Addvocate.AI تحصد استثماراً استراتيجياً من 216 Capital لتعزيز المبيعات الذكية
حين يتقاطع الابتكار مع حاجات السّوق، يتحوّل الذكاء الاصطناعي إلى قوّةٍ تدفع فرق المبيعات لتجاوز العقبات وتحقيق كفاءةً أعلى تعزّز النّموّ والانتشار
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "أدفوكيت" (Addvocate.AI) الفرنسيّة-التّونسيّة النّاشئة، المتخصّصة في تحسين أداء المبيعات عبر الذكاء الاصطناعي، عن حصولها على استثمارٍ استراتيجيٍّ من صندوق رأس المال المغامر التونسي "216 كابيتال" (216 Capital).
أسّس رضا مامي وسفيان شقير الشّركة في عام 2024، وجعلا من فرنسا وتونس معاً مقرّاً لها، لتعمل على معالجة أوجه القصور في أنابيب المبيعات من خلال تطوير مساعدٍ رقميٍّ يعمل كطيّارٍ مرافقٍ يوحّد البيانات ويزوّد فرق المبيعات برؤىً عمليّةً قبل الاجتماعات. ويتيح الاستثمار الجديد لشركة Addvocate.AI تسريع الابتكار وتوسيع حضورها عالميّاً، ممّا يعزّز مكانتها كأحد أبرز روّاد المبيعات الذّكيّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
أكّد المؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ رضا مامي أنّ رؤية الشّركة تقوم على إعادة صياغة العلاقة بين فرق المبيعات وأنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، عبر تحويلها من قواعد بياناتٍ ساكنةٍ إلى أنظمةٍ نابضةٍ تتحرّك مع وتيرة العمل. وأطلق في هذا الإطار أداة (Nudge) المدمجة مباشرةً في أنظمة CRM، لتعمل على تعزيز الأداء قبل وأثناء وبعد كلّ تفاعلٍ بيعيٍّ.
وأوضح مامي أن أنظمة CRM في صيغتها التّقليديّة تكتفي بتخزين البيانات لكنّها تظلّ بعيدةً عن ديناميكيّة السّوق، بينما تعمل Addvocate.AI على سدّ هذه الفجوة عبر اكتشاف الإشارات، واستخراج الرّؤى، وتوجيه الأفعال. وبذلك تحوّل CRM من سجلٍّ ساكنٍ إلى منظومةٍ ديناميكيّةٍ تسير مع حركة الأعمال بدلاً من التّباطؤ خلفها.
وشدّد مامي على أنّ الأثر لا يقتصر على رفع الكفاءة فحسب، بل يتجاوزها إلى استعادة الباعة ما يصل إلى ساعتين يومياً كانوا يهدرونها في أنشطة ثانوية مثل البحث أو تحديث الحسابات. وأتاح هذا التوفير إعادة توجيه الوقت إلى بناء العلاقات مع العملاء وزيادة الإيرادات.
شاهد أيضاً: Bazzar Gate تحصل على تمويل بقيمة مليون دولار
استندت فكرة Addvocate.AI إلى تجربةٍ شخصيّةٍ طويلةٍ، إذ عايش مامي طوال مسيرته الّتي امتدّت لأكثر من 15 عاماً في قيادة المبيعات بقطّاع البرمجيّات كخدمة (SaaS) تحدياتٍ مستمرّةً، مثل: تحضيراتٍ شاقّةٍ للاجتماعات، وبياناتٍ متفرقةٍ، وصفقاتٍ تتوقّف بلا مبرّرٍ واضحٍ. ورأى أنّ هذه التّحدّيات تضعف القدرة على التّنبؤ وتعرقل سير الأعمال، فانبثقت الحاجة إلى Nudge لمعالجة تلك الاختلالات وحماية فرق المبيعات من خسائر في الوقت والفرص.
اعتمد مامي على خبرةٍ شريكه المؤسّس والمدير التّقنّي أشرف طالب الّذي قاد من قبل مشاريع رقميّةٍ معقّدةٍ، من بينها تطوير تطبيق يشبه DoorDash للسّوق التّونسيّ، فضلاً عن تأسيسه شركتين ناشئتين قبل Addvocate.AI. وجاء تكامل خبرة مامي في المبيعات مع براعة طالب التّقنية ليمنح الشّركة قاعدةً صلبةً لحلّ المشكلة بشكلٍ عمليٍّ ومبتكرٍ.
ركّزت Addvocate.AI على معالجة نقاط التّعطّل داخل أنابيب المبيعات عبر التقاط إشاراتٍ حيويّةٍ، مثل: سرعة الصّفقات، وتفاعل المشترين، وأنماط النّشاط. وساعدت فرق المبيعات على التّصرّف في اللّحظة المناسبة، وهو ما يعجز البشر عن متابعته بدقّةٍ متواصلةٍ عبر عشرات الصّفقات، بينما يضمن الذكاء الاصطناعي رصد كلّ تفصيل ومنع أيّ فرصةٍ من الضّياع.
أوضحت ذكرى الخليفي، الشّريك المؤسّس في 216 Capital، أنّ قرار الاستثمار جاء نتيجة قراءةٍ دقيقةٍ لتميّز Addvocate.AI عن منافسيها. ورأت فيها رهاناً استراتيجيّاً في سوقٍ مزدحمٍ بحلول الذكاء الاصطناعي للمبيعات، إذ انطلقت منذ البداية على أسس ذكاء اصطناعي خالصٍ، ما جعلها قادرةً على دمج الرّؤى بمرونةً فائقةً. وأكّدت أنّ المنصّة تعتمد على أسلوب التّوجيه السّلوكيّ (Nudges) الّذي يدرّب المندوبين في الزّمن الحقيقيّ، محوّلاً الذكاء الاصطناعي إلى شريكٍ عمليٍّ دائمٍ. كما أشارت إلى أنّ Addvocate.AI عالجت إشكاليّةً أساسيّةً، إذ إنّ ما بين 35% و50% من الصّفقات يتوقّف في منتصف الطّريق، بينما تحوّل المنصة تلك الإشارات إلى رؤىً عمليّةً تحافظ على سير الصّفقات.
أكّدت 216 Capital أنّ استثمارها في Addvocate.AI ينسجم مع رؤيتها في دعم برمجيّاتٍ مؤسسيّةٍ ناشئةٍ تعتمد الذكاء الاصطناعي منذ البداية، وتنبع من أسواق أفريقيا والشّرق الأوسط. واعتبرت أنّ Addvocate.AI لا تمثّل مجرّد أداةٍ إضافيّةٍ، بل نظام تشغيلٍ متكامل يعيد صياغة المبيعات.
كشف مامي أنّ التّمويل الجديد سيمكن الشّركة من القفز خطوةً إلى الأمام، لتتحوّل من أداةٍ للتّحضير إلى منصّةٍ شاملةٍ لإدارة الأداء البيعيّ. وحّدد مسارات التّوسّع نحو أوروبا، والشّرق الأوسط، وأفريقيا، والولايات المتّحدة، مؤكّداً أنّ الشّركة لا تسعى إلى منافسة عمالقةٍ، مثل: "سيلزفورس" (Salesforce) و"هابسبوت" (HubSpot)، بل إلى سدّ الثّغرات الدّقيقة الّتي لم تُصمَّم هذه الأنظمة لمعالجتها، خصوصاً على مستوى الحفاظ على زخم الصّفقات.
واعتبر مامي أنّ الاستراتيجيّة تقوم على التّكامل الذّكيّ مع أنظمة CRM القائمة، بحيث تُثري Addvocate.AI تجربة المستخدم بدلاً من إرغام الفرق على الانتقال بين أنظمةٍ متعدّدةٍ. وأوضح أنّ الشّركة تركّز على جعل عمليّة تنفيذ الصّفقات أكثر ذكاءً وسرعة واتّساقاً، لتقدم قيمةٍ ملموسةٍ من دون استبدال الأدوات الأساسيّة الّتي يعتمدها الباعة.
انطلقت الشّركة من جذورها الفرنسيّة-التونسيّة، لكنّها تستعدّ لتوسيع نطاقها إلى أسواقٍ عالميّةٍ، مستفيدةً من دعم 216 Capital الّذي يعزّز قدراتها على اختراق أسواق أوروبا، والشّرق الأوسط، وأفريقيا، والولايات المتّحدة. وأكّد مامي أنّ التّحدّيات في هذه المناطق متشابهة، إذ تتطلّب المبيعات التّعامل مع تنوّعٍ لغويٍّ وثقافيٍّ، ما يزيد تعقيد إدارة الزّخم داخل أنابيب المبيعات.
