الرئيسية الريادة الضيافة بقلوب دافئة: هل يمكن للفخامة أن تكون إنسانية حقاً؟

الضيافة بقلوب دافئة: هل يمكن للفخامة أن تكون إنسانية حقاً؟

يتحدّث سايمون كاسون، المدير التّنفيذيّ لفنادق Corinthia، عن ثقافة الضّيافة والعناية الأصيلة، وكتابة فصلٍ جديدٍ ينبضُ بالإنسانيّة في عالم الرّفاهيّة الحديث

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

عندما تولّى "سايمون كاسون" (Simon Casson) منصب المدير التّنفيذيّ لمجموعة فنادق "كورينثيا" (Corinthia Hotels) الفاخرة المولودة في مالطا عام 2024، جاء حاملاً خبرةً تمتدّ لأكثر من 3 عقودٍ في هذا القطّاع؛ فقد ارتقى كاسون في صفوف مجموعة الضّيافة العالميّة "فور سيزونز" (Four Seasons)، بدءاً من العمل على أحد مكاتب الاستقبال وصولاً إلى قيادة عمليّاتها في منطقة أوروبا والشّرق الأوسط وأفريقيا، ويُعرف منذ زمنٍ طويلٍ كقائدٍ يضع البشر في المقام الأوّل ويؤمن بأنّ الثّقافة هي العملة الحقيقيّة للضّيافة.

يقول سيمون: " تتجسّد الضّيافة في جوهرها في اعتناء البشر ببعضهم البعض؛ فالطّوب، والثّريات، ونجوم ميشلان لا تكتسب معنىً إذا غابت الصّلة الإنسانيّة". ومن هذا المبدأ تنبثق رؤيته للفصل القادم من مسيرة فنادق كورينثيا، فصلٌ يجمع بين الطّموح العالميّ والقيم الخالدة للعناية، والحرفيّة، وروح المجتمع.

أُجريت مقابلتنا مع كاسون داخل "كورينثيا بوخارست" (Corinthia Hotel Bucharest)  الّذي افتُتح حديثاً، وهو معلّمٌ يمزج ببراعةٍ بين عظمة القصر التّاريخيّ ورقي الفخامة المعاصرة. وكان المكان مثاليّاً؛ فالفندق يجسّد فلسفة فنادق كورينثيا في تكريم التّراث مع احتضان التّميّز العصريّ بكلّ تفاصيله.

جاء هذا الحديث عقب النّسخة الأخيرة من "كأس سينغوريني مانور للبولو" (Sinegorin Manor Polo Cup) في رومانيا، الّتي كانت فنادق كورينثيا بوخارست  شريك الضّيافة الرّسميّ فيها. وبالنّسبة إلى كاسون، فإنّ المشاركة في فعاليّاتٍ ثقافيّةٍ ورياضيّةٍ كهذه تُعدّ جزءاً أصيلاً من هويّة العلامة الّتي يقودها؛ فيقول: "البولو ليست مجرّد رياضةٍ، بل هي انعكاسٌ للمجتمع والتّقاليد وأسلوب الحياة. ومن خلال رعايتنا لبطولاتٍ مثل كأس سينغوريني مانور للبولو، نصل إلى جمهورٍ رفيع الذّوق بطريقةٍ تحمل معنى، وتجسّد روح فنادق كورينثيا في الأناقة والأصالة والانتماء".

يشهد قطّاع الفنادق الفاخرة منافسةً أشدّ من أيّ وقتٍ مضى، ومع دخول لاعبين جددٍ إلى السّوق وسرعة تطوّر العلامات التّقليديّة، لم يعد التّميّز يُقاس بالردهة الرّخاميّة أو أغطية الأسرّة الفاخرة. ويؤكّد سايمون أن فنادق كورينثيا تمتلك جوهراً أعمق من ذلك، يرتكز على القيم والثّقافة الإنسانيّة التي تميّزها. فيقول: "تميّز فنادق كورينثيا بسيطٌ على مستوى المشاعر وعميقٌ على مستوى التّنفيذ، إذ إنّه يرفع جودة حياة الضّيوف من خلال الحرفيّة، والشّخصيّة، والعناية". تختار العلامة بعنايةٍ أماكن فاخرةً وغالباً تاريخيّةً، لتغمرها لاحقاً بالرّاحة المعاصرة والتّجارب الأصيلة المرتبطة بالمكان. ويضيف: "ننتقل من مجرّد بيع اللّيالي إلى صياغة المعنى؛ فالضّيوف يريدون أكثر من غرفةٍ، إنّهم يسعون إلى قصصٍ وروابط وذكرياتٍ، وهنا تتجلّى قدرة فنادق كورينثيا."

وبخصوص الأسواق الّتي تخدمها فنادق كورينثيا، يشير سايمون إلى أنّ منطقة الخليج كانت دائماً مصدراً حيويّاً، غير أنّ توقّعات الضّيوف من هذه المنطقة تغيّرت بشكلٍ ملموسٍ في السّنوات الأخيرة. ويشرح قائلاً: "نرى 4 مؤشّراتٍ واضحةٍ من المسافرين من مجلس التّعاون الخليجيّ: الرّغبة في مساحةٍ أكبر وخصوصيّةٍ أوسع، وبرامج صحيّةٍ تقدّم نتائج ملموسةً، وتجارب طعامٍ عائليّةً راقيةً مع برامج قويّةٍ خاليةٍ من الكحول، واستدامةٍ واضحة الملامح".

كما تعكس خطط فنادق كورينثيا هذه الرّؤية بشكلٍ واضحٍ. ففي دبي، صمّمت مشروعها الرّئيسيّ المرتقب ليمنح ضيوفه إطلالاتٍ بانوراميّةً، وعدّة وجهاتٍ لتناول الطّعام، ومرافق صحيّةٍ واسعةً، ومناطق خاصّةً للأعضاء، ومساحاتٍ اجتماعيّةً مرنةً. كما صُمّمت خدمات الضّيافة لتلائم الضّيوف: دعم باللّغة العربيّة، خيارات وصول سريّة، وبرامج عائليّة تراعي الطّبيعة متعدّدة الأجيال للسّفر في دول مجلس التّعاون الخليجيّ. ويضيف سايمون أنّ الهدف هو تقديم رفاهيّةٍ تجمع بين الطّابع الدّوليّ والتّجربة الشّخصيّة العميقة.

وإذا كان التّميّز يشكّل الأساس الّذي ارتكزت عليه فنادق كورينثيا، فإنّ النّموّ يمثّل الأفق المقبل لها. فقد شرعت الشّركة في أضخم توسّعٍ لها خلال العقد الأخير، مع ثلاثة مشاريع بارزةٍ في الخليج: الدوحة (قطر)، دبي (الإمارات)، والديرية (السعودية). ويشير سايمون إلى أنّ "هذه ليست مجرّد فنادق، بل مشاريع رئيسيّة صُممت لتجسّد هويّة فنادق كورينثيا والطّابع الفريد لكلّ وجهةٍ."

الفرص واضحةٌ: التّوسّع، والتّواصل المستمرّ على مدار العام، وجمهورٌ شابٌّ يبحث عن تجارب فاخرةٍ أصيلةٍ. ومع ذلك، لا يخفي كاسون التّحدّيات؛ فيقول: "يتوجّب علينا التّحلّي بالصّرامة في اختيار المواقع، وتنفيذ مشاريع معقّدةٍ على نطاقٍ أيقونيٍّ، وتطوير شبكات مواهب عالميّةٍ بسرعةٍ؛ فنجاحنا يعتمد على معايير تطويرٍ دقيقةٍ، وشراكاتٍ محليّةٍ متينةٍ، وثقافةٍ تضع الإنسان في المقام الأوّل لضمان التّناسق والاتّساق عبر الأسواق.

يتوقّع مسافر الرّفاهيّة اليوم أن تُقدَّم الفخامة بمسؤوليّةٍ. وقد تبنّت فنادق كورينثيا هذا التّحدّي من خلال إطارٍ مستدامٍ متعدّد الرّكائز يركّز على خفض الكربون، وإدارة المياه، وتقليل النّفايات، وكفاءة الطّاقة، وممارسات التّجديد الدّائريّ. ويؤكّد سايمون قائلاً: "لا ينبغي أن يشعر الضّيف بأيّ تنازلٍ. ويجب أن يلمس جودة التّصميم، وتجربة الطّعام، ونوماً أفضل، مع العلم أنّ كلّ ذلك يتمّ بطريقةٍ مسؤولةٍ، أي يجب أن تكون الاستدامة منسجمةً تماماً مع تجربة الضّيف.

تشهد الضّيافة اليوم تحوّلاً رقميّاً عميقاً، غير أنّ سايمون يؤكّد أنّ التّكنولوجيا يجب أن تُبسّط التّجربة ولا تحلّ محلّ اللّمسة الإنسانيّة. ويشرح قائلاً: "في فنادق كورينثيا، نستخدم التّكنولوجيا لتوضيح رحلة الضّيف، بحيث يتمكّن الزّملاء من تعميق الصّلة الإنسانيّة."

ويضيف سايمون: "الهدف ليس رقمنة الرّفاهيّة، بل إزالة العقبات حتّى تتمكّن فرقنا من التّركيز على التّنبؤ باحتياجات الضّيف، والتّعاطف، وخلق لحظاتٍ مفاجئةٍ ومبهجةٍ؛ فهذا التّوازن -الدّقة التّقنية مع كرم الضّيافة- هو توقيع فنادق كورينثيا."

ويعتبر سايمون أنّ الخيط الرّابط بين كلّ هذه المبادرات -التّميّز، والتّوسّع، والاستدامة، والتّكنولوجيا- هو الإنسان؛ فقد علّمته مسيرته المهنيّة أنّ الثّقافة هي العامل الفارق الأسمى.

يتأمّل سايمون قائلاً: "في "فور سيزونز"، تعلّمت قوّة التّمكين: يقدّم الزّملاء الّذين يشعرون بالاحترام خدمةً استثنائيّةً. وفي فنادق كورينثيا، أحمل هذا الاعتقاد قدماً. عندما نستثمر في موظّفينا، ونرعى نموّهم، ونمنحهم هدفاً، فإنّهم بدورهم يصنعون تجارب لا يمكن لأيّ تصميمٍ أو تطبيقٍ تقليديٍّ تكرارها. هذه هي الرّوح الحقيقيّة للضّيافة."

ومع استعداد فنادق كورينثيا للافتتاح في الدوحة، ودبي، والديرية، يركّز سايمون على مزيج التّوسّع والجوهر. والرّؤية طموحةٌ: علامةٌ فاخرةٌ معروفةٌ عالميّاً، متجذّرةٌ في تجارب أصيلةٍ، تقدّم تميّزاً تشغيليّاً، وتغرس ثقافةً تضع الإنسان في المقامّ الأول.

ويختم قائلاً: "الرّفاهيّة تتطوّر؛ فلم تعد مقتصرةً على ما تراه العين، بل على ما تشعر به. في فنادق كورينثيا، نحرص أن يغادر كلّ ضيفٍ وهو مفعمٌ بالشّعور بالرّضا والسموّ؛ فهنا تكمن الرّفاهية في معناها الأسمى".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: