الرئيسية الأخبار شركة TachyHealth تجمع 5 ملايين دولار في جولة تمويل من الفئة (أ)

شركة TachyHealth تجمع 5 ملايين دولار في جولة تمويل من الفئة (أ)

تسعى الشّركة النّاشئة إلى توسيع ابتكاراتها في الرّعاية الصّحيّة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الكفاءة والاستدامة وتحقيق تحوّلٍ نوعيٍّ في أنظمة الرّعاية

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

جمعت شركة "تاتشي هيلث" (TachyHealth)، وهي شركةٌ ناشئةٌ في مجال التكنولوجيا الصحيّة تتّخذ من دولة الإمارات العربية المتّحدة مقرّاً لها، تمويلاً قدره 5 ملايين دولار أمريكيٍّ في جولةٍ استثماريّةٍ من الفئة (أ) قادتها شركة التعاونية للتأمين (Tawuniya) السعودية، بمشاركة عددٍ من المستثمرين الآخرين.

أُسِّست تاتشي هيلث في الولايات المتحدة عام 2018 على يد أسامة أبو الخير، ومحمد خضرة، وعمرو فوزي، وأحمد طلعت، وهي تعمل على تطوير تقنياتٍ في مجال الرعاية الصحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تمكّن الجهات الدّافعة ومزوّدي الخدمات من تقديم رعايةٍ قائمةٍ على القيمة.

في حوارٍ مع منصة "عربية .Inc"، قال أسامة أبو الخير، الشّريك المؤسس والرئيس التنفيذي لتاتشي هيلث، إن فكرة الشركة نشأت من إيمانٍ مشترك بأن الرعاية الصحية يمكن أن تكون أكثر ذكاءً وعدلاً واستدامة، إذا ما اجتمع الطب والذكاء الاصطناعي في منظومة واحدة. وأضاف: "لقد شهدنا جميعاً بأعيننا أوجه القصور التي كانت تستنزف الأنظمة الصحية، واختلال الحوافز بين الأطراف الفاعلة المختلفة. كان ذلك قبل ظهور تشات جي بي تي (ChatGPT) ونماذج اللغة الضخمة (LLMs)، حين لم يكن الجميع يدرك بعد مدى ما يمكن أن يقدّمه الذكاء الاصطناعي إذا وُظِّف في تطبيقات عملية حقيقية. في ذلك الوقت كنا نملك رؤية واضحة، نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتجاوز كونه مجرّد شعارٍ دارج ليصبح أداة دقيقة قادرة على تحسين جودة الرعاية والقضاء على الهدر، الذي يُقدّر بأكثر من مئة مليار دولار سنويّاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها".

وقد استقطبت هذه الرؤية دعماً قويّاً من أبرز اللّاعبين في قطّاع التأمين والرعاية الصحية، من بينهم شركة التعاونية للتأمين السعودية التي قادت جولة التمويل الأخيرة، والتي وصفها أبو الخير بأنها محطة فاصلة في مسيرة الشركة. وقال: "إن مشاركتهم لا تؤكد صلابة تقنيتنا فحسب، بل تصدّق أيضاً على رؤيتنا في كيفية إعادة تشكيل الأنظمة الصحية عبر الذكاء الاصطناعي. ونحن محظوظون لأن مستثمرنا الاستراتيجي يدرك تماماً تعقيدات قطاع الرعاية الصحية، فهو يعيشها كل يوم، ونتحدث معه اللغة نفسها".

وأشار أبو الخير إلى أن وجود جهةٍ خبيرة مثل التعاونية على قائمة المساهمين يضيف ما هو أبعد من رأس المال المالي؛ فقال: "هذه هي ميزة المستثمرين الاستراتيجيين، فهم لا يقدّمون تمويلًا فقط كما يفعل مستثمرو رأس المال المغامر. كما أنّ شبكتهم تفتح لنا أبواب المنطقة، ومعرفتهم الدقيقة بالسوق تحسّن قدرتنا على التكيّف محليًا، ورؤيتهم الاستراتيجية تساعدنا على صقل خارطة طريقنا المستقبلية".

منذ انطلاقتها في الولايات المتحدة، تطوّرت تاتشي هيلث لتصبح مؤسسة متعددة الجنسيات تجمع بين الابتكار التقني والتأثير الإقليمي. يقع مقرها الرئيسي في ولاية ديلاوير، وقد أنشأت مراكز عمليات في الرياض ودبي، وأخيراً في القاهرة. وقال أبو الخير: "إن نموذج المراكز المتعددة ليس مجرد مسألة تنظيمية، بل قرار استراتيجي مدروس. فهو يتيح لنا الوصول إلى الكفاءات الأمريكية وإلى بيئة الابتكار التقني الأكثر تقدّماً في العالم، وفي الوقت نفسه يُبقي جذورنا متأصلة في مشهد الرعاية الصحية الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

أتاح هذا الانتشار الإقليمي لتاتشي هيلث العمل عن قرب مع مؤسّسات الرعاية الصحية وشركات التأمين في المنطقة. وتعالج أنظمتها حاليّاً ملايين العمليات شهريّا، ممّا يساعد الجهات الدّافعة ومزوّدي الخدمات على تبسيط عمليّاتهم اليوميّة. وأوضح أبو الخير: "لم يُنظر إلينا يوماً على أننا مجرّد مزوّد تكنولوجيا، بل شريك موثوق لعلاقة طويلة الأمد. هدفنا الدائم أن نعيد تشكيل طريقة تفاعل الأطراف في منظومة الرعاية الصحية، عبر أتمتة العمليات الأساسية، وتقليل الهدر، وتحسين النّتائج العلاجيّة".

وتقع في صميم ابتكارات تاتشي هيلث مجموعة أدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تجعل مفهوم الرعاية القائمة على القيمة أكثر واقعية وقابلية للقياس. وتشمل هذه الأدوات:

  • أداة "أي ريفيو" (AiReview)، وهي محرّك ذكي لتدقيق المطالبات الطبية يعالجها بدقة تصل إلى 95%، ويمكنه التّعامل مع 100 ألف مطالبة في أقلّ من 7 دقائق.
  • وأداة "أي فارما" (AiPharma)، وهي نظام دعمٍ للقرار يهدف إلى تحسين مزايا الصّيدلة بما يتوافق مع اللّوائح التّنظيميّة في السعودية.
  • وأداة "أي كود" (AiCode)، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللّغة الطّبيعيّة لتحويل الملاحظات الطّبيّة المكتوبة بخط اليد أو المُملاة صوتيّاً إلى رموزٍ دقيقةٍ وفق التّصنيف الدّولي للأمراضّ، الإصدار العاشر (ICD-10).

قال أبو الخير: "تعمل هذه الأدوات مجتمعة على تقليص الخطأ البشريّ، وتخفيض الوقت الإداريّ بنسبة تتراوح بين 70% و80%، كما تعزّز الشّفافيّة في عمليّة اتّخاذ القرار الطّبيّ. وقد لاحظ عملاؤنا ارتفاعاً ملموساً في الكفاءة وتراجعاً في التكاليف، ما أدى إلى انسجامٍ أكبر بين الجهات الدافعة ومزوّدي الخدمات، وإلى تخصيص وقتٍ وموارد أكثر للرعاية الفعلية للمرضى بدل الأعمال الورقيّة. وهذا هو جوهر الرّعاية القائمة على القيمة في رؤيتنا: تكنولوجيا تخدم الإنسان، لا البيروقراطية".

وتعتزم تاتشي هيلث توجيه التّمويل الجديد إلى توسيع نطاق أنظمتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، وتعميق التعاون بين الجهات الدّافعة والمزوّدين لتطوير نموذج الرعاية القائمة على القيمة في المنطقة. كما سيُخصَّص جزء من الاستثمار لتطوير نموذج "غزال" (Gazal)، وهو نموذج لغة ضخم مكرّس للتطبيقات الصحية، إضافة إلى دعم توسّع الفريق ونموّ الشركة في السعودية والإمارات ومصر. وقال أبو الخير: "نستهدف تحقيق نموٍّ بنسبة 300% خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة. ونريد مواصلة وتيرة النمو المتسارع التي حافظنا عليها منذ عام 2022 بعد مرحلة التّباطؤ التي أعقبت جائحة كوفيد-19".

ومع دخول تاتشي هيلث مرحلةٍ جديدةٍ من التّطوّر مدعومة برأس المال الجديد، يرى أبو الخير في ذلك جزءاً من تحوّل أوسع يشهده قطاع الرعاية الصحية الإقليمي؛ فقال: "بحلول عام 2027، نتوقع أن تكون تاتشي هيلث في صميم هذا التّحوّل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذه الجولة من التمويل ليست إنجازاً منفرداً، بل منصّة انطلاق لتحوّل إقليمي قيمته 25 مليار دولار، حيث يزدهر الدافعون والمزوّدون والمرضى جميعاً في أنظمة أكثر ذكاءً وعدلاً".

وانطلاقاً من تجربته في جمع التمويل، أوضح أبو الخير أن بناء علاقات استثمارية ناجحة في قطاع التكنولوجيا الصحية يتطلّب وضوحاً في الرؤية وتوافقًا في القيم أكثر ممّا يتطلّب المال ذاته. وشدّد على أهمية أن يبحث المؤسسون عن شركاء يشاركونهم الرؤية ويفهمون تعقيد المهمة، ويستثمرون في التغيير الطويل الأمد الذي تسعى إليه الشركة. وقال موجّهاً نصيحته: "كن واضحاً في غايتك؛ فالرعاية الصحية في جوهرها تقوم على الغاية. وينجذب المستثمرون إلى القناعة حين تشرح لهم ليس فقط ما تبنيه، بل لماذا تبنيه".

كما أكّد أبو الخير أهمية الثقة والشفافية في علاقات المستثمرين، قائلاً: "عامل عملية الفحص المالي والقانوني كحوارٍ مفتوح، لا كمرافعة دفاعية. وأتحنا للمستثمرين المحتملين وصولاً كاملاً إلى أنظمتنا، ونفّذنا تجارب عمليّة بعد العروض التقديمية. ونريهم ما نفعل ليؤمنوا بما يرونه. لقد جمعنا التمويل من خلال شفافية مطلقة، وتركنا تقنيتنا تتحدث عن نفسها".

ودعا أبو الخير روّاد الأعمال إلى الاعتماد على شبكاتهم القريبة في المراحل الأولى، وإلى اختيار شركائهم بعناية. وقال: "قبل جولتنا التأسيسية، تواصلنا مع معارفنا المقرّبين، مع أشخاص يثقون بنا كمؤسّسين ويعرفون حجم المشكلة التي نحاول معالجتها؛ فاللقاءات الدافئة تتفوّق على الرسائل الباردة في كلّ مرّةٍ".

وختم قائلاً إن الحصول على نوع الدّعم المناسب يمكن أن يرسم مسار الشّركة على المدى الطّويل: "اختر شركاء استراتيجيين يقدّمون ما هو أبعد من رأس المال؛ فالرعاية الصحية ليست مجالاً مفتوحاً للجميع، إنّها صناعة متخصّصةٌ، ويجب أن تكون انتقائيّاً؛ فالمستثمر الصّحيح هو من يتحدّاك ويوجّهك ويفتح لك الأبواب التي لا تفتحها الأموال وحدها".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 7 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: