته، غدت لوسيديا أوّل شركة ذكاء اصطناعي في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا تحصل على تمويلٍ رأسماليٍّ مغامرٍ. ومنذ ذلك الحين، نجحت الشّركة في إغلاق عدّة جولات تمويلٍ ناجحةٍ، ويشير العسيري بفخرٍ إلى أنّ لوسيديا قد تمّ اختيارها لتكون جزءاً من برنامج "الشركات المليارية" (Saudi Unicorns)، وهو مبادرةٌ وطنيّةٌ لدعم الشّركات التّقنيّة عالية النّموّ في المملكة، وتمكينها للوصول إلى مرحلة "اليونيكورن".
وبحسب العسيري، فإنّ نقطة القوّة الجوهريّة في لوسيديا تكمن في قدرتها على التّعامل مع فوضى البيانات، وتقديم رؤىً عميقةٍ وملائمةٍ ثقافيّاً لقادة التّسويق وتجربة العملاء في القطّاعات الحكوميّة والشّركات وريادات الأعمال، وذلك باللّغة العربيّة خصوصاً. وبمعالجها اللّغويّ الملكيّ، الّذي يحقّق دقّة في تحليل المشاعر بنسبةٍ تصل إلى %92، عبر أكثر من 15 لهجةً وصيغاً عاميّةً، قدّمت لوسيديا دعماً لأكثر من 300 عميلٍ في القطّاعين الحكوميّ والخاصّ على مدى العقد الماضي.
يقول العسيري: "بنينا الحلّ الّذي يوائم ديناميّات المنطقة، ونفّذناه بدقّةٍ. وهذا الوضوح، وتحديد الغاية، وإتقان الحلول، يجب أن يكون دوماً أوّلويّةً لكلّ من يطلق مشروعاً: ابدأ من مشكلةٍ حقيقيّةٍ، وافهم سوقك بعمقٍ، وابن بقصدٍ".
والأرقام تتحدّث عن نفسها. فحتّى يناير 2025، أفادت لوسيديا بزيادةٍ في المشاعر الإيجابيّة تجاه العلامة التجارية بنسبةٍ تصل إلى %230، ونموٍّ في الوصول في وسائل التواصل الاجتماعي بنسبةٍ تبلغ %200، وتحسّنٍ في وقت الاستجابة لاستفسارات العملاء بمعدّلٍ يفوق 9 أضعافٍ. ولٰكن هذا ليس سوى البداية، فعلى حسب ما يؤكّده العسيري. يقول: "مستقبل الذكاء الصناعي في مجال إدارة تجربة العملاء في الخليج سيكون قائماً على التّخصيص التّامّ على نطاقٍ واسعٍ".
ويضيف: "مع تزايد بنية البيانات المنظّمة، وتوطين الحوكمة الرّقميّة، ستنتقل العلامات التجارية من الدّعم الرّدّيّ إلى تجارب توقّعيّةٍ وملائمةٍ ثقافيّاً". ويختم قائلاً: "أكثر ما يثير حماسي هو الانتقال إلى تجارب ناطقةٍ بالعربيّة، ذات ذكاءٍ عاطفيٍّ، تعمل على تعميق الولاء، وصناعة قيمةٍ اقتصاديّةٍ طويلة الأمد".
تألّق عبدالله العسيري ضمن قائمة المبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي الّذين احتفت بهم فقرة "صناع التغيير"، اّلتي خُصّصت كإصدارٍ مميّزٍ في عدد أبريل/مايو 2025 من مجلة "عربية .Inc". للاطّلاع على القائمة الكاملة لصنّاع التغيير، يُرجى النقر هنا.