Shrimp Nation تبيع 30% من حصتها لصالح شركة Olive Rock
صفقةٌ استثماريّةٌ تدفع بعلامةٍ تجاريّةٍ سعوديّةٍ إلى أسواقٍ جديدةٍ، مع الالتزام بالتّوازن بين التّوسع السّريع والحفاظ على القيم الجوهريّة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت سلسلة المأكولات البحريّة السعودية "شرمب نيشن" (Shrimp Nation) عن بيع 30% من حصّتها لصالح شركة الاستثمار الخاصّة الإماراتية "أوليف روك" (Olive Rock Partners)، في خطوةٍ تهدف إلى دعم خطّطها للتّوسع داخل المملكة العربية السعودية وخارجها إلى الأسواق العالميّة.
تأسّست شرمب نيشن على يد رائد الأعمال السّعوديّ محمد أبو العز في عام 2018، وتمكّنت منذ ذلك الحين من التّحوّل من مفهوم واحدٍ داخل المملكة إلى لاعبٍ إقليميٍّ بارزٍ يضمّ 35 فرعاً حتّى العام الجاري، موزّعةً بين السعودية، والأردن، وقطر، والبحرين، ومصر.
وفي ظلّ التّوسع المُخطّط له نحو أسواقٍ جديدةٍ، أوضح محمد أبو العز، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشرمب نيشن، لمجلة "عربية .Inc" أنّ التّحدي الرّئيسيّ يكمن في تحقيق التّوازن بين الحفاظ على هويّة العلامة التجارية والتّكيّف مع الخصوصيّات المحليّة لكلّ سوقٍ. إذ قال: "لقد ركّزنا على التّمسّك بهويّة علامتنا الجوهريّة، مع المحافظة على قدرٍ من المرونة في أسلوبنا. ونحن نستمع جيّداً لآراء العملاء المحليّين، ونتكيّف حيثما لزم دون أن نُفرط في جوهر المفهوم، مستفيدين من استراتيجيّاتٍ تسويقٍ قويّةٍ مخصّصةٍ لكلّ سوقٍ. إذ إنّ نجاح علامتنا يكمن في جاذبيتها العالميّة، فهي تقدّم تجربة طعامٍ مبتكرةً مستوحاةً من الثّقافة الخليجيّة وتلقى صدىً في مختلف الأسواق".
كما أشار أبو العز إلى أنّ الصّفقة مع أوليف روك تُعدّ خطوةً استراتيجيّةً إلى الأمام بالنّسبة للمشروع. إذ تُعدّ أوليف روك، الّتي أسّسها كلٌّ من مهند قبعج وعبدالله شاهين، واحدةٌ من أوائل شركات الاستثمار الخاصّة المستقلّة في مجلس التّعاون الخليجيّ، وتشتهر بدعم الشّركات في مراحل النّموّ من خلال التّمويل والمشورة التّشغيليّة. ومن خلال شراكتها مع أوليف روك، تهدف شرمب نيشن إلى تعزيز وجودها المحليّ، مع رسم خارطة طريقٍ واضحةٍ نحو التّوسّع الدّوليّ، إلّا أنّ أبو العز يؤكّد أنّ الهدف لا يقتصر فقط على التّوسّع، بل يشمل الاستدامة كذلك.
وقال في هذا الصّدد: "اخترنا الشّراكة مع شركة استثمارٍ خاصّةٍ في هذه المرحلة لأنّنا أدركنا أهميّة وجود شريكٍ استراتيجيٍّ يدعم رؤيتنا طويلة الأجل، ليس فقط من النّاحية الماليّة، بل كذلك على مستوى الحوكمة، والانضباط التّشغيليّ، والنّموّ المستدام. ومع دخولنا مرحلة التّوسّع المتسارع، أصبح من الواضح أنّ التّوافق مع شريكٍ استثماريٍّ مناسبٍ سيكون مفتاحاً للتّوسّع الفعّال دون التّنازل عن قيمنا الجوهريّة. وقد تميّزت أوليف روك بفهمها العميق لديناميكيّات النّموّ الإقليميّ، وبقدرتها على توفير رأس المال والإرشاد الاستراتيجيّ معاً".
ولا تأتي مسيرة النّموّ دون تحديّاتٍ، إذ يرى أبو العز أنّ تجاوز أزمة جائحة "كوفيد-19" كان اختباراً مفصليّاً لنهج شرمب نيشن الاستراتيجيّ، وأضاف: "واحدةٌ من أهمّ التّحديّات غير المتوقّعة التي واجهتنا خلال مرحلة النّموّ السّريع كانت جائحة كوفيد-19. ورغم حالة عدم اليقين، التزمنا باستراتيجيّتنا التّوسعيّة واتّخذنا خطواتٍ استباقيّةً لضمان عدم فقدان الزّخم. كما حافظ فريق الإدارة لدينا على تواصلٍ وثيقٍ مع العاملين في الصّفوف الأماميّة، ممّا ساهم في تعزيز ثقافة الصّمود التّشغيليّ والحفاظ على مستوىً ثابتٍ من الجودة في جميع فروعنا".
ومع تمسّك الشّركة بقيمها الجوهريّة، يلفت أبو العز الانتباه كذلك إلى تحوّلات سلوك المستهلك في المنطقة، قائلاً: "نحن نراقب عن كثبٍ صعود مفهوم التّجربة في تناول الطّعام، مفاهيمٌ تجمع بين الطّعام والتّصميم والسّرد القصّصيّ والبُعد الاجتماعيّ. كما نلاحظ اهتماماً متزايداً بالعلامات التجارية المحليّة الّتي تقدّم أصالةً مع الحفاظ على معايير عالميّةٍ. إذ يبحث المستهلكون اليوم عن أكثر من مجرّد وجبةٍ جيّدةٍ؛ إنّهم يريدون ارتباطاً عاطفيّاً، وتجربةً لا تُنسى، وعلامةً تجاريّةً يمكنهم الارتباط بها. ونعتقد أنّ هذه التّحوّلات هي الّتي ستحدّد ملامح السّنوات الخمس القادمة، ونحن نبني شرمب نيشن على هذا الأساس المستقبليّ".
كما يُوجّه أبو العز نصيحةً مباشرةً لروّاد الأعمال الجدد في قطّاع الأغذية والمشروبات، مفادها أنّ بناء علامةٍ تجاريّةٍ ذات هدفٍ واضحٍ يعدّ أمراً أساسيّاً منذ اليوم الأوّل. وأضاف: "ابدأ برؤيةٍ واضحةٍ لهويّة علامتك التّجاريّة: ما الذي تمثّله، وما الذي يميّزها، ولماذا هي مهمّةٌ لجمهورك المستهدف. في سوقٍ يعجُّ بالتّزاحم ويتقلّب إيقاعه على عجلٍ، يغدو امتلاك مفهومٍ أصيلٍ نابضٍ بالعاطفة حجر الأساس في مسيرة التّميّز. فالرّؤية الواضحة، حين تصدر عن وعيٍ عميقٍ بالهويّة والغاية، لا تكون مجرّد فكرةٍ، بل تصبح بوصلةً تهدي خُطاك في دروب تطوير المنتجات، وتشكيل الرّسائل التّسويقيّة، وصناعة تجربةٍ تنبض بروح العلامة وتلامس وجدان العملاء".
لكن الرّؤية وحدها لا تكفي، بحسب أبو العز. إذ قال موضّحاً: العنصر الأهمّ الذي ينبغي على المؤسّسين إتقانه منذ اللّحظة الأولى هو التّميّز التشغيليّ؛ فالعلامة التّجاريّة الجذّابة قد تستقطب الزّبائن في الزّيارة الأولى، لكن ما يُبقيهم ويصنع ولاءهم هو ثبات الجودة، ودقّة التّفاصيل، وسلاسة التّنفيذ. من انسيابيّة تدفّق العمل في المطبخ، إلى رُقيّ تجربة خدمة العملاء، فإنّ ترسيخ بنيةٍ تشغيليّةٍ متينةٍ هو الضّامن الحقيقيّ للنّموّ المستدام في نهاية المطاف".
ورغم أنّ النّموّ يظلّ في صدارة الأولويّات، فإنّ أبو العز ينظر إلى مخاطر التّوسّع المفرط بعينٍ متبصّرةٍ وحكمةٍ متأنّيةٍ، ويختم بقوله: "لا تركض خلف التّوسّع لمجرّد التّوسّع؛ فالنّموّ السّريع، إذا لم يستند إلى بنيةٍ تحتيّةٍ راسخةٍ، أو لم يُدعَم بكفاءاتٍ بشريّةٍ وأنظمة تشغيل متكاملةٍ، قد يُطيح حتّى بأقوى المفاهيم. إذ ينبغي أن يكون التّوسّع ثمرةً للنّضج والاستعداد، لا نتاجاً للتّسرّع. تمسّك بقيمك، وانمُ بنيّةٍ صادقةٍ، وابنِ دائماً من قاعدةٍ صلبةٍ لا تهتزّ.