الرئيسية الابتكار من السّحابة إلى الأرض: رؤية أندرياس هاسيلوف الطموحة

من السّحابة إلى الأرض: رؤية أندرياس هاسيلوف الطموحة

نال المؤسِّس والرّئيس التنفيذيّ لشركة Ombori، مكانته عن جدارة ضمن قائمة Gamechangers 2025 الصادرة عن "عربية .Inc"، تكريماً لقيادته الرّائدة في دفع ثورة الذّكاء الاصطناعيّ في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو آفاقٍ جديدة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يؤمن أندرياس هاسيلوف، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "Ombori" (أومبوري)، وهي مجموعة عالميّة من الشّركات الّتي تسخّر الذّكاء الاصطناعي لتبسيط العمليّات في قطاعات التّجزئة، والضّيافة، والنّقل، والخدمات العامّة، إيماناً راسخاً بأنّ مكان الذّكاء الاصطناعيّ لا يكون على الشّاشات، بل في العالم المادّيّ الّذي نحيا فيه. 

وتتجلّى هذه القناعة في أبهى صورها من خلال منصّة "Phygrid" (فايغريد)، وهي بنية تحتيّة تستند إلى مبادئ "Edge AI" (الذّكاء الاصطناعيّ الطّرفيّ)، أطلقتها أومبوري لتعيد تعريف كيفيّة تفاعل الفضاءات المادّيّة في دول الخليج وغيرها مع الزّوّار والمستخدمين، عبر مزجٍ مبتكرٍ بين الذّكاء الاصطناعيّ، وإنترنت الأشياء (IoT)، والتّصميم الّذي يضع الإنسان في مركز التّجربة. 

يقول هاسيلوف: "في أومبوري، لا نرى الابتكار في الذّكاء الاصطناعيّ كميزةٍ إضافيّةٍ، بل كطبقةٍ بنيويّةٍ جديدةٍ تترك أثرها في العالم المادّيّ". 

ففيما يركّز العالم بأسره على التّخصيص الرّقميّ المفرط، وأدوات الإنتاجيّة للعاملين في حقل المعرفة، يرى هاسيلوف أنّ دول مجلس التّعاون الخليجيّ تتمتّع بمكانةٍ فريدةٍ تؤهّلها لقيادة الموجة الثّالثة من الذّكاء الاصطناعيّ: الموجة الّتي تغرس الذّكاء في الجدران والممرّات والأجساد، لا في الكود فقط. 

"ذاك هو الحدّ الأصعب، والأكثر تهميشاً تاريخيّاً، بسبب التّعقيد في دمج العتاد والبرمجيّات والرّبط وقيود الحياة المادّيّة. وهنا جاءت فايغريد، لتقلّب هذه المعادلة". 

يواصل هاسيلوف شرحه، فيقول: "فايغريد هي منصّة طرفيّة (edge، native) صمّمت للمطوّرين أوّلاً، وتتيح للمنظّمات تحويل البيئات المادّيّة إلى أنظمةٍ ذكيّةٍ ومتجاوبةٍ". ويضيف: "نجلب الذّكاء الاصطناعيّ من السّحابة إلى أرض الواقع، سواء في المجاميع التّجاريّة، أو المطارات، أو المستشفيات، أو أنظمة النّقل". 

عبر الأكشاك الذّكيّة، وأنظمة القياسات الحيويّة، وتحليل السّلوك في الوقت الفعليّ، تساعد أومبوري عملاءها في دول الخليج على الانتقال من المشاريع التّجريبيّة إلى نشرٍ واسع النّطاق، مع تحسّيناتٍ ملموسةٍ في الكفاءة والاستدامة ورضا المستخدم. 

ويفصح هاسيلوف أنّ شركته تدير اليوم ما يزيد على نصف مليار تفاعلٍ ذكيٍّ شهريّاً، عبر حلولٍ نشرت لشركاتٍ كبرى مثل "الاتحاد" (الاتحاد)، و"ريلاينس" (Reliance)، و"آيكيا" (IKEA)، و"الفطيم" (Al، Futtaim). كما تساعد في تنظيم حركة القدوم والأمن في المطارات، وفي استخراج البيانات لخدمة المدينة الذّكيّة. 

ولكنّ نقطة التّميّز الحقيقيّة، بحسب هاسيلوف، لا تكمن في التّقنية فقط، بل في تطوير حلولٍ متجذّرةٍ محلّيّاً، تأخذ في الحسبان السّياقات التّشغيليّة، والثّقافيّة، والبنيويّة لكلّ بيئةٍ. وقد كان لهذه المقاربة دور مفصليّ في نجاح الشّركة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

ويضيف هاسيلوف، في لهجة من يرى بعيداً ويخطّ برؤيته معالم العصر القادم: "إنّ منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي صدارتها دول الخليج، لا تخطو نحو الذّكاء الاصطناعيّ فحسب، بل تعيد صياغة أسسه وقواعده، وتستهدف به مكانة القيادة العالميّة". 

ويشير إلى أنّ كثيراً من المناطق تتردّد بين تشريعٍ وتسويفٍ، فيما تمضي الإمارات والسّعوديّة بوضوح الرّؤية، وسرعة الإنجاز، وحزم الإرادة. 

ويسوق مثالاً بيّناً: تعيين الإمارات أوّل وزيرٍ في العالم للذّكاء الاصطناعيّ، واعتمادها لاستراتيجيّةٍ وطنيّةٍ طموحةٍ في هذا المضمار، لا يعكس الرّغبة فقط، بل يجسّد عزماً على القيادة، بأسسٍ أخلاقيّةٍ، ومعايير بنيويّةٍ راسخةٍ. 

ومع تحوّل الاقتصادات الخليجيّة من النّماذج القائمة على الرّيع، إلى نماذج قائمةٍ على المعرفة والقيمة المضافة، يؤمن هاسيلوف أنّ الذّكاء الاصطناعيّ سيكون الرّكن الّذي تنهض عليه معالم الغد. 

ويبيّن بوضوحٍ: "إنّ دول مجلس التّعاون لا تستورد التّقنيات كمن يستجلب أدواتٍ معلّبةً، بل تصوغ أطراً محلّيّةً، وتشيّد بنيةً تحتيّةً ذكيّةً، وتربّي منظومات مواهبٍ تنافس على صياغة المعيار العالميّ". 

ثمّ يضيف، بنبرةٍ يقينيّةٍ لا تقبل التّراجع: "نؤمن بأنّ الشّرق الأوسط سيكون أوّل من يفعّل الذّكاء الاصطناعيّ في العالم المادّيّ على نطاقٍ واسعٍ، وفايغريد فخورة بأن تكون البوابة الّتي تجعل هذا الانتقال ممكناً: سلساً، مكرّراً، ومجدياً في القطاعين العامّ والخاصّ". 

ثمّ يؤكّد، في لفظٍ قاطعٍ، لا يحتاج إلى زيادةٍ: "لا بدّ أن يسخّر الذّكاء الاصطناعيّ لتحسين التّجربة الإنسانيّة في العالم المحسوس، وهذا، بالدّقّة، ما تفعله فايغريد". 

ثمّ يرسم رؤيته كمن يخطّ أفقاً لجيل المطوّرين، فيقول: ويختم، لا كمن يضع نقطةً، بل كمن يفتح أفقاً: 

"نؤمن بأنّ مستقبل الذّكاء الاصطناعيّ لا يسكن في الشّاشات، بل يتسلّل إلى ما حولنا، والخليج سيكون في صدارة هذا التّحوّل". 

"تستثمر الدّول، من دبيّ إلى الرّياض، في بناء بنىً تحتيّةٍ ذكيّةٍ تتجاوز حدود البرمجيّات وحدها؛ فثمّة تحوّل نحو خلق "المنظومات الفيجيّة" (Phygital Ecosystems)، حيث تندمج السّلوكيّات البشريّة مع بيانات الاستشعار وتوقّعات الذّكاء الاصطناعيّ، لتقديم تجارب تتكيّف مع الأفراد وتستجيب لحاجاتهم دون حواجز أو فجواتٍ بين العالمين المادّيّ والرّقميّ". 

"ما يلهمنا، في نهاية المطاف، ليس التّقدّم في ذاته، بل ما يفتحه من آفاقٍ لحياةٍ أكثر سلاسةً، وأقلّ احتكاكاً، وأوسع ولوجاً، وأرفع خدمةً، وأرقى جودةً". 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: