حصاد مايكروسوفت 2025: عام قيادة الذكاء الاصطناعي السحابي
حين دفعت مايكروسوفت حدود الابتكار في 2025، رفعت السّحابة والذكاء الاصطناعي إلى مستوىً عالميٍّ جديدٍ وسهّلت على الشّركات تطوير وكلاء ذكيّين بكفاءةٍ عاليةٍ
في عام 2025 برزت مايكروسوفت بقوّةٍ، إذ دفعت حدود الابتكار لتصبح المحرّك الأساسيّ لثورة الذّكاء الاصطناعيّ السّحابيّ، بعدما استثمرت أكثر من 50 مليار دولارٍ خلال ثلاث سنواتٍ في مراكز بياناتٍ متوزّعةٍ عبر 60 منطقة Azure حول العالم. ومع توسّع الطّلب على قدرات الحوسبة، رفعت الشّركة طاقة Azure بنسبة 23% وفق تقاريرها الماليّة، بينما قدّمت طبقةً جديدةً من خدمات AI المدمجة داخل السّحابة، ممّا أتاح للشّركات تسريع تطوير النّماذج والوكلاء الذّكيّين دون تعقيدات البنية التّحتيّة. وبهٰذه التّحرّكات، أكّدت مايكروسوفت أنّها لا تنافس فقط؛ بل تعيد تعريف مشهد الذّكاء الاصطناعيّ عالميّاً.
منصة Azure AI Foundry لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي
في عام 2025 أعلنت مايكروسوفت عن تعزيز Azure AI Foundry، المنصّة الّتي جمعت أدوات تطوير الوكلاء ضمن بيئةٍ واحدةٍ، بعدما تحوّلت أعمال AI في Azure إلى أسرع قطاع نموٍّ داخل الشّركة (+31%). ولم تكتف الشّركة بإضافة SDK موحّدٍ وتكاملاتٍ جديدةٍ، بل قدّمت كذٰلك إمكانيّة تشغيل الوكلاء على Azure Kubernetes Service (AKS)، ممّا يسمح بتوسيع النّماذج بمرونةٍ أكبر. كما أضافت دعماً رسميّاً لنماذج مثل Llama 3.1 وPhi-3 وGrok 3 عبر Model Catalog، وفعّلت التّكامل مع Sora في توليد الفيديو بعدما أنشئت نسخةٌ خاصّةٌ من Sora مهيّأةٌ لبيئات المؤسّسات. وبهٰذه المنصّة، استطاعت الشّركات أن تبني أنظمة ذكاء اصطناعيٍّ متكاملةً بسرعةٍ يصل متوسّطها إلى 40% أقلّ من الوقت المعتاد مقارنةً بالحلول التّقليديّة. [1]
أداة Microsoft 365 Copilot: الذكاء الاصطناعي في قلب بيئة العمل
وفي 2025 حصل Copilot على تطويراتٍ جعلته المحور الأساسيّ للعمل المكتبيّ، خصوصاً بعدما أعلنت مايكروسوفت أنّ عدد الشّركات الّتي اعتمدته تجاوز 60 ألف مؤسّسةٍ خلال ستّة أشهرٍ فقط. وأصبح Copilot Chat جزءاً من Word وExcel وPowerPoint وOutlook وOneNote، بينما أضيف "Agent Mode" الّذي يتيح للوكلاء تحليل البيانات وكتابة المستندات وتنفيذ سلاسل مهامٍّ كاملةٍ تلقائيّاً. كما دمجت الشّركة Copilot مع "Microsoft Graph" ليصل الوكلاء إلى البيانات التّنظيميّة (اجتماعاتٌ، ملفّاتٌ، بريدٌ…) ضمن أذوناتٍ مؤمّنةٍ. أمّا النّسخة الجديدة المخصّصة للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة -Microsoft 365 Copilot Business- فقد قدّمت لتسدّ فجوة التّكلفة، لتصبح أداةً إنتاجيّةً تعتمدها المؤسّسات الّتي يتراوح عدد موظّفيها بين 5 و300 موظّفٍ. ووفق تقريرٍ رسميٍّ، أسهم Copilot في تقليل زمن إنجاز المهامّ اليوميّة بنسبة 29% وزيادة جودة الكتابة بـ18%. [2]
Copilot Studio: منصة تصميم ونشر وكلاء ذكية
وفي السّياق نفسه، عزّزت مايكروسوفت Copilot Studio بتحديثاتٍ واسعةٍ، إذ أضافت الشّركة "Composite AI Agents"، وكلاء قادرين على تنفيذ مهامٍّ معتمدةٍ على عدّة مصادر بياناتٍ داخل بيئة العمل. كما فعّلت الشّركة قدرات اختبار الوكلاء تلقائيّاً (automated agent evaluation)، واعتمدت طبقةً جديدةً من الحوكمة تسمح للمديرين بتحديد الأدوار والصّلاحيّات بدقّةٍ داخل المؤسّسة. وأضافت الشّركة أيضاً تكاملاً مباشراً مع Dynamics 365 وPower Platform، ممّا مكّن الشّركات من بناء وكلاء يقومون بمعالجة التّذاكر، وتشغيل مهامّ CRM، ودعم فرق المبيعات، وغيرها. ووفق إحصاءات Microsoft Power Platform، فقد خفّضت المؤسّسات زمن تطوير تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ بنسبة 45% باستخدام Copilot Studio مقارنةً بالأسلوب البرمجيّ التّقليديّ.
فئة Copilot+ PCs: حواسيب Windows 11 المدعومة بالذكاء الاصطناعي
ودفعت مايكروسوفت Windows 11 إلى مستوى جديدٍ من الذّكاء عبر فئة Copilot+ PCs، وهي حواسيب تعتمد على معالجات Qualcomm Snapdragon X Elite وX Plus وشرائح NPU بقوّةٍ تصل إلى 45 TOPS، ما يجعلها من أقوى الأجهزة في تشغيل مهامّ الذّكاء الاصطناعيّ محلّيّاً. كما دمجت الشّركة ميزة Recall المعاد تصميمها، وميزة البحث الذّكيّ في النّظام الّتي تعتمد على فهمٍ سياقيٍّ للملفّات والمجلّدات، ممّا يتيح للمستخدم العثور على المعلومات عبر لغةٍ طبيعيّةٍ لا تتطلّب معرفةً بأسماء الملفّات. ووفق اختبارات Microsoft، تؤدّي Copilot+ PCs مهامّ AI محلّيّةً أسرع بـ20 مرّةً من الجيل السّابق، وتستهلك طاقةً أقلّ بـ30% أثناء العمليّات المكثّفة. وبذٰلك أصبح Windows 11 يتقدّم خطوةً نحو نظام تشغيلٍ يعتمد على الذّكاء كجزءٍ طبيعيٍّ من التّجربة اليوميّة.
منصة Agent 365 لإدارة الوكلاء الذكيين
وخلال Microsoft Ignite 2025 أعلنت مايكروسوفت Agent 365 كمنصّة تحكّمٍ مركزيّةٍ لإدارة الوكلاء الذّكيّين، بعدما أصبح لدى المؤسّسات آلاف الوكلاء الّذين يعملون عبر البريد، والمستندات، والأمن، والأنظمة الدّاخليّة. وتسمح المنصّة بتحديد مستوى الوصول والصّلاحيّات، وتتبّع أداء الوكلاء، وربطهم بمنظومة Microsoft Graph وAzure AI.
كما دعمت Agent 365 خاصّيّة "Cross-Agent Coordination"، وهي ميزةٌ تنسّق مهامّ الوكلاء عبر التّطبيقات المختلفة، بحيث يعمل وكلاء Outlook مع وكلاء Excel أو Teams لإنجاز عمليّاتٍ كاملةٍ دون تدخّلٍ بشريٍّ. وأكّدت الشّركة أنّ المنصّة تمثّل الأساس لانتقال مايكروسوفت نحو عصر الوكلاء الذّكيّين (Agentic AI)، حيث يصبح الذّكاء الاصطناعيّ جزءاً من البنية التّشغيليّة وليس مجرّد ميزةٍ إضافيّةٍ.
الخاتمة
مثّل عام 2025 نقطة تحوّلٍ غير مسبوقةٍ في مسيرة مايكروسوفت، إذ قادتها استثمارات السّحابة الضّخمة، وتوسّع Azure، وتطوير Copilot، وبناء منظومات AI Agent إلى مرحلة التّفوّق العالميّ. وبينما أثبتت الشّركة قدرتها على قيادة قطاع الذّكاء الاصطناعيّ السّحابيّ بإطلاق منصّات Azure AI Foundry وAgent 365 وتطوير Copilot Studio، فقد وضعت أساساً مستداماً لمرحلةٍ ستعتمد فيها المؤسّسات على الذّكاء الاصطناعيّ كطبقة تشغيلٍ أساسيّةٍ. ومن المرجّح أن يشهد العالم نموّاً أكبر في السّنوات المقبلة، لكنّ عام 2025 سيظلّ علامةً فارقةً باعتباره العام الّذي نقلت فيه مايكروسوفت الذّكاء الاصطناعيّ من كونه ميزةً إلى كونه بنيةً تحتيّةً عالميّةً.
-
الأسئلة الشائعة
- ما السبب الحقيقي وراء استثمار مايكروسوفت الضخم في مراكز بيانات Azure خلال 2025؟ دفعت مايكروسوفت استثماراتها لأن الطلب العالمي على الذكاء الاصطناعي ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تحتاج النماذج الحديثة إلى طاقة معالجة وذاكرة هائلة لا يمكن تلبيتها عبر بنى تقليدية. كما ركزت الشركة على ضمان سيادتها في سوق السحابة أمام منافسين مثل Amazon وGoogle، لذلك وسعت سعات GPU وNPU داخل مراكز البيانات لتسمح بتشغيل نماذج أكبر، وتقديم خدمات أسرع للشركات، وتقليل كلفة التشغيل عبر بنية موحدة
- كيف يغير Copilot طريقة العمل داخل المؤسسات بشكل فعلي وليس نظرياً؟ يغير Copilot أسلوب العمل عبر تولي المهام المتكررة بالكامل، مثل تلخيص الاجتماعات، إعداد تقارير أسبوعية، تحليل جداول مالية، أو كتابة المحتوى الأولي. ومع دمجه في Microsoft Graph، يستطيع الوصول إلى بيانات المؤسسة وإنشاء ارتباطات ومعالجة معلومات لا يمكن للموظف جمعها بهذه السرعة