الرئيسية الريادة الشركات الصغيرة لم تعد كذلك.. خطط وطموح للعمل خارج الحدود

الشركات الصغيرة لم تعد كذلك.. خطط وطموح للعمل خارج الحدود

تخطط الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة، لبدء مرحلة جديدة من العمل، لتنتقل من مرحلة البقاء إلى مرحلة النمو

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تتطلّعُ الشّركاتُ الصّغيرةُ والمتوسّطةُ، للعملِ خارج حدودِ البلدانِ التي تتواجدُ فيها، وتعطي أولويّةً كبيرةً لهذا الطّموحِ، وفقَ ما جاءَ في الإصدارِ السّابعِ من دراسةِ العودةِ العالميّةِ إلى الأعمالِ، التي أعدّتها Visa.

ومن اللّافتِ أن الشّركاتِ الأميركيّةِ، ليست وحدها من تضعُ النّمو العالميّ في الاعتبارِ، حيثُ إن الدّراسةَ تناولت الشّركاتِ الصّغيرةِ والمتوسّطة إضافة إلى المستهلكين، في 10 أسواق دوليّة، هي: الإمارات العربية المتحدّة، أستراليا، والبرازيل، وكندا، وألمانيا، وهونج كونج، وأيرلندا، ونيوزيلندا، وسنغافورة، والولايات المتحدة.

التّحرك العالميّ الجديد خارج الحدودِ، يبدو أنّه يعتمدُ بشكلٍ جزئيٍّ على تبّني روّادِ الأعمالِ تقنياتٍ جديدةٍ، مثل: حلول الدّفعِ الرّقميّة كالمعاملاتِ غير النّقديّة، وهو أمرٌ مهمٌّ بشكلٍ كبيرٍ، إذ إنّ الاستطلاعَ يكشفُ عن نسبةِ 55% من المستهلكين، الذين يتوقّعون زيادةَ استخدامهم للمدفوعاتِ الرّقميّة خلال العامِ الجاري.

تقولُ الرّئيسُ العالميُّ لمبيعاتِ التّجارِ والاستحواذ في Visa، جيني موندي، إنّه وعلى الرّغم من جائحةِ كوفيد 19، التي أوقفت خططَ النّمو للعديدِ من الشّركاتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ سابقاً، إلّا أنّ عدداً لا بأسَ به من روّادِ الأعمالِ عادوا للعملِ اليوم.

ترى موندي، أنّ العالمَ يشهدُ اليوم تحوّلاً كبيراً في عقليّةِ الشّركاتِ الصّغيرةِ، الّتي لم يعد طموحها مقتصراً على البقاءِ والاستمرارِ، وبات مالكوها يعملون على خططِ النّمو. وتضيفُ أن الشركات الصغيرة والمتوسطة، تقوم حالياً بتسخيرِ قوّة المدفوعاتِ الرّقميّةِ، بهدفِ تحسينِ الكفاءة والوصول إلى عملاءٍ ومستفيدين جُددٍ، وتحقيقِ الازدهارِ المطلوبِ.

وفي السّابقِ كانت الشّركاتُ الكبيرةُ وحدها من تستطيعُ التّوسعَ والوصولَ إلى عملاءٍ في جميعِ أنحاءِ البلادِ، أو من حول العالم، لكن اليوم باتت الشّركاتُ الصّغيرةُ قادرةً أن تعملَ بذاتِ العقليّة وبدون وجودِ أيّ حدودٍ تقريباً.

شاهد أيضاً: توظّف الشركات الصغيرة المزيد في الخارج، إليك كيف تجتذب المواهب

نتائج استطلاع دراسة العودة العالمية

توضّحُ نتائجُ الاستطلاعِ مدى رغبةِ وقدرةِ عددٍ من الشّركاتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ لتغييرِ عقليتها عبر عدّةِ أمورٍ أساسيّةٍ:

الاستعداد لاستكشاف العالم

يقول 79% من أصحابِ الأعمالِ الذين شاركوا في الاستطلاعِ، إنهم يركّزون استراتيجيّاتِ النّمو الخاصّةِ بهم، على التّوسعِ في مناطق جغرافيّة جديدة. بينما يبدو أن تجار التجزئة الصّغار سواء داخل المتاجرِ أو عبر الإنترنتِ، أكثر طموحاً، حيث يؤكّد 90% منهم، أنّهم يعتبرون المبيعاتِ عبرَ الحدودِ فرصةً كبيرةً للنّمو.

وبحسبِ الاستطلاعِ، فإنّ 72% من المستهلكين، يؤكّدون أنّهم مرتاحون لإجراءِ عمليّاتِ شراءٍ عالميّةٍ، في حين أن بعضَ المستهلكين المترددين بخصوصِ موضوعِ التسوّقِ خارج الحدودِ، قالوا إنّهم قد يغيرون رأيهم، تبعاً لعدة أمور تهمهم، إذ أكد 50% منهم أنّهم سيغيّرون رأيهم بحالِ حمايةِ البطاقةِ، و43% في حالِ وجودِ مراجعاتٍ إيجابيّةٍ، بينما 34% منهم أكدّوا تغييرَ آرائهم في حالِ وجودِ ضماناتِ الشّحنِ.

خطة غير نقدية

كلُّ الشّركاتِ الصّغيرةِ الّتي شاركت بالدّراسةِ، تقول إنّ طموحها يتجسّدُ في خطّةِ الذّهابِ غير النّقديّةِ، ويقول 95% من رواد الأعمال، إنّهم يعملون على التّحولِ إلى التّعاملاتِ النّقديّةِ يوماً ما، بينما تقول 35% من الشّركاتِ إنّها تقبلُ أشكالاً جديدةً للدّفعِ بهدفِ الوصولِ إلى عملاء جدد، في حين تُخطّط 51% من الشّركاتِ إلى التّحولِ للتّعاملِ غير النّقديّ، خلال العامين القادمين عبر قبول استخدامِ طرقِ الدّفعِ عبر الهاتفِ المحمولِ.

التسويق والوصول إلى عملاء جدد

يُخطّطُ أصحابُ الأعمالِ الذين شاركوا في الدّراسةِ، للوصولِ إلى عملاء جدد، عبر زيادةِ تواجدهم على وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ بنسبةِ 44% منهم، بينما يعوّل 41% منهم على الأمرِ عبر تقديمِ منتجاتٍ أو خدماتٍ جديدةٍ، في حين 40% منهم يخطّطون للوصولِ إلى الهدفِ عبر الاستثمارِ بشكلٍ أكبر في التّسويقِ.

العقلية الجديدة للمستهلك

فهمُ عقليّةِ المستهلكِ الحاليّة أمرٌ بالغُ الأهميّةُ، بغضِّ النّظرِ عن هويّةِ العملاءِ أو مكانِ تواجدهم، هذا ما يجبُ أن يدركه روّادُ الأعمالِ جيداً. ويُقول 82% من المتسوّقين إنّهم استخدموا المدفوعات الرقمية بنحو 58% من عمليّاتِ تسوّقهم، بينما يُخطّط 55% من المستهلكين لزيادةِ استخدامِ أدواتِ الدّفعِ الرّقميّةِ، و40% منهم يريدون التّحولَ للدّفعِ غير النّقديّ. إضافة إلى ما سبق، فإنّ 59% من المستهلكين تخلوّا عن عربةِ التّسوق حين أدركوا أنّ المدفوعاتِ الرّقميّة غير متاحة.

لا يجبُ تجاهل الاستدامة، الّتي تعتبرُ أحد عواملِ الدّفعِ بمبيعاتِ العملاء، إذ يقولُ 68% من المستهلكين، إنّ ممارسةَ الشّركةِ للاستدامةِ، تؤثّر على قرارهم بشأنِ الشّراءِ منها، في حين يؤكّد 77% أنّهم مستعدّون للدّفعِ أكثرَ مقابل المنتجاتِ والخدماتِ المستدامةِ. فالعملُ خارج الحدودِ لا يبدو أنّهُ سيؤثّرُ على العملِ محليّاً، إذ إنّ كثيراً من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاعُ أكّدوا أنّهم يريدون استثمارَ وقتهم وأموالهم محليّاً.

شاهد أيضاً: 5 خطوات ضرورية لكل ريادي يسعى لتحقيق الاستدامة في الإمارات

وقال 49% منهم إنّهم سيدعمون اقتصادهم المحليّ، ويتسوّقون من الشّركاتِ المحليّةِ بشكلٍ أكبر خلال العامِ القادمِ، و44% منهم أكّدوا أنّهم يخططون لإجراءِ اتّصالاتٍ شخصيّةٍ في مجتمعاتهم.

وفي حالِ كُنتَ تمتلكُ متجراً للبيعِ بالتّجزئةِ، ينبغي عليكَ إدراك أنّ 57% من المستهلكين يتوقّعون منكَ قبولَ البطاقاتِ غير التّلامسيّةِ، و49% يتوقّعون منكَ وجودَ تطبيقاتِ الدّفع عبر الهاتفِ المحمولِ.

اللّافتُ في الدّراسةِ، هو ما توصّلت إليه، فالعملاء المحليّون يقدمون الإكرامياتِ بشكلٍ أكبر بحالِ المدفوعاتِ الرّقميّةِ، وقال 77% من المستهلكين، إنّهم لاحظوا أنّ المتاجرَ تقبلُ وتشجّعُ استخدامَ المدفوعاتِ الرّقميّةِ للحصولِ على الإكرامياتِ، بينما شعر 43% بمزيدٍ من الضّغطِ لمنحِ الإكراميّاتِ.

الذكار الاصطناعي

إلى جانبِ حلولِ الدّفع الرّقميّةِ، فإنّ 91% من الشّركاتِ الصّغيرةِ تُخطّط لاستخدامِ خدماتِ الأتمتةِ والذكاء الاصطناعي خلال العامِ القادمِ، بهدفِ رفع مستوى أعمالها ضدّ المنافسين.

لكن معظم أصحاب الأعمالِ في الاستطلاعِ، قالوا إنّهم يخافون من اعتمادِ حلولٍ تقنيةٍ جديدةٍ، بنسبةِ 67% منهم، بينما قال 33% من المشمولين بالاستطلاعِ، إنّهم يثقون تماماً من قدرتهم في تطويرِ أعمالهم، ومواكبة التّغيّراتِ التّكنولوجيّةِ، وتفضيلاتِ المستهلكين.

شاهد أيضاً: 7 مفاتيح للحصول على أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي

67% من الشّركاتِ الصّغيرة، قالت إنّها تشعرُ بالقلقِ إزاء الهجماتِ الإلكترونيّةِ، وقال أصحابُ تلك الشّركات إنّهم لا يعتقدون بأنّ شركاتهم يُمكن أن تتعافى بشكلٍ كاملٍ في حالِ تعرضّت لهجومٍ إلكترونيٍّ.

يبدو أن الشّركاتِ الصّغيرةِ والمتوسطةِ تنتقلِ إلى مستوى جديدٍ مختلفٍ كليّاً، حتّى عن مفهومها الأساسيّ، وهذا يدلُّ على ضرورةِ تغييرِ الكثيرِ من الأساليبِ والأدواتِ وحتّى المفاهيم، لتواكبَ العصرَ التّكنولوجيّ الجديدَ، الذي قد يتيحُ لكثيرٍ من روّادِ الأعمالِ الوصولَ إلى شريحةٍ أكبر من حدودِ الجغرافيا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: