الرئيسية الأخبار شركة WakeCap تستحوذ على شركة Trackfy البرازيلية

شركة WakeCap تستحوذ على شركة Trackfy البرازيلية

صفقةٌ تُرسّخ التّوسّع العالميّ لشركة التّكنولوجيا الإنشائيّة، وتُكمل رؤيتها لدورة البناء الكاملة من التّشييد إلى التّشغيل، مع انطلاقٍ جديدٍ في أمريكا اللّاتينيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أعلنت شركة "ويكاب" (WakeCap)، النّاشئة في مجال تكنولوجيا البناء، والمقرّ الرّئيسيّ لها في كلٍّ من الرياض ووادي السيليكون، عن استحواذها على شركة "تراكفاي" (Trackfy) البرازيليّة، المتخصّصة في حلول السّلامة التّشغيليّة وإدارة القوى العاملة في القطّاعات الصّناعيّة. ولا يُمثّل هذا الاستحواذ مجرّد دخولٍ لشركة ويك كاب إلى أسواق أمريكا اللّاتينيّة، بل يُعدّ خطوةً مفصليّةً في تحقيق رؤيتها الطّموحة لاستكمال دورة البناء الكاملة، من مرحلة التّشييد إلى العمليّات الصّناعيّة اليوميّة.

تأسّست شركة WakeCap في عام 2017 على يد الدكتور حسن البلوي وإشيتا سود، وبدأت رحلتها في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، قبل أن تؤمّن أوّل عميلٍ رئيسٍ لها في دبي، وتُنقل لاحقاً مقرّها الإقليميّ إلى المملكة العربيّة السعوديّة لتكون أقرب إلى عملائها من مشاريع المملكة العملاقة (Giga Projects). وتُعدّ منصّة "ويك كاب"، القائمة على أجهزة الاستشعار، منظومةً للتّحكّم والذّكاء التّشغيليّ في المشاريع، إذ تُقدّم رؤيةً لحظيّةً شاملةً لموقع العمل بأكمله، تشمل بيانات القوى العاملة والإنتاجيّة وتقدّم المشروع، محوّلةً مواقع العمل المعقّدة إلى بيئاتٍ أكثر أماناً وذكاءً وقابليّةً للتّنبّؤ.

وفي حوارٍ مع مجلة "عربية .Inc"، قالت دي-آن إيسنور، رئيسة الشّركة ومديرة الاستراتيجيّة في "ويكاب"، إنّ الاستحواذ على "تراكفاي" يتجاوز بُعد التّوسّع الجغرافيّ، فهو اصطفافٌ استراتيجيّ يُكمّل رؤية الشّركة لدورة البناء الكاملة. وأشارت إلى أنّ هذه الخطوة تأتي بعد إغلاق جولةٍ تمويليّةٍ بقيمة 28 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في مايو 2025، بهدف تسريع التّوسّع العالميّ في الولايات المتّحدة وأمريكا اللّاتينيّة وآسيا. وأضافت قائلةً:

"تُمثّل شركة تراكفاي ركناً أساسيّاً في خطّتنا؛ فهي تُضيف قدرات التشغيل والصيانة (O&M)، الأمر الذي يجعل منصّتنا أكثر التصاقاً بعملائنا، ويُقوّي اقتصادها الداخليّ. وفي الوقت نفسه، استقطبنا قادةً تنفيذيّين من شركات "سنوفليك" (Snowflake) و"باين" (Bain) و"ديلويت" (Deloitte) و"أوبن سبيس" (OpenSpace) و"كريم" (Careem) لتوسيع نطاق المنتج، والتّوجّه إلى الأسواق، وإدارة العمليّات في السعوديّة والإمارات والولايات المتّحدة وأمريكا اللّاتينيّة وآسيا. والنتيجة: أسواقٌ أكثر، ومساحاتٌ أوسع للمنتج، وقيمةٌ أعلى لكلّ عميلٍ، وكلّ ذلك على منصّةٍ واحدة".

تُعدّ شركة "تراكفاي"، الّتي تتّخذ من البرازيل مقرّاً لها، شركةً صناعيّة تقنيّةً أنشأت واحدةً من أكبر قواعد المعرفة في أمريكا اللاتينيّة في مجال الذكاء التّشغيليّ اللّحظيّ. ومن خلال منصّتها -الّتي تخدم أكثر من 15 عميلاً صناعيّاً رئيساً في قطّاعاتٍ متنوّعةٍ، كالفولاذ والنّفط والغاز والكيماويّات والزّراعة، تعمل على رقمنة العمليّات الميدانيّة وتقليل المخاطر وتعزيز الإنتاجيّة عبر تقنيّات إنترنت الأشياء (IoT) وتحليل البيانات. وقد سجّلت الشركة ارتفاعاً في إنتاجيّة الفرق بنسبة 67%، وانخفاضاً في الوقت اللّازم لإصدار تصاريح العمل بنسبة 25%، وتحسّناً ملحوظاً في دقّة التّخطيط التّشغيليّ، فضلاً عن تقليص أزمنة الإخلاء الطّارئ بنسبة 50%، وزمن التنقّل الدّاخليّ للعاملين بنسبة 33% في البيئات الصّناعيّة.

كما أوضحت إيسنور أنّ التّآزر بين شركتَي "ويكاب" و"تراكفاي" يُقرّب الشّركة خطوةً إضافيّةً نحو رؤيتها العالميّة، قائلةً: "نحن نُعنى بمشكلات العملاء أكثر ممّا نهتمّ بالميزات التّقنيّة؛ فقد كانت "تراكفاي" مطابقةً تماماً لثقافتنا المؤسسيّة، بروح المؤسّس وسرعة التّنفيذ والتّركيز على النّتائج".

وأضافت أنّ هذا الاستحواذ يُحقّق ثلاث نتائج استراتيجيّة؛ فهو يُكمل دورة "ويكاب" التّشغيليّة، ويفتح أمامها سوق أمريكا اللاتينيّة بثقةٍ، ويُوسّع أسلوب عملها العالميّ. وبدمج ريادة ويكاب في تكنولوجيا البناء المتّصل مع خبرة "تراكفاي" في السلامة التّشغيليّة وإدارة القوى العاملة الصّناعيّة، تؤكّد إيسنور أنّ الشّركة أصبحت قادرةً على التّوغّل في مرحلة ما بعد البناء، بما يفتح آفاقاً جديدةً لقيمةٍ طويلة الأمد في ذكاء المشاريع واحتفاظ العملاء؛ فقالت: "تُعزّز "تراكفاي" قدرات التّشغيل والصّيانة لدينا؛ وبذلك نغدو نخدم كامل رحلة المشروع، لا مرحلة التّشييد فحسب. وهذا يُوسّع من حلولنا ويزيد من قيمة عمر العميل (LTV)".

كما أشارت إيسنور إلى أنّ نضج السوق البرازيليّ في التحوّل الرقميّ والابتكار الصناعيّ -ولا سيّما ريادته في مجال الصناعة 4.0 (Industry 4.0)- يُتيح لـ"ويكاب" فرصةً لاستخدام البرازيل منصّة انطلاق للتّوسّع عبر المنطقة بأسرها. وأردفت: "لم يكن الهدف دخول السّوق فحسب، بل مواصلة ذهنيّة الانطلاق العالميّ التي تُميّزنا؛ فقد كنّا أوّل شركة تكنولوجيّة سعوديّة تستحوذ على شركة في وادي السيليكون، وها نحن نُكرّر التّجربة في أمريكا اللّاتينيّة؛ نحوّل المشاريع الأصعب إلى مختبراتٍ لنا، ونُصدّر الدّروس المستفادة منها إلى العالم، انطلاقاً من السعوديّة".

وقد ظهرت في الصّورة الرّئيسيّة دي-آن إيسنور والدكتور حسن البلوي من "ويكاب"، إلى جانب توليو سيرفينيو، الرّئيس التنفيذيّ والمؤسّس المشارك لشركة تراكفاي. وتُعدّ منصّة "ويكاب" منظومةً تقع عند تقاطع رؤية الميدان والذكاء البيانيّ، إذ تُحوّل أسلوب إدارة المشاريع المعقّدة عبر رؤى لحظيّة شاملة تتناول القوى العاملة والسلامة والإنتاجيّة والتقدّم؛ فتقول إيسنور: "كانت حالتنا الأولى في قطاع البناء، وهو قطاعٌ لطالما افتقر إلى شفافيّة البيانات، ممّا كلّف الصّناعة مليارات الدولارات. رؤيتنا بسيطةٌ: أنظمة تحكّم مدعومة بالمستشعرات تُحوّل النشاط الميدانيّ الحيّ إلى ذكاءٍ قابلٍ للتنفيذ. اليوم، نُدير واحدةً من أكبر مجموعات البيانات الموثوقة ميدانيّاً في مواقع العمل النشطة حول العالم، وتشمل ساعات العمل والوصول إلى المواقع والسلامة والإنتاجيّة والتّقدّم".

لكنّ إقناع شركات البناء والصّناعة الكبرى بتبنّي تقنيّاتٍ قائمةٍ على أجهزة الاستشعار، مثل التي تقدّمها "ويكاب"، لم يكن أمراً يسيراً؛ فتقول إيسنور: "يُعرف قطّاع البناء بمقاومته للتّغيير، نظراً لضآلة الشّفافيّة وارتفاع المخاطر. كثيرٌ من الأعمال مبنيٌّ على غياب الرّؤية، وكشفها قد يُربك جزءاً كبيراً من القطّاع".

وللتّغلّب على هذه العقبات، ركّزت "ويكاب" على إثبات العائد على الاستثمار (ROI) بسرعةٍ لعملائها، عبر إظهار الفارق بين الخطط الموضوعة والواقع الفعليّ في الميدان. كما كشفت إيسنور أنّ الشركة تعاونت مع ما وصفته بـ"أكثر المُلّاك طموحاً في العالم"، وأنّها بفضل النتائج الملموسة التي حقّقتها، جعلت حلولها تتحدّث عن نفسها. وأضافت أنّ الشركة تسعى إلى الاندماج في الأنظمة وسير العمل القائمة بدلاً من استبدالها، لتسهيل التبنّي وتشجيعه. وقالت أيضاً إنّ الفريق نال ثقة العملاء ومصداقيّتهم بمجرد تواجده الفعليّ في مواقع العمل: "الثقة تُبنى وجهاً لوجه، والخوذة على الرّأس؛ تلك هي ثقافتنا".

وأكّدت إيسنور أنّ شركة ويكاب جعلت من الشفافيّة -الّتي لطالما كانت التّحدّي الأكبر في هذا القطاع- عامل تفوّقٍ تنافسيّ لها، قائلةً: "الشفافيّة كانت، وما تزال، قمّة الجبل الذي نتسلّقه؛ وقد حوّلناها إلى ميزةٍ استراتيجيّةٍ".

ومن هذا المنطلق، ترى إيسنور أنّ المبادئ التي شكّلت نموّ ويك كاب يمكن أن تكون دروساً قيّمةً للشّركات النّاشئة السّاعية إلى التّوسّع، مستهلةً نصيحتها بفكرةٍ جوهريّةٍ: امتلك الحقيقة الميدانيّة (Ground Truth). تقول: "الفارق بين المخطّط والمنفّذ هو الحدّ الأدنى؛ أمّا نحن فأضفنا إليه ‘الواقعيّ’، عبر بياناتٍ آنيّةٍ من مصادرها الأساسيّة، فبدّلنا بذلك قواعد النّقاش حول السّلامة وقياس التّقدّم والإنتاجيّة".

وحثّت إيسنور الشّركات النّاشئة على الانصات لشدّ العملاء، ولو استدعى ذلك الانتقال الجغرافيّ. وأضافت: "نقلنا القيادة إلى الخليج للاقتراب من المشاريع العملاقة، وذلك القرار فتح أمامنا المشكلات الصحيحة والشركاء المناسبين". كما شدّدت على أهميّة الانغماس الكامل في فهم سياق العمل، فقالت: "كن في موقع التنفيذ. إدراك قيود الموقع الحيّ يفوق أيّ جدول بيانات؛ ولهذا تُستخدم تكاملاتنا فعليّاً". واختتمت إيسنور قائلةً إنّ التّركيز كان عاملاً حاسماً في نموّ الشّركة: "نلتزم بالمشاريع الكبرى والعملاقة فقط؛ ذلك التّركيز يُبقي حلولنا حادّةً، وقيمتنا واضحةً".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: