الرئيسية التنمية وزارة السعادة في الإمارات: كيف تؤدي الرفاهية إلى زيادة تنمية الاقتصاد؟

وزارة السعادة في الإمارات: كيف تؤدي الرفاهية إلى زيادة تنمية الاقتصاد؟

عندما تسعى الدولة إلى تحقيق تنمية اقتصادية قوية وسريعة، تضع أمامها رفاهية المواطنين وسعادتهم.

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

مدفوعاً برغبةٍ قويةٍ في أن تكونَ الأولى عالميّاً ليس فقط في أطول برجٍ في العالم ولا أسرع سيارة شرطةٍ، ولكن أيضاً أن تحتلّ قمّة الرّفاهية في العالم، قرّر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إنشاء وزارة السّعادة في الإمارات عام 2106م، لتحقيق مستوياتٍ قياسيةٍ من الرّفاهية والرّضا للمواطنين عن الخدمات والحياة عموماً في الإمارات، فما قصّة هذه الوزارة، وما هي أهدافها، وهل تمكّنت من تحقيق هذه الأهداف عقب نحو 8 سنواتٍ من إنشائها؟

ما هي وزارة السعادة في الإمارات؟

رغم غرابةِ الفكرة على أسماعنا في الوطن العربيّ إلّا أنّ فكرةَ وزارة السّعادة تمّ تنفيذها فعليّاً للمرّة الأولى عام 1972م في جبال الهيمالايا، كما ظهرت وزارة اليوجا في الهند عام 2014م لدعم مستويات الرّفاهية، لكن يبدو الأمر مختلفاً قليلاً في وزارة السّعادة في الإمارات.

كان الهدفُ الأوّل للشيخ آل مكتوم من إنشاء هذه الوزارة هو الضّمان الشّامل لسعادة الأفراد عند التّعامل مع كلٍّ من الخدمات الحكوميّة والخاصّة، بحيث يحصل كلّ مواطنٍ على الخدمات التي يرغب بها بسهولةٍ ويسرٍ، وقد ظهرت مجموعةٌ من المبادرات التي تعزّز هذا الاتجاه، كما تمّ وضع مجموعة مهمّة من الأسس.

أهم أسس السعادة في الإمارات

تحتلّ الإمارات بالفعل المركز الأوّل عربيّاً في مستوى السّعادة والرّضا من الخدمات الحكوميّة وفقاً لدراسةٍ كولومبية عام 2018م، ولكنّها ترغبُ في أن تكونَ الأولى عالميّاً أيضاً عبر التّركيز على 3 أسس، وهي:

  • دراسة رأي المتعاملين مع الخدمات الحكومية

وهمْ من المواطنين والوافدين والزّائرين وغيرهم، وتتم دراسة رأيهم عبر استبياناتٍ إلكترونيةٍ خاصّةٍ بكلّ جهةٍ حكوميةٍ مع تعديلٍ في الأسئلة لتتلاءم مع هذه الجهة وطبيعة عملها.

  • دراسة رأي المتسوقين

هنا يتمّ الأخذ في الاعتبار مجموعةً من العوامل، ومنها: احترافية الموظّفين، ومدى سهولة الوصول للخدمة، ومدى سرعة إنجازها، وسهولة إتمامها، كما يتمّ السّؤال عن خصوصية التّعامل ومظهر الموقع مقدّم الخدمة وغيرها.

  • رأي المجتمع ككل

وفي هذا الأساس يتمّ توجيه استقصاءاتٍ إلى فئات المجتمع ككلٍّ بمختلف فئاتهم، ولكن ليس إلكترونيّاً، بل في الأماكن العامّة للحصول على رأيٍّ شاملٍ في المهامّ الرّئيسية للجهات الحكوميّة.

شاهد أيضاً: الإمارات في مواجهة التحديات المناخية: تحليل لأجندة COP28

أهم مبادرات وزارة السعادة في الإمارات

لتحقيقِ هذا الهدف ولتكون الأولى عالميّاً في الرّفاهية والسّعادة على مستوى الرّضا عن الخدمات وجودة الحياة عموماً، أطلقت وزارة السعادة في الإمارات برئاسة وزيرتها عهود الرّومي، والتي تعتبرُ أصغر وزيرةٍ وأوّل من رأس هذه الوزارة، مجموعةً من المبادرات أهمّها ما يلي:

  • مؤشر السعادة تجاه حكومة دبي الذكية

وهي مبادرةٌ تهدف لدراسة مدى رضاء المواطنين عن الخدمات الذّكية المتوفّرة في دبي، حيث تمّ إطلاق الكثير من التّطبيقات والخدمات الذّكية لتسهيل حياة المواطنين، مثل: إضافة أجهزة استشعارٍ إلى صناديق القمامة لكي ترسل تنبيهاتٍ عند حاجتها إلى الإفراغ، كما تمّ تدشين تطبيق "دبي ناو" DubaiNow، والذي يساعد في دفع كلٍّ من الفواتير والغرامات وغيرها. ويتمّ قياس درجة الرّضاء إما عبر الموقع الإلكترونيّ لمركز تقديم الخدمة، أو عبر توفير أجهزةٍ لوحيةٍ داخل مركز الخدمة نفسه.

  • مبادرات أنشطة السعادة

فاحتفالاً باليوم العالميّ للسعادة والذي اختارته الإمارات ليكون يوم 20 مارس توافقاً مع الاحتفالات العالميّة، قرّرت الدّولة إطلاق أكثر من مبادرةٍ لتحقيق الرّضاء، وهذا لا يتعلّق فقط بالخدمات الحكوميّة، فقرّرت في إحدى المبادرات تزويج 100 شابٍ وفتاةٍ، كما دشنت حديقة السعادة التي تعزّز ممارسة الرّياضة واليوجا، كما يتم تنظيمُ رحلاتِ السعادة لتخفيف الضّغوط النّفسية عن العاملين، بالإضافة إلى مهرجانات السّعادة.

  • تدشين البرنامج الوطني للسعادة

وهو من مبادرات وزارة السّعادة في الإمارات لتحقيق الرّفاهية على مستوى الدّولة بأكملها، ومن أهمّ إنجازات هذا البرنامج:

  • الحرصُ على تعيين رؤساءَ في القطّاعات الحكوميّة والخاصّة، مهمّتهم إسعاد الموظّفين والمتعاملين، وخلق جوٍّ من الإيجابيّة.
  • تطوير عدّة مقاييس، ترصد مستوياتِ السّعادة سواء في الأماكن العامة أو على المواقع الإلكترونيّة، وتتمتّع بالبساطة الشديدة، فتكون عبارةً عن 3 وجوهٍ إمّا راضٍ أو غير راضٍ أو على الحياد.
  • إنشاء مركز الإمارات لأبحاث السّعادة، وما يمكن أن يزيدها وفقاً للهوية الوطنيّة في الدّولة.
  • نشر محتوىً علميّ وثقافيّ يتعلّق بفلسفة السّعادة وكيفيّة الوصول إليها.

ما أهمية وزارة السعادة في الإمارات؟

رغم إنشائها منذ نحو 8 سنواتٍ إلّا أنّ الفكرة لا تزال غريبةً ومختلفةً عن المألوف على مستوى العالم عموماً وعلى مستوى العالم العربي خصوصاً، فلماذا تمّ تدشين وزارة السّعادة؟

يؤكّد حاكم دبي والكثير من المسؤولين في الحكومة أنّ من أهمّ أدوار الدّولة والحكومات هو توفير البيئة التي يتمكّن خلالها المواطن من تحقيق الإنجاز، فالسعادة هنا لا تهدف إلى الوصول للكمال التامّ، لأن هذا أمرٌ غير موجودٍ في الدّنيا، ولكن الهدف هو المساعدة على خلق أفضل بيئةٍ للإبداع والإنجاز، والذي سوف ينعكس بالتّأكيد على التّنمية الاقتصادية، والتي ظهرت نتائجها بالفعل في دولة الإمارات، كما تمكّنت من تحقيق تقدّمٍ في مراكز السّعادة العالميّة، لتصبح رقم 24 على مستوى العالم عام 2022م، أمّا دبي وأبوظبي فهما في المراكز الأولى على مستوى المدن العربيّة.

ما هو مؤشر السعادة العالمي؟

هو عبارةٌ عن مؤشرٍ مركّبٍ لقياس مدى رضاء الفرد عن الحالة المعيشيّة، وهذا عبر استطلاعٍ يضمّ مجموعةَ محاورَ تشمل: الحالة الصّحيّة، ومستوى الدّخل، والدّعم الاجتماعيّ، ومؤشّرات الفساد، ومدى الحريّة في تقرير الخياراتِ الملائمة، وجودة الخدمات عموماً من صحّةٍ وتعليمٍ وطرقٍ ومواصلاتٍ وغيرها.

ولا تزالُ وزارة السّعادة في الإمارات تُطلق الكثير من المبادرات، لتحقيق الرّفاهية وزيادة مستويات الرّضا عن الخدمات المقدّمة سواء للمواطنين أو الزوّار والوافدين، مع إنشاء وزاراتٍ أخرى، مثل: وزارة التّسامح واللامستحيل وغيرها لتعزيز مستوياتِ الرّضاء عموماً، وتسهيلِ الخدمات الحكوميّة وتسريعها خصوصاً.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: