في يوم إعادة التدوير العالمي: 10 شركات عربية رائدة بالمجال
مشاريعٌ تحوّل النفايات إلى ثروةٍ وريادةُ أعمالٍ بيئية تجعل من الاستدامة مصدر رزقٍ في العالم العربي
بدلاً من رمي ذلكَ الكيسِ البلاستيكيّ أو زجاجةِ المياهِ في سلّة إعادةِ التّدويرِ، ماذا عن تحويلها إلى تيشيرتٍ أو ستارةِ استحمامٍ، مشاركة في فرقةٍ متزايدةٍ من العربِ المهتمّين بإعادةِ التّدوير الإبداعيّةِ؟
تشيرُ إعادةُ التّدويرِ الإبداعيّةُ إلى إعادةِ استخدامِ الكائنِ بطريقةٍ جديدةٍ دون تحطيمِ المادةِ التي صُنع منها، على عكسِ إعادةِ التّدويرِ التي تتضمنُ عموماً كسر المادةِ الأصليّة وتحويلها إلى شيءٍ آخر، مستخدمةً طاقةً أكثر.
تنتجُ منطقةُ الشّرقِ الأوسطِ وشمال أفريقيا تقديراً وقدره 150 مليون طنٍّ من النّفاياتِ سنويّاً، وفقاً لتقريرٍ صادرٍ عن EcoMENA. وتظهرُ البياناتِ من التّقريرِ أنّ مصر هي أكبرُ منتج للنّفاياتِ في المنطقةِ، مع أكثر من 20 مليون طنٍ من النّفاياتِ، في حين تعدُّ السّعودية، والكويت، والإمارات، وقطر والبحرين من بين أعلى عشرِ دولٍ في العالمِ من حيثِ إنتاجِ النّفاياتِ لكلّ فردٍ.
تنطبقُإعادةُ التّدويرِ الإبداعيّةُ أيضاً على إدارةِ النّفاياتِ والنّفاياتِ الصّناعيّةِ. إذ يتمُّ التّخلّصُ من 90٪ من النّفاياتِ البلديةِ في الدّولِ النّامية في مكبّاتٍ مفتوحةٍ وغير صحيّةٍ، مما يخلقُ أضراراً صحيّةً وبيئيّةً واجتماعيّةً. بالإضافةِ إلى ذلكَ، يحملُ طنُّ نفاياتٍ نموذجيٌّ قيمةً اقتصاديّةً قدرها 120 دولاراً ستضيعُ عندما تذهبُ إلى مكبِّ نفاياتٍ أو محرَقةٍ.
ومن الواضحِ هشاشةُ قطّاع إدارةِ النّفاياتِ التّقليدية وجاهزيته للتّغييرِ. ووفقاً لوكالةِ الطّاقةِ الدّوليّةِ (IEA)، من المتوقّعِ أن يصلَ سوقُ التّكنولوجيا النّظيفةِ العالميِّ إلى 870 مليار دولارٍ في عام 2030م من 122 مليار دولارٍ في عام 2022م.
من تحويلِ النّفاياتِ إلى موادِ بناءٍ، ومنها إلى سلعِ أزياءٍ، وحتّى منتجاتٍ زراعيّةٍ، هذه العناصرُ المهملةُ تحظى بفرصةٍ ثانيةٍ، وهنا إليكم قائمةٌ ببعضِ الشّركاتِ النّاشئةِ العربيّةِ الصّديقةِ للبيئةِ الّتي تعملُ في مجالِ إعادةِ التّدويرِ الإبداعيّة:
شركة TileGreen
تبتكرُ شركة TileGreen النّاشئةُ المصريّةُ تقنياتٍ لصنعِ موادِ بناءٍ فاخرةً سلبية للكربون من النّفاياتِ البلاستيكيّةِ. ومن خلالِ تقنيّتها التي ما زالت تحت البراءةِ، تعيدُ الشّركةُ تدويرَ النّفاياتِ البلاستيكيّةِ إلى أكثر من 40 نوعاً من منتجاتِ البناءِ، محلةً بذلك العديدَ من البدائل المصنوعة من الإسمنت، ومنعت انبعاثاتِ الكربونِ، والتّخلص من النّفايات البلاستيكيّة في المكبّاتِ، مضيفةً بذلك قيم بيئيّة ووظيفيّة وماليّة للسّوقِ.
تعملُ TileGreen مع جامعي النّفاياتِ في مصر لجمعِ الأكياسِ البلاستيكيّةِ قبل إرسالها إلى مصنعها لإنتاجِ بلاطٍ مُعاد تدويرهُ، ثم يتمُّ بيعُ البلاطِ لمطوّري العقاراتِ وشركاتِ المقاولاتِ لاستخدامهِ في تعبيدِ الطّرقِ الخارجيّةِ.
حتّى الآن، عملت الشّركةُ النّاشئةُ مع مطوّرين مشهورين مثل SOSDIC بالإضافةِ إلى لاعبين رئيسيّين آخرين في قطّاعِ السّلعِ الاستهلاكيّةِ سريعةِ التّداولِ. ومنذ بدايةِ عامِ 2023م، قامت TileGreen بإعادةِ تدويرِ أكثر من خمسةِ ملايين كيسٍ بلاستيكيٍّ، وتهدفُ إلى إعادةِ تدويرِ خمسة مليارات كيسٍ بحلول ِعام 2025م.
شركة Edama
أُسّست هذه الشركةُ النّاشئةُ في المملكةِ العربيّةِ السّعوديةِ في عام 2017م بغيةَ تحويلِ 65% من إجمالي النّفاياتِ الصّلبةِ البلديةِ في المملكةِ، والتي تتكوّن أساساً من النّفاياتِ العضويّةِ الّتي تنتهي عادةً في المكبّاتِ إلى موردٍ قيّمٍ.
تعمل Edama على تحويلِ النّفايات العضويّة مثل الطّعام والنّباتات النّاتجة عن تجهيزِ الأراضي أو الزّراعة إلى تربةٍ خصبةٍ لتحسّنَ الزّراعة في الصّحراءِ، مما يساعدُ في زيادةِ الإنتاجِ وتقليلِ استهلاكِ المياهِ. وتعملُ الشّركةُ النّاشئةُ على مواجهةِ تحديّاتٍ متعدّدةٍ، بما في ذلكَ مخاطر التّخلص من النّفاياتِ، والأمنِ الغذائيّ، وندرةُ المياهِ من خلالِ اعتمادِ نهجٍ اقتصاديٍّ دائريٍّ.
شركة DGrade
هي شركةٌ إماراتيّةٌ تصنعُ الملابسَ من زجاجاتِ البلاستيكِ. إذ توفّر DGrade حلولاً مستدامةً من خلالِ إنتاجِ ملابسٍ مصنوعةٍ من زجاجاتِ البلاستيك المُعاد تدويرها، وتوفيرِ رقائقٍ مُعادةِ التّدويرِ لمصنّعي العبواتِ لدعمِ الاقتصادِ الدّائريّ.
تستهدفُ الشّركةُ النّاشئةُ أيضاً الشّبابَ. إذ إن "Simply Bottles" هو مبادرةٌ من DGrade تعملُ مع الشّركاتِ، والمدارسِ، والفعاليّاتِ، والمُنظّمات الأخرى لزيادةِ معدّلاتِ إعادةِ تدويرِ زجاجاتِ المياهِ البلاستيكيّةِ. كما تسهّلُ الشّركةُ عمليّةَ جمعَ الموادِ القابلةِ لإعادةِ التّدويرِ، وتشجّع النّاسَ من خلال ورشِ العملِ والفعاليّاتِ لتعزيزِ إعادةِ التّدويرِ والاستدامةِ.
ويتمّ إعادة تدويرِ البلاستيكِ الّذي جُمعَ من خلالِ مبادرة Simply Bottles في مصنعِ إعادةِ التّدوير التّابع لـ DGrade في أبوظبي.
شركة UpFuse
بطريقةٍ مماثلةٍ، تعملُ UpFuse على إعادةِ تدويرِ الأكياسِ البلاستيكيّةِ وزجاجاتِ البلاستيكِ إلى العديدِ من المُنتجاتِ اليدويّةِ والصّناعيّةِ، مثل: الحقائب، والملابس، والأحذية، والأحزمة، والدّفاتر، بين غيرها.
دفعَ حبُّ البيئةِ اثنتين من النّساءِ المصريّاتِ، كانتا تهتمّان بشكلٍ كبيرٍ بعالمِ الأزياءِ، لاتّخاذِ خطوةٍ متقدّمةٍ، وتحويلِ أكوامِ النّفاياتِ إلى منتجاتٍ عصريّةٍ من خلالِ إنشاءِ علامتهما التّجاريّةِ الخاصّةِ. إذ أسّست يارا ياسين ولمى الخوانكي شركة Upfuse في عام 2013م مع رؤيةٍ تُركّز على إحداثِ فرقٍ في المجتمعِ من خلالِ إعادةِ التّدويرِ، وتحديثِ الحرفِ اليدويّةِ، وتجميعِ المُجتمعِ حولَ هدفٍ واحدٍ، يُسهمُ في تحقيقِ كوكبٍ مستدامٍ.
وكانت من التّحديّاتِ التي واجهتها المؤسّستان هي الحاجةُ إلى رفعِ وعي الجمهورِ بقيمةِ العلامةِ التّجاريّةِ، وكيفَ تُمثّل حلاً أنيقاً وصديقاً للبيئةِ لإدارةِ النّفاياتِ. لم يكن مفهوم ارتداء المنتجاتِ المصنوعةِ من موادٍ مُعادٍ تدويرها، مثل: الأكياس، وزجاجات البلاستيك، وحتّى الإطارات مألوفاً لغالبيةِ الجمهورِ الذي استهدفته Up-fuse، لذا كان على الشّركةِ بذلُ جهودٍ لتغييرِ النّظرةِ تجاه المنتجاتِ المُعادِ تدويرها على نطاقٍ واسعٍ. ومن خلالِ نشرِ رسائل توعيّة عبر مدوّنتهما، والشّراكة مع عددٍ من الشّخصيّات البارزةِ والمؤثّرين، أصبحت منتجاتُ Up-fuse شهيرةً، خاصّةً بين الشّبابِ، لا لتصميماتها الفريدةِ فحسب، ولكن بسببِ التزامِ الشّركةِ تجاه الاستدامةِ البيئيّةِ أيضاً.
شاهد أيضاً: أبرز شركات التكنولوجيا المالية (FinTech) في الشرق الأوسط
شركة Nadeera
نضيرة شركةٌ ناشئةٌ لبنانيّةٌ تتناولُ مشكلةَ سوءِ إدارةِ النّفاياتِ من خلال نهجٍ جديدٍ متكاملٍ، وشاملٍ، ومدعومٍ بالتّكنولوجيا. تعملُ هذه الشّركة بشكلٍ أساسيٍّ مع البلدياتِ لتصميمِ وتنفيذِ خططِ إدارةِ النّفاياتِ المتكاملةِ والمستدامةِ الّتي تُركّز على المواطنِ. والهدفُ هو تحفيزُ المواطنين على تقليلِ وإعادةِ استخدامِ وفرزِ النّفاياتِ، بدعمٍ من التّكنولوجيا، بالإضافةِ إلى تنفيذِ تتبّعِ النّفاياتِ لرصدِ الأداءِ، وتحسينِ الكفاءةِ، وضمانِ استرجاعٍ ماديٍّ وقيميٍّ أعلى.
كما تعملُ Nadeera مع السّكانِ، والشّركات المحليّةِ، وقادة المجتمعِ لتشجيعِ تقليلِ النّفاياتِ وفرزها من المصدرِ. ومن خلال نظامِ تتّبعٍ غير مُظهرٍ باستخدامِ تقنيةِ الإنترنتِ الخاصّة بالأشياءِ، ترسلُ الشّركةُ تغذيةً راجعةً لفارزي النّفاياتِ، وتُسجّل المعاملاتِ على سلسلةِ الكتلِ الثّابتةِ. كما يتمّ مكافأة السّكانِ والشّركاتِ التي تفرزُ نفاياتها من خلالِ نظامِ رموزٍ يُتيح لهم الحصولَ على فوائدٍ من الحفاظِ على البيئةِ.
شركة Seramic
نشأت شركةُ Seramic، ومقرّها الإمارات العربية المتحدّة، من بيئةٍ مبتكرةٍ في معهدِ مصدر بجامعةِ خليفة. طوّرت الشركةُ حلاً فريداً لإعادةِ تدويرِ النّفاياتِ الصّلبةِ الصّناعيّةِ إلى منتجاتٍ ذات قيمةٍ مضافةٍ مستدامةٍ في أسواقِ السيراميك التّقنيّة، وموادِ البناءِ. إذ تأسّست سيراميك ماتيريالز في عام 2019م، لتصنيعِ منتجاتٍ سيراميكيّةٍ مُعاد تدويرها بنسبةِ 100 ٪ من نفاياتِ الصّناعاتِ الثّقيلةِ، مثل: رمادِ المحرقاتِ، ومنتجاتٍ فرعيّةٍ من صناعةِ الصّلبِ.
تتضمّنُ مزايا استبدالِ المواردِ الطّبيعيةِ الثّمينةِ بمنتجاتِ النّفاياتِ لإنتاجِ السّيراميك، مجموعةً واسعةً من الفوائدِ التي تتجاوزُ الحفاظَ على الموادِ الخامّ التّقليديّة في الأرضِ. ويُمكن أن يكونَ استخدامُ منتجاتِ النّفاياتِ أرخصَ بشكلٍ كبيرٍ، ممّا يعني أنّ المنتجَ النّهائيّ يُمكن أن يكونَ أرخصَ بنسبةٍ تتراوحُ بين 10% إلى 50% تبعاً لتطبيقه.
من خلالِ تجنّبِ استخراج المواردِ الطّبيعيةِ ونقلها، يتمّ تقليلِ انبعاثاتِ الكربون بشكلٍ كبيرٍ، ويتمّ أيضاً تخفيض استهلاك الطّاقة في التّصنيعِ بنسبةِ تخفيضٍ تصلُ إلى 20% من انبعاثاتِ ثاني أكسيد الكربون مقارنةً بأساليبِ التّصنيعِ التّقليديّةِ للسيراميك. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن توجيه جميع النّفايات التي كانت ستذهبُ إلى المطامر نحو حياةٍ وغرضٍ جديدين.
توسّعت سيراميك ماتيريالز الآن في مجالِ السيراميك التّقني، حيثُ تصنع موادِ تخزين الطّاقة الحراريّة المتقدمة، التي يُمكن أن تعملَ في درجاتِ حرارةٍ تصل إلى 1250 درجةٍ مئويّةٍ، والتي تعدُّ حتّى الآن السيراميك الأكثرَ كفاءةً من حيثِ التّكلفةِ في السّوقِ.
شركة CIRCL
تأسّست شركة CIRCL، هذه الشركة النّاشئة الصّديقةُ للبيئةِ في عكار، شمال لبنان، على يدِ هبة ميخائيل وإيليا ريزك. ويتجسّد جوهر أعمال CIRCL في جهودها الإبداعيّةِ في مجالِ إعادةِ التّدويرِ، حيثُ تجمعُ وتعيدُ توظيفَ موادِ النّفايات، وتبيعها للشّركاتِ وتحوّلها إلى منتجاتٍ مبتكرةٍ؛ كانت مسعىً يتجاوزُ مجرّد إدارةِ النّفاياتِ.
لقد شجّعت طريقتهم الذّكيةُ النّاسَ على إعادةِ تدويرِ القمامةِ مقابلَ المالِ، ممّا لا يحفّز على إعادةِ التّدويرِ فحسب، بل يحوّل النّفايات أيضاً إلى موردٍ قيّمٍ.
شركة IDYR
تتخلّصُ صناعةُ النّسيجِ في المغرب من 205,000 طن من الأقمشةِ كلّ عامٍ، ولكن يتمّ إعادة تدوير 8٪ فقط من الموادِ غير المرغوب فيها. إذ رأت فدوى موسيف، المغربيّةُ الشّابةُ ذات الوعي البيئيّ، في فن بوشرويت (صنع السّجادِ من قطعٍ زائدةٍ من القماشِ أو الصّوفِ أو الجلدِ) أكثر من مجرّدِ فنٍّ، كما رأت فرصةً لدعمِ النّساءِ في جبالِ الأطلس وفرصةً لتعزيزِ الاستدامةِ في صناعةِ الأزياءِ.
أنشأت موسيف IDYR ("الحياة" بالأمازيغي)، وهي مشروعٌ اجتماعيٌّ يُعيدُ إحياءَ فنّ البوشرويت، بينما يسمحُ للنّساءِ في جبال الأطلس بتحقيقِ ربحٍ من مواهبهنّ. إذ بدأت النّساء العاملاتُ مع الشّركةِ في تحديثِ حِرفهنّ، وبدأن في صنعِ ملابس وحقائب يدٍ بالإضافةِ إلى السّجادِ.
شركة RecycloBekia
شركة RecycloBekia هي الشّركةُ النّاشئةُ المصريّةُ من بين أولى الشركات في منطقةِ الشّرقِ الأوسط وشمال أفريقيا التي تُكرّس نفسها لإعادةِ تدويرِ النّفاياتِ الإلكترونيّةِ. وتهتمّ الشّركةُ فقط بجمعِ النّفاياتِ الإلكترونيّةِ، وتوفيرِ خدماتِ إعادةِ التّدويرِ الصّديقةِ للبيئةِ، وتدميرِ البياناتِ بأمانٍ لمكافحةِ مخاطر النّفاياتِ الإلكترونيّةِ مع الحفاظِ على المواردِ الطّبيعيةِ. [1]
شركة Hunaya
وجدت نور نشيوات من الأردن في الأشياء الصّغيرةِ التي يتخلّصُ منها النّاسِ ظنّاً منهم أنّهم لن يحتاجوا إليها بعد الآن مصدر إلهامها؛ فراحت تحوّل هذه القطع الصغيرة إلى قطعِ أثاثٍ ذات ذوقٍ رفيعٍ، مساهمةً في الحفاظِ على النّظام البيئيّ.