الرئيسية الريادة هل إهمال نفسك في سبيل عملك هو الحلّ الأمثل لنموه؟ إليك الجواب المفاجئ

هل إهمال نفسك في سبيل عملك هو الحلّ الأمثل لنموه؟ إليك الجواب المفاجئ

استراتيجياتٌ في فنّ ترتيب الأولويات بهدف بناء عملٍ ناجحٍ وحياةٍ صحيّة ونفسيّة مزدهرةٍ.

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بقلم كيم لويس Kim Lewis، مؤسِّسة CurlMix

إن أردنا أن نكونَ صادقين، فمعظمُ الأشخاصِ العاملين في شركتكَ يُمكنهم بسهولةٍ العملُ في مكانٍ آخر. إذاً،في هذه المرحلةِ، هم لا يعملون لديكَ من أجل المالِ، بل يعملون لديكَ لأنّهم يستوحون الإلهام منكَ. وفي اللّحظة التي لا تكون فيها متواجداً بشكلٍ كاملٍ ومستثمَراً بالكاملِ في العملِ والفريقِ، ستبدأ شركتكَ بالمعاناةِ. [1]

هذا الإدراكُ جعلني أتساءلُ: "ما هو التّطور الذي أقوم به لنفسي إذا كنتُ السّبب في وجودِ النّاس هنا؟" كنت في السّابق أنفقُ أكثر من 100,000 دولارٍ سنويّاً على شبكةِ التّواصل، والسّفر، والمؤتمرات، والعقول الموجِّهة. إذ ساعدتني هذه الثّقافة كرئيسةٍ تنفيذيّةٍ في تطوير معرفتي وفهمي للأعمالِ. ولكن بالمقارنةِ، لم أنفق أكثر من 1,000 دولارٍ على صحّتي الجسديّة والعقليّة وصحّة علاقاتي. إذ لم أمارس التّمارين بانتظامٍ، ولم أتناول طعاماً صحيّاً، ولم أحضر للعلاج، ونادراً ما قلتُ لأحد "لا".

لا يُمكن للشّركة أن تنمو بناءً على ثقافتي كرئيسةٍ تنفيذيّةٍ وحسب. وبحلول عام 2021، كنتُ أرغبُ في التّخلي عن دوري كرئيسةٍ تنفيذيّةٍ في أغلبِ الأحيان. وكان وزني زائداً بمقدار 80 رطلاً، كنت أكره جسمي، وكانت علاقاتي تعاني. ففكرت "لماذا أعملُ بهذا الجهد الشّاق؟". الحقيقة كانت أنّني تركت سباق العمل المحموم في الشّركات فقط لأنضمّ إلى عجلة السّباق الرّياديّة.

الكثيرون يخشون الاعترافَ بذلك، ولكن كانت سعادتهم أكبر، وهم يعملون لصالح شخصٍ آخر. كانوا أكثر لياقةً، وكان لديهم المزيد من المالِ، وكانت علاقاتهم مزدهرةً. لم أدرك أنّني لا أزال لا أعتبر نفسي "ناجحةً" إلا بعد أن وصلتْ شركتي إلى عتبة الثّمانية أرقامٍ. لم أكن سعيدةً بحياتي، وكان عليّ أن أضعَ سعادتي في المقام الأول؛ فوق اثنين من الأبناء، وزوجي، وعملي، وأصدقائي، وعائلتي، وزملائي، وزبائني، وموظّفيّ. وقضيت العديد من السّنواتِ في محاولةِ الاعتناء بالجميع حتّى كنت أقتلُ نفسي، جسديّاً وعاطفيّاً.

وإليك حقيقةٌ أخرى صعبةٌ: يبدأ الكثيرُ من المؤسّسين في السّماح لشركاتهم أن تكون حجّة لعدم سعادتهم أو سوء صحتهم. ومن السّهل أن تلقي باللّوم على أسبوعِ عملٍ يبلغ 80 ساعةٍ على زيادةِ وزنكَ، وعدم وجود هواياتٍ، وتناقصُ الصّداقاتِ، ولكن في الواقعِ هذا مجرّد اختيارٍ.
- نعم، لقد قلتُها.
- أنت من اختارَ ذلك. لا تصبّ جام غضبكَ عليّ، فأنا أنقلُ لك الخبرَ فقط.

الحقيقةُ هي أنّ الاعتناءُ بسعادتكَ في النّهاية سيعتني بعملك. ويبدو ذلك "خرافة"، ولكن كلّه يعودُ إلى حقيقةٍ بسيطةٍ: لن يستمرَ عملكَ إذا لم تكن بكامل نشاطكَ. وإذا كنت لا تزدهر، لن يكون لموظّفيك سببٌ للبقاء.ِ لكي تزدهر، لا يمكن ولا ينبغي أن يكونَ العمل دائماً في المقدّمةِ.
وسيساعدك تحديد أولويات هذه الأمور على الازدهارِ، وسيساعدُ في أن يصبحَ عملك أكثر نجاحاً. 

نصيحة # 1: الحصول على لياقة بدنية 

وظِّف مدرباً. في عام 2021، وظّفتُ ابن عمي، وهو مدربٌ محترفٌ، ليأتي إلى منزلي أربعة أيّامٍ في الأسبوع لمدّة ساعةٍ، ابتداءً من السّاعة 6:30 صباحاً، ولم يكن هذا نظاماً نموذجيّاً بالنّسبة له، ولكنّه أحبّ الدّخل الثّابت، وكنت بحاجةٍ إلى الموثوقيّة.

في الواقعِ، وللتّأكد من عدمِ الهروبِ، أعطيته مفاتيح منزلي. وفي كثير من الأحيان، كان يوقظني بمكالمةٍ هاتفيّةٍ، ويخبرني أنّه في الطّابق السّفلي، جاهزٌ وفي انتظاري للتّدريب. ودفعت له 800 دولارٍ شهريّاً، مقدّماً عن كلّ الجلسات، وقمت بذلك بانتظامٍ لمدّة عامٍ، وقمنا أيضاً بتمويل حامل رفوفٍ للأثقال لمنزلنا بمبلغ 600 دولارٍ شهريّاً على مدى 10 أشهرٍ، وتخلّصنا من غرفة الضّيوف التي لم تُشغَل سوى 10 أيامٍ في السّنة.

لم أكن أعتقد أنّني سأضّطر إلى قول ذلك، ولكن الحفاظ على لياقتك يزيدُ من دخلكَ، كما سيجعلكَ أكثر جاذبيّةً وثقةً، وهاتان الصّفتان تجلبان المزيد من الانتباه والمال. ونظراً لأنّنا نحكم على الأشخاص في أوّل 10 ثوانٍ من لقائنا بهم، تخيّل ما يفترضه النّاس عنك بناءً على لياقتكَ؟
إذا كان شخصٌ ما في حالةِ لياقةٍ جيّدةٍ، قد تفترض المزيد عنه: إنَه متوازنٌ، منضبطٌ، ذكيُّ، ومسؤولُ، فالأشخاصُ الأصّحاء يلهمون النّاس. وعندما تكون بصحّةٍ جيّدةٍ، يخبرني ذلك أنّك على الأرجح ستقوم بعملٍ جيدٍ، وإذا كنت تُضّحي بصحّتك باسم عملكَ كما فعلتُ أنا، يُمكنك أن تتخيّلَ فقط ما سيفترضه النّاس عنكَ.

منذ أن بدأتَ في الحفاظِ على لياقتي -وفقدان أكثر من 40 رطلاً- أصبحَ لديّ المزيد من الأصدقاءِ في ريادةِ الأعمال، وحصلت على المزيدِ من فرصِ التّحدث، وضاعفت متابعيَّ على الإنترنت أربعة أضعافٍ، وأصبحت نوعاً ما من المؤثّرين، وجمعت المزيد من الأموال لعملي.

أنا لا أضعُ القواعد، بل هذه كانت تجربتي وحسب. الآن، أنا على وشكِ إطلاق جولة تمويلٍ جماعيٍّ للأسهمِ من أجل عملي، وأنا واثقةٌ أنّها ستكون ناجحةً بناءً على نموّ حساباتي على وسائل التّواصل الاجتماعي.

- الشّعور بالرّاحة حيال مظهركَ ينعكسُ على الجميعِ من حولكَ، ويجعلكَ أكثر سعادةً.

نصيحة #2: أنشئ قائمة بالأمور المفرحة

أنشئ قائمةً بعشرة أشياءٍ تجلب لك الفرح، وحاول تحقيقها كلّها في غضونِ ستّة أشهرٍ، ولكن يجبُ أن تكونَ هذه أشياءٌ ستترككَ في حالة سعادةٍ لمدّة 12 إلى 24 ساعةٍ بعد أن تقومَ بها. وبمجرّد أن تنشئ القائمة، خصّص وقتاً لتحقيقها في جدولكَ، فكانت قائمتي كالتّالي:

  • الذّهاب للتّزلج مرّةً في الشّهر.
  • رقص السّالسا.
  • الحصول على شقتي الخاصّة.
  • رسم شيءٍ ما.
  • ممارسةُ العزف على آلتي الموسيقيّة.
  • العناية بجمالي (أظافر، رموش، حواجب).
  • ليالي الشرّاب أو ليالي العشاء مع الأصدقاء.
  • رفع أوزانٍ ثقيلةٍ.

عندما تكون أكثر سعادةً، فإنّ هذا يساعدك على اتّخاذ قراراتٍ أفضل. وفقاً للدّكتور ستيفن ستين Dr. Steven Stein، خبير في الذّكاء العاطفيّ، يجعلك التّوتر أكثر غباءً حرفياً، ويجعلك تقوم بمجازفاتٍ أقلّ، لذا، خذ وقتاً للقيام بالأشياء التي تجعلكَ سعيداً.

نصيحة # 3: أعد النظر إلى دائرتك الاجتماعية

اكتب قائمةً بأقرب 10 أصدقاء لك وقيِّمهم كما تقيِّم كتبكَ المفضّلة. ولكن هل هم مثل الكُتب التي قرأتها مرّةً واحدةً، ولكنّك لن تختارها مرّةً أخرى؟ أم هل هذا الشّخص كتاب ستقرؤه مراراً لتتعلّم المزيد وتنمو أكثر وتصبح أفضل؟.

اقضِ أكبر وقتٍ ممكنٍ مع الأصدقاء الذين تشعر بأنّهم كتبك المفضّلة. أنا أشجّعك حتى على إنشاء قائمة القيم: قائمة بالصّفات والمعتقدات والسّلوكيات التي تقدرّها في الجميع، وانظر إذا كان أصدقاؤك يتناسبون مع هذه القائمة، إذا كانت هناك صداقاتٌ لا تشعر، وكأنّها كتابك المفضّل، فربما لأنّكم لا تشتركون في نفس القيمِ.

ضع في جدولك المزيد من جلسات العشاء والمزيد من الوقت بشكلٍ عامٍ مع الأصدقاء الذين تشعر بأنّهم كُتبك المفضّلة.

نصيحة إضافية #4: كل رئيس تنفيذي بحاجة إلى مستشار تنفيذي ومعالج نفسي

يوفّر المعالجون النّفسيون والمدرّبون التّنفيذيون وجهات النّظر الموضوعيّة التي تحتاجها في حياتكَ. فأنت تحتاجُ إلى الإرشادِ العاطفيّ الذي يوفّره العلاج النّفسيّ للتّعامل مع أكثر الأعمال توتّراً في العالم، وتحتاج إلى حكمة مدرّبٍ لاتّخاذ قراراتٍ أفضل في الأعمال (والقيام بذلك باستمرارٍ).

وعندما تصبحُ أكثر سعادةً ستًتخذ قراراتٍ أفضل، وإذا اتّبعت هذه الخطوات، قد تجد نفسكَ تحقّق نجاحاً أكبر في مجال الأعمال. وما ستجده، على الرّغم من ذلك، هو أن النّجاح في الأعمالِ ليس المفتاح إلى السّعادةِ، بل السّعادة هي النّجاح الحقيقيّ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: