الرئيسية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: التطبيقات والتحديات

الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: التطبيقات والتحديات

الذكاء الاصطناعي قد يُشكّل خطراً كبيراً على اللغة العربية بحال لم يتم ردم الفجوة بينه وبينها

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يتعرّض الكثير من النّاطقين باللغة العربية لنوعٍ من الظّلم فيما يخصّ استخدام أنظمة وأدوات الذكاء الاصطناعي، الذي ما يزال غير قادرٍ على مواكبة تنوّع وغنى لغتنا الأم، أو أنّ مطوّري تلك الأدوات لم يكترثوا بعد لتطوير أنواعٍ كافيّة تشمل اللغة العربية، وأيّاً تكن الأسباب فإنّ إتاحة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لأكبر عددٍ من المستخدمين حول العالم، سيُعزّز تكافؤ الفرص ويجعل المنافسة عادلةً، فكيف يُمكن توظيفه لدعم المجتمعات العربيّة، وما هي التّحديات، وكيف سيكون المستقبل؟

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية؟

مع كلّ ما تمتلكه اللغة العربية من تنوّعٍ كبيرٍ، سواء في اللّهجات أو المدارس وحتّى القواعد، إضافةً إلى غناها وطبيعتها الاشتقاقيّة، كلّ ذلك يزيد من صعوبة تعاطي الذكاء الاصطناعي معها، لكن بالمقابل يُمكن حلّ تلك المشاكل فلا شيء مستحيلٌ، والعالم الذي ابتكر الذكاء الاصطناعي ووظّفه في سبيل خدمة البشريّة، لن يكون عاجزاً عن ابتكار الوسائل التي تضمن أن يستفيدَ منه المُتحدّثون باللغة العربية والذين يزيد عددهم عن 550 مليون نسمة من حول العالم.

للأسف ما يزال الذكاء الاصطناعي غير قادرٍ على منح النّاطق باللغة العربية ما يحتاجه من معلوماتٍ دقيقةٍ، وغالباً يعود السّبب إلى قلّة المحتوى العربي عبر الإنترنت، والذي لا يُشكّل أكثر من 3% على جوجل مثلاً.

وبغضّ النّظر عن الإحباط الكبير الذي يواجهه مستخدمو أدوات الذكاء الاصطناعي العرب، فإنّهم يعانون مشكلةً أخرى هي تواجد البيانات باللغة الإنكليزية، ما يعيق قدرتهم على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق النّموّ المهنيّ والشّخصيّ، وهذا بدوره يؤدّي إلى اتّساع الفجوة الرقميّة.

وعلى الرّغم من تمتّع العديد من النّاطقين بالعربية بالمهارات اللّازمة لإنتاج محتوىً عالي الجودة، فإنّ عدم كفاية أدوات الذكاء الاصطناعي للغة العربية يُشكّل عائقاً كبيراً لهم. مثلاً حتّى اليوم، ما تزال بعض أدوات صناعة الفيديو التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، عاجزةً عن تنظيم اتّجاه الكتابة باللغة العربية بشكلٍ صحيحٍ.

فرص استخدام النّاطقين بالعربية للذكاء الاصطناعي الضائعة، لا تنعكس سلباً عليهم وحدهم، بل تنعكس سلباً على الشّركات والمؤسّسات أيضاً، إذ إن رداءة جودة أدوات الذكاء الاصطناعي بنسختها العربيّة، تعني أنّه ينبغي على العاملين العرب مواصلة نضالهم في سياق منافسةٍ غير عادلةٍ في السّوق العالميّة.

إذاً وباختصار، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية ما يزال إيجابيّاً بالحدود الدّنيا، مقابل سلبيّاتٍ كثيرةٍ يُحاول النّاطقون باللغة العربية تجاوزها، بحال كانوا على درايةٍ بلغةٍ أخرى كاللّغة الإنكليزيّة، إلّا أنّ هذا ليس عادلاً بالنّسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون سوى لغتهم الأم، ومن حقّهم الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي دون أن يضّطروا لتعلّم لغةٍ جديدةٍ. [1]

فوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات اللغة العربية

لا تتوقّف مجالات اللغة العربية التي يُمكن الاستفادة في الذكاء الاصطناعي بها عند حدٍّ معيّنٍ، فهو يشمل كل النّواحي من الطّب إلى الهندسة والفنون والإبهار البصريّ، ومجالات اللغة العربية والناطقين بها، لا تختلف كثيراً عن المجالات العالميّة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

كذلك من فوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات اللغة العربية: [2]

  • التّرجمة، حيث يُمكن ترجمة نصوصٍ كبيرةٍ بسرعةٍ ودقّةٍ عبر الذكاء الاصطناعي.
  • تحسين جودة التّرجمة والكتابة، من خلال تحديد الأخطاء وتصحيحها.
  • أتمتة المهام التي تتطلّب تدخّلاً بشريّاً، ما يساعد الشّركات على توفير الوقت والمال.
  • تحليل تعليقات وسلوك العملاء ومشاعرهم، ما يمنح الشّركات رؤىً قيّمةً.
  • سهولة الوصول إلى المحتوى العربي وإتاحته في أيّ مكانٍ بالعالم لمن يرغب.
  • تذكير المستخدمين العرب بقواعد النّحو والتّشكيل.

وتشمل مجالات اللغة العربية التي يُمكن أن يلعبَ فيها الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً، العديد من المهن، مثل الصحافة والإعلام، الترجمة وكتابة المحتوى، إضافةً إلى التّدريس.

بالمقابل، إنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يلعبَ دوراً أكثر فاعليّةً في حياة الناطقين باللغة العربية، حيث تشير التّقديرات إلى أنّ الذكاء الاصطناعي سيساهم بزيادة إيرادات الدّول والشّركات بنحو 16 تريليون دولار بحلول العام 2030، كما أنه سيخلق نحو 97 مليون فرصة عمل جديدة، خصوصاً في مجالات البرمجة وتحليل البيانات الضخمة، إضافةً إلى تصميم نماذج لغويّةً كبيرةً للشّركات.

أضف إلى ذلك، فإنّه من المتوقّع أن تحصدَ الدّول النّامية، مثل الدّول العربيّة عوائد تتراوح بين 10 إلى 12% من النّاتج المحليّ الإجمالي، بحال بدأ في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي وتسريع وتيرة العمل به. [3]

أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية

على الرّغم من أنّ المستخدمين الناطقين بالعربية، لم يستطيعوا الاستفادة بشكلٍ كاملٍ من مزايا الذكاء الاصطناعي مقارنةً بباقي المستخدمين من حول العالم، إلّا أنّ هذا لا يُلغي وجود بعض التطبيقات التي تدعم اللغة العربية، وتساعد الكثير من الشّركات وأصحاب المهن. وفيما يلي بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدعم اللغة العربية: [4]

تطبيق ريتر Rytr

ريتر واحد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدعم اللغة العربية

تطبيق ريتر الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يتميّز بواجهةٍ سهلة الاستخدام، تستطيع من خلالها تحديد احتياجاتك المتعلّقة بكتابة المحتوى، سواء كانت مدونة أو محتوى وسائط اجتماعيّة، أو وصف المنتجات وغيرها.

تطبيق ChatGPT.mal.io

اكتب كل ما تريده باللغة العربية واترك تطبيق الذكاء الاصطناعي يلبي الحاجة

يُوفّر تطبيق chatgpt.mal.io إمكانيّة إنشاء محتوى باللغة العربية، سواء كان صياغة رسائل البريد الإلكتروني، أو الحصول على أفكارٍ جديدةٍ للمدوّنة، وتشمل خدماته حتّى تأليف الشّعر العموديّ والتّفعيلة، فهو يفهم اللغة العربية ويستجيب لها، ما يجعل مهمّة إنشاء المحتوى أمراً سهلاً للغاية.

تطبيق araby.ai

araby تجسيد حي على دمج الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية

تطبيق araby واحدٌ من تطبيقات الذكاء الاصطناعي القليلة المُتخصّصة بإنتاج محتوىً عربيًّ، ويوفّر مجموعة خياراتٍ تشمل: المقالات ومنشورات وسائل التّواصل الاجتماعيّ، كما يُمكن الاستفادة من الخوارزميات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوىً يلقى رواجاً لدى الناطقين باللغة العربية ما يضمن الأهمّية الثّقافية واللّغوية.

تطبيق Simplified.com مبسط

مدعوماً من الذكاء الاصطناعي يترجم مبسط المقالات إلى اللغة العربية

كما سابقه، يعمل تطبيق Simplified على تبسيط إنشاء محتوى عربيٍّ، عبر تلخيص النّصوص والمقالات المُعقّدة، كما يعتبر أداةً قيمةً لترجمة المحتوى باللغة الإنكليزية إلى لغةٍ عربيّةٍ موجزةٍ ومفهومةٍ.

تطبيق كاتب Katteb

كاتب بالذكاء الاصطناعي لتدقيق اللغة العربية

تم تصميم تطبيق كاتب للمساعدة في صياغة محتوى عربي يخلو من الأخطاء، حيث يُوفّر تدقيقاً إملائيّاً ونحويّاً، كما يقترح أساليب تحسين جودة الكتابة، ويُمثّل هذا التطبيق صديقاً جيداً للكتاب ومنشئي المحتوى الذين يريدون تحسين مهاراتهم في اللغة العربية، وإنشاء محتوى احترافيٍّ.

تطبيق ريبليكا Replika

صديق من الذكاء الاصطناعي يتحدث اللغة العربية

من خلال تطبيق ريبليكا Replika المدعوم من الذكاء الاصطناعي، تستطيع ابتكار صديق والتّحدّث معه بكلّ الأمور التي تريدها، سيكون رائعاً خصوصاً إن احتجت للفضفضة مع شخصٍ بأشياء لا توّد أن تخبرها لأحد من حولك، مثل مخاوفك وطموحاتك وغيرها.

تطبيق سيري Siri

سيري.. مساعد شخصي بالذكاء الاصطناعي يدعم اللغة العربية

يعتبر تطبيق سيري Siri المدعوم من الذكاء الاصطناعي، مساعداً شخصيّاً افتراضيّاً جيداً بالنّسبة للناطقين بالعربية، ويُمكن من خلاله إعطاء أوامر صوتيّة لتنفيذ الطّلبات، مثل إجراء مكالمةٍ أو إرسال رسالةٍ وغيرها.

تطبيق Speechify

التطبيق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي يدعم اللغة العربية

يساعد تطبيق Speechify على تحويل النّص إلى كلامٍ بلغةٍ طبيعيّةٍ جدّاً، إذ يكفي لصق النّص وترك التّطبيق يقرأه لك، ويعتبر مثاليّاً للأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعسر القراءة، إضافةً إلى ذلك يُتيح التّطبيق إنشاء تعليقاتٍ صوتيّةٍ طبيعيّةٍ للإعلانات ومقاطع الفيديو والبودكاست والكتب الصّوتيّة.

تطبيق جيس Jais

تطبيق جيس يقدم خدمات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية

يُقدّم تطبيق جيس الإماراتي، مختلف أنواع خدمات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، مثل الثّقافة والتّكنولوجيا، كذلك العلوم وكتابة المقالات وترجمة النّصوص من لغات أخرى، ومشاركة المدوّنات.

تطبيق قلم

تطبيق قلم.. الذكاء الاصطناعي في مجالات اللغة العربية

يوفّر تطبيق قلم الذكي العديد من المزايا والخدمات، مثل التّدقيق الإملائيّ، والنّحوي، كذلك تحسين الصّياغة، والتّشكيل التّلقائيّ، والتّحليل الشّعوري، ويمكن استخدامه في مختلف أنواع النّصوص بما فيها المقالات والتّدوينات ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها.

على الرّغم من تواجد عشرات تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدعم اللغة العربية، إلّا أنها لا تقارن بعدد تلك الخاصّة باللغات الأخرى من حول العالم، خصوصاً الإنكليزية والفرنسية، وهذا ما يفرض على بلدان العالم العربيّ الاهتمام أكثر بهذا الجانب الذي يُمهّد لمستقبٍل أكثر سهولةً.

التحديات أمام توظيف الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية

تختلف اللّهجات في اللغة العربية، ليس فقط بين البلدان بل حتّى بين المدن في البلد الواحد، وهذا أحد أبرز التّحديات التي تواجه عمليّة توظيف الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية، حيث يصعب تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرةً على فهم جميع اللّهجات وتفسيرها بدقّةٍ، ربّما تكون اللغة العربية أكثر تفوّقاً من الذكاء الاصطناعي، ما رأيكم؟

كذلك تبرز عدة تحديات أخرى، مثل: [5]

  • نقص بيانات التّدريب المتاحة باللغة العربية لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
  • هيمنة اللّغة الإنجليزية في عالم الذكاء الاصطناعي.
  • اللغة العربية تتغيّر باستمرارٍ، والقواعد النّحويّة في تطوّرٍ مستمرٍّ
  • تعقيد اللغة العربية وغناها الكبير بالمفردات والقواعد النّحوية.
  • لا تحظى اللغة العربية باهتمامٍ كبيرٍ من الباحثين والشّركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي.

قد تبدو تلك التحديات كبيرةً جداً، والمشكلة الحقيقيّة تكمن في أنّ غالبية العرب مضطرّون لتعلّم لغة أخرى مثل الإنكليزية للاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي ومواكبة العصر، وهذا لا يبدو عادلاً على الإطلاق، كما أنّه سيكون خطراً محدقاً بعد عدّة سنواتٍ، فمع مرور الزّمن قد يُركّز الغالبية على تعلّم اللغة الإنكليزية على حساب لغتهم الأم العربية، ما يؤدّي إلى اندثارها شيئاً فشيئاً، وهذا ما لا يريد العرب الوصول إليه.

الذكاء الاصطناعي ومستقبل اللغة العربية

وسط حالة الإحباط الحاليّة، يبدي الكثير من الخبراء تفاؤلاً واضحاً من مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، فالتّكنولوجيا تتطوّر بسرعةٍ لدرجة أنّ هناك شيئاً جديداً كلّ يومٍ تقريباً.

اليوم يحاول العديد من الباحثين العرب على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تستطيع فهم لهجاتنا العربية وتفسيرها بشكلٍ أكثر دقّةً، كما يعملون على تطوير تقنياتٍ جديدةٍ لتوليد بيانات التّدريب لأنظمة الذكاء الاصطناعي. وكمثالٍ حيٍّ على تلك المحاولات، برزت منصة لسان التي أطلقها نور الأسدي في دبي عام 2021، لتختصّ بالتّدقيق اللّغوي كما تعتبر مساعد كتابةً متكاملاً.

في لقاء العام السّابق مع موقع إنتربيونير، قال الأسدي، إنّ البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي لم تُنفّذ بنجاحٍ في مجالات اللغة العربية، ولم تستطع الآلات استيعابها أو فهمها، ونتيجة لذلك خطرت له فكرة لسان.

تحوي منصة لسان 12 منتجاً، تشمل خدمات التّدقيق الإملائيّ والنّحوي، كذلك نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، وتحليل الشّبكات الاجتماعيّة، وغيرها، ويؤكّد الأسدي أن لسان ليست منتجاً، إنّما عبارةٌ عن مسارٍ يسعون من خلاله إلى السّيطرة على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل وهو مسارٌ يسعى إلى السّيطرة على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المحتوى وحتّى قطّاعات الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعلى الرّغم من أنّ المجتمع العربي انتبه إلى الذكاء الاصطناعي صيف العام 2023، بعد تحوّله إلى تريند في مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ العديد من روّاد الأعمال انتبهوا إليه قبلاً، كحال رائدة الأعمال نور الحسن الرئيسة التنفيذية المؤسسة لمنصّة ترجمة، والتي بدأت بإدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى منصّتها منذ العام 2019.

في لقاءٍ سابقٍ مع موقع الإمارات اليوم، قالت رائدة الأعمال الأردنية، أنّهم سخّروا الذكاء الاصطناعي، لتصميم برنامج قادر ٍعلى الاحتفاظ بالتّرجمة، حيث يحفظ الكلمات في ذاكرته ثم يُقدّمها للمترجم عند الحاجة لها. وأضافت الحسن في اللّقاء ذاته، أنّها سألت نفسها مراراً وتكراراً، لماذا لا يوجد برنامج ذكاء اصطناعي عربي، قبل أن تُعبّر عن الإجابة بابتكار نظامٍ خاصٍّ بهم في الترجمة.

ربّما يبدو المستقبل واعداً نوعاً ما بالنّظر إلى الأمثلة أعلاه، لكن بالتّأكيد ما تزال الحاجة أكبر بكثيرٍ من الموجود، وعموماً يؤكّد أصحاب السيناريو المتفائل، أن الذكاء الاصطناعي قادرٌ على إحداث تحوّلٍ كبيرٍ في صناعة اللغة العربية بالعديد من الطّرق، على سبيل المثال من الممكن استخدامه لتطوير أنظمة ترجمة آلية أكثر دقّةُ وموثوقيّةً، كذلك أنظمة التّعرف على الكلام، والأخرى الخاصّة بمعالجة اللغة الطبيعية، كما يُمكن استخدامه لأتمتة المهام المختلفة، كإنشاء المحتوى وخدمات العملاء.  [6] [7]

لكنّ تلك المهمّة ما تزال شاقّةً للغاية، وما يزيد من صعوبتها اعتماد الكثير من الشّركات في العالم العربي على اللّغة الإنكليزيّة، ووضع إتقانها كشرطٍ رئيسيٍّ للتّوظيف، ورغم صوابية هذا الشّرط بالنّسبة لمصلحة الشّركات، إلّا أنّه يُشكّل تحديّاً كبيراً أمام اللّغة العربية في أرضها، فبوجود ملايين الناطقين بها، يحقّ لهم امتلاك أدوات ذكاء اصطناعي خاصّة بلغتهم الأم لمساعدتهم، عوضاً عن الاضطرار لتعلّم لغةٍ أخرى لهذا الغرض.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: