الرئيسية الاستدامة الاقتصاد الأخضر في الإمارات: حين تلتقي الرؤية بالاستثمار

الاقتصاد الأخضر في الإمارات: حين تلتقي الرؤية بالاستثمار

من المزارع الشّمسيّة والمفاعلات النّوويّة إلى الصّكوك الخضراء وتأشيرة الإقامة الزرقاء، ترسم الإمارات ملامح اقتصادٍ مستدامٍ حقيقيٍّ يوازن بين النّموّ البيئيّ والرّبحيّة الاقتصاديّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

لا يبدو أنّ الاتّجاه إلى الاقتصاد الأخضر في الإمارات مجرّد شعاراتٍ زائفةٍ أو حتّى خططٍ طموحةٍ، بل هي رؤيةٌ استراتيجيّةٌ قويّةٌ بدأت تظهر في الكثير من المجالات على أرض الواقع. فحين تعهّدت دولة الإمارات العربيّة المتّحدة بالوصول إلى الحياد الكربونيّ بحلول عام 2050، عدّها كثرٌ لفتةً مناخيّةً جريئةً من دولةٍ مصدّرةٍ للنّفط. أمّا اليوم، فالأرقام تروي قصّةً أوسع، فنجد أنّ هناك مزارع شمسيّةً بقدراتٍ تقاس بالغيغاوات، وصكوكاً خضراء بمليارات الدّولارات، ومجلس اقتصادٍ دائريٍّ يُعيد كتابة قواعد استخدام الموارد.

من مجمّع محمد بن راشد للطّاقة الشّمسيّة في دبي إلى محطّة تحويل النّفايات إلى طاقةٍ في الشّارقة، صارت الاستدامة ركيزةً مربحةً في تنافسيّة الدّولة، تكشف هٰذه المقالة عن السّياسات والمشاريع وفرص السّوق الّتي تجعل من الإمارات مختبراً عالميّاً للاقتصاد الأخضر. [1]

تعريف الاقتصاد الأخضر في سياق الإمارات

يعرّف برنامج الأمم المتّحدة للبيئة الاقتصاد الأخضر بأنّه اقتصادٌ يحسّن رفاه الإنسان والعدالة الاجتماعيّة، ويقلّل إلى حدٍّ كبيرٍ من المخاطر البيئيّة. وتجسّد الإمارات هٰذا المفهوم في أجندتها الخضراء 2015-2030، مستهدفةً رفع النّاتج المحلّيّ الإجماليّ بنسبةٍ تتراوح بين 4-5‎‎‏%، وتحقيق ما يصل إلى 25 مليار درهمٍ من صادرات الصّناعات النّظيفة غير النّفطيّة.

الإطار السياسي المحرك للانتقال

يتضمّن الإطار السّياسيّ المحرّك للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر في الإمارات المنعطفات التّالية:

المنعطف

الهدف الرّئيس

الوضع الرّاهن

استراتيجية الصفر الصافي 2050

حيادٌ كربونيٌّ شاملٌ بحلول 2050

خارطة طريقٍ اتّحاديّة أُطلقت 2024

استراتيجية الطّاقة  2050

مزيجٌ كهربائيٌّ نظيفٌ بنسبة 50‏%

5 غيغاوات شمسيّةٌ قيد التّشغيل

استراتيجية الهيدروجين 2031

الصّدارة عالميّاً في الهيدروجين منخفض الانبعاثات

محطّاتٌ تجريبيةٌ تعمل فعليّاً

سياسة الاقتصاد الدّائريّ 2021-2031

"صفر نفاياتٍ" على مستوى الاقتصاد

إعادة تفعيل المجلس  2024

تأشيرة الإقامة الزّرقاء 2025

إقامةٌ لعشر سنواتٍ لخبراء الاستدامة

فتح باب الطّلبات في مايو 2025

 

تطلق هذه الاستراتيجيّات المتداخلة إشارات طلبٍ قويّةً للمستثمرين والشركات الناشئة والمتعدّدة الجنسيّات الراغبة في توسيع تقنيّات خفض الكربون في المنطقة.  [2]

مشروعات الطاقة المتجددة العمالقة: شمس ورمال وحجم

تتهيّأ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة لعرض رؤيتها الخضراء الطّموحة في قمّة المناخ "كوب 28" (COP28) الّتي تنطلق في 30 نوفمبر بدبي، حيث تبرز إنجازاتها في خفض الدّعم الموجّه للوقود الأحفوريّ، والقضاء على حرق الغاز المصاحب، وحشد استثماراتٍ عامّةً وخاصّةً بمليارات الدّولارات لإقامة محطّاتٍ كبرى للطّاقة النّظيفة والمتجدّدة، ومصانع تحلية مياهٍ بتقنيّة التّناضح العكسيّ، ومشروعات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS). [3]

تهدف تلك المشروعات إلى خفض الانبعاثات الضّارّة، ولا سيما ثاني أكسيد الكربون، وموازنة الأثر البيئيّ لصناعة النّفط، مع السّير قدماً نحو الوفاء بالمساهمات الوطنيّة المحدّدة لاتّفاق باريس، وأجندة تنويع الطّاقة الّتي أطلقت عام 2017، والوصول إلى صفر انبعاثاتٍ بحلول 2050.

مشروعات تدعم الاقتصاد الأخضر في الإمارات

ومن أهمّ المشروعات العمالقة الّتي تدعم خطّة الاقتصاد الأخضر للإمارات:

محطة براكة النووية

يعمل ثلاثةٌ من المفاعلات الأربعة في مشروع "براكة" النّوويّ البالغة كلفته 29 مليار دولارٍ، والقريب من حدود المملكة العربية السعودية، ينتج كلّ مفاعلٍ 1400 ميغاواتٍ من الكهرباء. وتسعى الإمارات كذلك إلى تصدير خبرتها النّوويّة بالاستثمار في محطّاتٍ أخرى خارج البلاد.

مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية

يقع أكبر مشروعٍ كهروضوئيٍّ في الدّولة على بعد 50 كيلومتراً من موقع قمّة المناخ. تنتج المراحل الخمس الأولى الموشكة على الاكتمال أكثر من 2.4 غيغاوات، فيما توشك المرحلة الرّابعة، أكبر محطّةٍ هجينةٍ للطّاقة الشّمسيّة المركّزة والكهروضوئيّة عالميّاً، على إنجازها. وقد منح عقد تطوير المرحلة السّادسة بقدرةٍ مخطّطٍ لها 1.8 غيغاوات لعام 2025.

محطتا سويحان والظفرة الشمسيتان

بدأت أوّل محطّةٍ شمسيّةٍ في أبو ظبي بقدرة 935 ميغاوات عملها عام 2019، فيما تستعدّ العاصمة لتدشين محطّة الظّفرة (1.5 غيغاوات) قريباً، بعد تلقّي هيئة مياهٍ وكهرباء الإمارات (Ewec) أقلّ تعرفةٍ عالميّةٍ على الإطلاق، أسوةً بهيئة مياهٍ وكهرباء دبي "ديوا" (DEWA).

منشأة التحلية في تويلة

بطاقةٍ تبلغ 200 مليون غالونٍ إمبراطوريٍّ يوميّاً، تعدّ "تويّلة" أكبر منشأةٍ لتحلية المياه بالتّناضح العكسيّ في العالم. اكتمل نصف القدرة عام 2022، ويخضع النّصف الآخر للمرحلة النّهائيّة من التّشغيل التّجريبيّ. ويعدّ المشروع، أوّل منتجٍ مستقلٍّ للمياه في البلاد، ثمرةً لجهود فصل إنتاج الماء عن الكهرباء لخفض انبعاثات القطاعين.

منشأة الريادة لاحتجاز الكربون

تشغّل كلٌّ من "أدنوك" (ADNOC) و"مصدر" (Masdar) منشأة "الريادة" (Al Reyadah) منذ عام 2016، القادرة على احتجاز 800 ألف طنٍّ من CO₂ سنويّاً. يحقن نحو 240 ألف طنٍّ في خزّانات حقلي رميثة وباب لتعزيز إنتاج النّفط، ممّا يدعم هدف أدنوك بخفض كثافة الكربون 25‏% بحلول 2030 وتحقيق صفر انبعاثاتٍ في 2045. وهو يعدّ أوّل مصنعٍ صناعيٍّ في العالم يحتجز 800 ألف طنٍّ من ثنائيّ أكسيد الكربون سنويّاً، مع خطّةٍ لرفعه إلى 10 ملايين طنٍّ بحلول 2030م، وهو ما يعادل حذف انبعاثات مليوني سيّارةٍ.

مشروع حبشان لاحتجاز الكربون

أرست أدنوك غاز عقداً رئيساً على شركة "بتروفاك" (Petrofac) لتشييد منشأةٍ في مجمّع حبشان بقيمة 615 مليون دولار، لاحتجاز 1.5 مليون طنٍّ من CO₂ سنويّاً بدءاً من 2026، تحقن في خزّاناتٍ عميقةٍ بحقل "باب فار نورث".

شراكة الإنارة العامة

وقعت أبوظبي عقدي شراكةٍ بين القطاعين العامّ والخاصّ (PPP) عامي 2020 و2022 لاستبدال أكثر من 176 ألف مصباح شارعٍ بأخرى. ويتوقّع توفير 264 مليون درهمٍ في المرحلة الأولى، ونحو 200 مليون دولارٍ في المرحلة الثّانية، مع خفض الاستهلاك الكهربائيّ 74‏% خلال امتيازٍ مدّته 12 عامّاً.

مركز البيانات الأخضر

يتقدّم العمل في المرحلة الأولى لمركز بياناتٍ بقدرة 100‎ ميغاوات في مجمّع محمّدٍ بن راشدٍ الشّمسيّ، تشغّله شركة "مورو هب" (Moro Hub) التّابعة لديوا. وسيصبح أكبر مركز بياناتٍ معتمدٍ من فئة "Tier 3" يعمل بالكامل بالطّاقة الشّمسيّة في الشّرق الأوسط وأفريقيا، دعماً لهدف دبي بالحياد الكربونيّ 2050 وخطّة الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.

موقع تجريبي للهيدروجين الأخضر

افتتحت ديوا بالتّعاون مع "إكسبو 2020 دبي" و"سيمنس إنرجي" (Siemens Energy) منشأةً للهيدروجين الأخضر بكلفة 50 مليون درهمٍ عام 2021. يتوقّع أن تنتج المنشأة نحو 20.5 كج من الهيدروجين في السّاعة عند ذروة قدرةٍ تبلغ 1.25 ميجاوات، اعتماداً على طاقة الشّمس نهاراً.

مشروعات الهيدروجين الخضراء الضخمة

قد تصدر دائرة الطّاقة في أبوظبي سياستها للهيدروجين الأخضر قبيل قمّة المناخ، ما يعجّل تنفيذ مشروعاتٍ بقيمةٍ تفوق 12 مليار دولارٍ، مثل:

  • مصنع أمونيا أخضر 150 ميغاوات في الرّويس.
  • منشأة أمونيا خضراء 1 مليار دولارٍ في "كيزاد" Kezad)) بقيادةٍ كوريّةٍ.
  • مشروع الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام للطّيران في "مصدر سيتي".

زيادة مشروعات التنمية الحضرية المستدامة

تشهد الإمارات إطلاق الكثير من مشروعات التّنمية الحضريّة المستدامة، ومنها:

  • مدينة مصدر والّتي تنتقل من فكرةٍ إلى مجتمعٍ حيٍّ، مع إضافة مجمّع "ذا لينك" (Zalink) بمساحة 30000 م² من الاستخدامات المتعدّدة بحلول 2025.
  • نظام استدامة وشهادة اللّؤلؤة والّذي يفرض حدّاً أدنى من لؤلؤةٍ واحدةٍ لكلّ مبنىً جديدٍ في أبوظبي، دافعاً المعماريّين إلى تحسين المياه والطّاقة والنّفايات.
  • مدينة إكسبو دبي والّتي تٌعيد توظيف بنية COP28 لتكون حاضنةً ابتكاريّةً صافية الانبعاثات، مع أجنحةٍ معياريّةٍ تعمل كلّها بالطّاقة المتجدّدة.

بؤر الابتكار: من احتجاز الكربون إلى وقود الطيران المستدام

حقّقت طيران الإمارات (Emirates) أوّل رحلةٍ تجريبيّةٍ بنسبةSAF 0، وأبرمت صفقة توريدٍ بقيمة 300 ألف جالونٍ، وأنشأت صندوق بحثٍ وتطويرٍ بـ200 مليون دولارٍ، ما يرسم دبي كمركزٍ عالميٍّ مرتقبٍ لهٰذا الوقود. كما تجرّب الحافلات العاملة بخلايا الوقود مساراً يربط مدينة إكسبو بمركز دبي، باستخدام هيدروجينٍ أخضر منتجٍ محلّيّاً، لتقليل عوادم الكربون وإبراز سلسلة القيمة الكاملة للهيدروجين.

الاقتصاد الدائريّ وتحويل النفايات إلى طاقة

لم تكتف استراتيجيّة الاقتصاد الأخضر في الإمارات بتقليل الانبعاثات، بل بمحاولة القضاء التّامّ على النّفايات وإعادة تدويرها كالآتي: [4]

  • في الشّارقة، تحوّل المحطّة 300000 طنٍّ من النّفايات البلديّة سنويّاً إلى 30 ميغاواتٍ كهرباء، مقلّصةً الطّمر بنسبة 45‏%.
  • أمّا في دبي، فيعالج مركز "ورسان" يوميًّا 5666 طنًّا، تكفي لإمداد 135 ألف منزلٍ وتغطية نحو 2‏% من احتياجات المدينة الكهربائيّة.
  • يشمل الدّفع السّياسيّ حظراً وطنيّاً لمعظم المنتجات البلاستيكيّة أحاديّة الاستخدام اعتباراً من 2024، إضافةً إلى فرق عملٍ متخصّصةٍ تحت مجلس الاقتصاد الدّائريّ تستهدف هدر الطّعام والنّفايات الإلكترونيّة.

مشروعات أخرى بارزة لدعم الاقتصاد الأخضر في الإمارات

  • نظام بطّاريّاتٍ لتخزين الطّاقة 400 ميجاوات في أبوظبي.
  • عدّة محطّاتٍ جديدةٍ لتحلية مياه البحر بالتّناضح العكسيّ.
  • برامج تحديث المباني العامّة لتحسين كفاءتها، وتوسيع التّبريد المركزيّ، وسياسات المركبات الكهربائيّة.

تلقي هٰذه الإنجازات الضّوء على استدامة البنية التّحتيّة الإماراتيّة فيما تستعدّ الدّولة لاستضافة أهمّ حدثٍ مناخيٍّ في عام 2023.

التمويل الأخضر: حين يلتحم رأس المال بالمناخ

أصبحت الإمارات محطّ أنظار المستثمرين السّاعين إلى توظيف أموالهم في مشاريع مستدامةٍ تدرّ العائد الماليّ وتسهم في حماية الكوكب معاً. في عام 2024، سعّر مصرف دبي الإسلاميّ (Dubai Islamic Bank) صكّاً إسلاميّاً أخضر بقيمة 1 مليار دولارٍ لتمويل مشاريع اجتماعيّةٍ ومتجدّدةٍ. وفي أبريل 2025، طرحت شركة مصدر سنداتٍ خضراء بقيمة 1 مليار دولارٍ؛ فتجاوز الاكتتاب خمسة أضعاف المعروض، ما يبرهن على شهيّة السّوق. أمّا مؤشّر S&P/حوكمة الإمارات للـESG فيوجّه التّدفّقات الماليّة إلى الشّركات الأعلى أداءً استداميّاً في سوق دبي الماليّ. وعلى صعيد الالتزامات البنكيّة، رفع بنك أبوظبي الأوّل (First Abu Dhabi Bank) هدفه إلى 135 مليار دولارٍ في التّمويل المستدام بحلول 2030، أي بزيادةٍ تعادل 80‎% عن مستهدف 2021.

استراتيجيّات تزيد من تعزيز الاقتصاد الأخضر في الإمارات

لتعزيز مكانة الاقتصاد الأخضر في الإمارات، اتّجهت الدّولة إلى استراتيجيّاتٍ شديدة الفاعليّة لضمان تحقيق هدفها، ومن هٰذه الاستراتيجيّات:

منظومة القطاع الخاص والمنشآت الصغيرة والمتوسطة

تستطيع الشّركات النّاشئة، من محطّات شحن المركبات الكهربائيّة إلى مزارع الزّراعة الرّأسيّة، الاستفادة من إعفاءٍ ضريبيٍّ كلّيٍّ على الدّخل المؤهّل داخل المناطق الحرّة، ورخصٍ معجّلةٍ، وتمويلٍ بشروطٍ تفضيليّةٍ لسلاسل الإمداد الخضراء. كما يدير بنك أبوظبي الأوّل و"إتش إس بي سي" (HSBC) برامج مسرّعاتٍ مخصّصةً لروّاد تقنيّات المناخ.

المهارات والوظائف وتأشيرة الإقامة الزرقاء

يقدّر إعلان COP28 أنّ مضاعفة سعة الطّاقة المتجدّدة ثلاث مرّاتٍ قد تنشئ 40 مليون وظيفةٍ خضراء حول العالم بحلول 2030م. وتستعدّ الإمارات لاقتناص هٰذه الفرصة عبر:

  • إطلاق تأشيرة الإقامة الزّرقاء لمدّة 10 سنواتٍ لاستقطاب خبراء الاستدامة
  • تمويل برنامج "مستقبلك في الوظائف الخضراء" بالتّعاون مع "دبي كيرز" (Dubai Cares) و"مركز بان كي مون" (Ban Ki-moon Centre).
  • توسيع تخصّصات الجامعات في الهندسة البيئيّة وإدارة الكربون.

أبرز التحدّيات التي تواجه تطبيق الاقتصاد الأخضر في الإمارات

رغم الجهود العملاقة الّتي تبذلها الإمارات لدعم الاقتصاد الأخضر وإطلاقه في كلّ جوانب الدّولة والاستجابة الرّائعة من المواطنين والمستثمرين، إلّا أنّ هناك مجموعةً من التّحدّيات الّتي تواجهها ومنها: [5]

التحدّي

جوهر المشكلة

لماذا يهمّ؟

مؤشّراتٌ واقعيّة

ندرة المياه واعتماد التّحلية

تستهلك محطّات تحلية مياه البحر (خصوصاً الحراريّة) نحو 10% من إجمالي الطّلب الكهربائيّ.

أيّ ارتفاعٍ في استهلاك الطّاقة يزيد كلفة الماء ويبقي الانبعاثات عالية.

أكثر من 40 محطّة تحلية قيد التّشغيل والتّرخيص.

الفجوة المهاريّة في "وظائف المستقبل"

الطّلب على محلّلي الكربون، ومهندسي البطّاريّات، وفنّيي الهيدروجين ينمو أسرع من مخرجات التّعليم.

قد تبطّئ الفجوة إطلاق المشاريع أو تضاعف كلفة التّوظيف.

تقدّر هيئة الموارد البشريّة حاجة سوق العمل إلى 30 ألف وظيفةٍ خضراء جديدةٍ قبل 2030.

تمويل الابتكار المبكّر

يميل رأس المال المغامر يميل مشاريع الطّاقة الكبرى المتأخّرة، تاركاً فجوةً في تمويل التّجارب والحلول النّاشئة (Scaling valley of death).

يؤخّر تحويل الأفكار المحلّية إلى صناعاتٍ قابلةٍ للتّصدير.

حصّة التّكنولوجيا النّظيفة من إجمالي استثمار رأس المال المغامر في الدّولة أقلّ من 5% عام 2024.

تنسيق السّياسات بين الإمارات

لوائح البناء، ومعايير المركبات الكهربائيّة، وحوافز إعادة التّدوير تختلف بين أبوظبي ودبي والشّارقة وغيرها.

يرفع كلفة الامتثال ويعقّد التوسّع الوطنيّ للشّركات.

أربع جهات تنظيميّة للطّاقة وسبعة أنظمة تصنيفٍ للمباني الخضراء.

هيمنة الهيدروكربونات على الإيرادات

عوائد النّفط والغاز ما تزال مكوّناً جوهريّاً في الميزانيّة الاتحاديّة.

أي تقلّبٍ في أسعار الخام قد يؤثّر في التّمويل العامّ للمبادرات الخضراء طويلة الأجل.

تمثّل إيرادات النّفط 24–30٪ من النّاتج المحليّ الإجماليّ.

تكامل الشّبكات وحماية البيانات

دمج إنتاجٍ موزّعٍ للطّاقة المتجدّدة مع شبكةٍ وطنيّةٍ ذكيّةٍ يتطلّب بروتوكولات سيبرانيّةٍ صارمةٍ.

أي ثغرةٍ قد تسبّب انقطاعاتٍ أو تعرقل ثقة المستثمرين العالميّين.

أعلنت هيئة تنظيم الاتّصالات 134 حادثاً سيبرانيّاً ضدّ مرافق حيويّةٍ في 2024.

غياب تسعيرٍ واضحٍ للكربون

لا يوجد حتّى الآن نظامٌ اتحاديٌّ لسوق ائتمان كربونٍ إلزاميٍّ أو ضريبة كربون.

يقلّل الحافز الماليّ للشّركات لتسريع خفض الانبعاثات ويصعّب مقارنة الجدوى الاقتصاديّة للمشروعات.

مبادرات تجريبيّة فقط في سوق أبوظبي العالميّ (ADGM).

سلسلة التّوريد الخضراء

الاعتماد على استيراد ألواح شمسيّة وبطّاريات من آسيا يجعل التّكاليف عرضةً لرسوم النّقل واضطراب الشّحن.

ارتفاع الكلفة أو تأخّر التّسليم يؤخّر التّشغيل ويضغط على هوامش الأرباح.

ازدادت تكاليف الشّحن البحريّ 350% خلال 2021-2023 قبل أن تتراجع جزئيّاً.

 

كيف تتعامل الإمارات مع هٰذه التحديات؟

رغم تلك التّحدّيات إلّا أنّ النّجاح على أرض الواقع يؤكّد قدرة الإمارات على التّعامل معها عبر مجموعةٍ من الطّرق، ومن أهمّها:

  • توسيع التّحلية بالضّغط الأسموزيّ العكسيّ (RO) والرّبط مع طاقةٍ متجدّدةٍ لخفض استهلاك الكهرباء 40‎% مقارنةً بالتّحلية الحراريّة.
  • تأشيرة الإقامة الزّرقاء وبرامج "مستقبلك الأخضر" لسدّ الفجوة المهاريّة وتوطين الخبرات.
  • منصّة أسواق الكربون الطوعية في سوق أبوظبي العالميّ ودبي الماليّ العالميّ كبوّابةٍ تمهيديّةٍ لتسعير الكربون.
  • صناديق تمويل الابتكار مثل صندوق عنصر بقيمة 1 مليار دولارٍ، لدعم الشّركات النّاشئة في التّقنيّات النّظيفة.
  • استراتيجيّةٌ وطنيّةٌ لصناعة الهيدروجين و30 مليار دولارٍ مخصّصةٌ لمشروعاته بحلول 2031 لتنويع الصّادرات بعيداً عن النّفط.
  • برنامج شهادات المنشأ الخضراء لضمان موثوقيّة سلاسل التّوريد وتقليل المخاطر اللّوجستيّة عبر إنشاء مصانع ألواحٍ شمسيّةٍ محلّيّةٍ في مجمّع خليفة الصّناعيّ.

الآفاق: من توافق COP28 إلى التزامات COP29

أرسى ما يُعرف بـ"توافق الإمارات" في COP28 هدفاً عالميّاً لمضاعفة كفاءة الطّاقة مرّتين وتثليث سعة المتجدّدات بحلول 2030م. ومع توقّع COP29 وضع هدفٍ ماليٍّ جديدٍ، تهيّئ الإمارات نفسها جسراً بين أسواق المال وحلول المناخ.

نصائح عملية للشركات

بالنّسبة للشّركات الّتي ترغب في الاستثمار بمبادرة الاقتصاد الأخضر في الإمارات؛ فيمكنها تطبيق كلٍّ من:

  • مواءمة الأهداف: ارسم انبعاثاتك من النّطاق 1–3 على مسار الحياد الكربونيّ لـ2050.
  • استفد من التّمويل الأخضر: أصدر صكوكاً أو استفد من الصّناديق المرتبطة بمؤشّر ESG في سوق دبي.
  • تبنَّ التّصميم الدّائريّ: أدخل مبادئ "من المهد إلى المهد" تحسّباً لقواعد المسؤوليّة الموسّعة للمنتج.
  • استثمر في المواهب: أطلق برامج تدريبٍ داخليٍّ تطابق متطلّبات "التّأشيرة الزّرقاء" لضمان تدفّق الكفاءات الخضراء.

الاقتصاد الأخضر في الإمارات: ربح وكوكب في محفظة واحدة

تبرهن الإمارات أنّ الطّموح المناخيّ يمكنه أن يسير جنباً إلى جنبٍ مع الطّموح التّجاريّ؛ فبمزج السّياسات الرّؤيويّة مع مشاريع قياسيّة الحجم وأدواتٍ ماليّةٍ مبتكرةٍ، تُظهر منظومة الاقتصاد الأخضر في الدّولة كيف يُمكن لعوائد الهيدروكربونات الخليجيّة أن تموّل مستقبلاً ما بعد الكربون، تغذّيه الألواح الشّمسيّة والسّندات الخضراء ومرافق الهيدروجين، فيزداد به النّموّ الإجماليّ وينخفض العبء الكربونيّ على الكوكب.

ورغم أنّ التّحدّيات حقيقيّةٌ، لكنّ الدّولة تبني منظومةً متكاملةً، من التّشريعات إلى الابتكار والتّمويل، ممّا يجعل الاقتصاد الأخضر في الإمارات خياراً استراتيجيّاً لا مجرّد شعاراتٍ. النّجاح يعتمد على تسريع التّنسيق الاتّحاديّ، وتعزيز سوق الكربون، واستثمارٍ أعمق في رأس المال البشريّ والتّصنيع المحلّيّ.
 

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل تقدم الإمارات حوافز للمواهب المستدامة؟
    نعم تقدّم الإمارات حوافز للمواهب المستدامة، تمنح تأشيرة الإقامة الزرقاء إقامةً لعشر سنواتٍ للأفراد الذين يسهمون في أهداف البيئة والطّاقة المتجدّدة.
  2. ما الحجم المستهدف لمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية؟
    الحجم المستهدف لمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية هو 5000 ميجاوات، وتعمل فيه حاليّاً أكثر من 2600 ميجاواتٍ عبر مراحل عدّةٍ.
  3. ما نسبة الكهرباء التي يجب أن تأتي من مصادر نظيفة في الإمارات بحلول 2050؟
    تهدف استراتيجيّة الطاقة 2050 إلى حصّةٍ نظيفةٍ تبلغ 50% من خليط التّوليد الوطنيّ.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: