الرئيسية الاستدامة 5 خطوات ضرورية لكل ريادي يسعى لتحقيق الاستدامة في الإمارات

5 خطوات ضرورية لكل ريادي يسعى لتحقيق الاستدامة في الإمارات

خطة عملية لتحقيق الاستدامة، بالتركيز على التّخطيط الاستراتيجي، إدارة الموارد بكفاءة، وبناء شراكاتٍ مُثمرة.

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في عالمٍ يتميّز بسرعة التغيّر وتعدّد التحديّات، من التّحولات المناخية إلى الأزمات الاقتصادية، تتحوّل مفاهيم الاستدامة من مجرّد خططٍ نظريّة إلى إطار عملٍ استراتيجي وضرورةٍ قصوى. في هذا السّياق، يصبح دور القادة والرياديين عاملًا حاسمًا في تحقيق أهداف الاستدامة التّي تتجاوز الزّمان والمكان.

يهدف هذا المقال إلى تقديم مجموعةٍ من الدّروس الاستراتيجية الضرورية التي يمكن لأي قائد تنفيذها، مع التأكيد على أن هذه النصائح تحقق أعظم فائدة للقادة الإماراتيين، نظرًا للبيئة الفريدة والتحديات الخاصة التي تواجهها الإمارات. دروس تمّ تجميعها في خمس خطواتٍ تساعد روّاد الأعمال لتحقيق الاستدامة، من خلال التركيز على التّخطيط الاستراتيجي، إدارة الموارد بكفاءة، وبناء شراكاتٍ مُثمرة.

في هذا الإطار، يصبح النقاش حول الاستدامة والقيادة أكثر أهمية، خصوصًا في الإمارات، التي تُعتبر محورًا للابتكار والتطوير. ولكن، وبغض النظر عن السياق الجغرافي، تبقى هذه الدروس عاملًا مشتركًا يمكن لأي قائد في أي مكان الاستفادة منه لتحقيق رؤى استدامة تُسهم في النمو المستدام والرفاه العام.

1. التّفاعل وصياغة حالة عملٍ استراتيجيّة للاستدامة

في معترك الأعمال الحديث، حيث يتقاطع الابتكار مع التحديّات المتجدّدة، يُعد التفاعل الفعّال مع مفهوم الاستدامة محورًا حيويًا للنجاح. هذه الخطوة الأولية ليست مجرد محطة عابرة في رحلة الاستدامة، بل هي الأساس الذي يُحدد مسار الشركة نحو مستقبل مُستدام ومُزهر. في هذا السياق، يُصبح من الضروري الإشارة إلى الديناميات المُعقدة بين التنافسية والاستدامة، وهما مُتغيران يُعتبران في الفهم التقليدي لهما كأنهما يتعارضان.

لكن الحقيقة تُظهر صورة مُختلفة. حالة العمل الاستراتيجية للأستدامة تُركز على تحليل وتفسير التفاعلات المُعقدة بين مبادرات الاستدامة والفوائد التجارية، سواء كان ذلك من خلال تحقيق قيمة مُضافة أو من خلال التقليل من المخاطر. هذا يعني أن الشركات يجب عليها أن تُعيد النظر في العلاقة الجوهرية بين الاستدامة والقوة التنافسية، وكيف يُمكن للأولى أن تُعزز من الثانية.

في هذا الإطار، يُصبح من الأهمية بمكان الإجابة على أسئلة استراتيجية تُسهم في توضيح الرؤية، مثل: "ما هي التداولات والتحديات التي قد تواجه الشركة في حالة تجاهل الممارسات المُستدامة؟" و"كيف يُمكن للتوجه الاستدامي أن يُحدث تحولًا في سلوك المستهلك وقراراته؟". الإجابة على هذه الأسئلة تُمنح الشركات فهمًا عميقًا يُمكنهم من خلاله تحقيق استدامة تُعزز من قوتها التنافسية وتُسهم في تحقيق رؤاها الطويلة الأمد.

2. استشراف المستقبل وتحديد الأولويات بين المخاطر والفرص

في عالم الأعمال المعاصر، حيث يتقاطع الطموح مع التحديات المتجددة، يُعد استشراف المستقبل وتحديد الأولويات بين المخاطر والفرص عنصرًا أساسيًا لتحقيق الاستدامة. هذه الخطوة ليست مجرد تقييم سطحي للمتغيرات المحيطة، بل هي عملية استراتيجية تتطلب تحليلًا عميقًا للأسواق المتعددة والتي تُعتبر محورًا لأنشطة الشركة.

كل صناعة تواجه تحدياتًا وفرصًا خاصة بها في مجال الاستدامة، وهذه التحديات والفرص تتغير باختلاف الأسواق التي تعتمد عليها الشركة في استخراج موادها الأولية، وإنتاج وتسويق منتجاتها. لضمان نجاح هذه العملية، يجب على الشركات أن تُولي اهتمامًا خاصًا لفهم ديناميات وتشريعات البلدان المستهدفة، وكذلك للأنشطة المباشرة وغير المباشرة على طول سلسلة التوريد.

إضافةً إلى ذلك، فإن هذه الخطوة تُعتبر حجر الزاوية في جذب المستثمرين وتعزيز الأداء المالي للشركة. وفي هذا السياق، يُصبح الاعتماد على الأطُر العالمية، مثل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومبادرة الأهداف المبنية على العلم، أمرًا ضروريًا لتحديد الأهداف والتواصل بشأن التقدم بلغة موحدة ومعترف بها على الساحة الدولية.

3. فحص الأثر وتقييم الأداء: مراقبة النتائج وتحليلها لتحقيق التفوق الاستدامي

بمجرد الانتهاء من تحديد الأولويات وإعداد الخطط، ينبغي الانتقال إلى مرحلة جديدة تتمثل في فحص الأثر وتقييم الأداء. في هذا الجانب، يتعين على الشركات العمل على تحديد مجموعة من المؤشرات الدقيقة التي ستُرشد إلى فهم أثر الأنشطة على البيئة والمجتمع. هذه المؤشرات يمكن أن تتنوع لتشمل معايير متعددة، منها معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة، ومستويات استهلاك المياه، ومعايير التنوع والشمول الاجتماعي، وحتى مبادئ الحوكمة الرشيدة.

الهدف من هذا الفحص ليس مجرد تقييم الأداء، بل يمتد لتحديد المجالات التي قد تستدعي تدخلات تحسينية. لذلك، يُعتبر الاستعانة بأدوات وأطُر قياسية معترف بها على الصعيد العالمي من العناصر الحاسمة لضمان الشفافية والدقة في التقارير، وبالتالي، تعزيز الثقة بين الشركة وجميع أطرافها المعنية، من مستثمرين وعملاء وشركاء.

في هذا الإطار، يُصبح القياس والتقييم عملية مستمرة وديناميكية تُسهم في تحقيق التفوق الاستدامي، وتُعزز من قدرة الشركة على التكيف مع التحديات المستقبلية واستغلال الفرص بمرونة وفعالية.

4. الاتصال الاستراتيجي والمشاركة المُثمرة: تفعيل الحوار مع أصحاب المصلحة

بمجرد الانتهاء من تحديد الأهداف الاستدامية والتأكد من تحقيق معايير الأداء، يتحول الأمر إلى مرحلة الاتصال الاستراتيجي والمشاركة المُثمرة مع جميع أصحاب المصلحة. في هذا السياق، يُصبح الاتصال ليس فقط وسيلة لنقل المعلومات، بل يتحول إلى عملية تفاعلية تُعزز من الثقة وتُقوي العلاقات.

الشفافية هي مفتاح النجاح في هذه المرحلة، حيث يجب الكشف بوضوح عن الإنجازات والتحديات التي تواجه الشركة في مسيرتها نحو الاستدامة. يُفضل استخدام مجموعة متنوعة من قنوات الاتصال، بدءًا من التقارير السنوية الشاملة، مرورًا بالمنصات الاجتماعية الديناميكية، وصولاً إلى الموقع الإلكتروني واللقاءات المباشرة مع المعنيين.

هذا التعدد في وسائل الاتصال يُمكن الشركة من الوصول إلى جمهور أوسع ومن مختلف الشرائح، مما يُعزز من الثقة ويُقوي العلاقات مع المجتمع وأصحاب المصلحة. وفي هذا الإطار، يُصبح الاتصال أداة استراتيجية لا غنى عنها لتحقيق الأهداف الطويلة الأمد للشركة في مجال الاستدامة.

الاستدامة كمسارٍ متجدّد: التقييم الدّوري والتطوير المستمر

في عالم الأعمال، يُعتبر الاستقرار مفهومًا مُضللًا، والتطوير المستمر هو القاعدة الثابتة التي يجب أن تُعتمد. الاستدامة ليست استراتيجية ثابتة يُمكن تطبيقها مرة واحدة والاعتماد عليها للأبد. بل هي عملية متجددة تتطلب مراجعة دورية وتحليل عميق للأثر الذي تُحققه الشركة على مُختلف الأصعدة: البيئية، والاجتماعية، والاقتصادية.

يتطلب هذا النهج الديناميكي إجراء تقييمات دورية تُركز على مجموعة مُتنوعة من المؤشرات والمعايير، مثل مُعدلات انبعاثات الكربون، واستهلاك المياه، والتنوع الثقافي داخل الشركة، ومُعايير الحوكمة الرشيدة. هذا التقييم يُمكنه من تحديد المجالات التي تحقق تقدمًا جيدًا، وكذلك تلك التي تحتاج إلى تدخل وتحسين.

وفي هذا السياق، يُصبح التطوير المستمر ليس فقط واجبًا إداريًا، بل فرصة استراتيجية للابتكار والتفوق. يُفضل في هذه الخطوة الاستفادة من الأطُر والمعايير العالمية، مثل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لضمان التواصل بلغة عالمية وتحقيق شفافية عالية في التقارير والمُراجعات.

هذه الخطوات تُشكّل إطارًا عامًا يُمكن لأي شركة، سواءً كانت في الإمارات أو في أي مكان آخر في العالم، الاستفادة منه لتطوير ممارساتها الاستدامية وتحقيق رؤاها الطويلة الأمد التي تُراعي متطلبات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: