الرئيسية الذكاء الاصطناعي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الألعاب: تطوير صناعة الترفيه

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الألعاب: تطوير صناعة الترفيه

هل تصوّرت يوماً أن يقاتل Donkey Kong بطل لعبة ماريو في لعبة PUBG؟

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

عزيزي القارئ، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الألعاب ليست مجرّد تقنياتٍ، بل هي جسرٌ يعبر بنا إلى عوالم مدهشةٍ، حيث الواقع والخيال يلتقيان بطرقٍ مذهلةٍ. تخيّل نفسك موظّفاً في بنكٍ، تعيش حياةً مستقرّةً، نمطها ثابتٌ بطريقةٍ منتظمةٍ وعاديةٍ، لا يشغلك شيء تقريباً سوى البحث عن فتاة أحلامك، ولحسن حظّك سرعان ما تجدها... مهلاً!

أنت تكتشفُ في نفس الوقت أنّك في عالمٍ افتراضيٍّ، وأنت لست سوى شخصيّة "ثانوية" في لعبة فيديو تدعى "Free City"، صممّها أحد مطوّري الألعاب. هذه ليست خيالاً، بل هي الفكرة الأساسيّة لفيلم "Free Guy" إنتاج 2021، وهو فيلمٌ يدور حول شخصيّة غير لاعبةٍ في لعبة فيديو، حيث يكتشف البطل "جاي" أنّه عالقٌ في عالمٍ افتراضيٍّ غير معتادٍ.

ومن خلال هذا الفيلم، نرى كيف يُمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تتجاوزَ الحدود بين الواقع والخيال، وتخلق تجارب لا مثيل لها في الألعاب. والآن، بعد مرور ثلاث سنواتٍ على عرض الفيلم، يُمكننا تقدير مدى تطوّر هذه التّقنيات والأفكار في مجال تطوير الألعاب، والتّطلّع إلى ما سيطرأ عليها من تحسيناتٍ خلال السّنوات القادمة.

ما هو الذكاء الاصطناعي في الألعاب؟

حتماً قد مرّرت، عزيزي القارئ، بتجربة اللّعب في إحدى الألعاب الإلكترونيّة. ربّما واجهت خصماً ما أو مجموعةً من الخصوم، حيث حاولت هزيمتهم وتفوّقت عليهم أحياناً، وفي أحيان أخرى كان التّفوق من نصيبهم. بالتّأكيد تجاوزت تحديّات وعراقيل في مراحل هذه اللّعبة، وقد كدت أن تصلَ للمستوى الأخير فيها، أو ربّما قد وصلت إليه و"قفّلت اللّعبة" كما نقول.

ومن الأكيد أنّك قبل كلّ هذا في إعدادات اللّعبة، كنت قد ضبطت اللّعب على مستوى معيّن من بين المستويّات المتاحة: السّهل، المتوسّط، أو الصّعب.

سلوكيّات هؤلاء الخصوم والتّحديات والعراقيل التي واجهتها، وضبط المستوى الذي تختار اللّعب وفقاً له، كلّ هذه تتم بواسطة برمجيّات وتقنيّات تساعد على إنشاء سلوكيّاتٍ ذكيّةٍ لكلّ الشّخصيات داخل اللّعبة ولبيئة اللّعبة وعالمها بشكلٍ عامٍّ. وهذه التّقنيات والبرمجيّات تُمثّل، ببساطةٍ، مفهوم الذكاء الاصطناعي في الألعاب.

وأحد هذه التّقنيات تشمل الشّخصيات التي لا تلعب بها الشّخص الذي يلعب اللّعبة، والمعروفة بـ "NPCs" أو "الشّخصيات غير اللّاعبة". وهذه الشّخصيات مبرمجةٌ للتّفاعل مع اللّاعب بطرقٍ محدّدةٍ، وتمثّل عنصراً أساسيّاً في تقديم تجارب لعب غنيّة ومتفاعلة تتطلّب من اللّاعب التّكيف واستخدام مهاراتٍ مختلفة للتّقدّم في اللّعبة.

فما هو معنى NPCs؟ 

الحروف اختصارٌ لجملة "Non-Player Characters" أو "الشّخصيّات غير اللّاعبة"، وهو مصطلحٌ يعبّر شخصيّات اللّعبة، وهو ما تُركّز على تطويره تقنيات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب بشكلٍ أساسيٍّ، بالإضافة طبعاً ظروف وبيئة العالم الافتراضيّ لأيّ لعبة. [1]

أهمية الذكاء الاصطناعي في الألعاب: نظرة عامة ومفصلة

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الألعاب

الذكاء الاصطناعي في الألعاب لا يقتصر على تحسين الرّسوميات أو سرعة الأداء فحسب، بل يمتدّ تأثيره ليشملَ كلّ جانبٍ من جوانب تجربة اللّاعبين، ممّا يجعل الألعاب أكثر تفاعليّةً وملاءمةً لتفضيلات كلّ لاعبٍ. وفيما يلي سنستعرض الأهمّية من خلال نقطتين رئيسيتين:

إجمالاً: الفوائد العامة للذكاء الاصطناعي في الألعاب

إذا كنتَ ممن يفضلون الحصول على المعلومات بشكلٍ مباشرٍ وسريعٍ، فإليك ملخص الفوائد:

  • تحسين تجربة اللّاعب: يعمل الذكاء الاصطناعي على تخصيص التّجربة بما يتناسب مع تفضيلات كلّ لاعبٍ، ممّا يجعل كلّ جلسة لعبٍ فريدةٍ.
  • زيادة التّفاعل والإثارة: تصبح الألعاب أكثر إثارةً وتفاعليّةً، بفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على إدارة سلوكيّات الشّخصيات والأحداث في اللّعبة بطرقٍ تبدو طبيعيّةً ومقنعةً.

تفصيلاً: التفاصيل الدقيقة لتأثير الذكاء الاصطناعي

إذا كنتَ ترغب في الغوص أعمق في كيفيّة تأثير الذكاء الاصطناعي على الألعاب، فإليك بعض الجوانب التّفصيليّة:

  • تخصيص تجارب اللّعب: من خلال خوارزميات التعلم الآلي، يُمكن لمنصات الألعاب تحليل سلوكيّات وتفضيلات اللّاعبين لتوفير تجارب مصمّمة خصيصاً لكلّ مستخدمٍ.
  • تطوير بيئات واقعيّة وقابلة للتّكيف: يُمكن للمطوّرين إنشاء عوالم لعب تستجيب لقرارات اللّاعبين، ممّا يُعزّز الإحساس بالتّحكم والغمر في اللّعب.
  • سلوكيات أكثر واقعيّة للشّخصيات غير اللّاعبة (NPCs): يجعل الذكاء الاصطناعي هذه الشّخصيات تتفاعل بطرقٍ تبدو أكثر واقعيّةً ومتقنةً، ممّا يزيد من التّحدي والتّجربة العامّة للعب.
  • ابتكارات في ألعاب الواقع المُعزّز والواقع الافتراضي: تتوقّع الصّناعة تطوّراتٍ ملحوظةً في ألعاب AR و VR، مستفيدةً من الذكاء الاصطناعي لتوفير تجارب غامرةٍ ومخصّصةٍ.

أشهر استخدامات الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب

الذكاء الاصطناعي لا يقتصر دوره في تطوير الألعاب على تحسين الشّخصيات غير اللّاعبة (NPCs)، بل يمتدّ إلى العديد من الجوانب التي تُعزّز تجربة اللّعب بشكلٍ عامٍّ. وفيما يلي بعض من أبرز هذه الاستخدامات:

نظم التعلم الآلي داخل اللعبة (In-Game Machine Learning Systems)

هذه التّقنيات تعمل على تحليل سلوكيّات اللّاعبين بدقّةٍ، وتضبط مستوى صعوبة اللّعبة بشكلٍ يتوافق مع قدرات وتفضيلات كلّ لاعبٍ، ومن خلال استثمار هذه البيانات، تصبح الألعاب قادرةً على تقديم تجارب لعب شخصيّة تُعزّز من الانسجام والمتعة لكلّ لاعبٍ.

وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents)

وكلاء الذكاء الاصطناعي هم برامج متقدّمة يُمكنها التّفاعل بشكلٍ مستقلٍّ داخل اللّعبة أو بيئاتٍ افتراضيّةٍ أخرى. وهذه البرامج مصمّمةٌ للتّعلم من البيئة المحيطة واتّخاذ قراراتٍ استراتيجيّةٍ تُعزّز من تحدّي اللّعبة، ويُمكن لهذه الوكلاء أن تتنافسَ ضد اللّاعبين البشر أو تساعدهم في تحقيق أهداف معيّنة داخل اللّعبة.

نظم التوليد الإجرائي (Procedural Generation Systems)

التوليد الإجرائي هو استخدام خوارزميّات لإنشاء محتوىٍ بشكلٍ تلقائيٍّ وديناميكيٍّ، ممّا يتيح إنتاج عناصر اللّعبة، مثل: الشّخصيات، والعناصر، والبيئات بكفاءةٍ وتنوّعٍ عاليين. وهذه التّقنية تُوفّر تجربة لعبٍ متجدّدة ومتغيّرة في كلّ مرّةٍ يلعب فيها الفرد، ممّا يضمن الفرادة والتّجديد المستمرّ في تجربة اللّعب.

لعبة "No Man's Sky" هي مثالٌ ممتازٌ على كيفيّة استخدام التّوليد الإجرائيّ؛ لخلق كواكب متعدّدة ومتنوّعة بشكلٍ لا نهائيٍّ، ممّا يوفّر تجربةً فريدةً لكلّ لاعبٍ. [3]


 

أفضل أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الألعاب

لدينا هنا نظرةٌ معمّقةٌ على بعض من أفضل الأدوات والتطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب. وكلّ من هذه الأدوات يُقدّم مزايا فريدةً تساهم بشكلٍ كبيرٍ في تحسين وتعزيز تجربة اللّعب، ودعونا نستعرض أهمّ التّفاصيل حول كلّ أداةٍ:

أداة Scenario 

واضحٌ من اسمها أنّها أداةٌ ترتبط بالقصّة في عالم الألعاب، حيث تُستخدم لإنشاء وتطوير قصّة اللّعبة، وتُعتبر القصّة عنصراً مهمّاً في أيّ لعبةٍ، حيث تلعب دوراً في جذب وإبهار اللّاعبين. كانت مرحلة إعداد وتنفيذ القصّة تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين، وفي بعض الأحيان كانت تهمل هذه المرحلة ممّا يُؤثّر على جودة اللّعبة، ولكن بوجود أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل أداة السيناريو، أصبح من الممكن توفير مجموعةٍ شاملةٍ من الميّزات لإنشاء اللّعبة.

تتيح أداة السيناريو تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على أسلوب مطوّر اللّعبة، حيث يتم تحميل بياناته التي يتعلّم منها الذكاء الاصطناعي أساليب وتفاصيل أسلوب المطوّر. بعد ذلك، يُمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صورٍ تتوافق مع هذا الأسلوب، سواء كانت أنماط، أو ألوان، أو تصميمات. وهذا يساعد في تسريع وتسهيل عمليّة إنشاء القصّة وضمان التّناغم والجودة في تقديم تجربة اللّعب.

أداة Ludo.ai 

وهي أداةٌ تهدف إلى تحليل سلوك اللّاعبين وتكييف طريقة اللّعب وفقاً لذلك، ممّا يضمن تقديم تجربة مخصّصة لكلّ لاعب. تتميّز هذه الأداة بقدرتها على إنشاء ألعاب تتوافق مع مستوى مهارة اللّاعب وتفضيلاته وأسلوب لعبه. وتُعتبر هذه الأداة مفيدةً لتحسين تجربة اللّعب بشكلٍ عامٍّ، حيث تمكّن مطورو الألعاب من فهم سلوك اللّاعبين بشكلٍ أفضل وتطوير اللّعبة بناءً على هذه الرّؤية.


أداة بروميثيان AI Promethean 

تعتمدُ على التّقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء الرّسومات والتّصميمات الخاصّة بعالم اللّعبة، وكلّ العناصر البصريّة، كالشّخصيات والمناظر والأجسام ثلاثية الأبعاد بسرعةٍ وبسهولةٍ عبر واجهة مستخدمٍ بسيطةٍ وذكيّةٍ معتمدةٍ على تقنيّات التعلم الآلي، تقوم بروميثيان AI بتوليد الصّور والرّسومات استناداً إلى الوصف النّصي المقدّم من المطوّر، ممّا يُسهّل ويُسرّع عملهم ويمنحهم القدرة على تحقيق رؤيتهم الإبداعيّة بشكلٍ فعّالٍ.

في ختام هذا المقال، يُظهر بوضوح الدّور الحيويّ الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحويل صناعة الألعاب، موفّراً تجارب غنيّة وديناميكيّة تفوق الحدود التّقليديّة للواقع. ومن خلال الابتكارات المستمرّة والتّطورات الجديدة في تقنيّات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المطوّرين إعادة تعريف ما يمكن توقعه من الألعاب، سواء من حيث تخصيص التّجارب، تحسين التّفاعل، أو حتّى إنشاء عوالم تتفاعل بشكلٍ فريدٍ مع كلّ لاعبٍ.

من "Free Guy" إلى الأدوات المُتقدّمة، مثل: Scenario ،Ludo.ai، وAI Promethean، نرى كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز جودة التّجربة الإجماليّة للّاعبين، ممّا يجعل كلّ جلسة لعبٍ فريدةً من نوعها ومتكاملةً. ومع استمرار هذه التّقنيات في النّمو والتّطور، نتطلّع إلى مستقبلٍ حيث تصبح الألعاب أكثر واقعيّةً وتفاعليّةً، تحاكي التّعقيدات العميقة للتّفاعلات البشريّة وتوفّر فرصاً لا نهائيّةً للاستكشاف والابتكار.

الأسئلة الشائعة حول الذكاء الاصطناعي في الألعاب

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على تجربة اللاعبين؟

الذكاء الاصطناعي يُحسّن من تجربة اللّاعبين بتخصيص مستوى الصّعوبة والتّحديات بناءً على سلوك اللّاعب، ممّا يجعل اللّعبة أكثر إمتاعاً وتحديّاً.

ما الدور الذي تلعبه أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "سيناريو" في تطوير الألعاب؟

أدوات مثل "سيناريو" تُعزّز من جودة وتناسق القصّص في الألعاب عن طريق توليد محتوىً قصصيّ يتناسب مع الأسلوب الإبداعيّ للمطوّرين، ممّا يُقلّل من الجهد والوقت المطلوبين لتطوير القصّة.

ما هي بعض التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي في الألعاب غير تطوير الشخصيات غير اللاعبة؟

بالإضافة إلى تطوير الشّخصيات، يُستخدم الذكاء الاصطناعي في توليد البيئات والعوالم بشكلٍ إجرائيٍّ، ممّا يضمن تجربة لعب متجدّدةٍ وفريدةٍ في كلّ مرّةٍ يلعب فيها الشّخص.

كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز واقعية الألعاب؟

الذكاء الاصطناعي يسهم في تعزيز واقعيّة الألعاب عن طريق تحسين سلوكيّات وتفاعلات الشّخصيات غير اللّاعبة (NPCs)، ممّا يجعل هذه الشّخصيات تتفاعل بطرقٍ أكثر طبيعيّةً وواقعيّةً.

كيف سيتطور استخدام الذكاء الاصطناعي في الألعاب في المستقبل؟

من المتوقّع أن يتوسّعَ استخدام الذكاء الاصطناعي في الألعاب ليشملَ تطبيقاتٍ متقدّمةٍ، مثل التّعلم التّفاعليّ، حيث تتعلّم الشّخصيّات من تفاعلات اللّاعبين وتطوّر استراتيجيّاتٍ جديدةٍ، بالإضافة إلى دمج التّقنيات المُتقدّمة، مثل: الواقع المُعزّز والواقع الافتراضي، لتقديم تجارب غامرة بشكلٍ أكبر.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: