الرئيسية الأخبار منصة Journify الإماراتية تتوسّع خليجيّاً بعد تضاعف تقييمها

منصة Journify الإماراتية تتوسّع خليجيّاً بعد تضاعف تقييمها

منصةٌ مدعومةٌ بالذكاء الاصطناعي تعزّز انتشارها في السّعودية والإمارات لتلبية الطّلب المتزايد على تسويقٍ آمنٍ قائمٍ على الأداء والخصوصيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ها المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

تسارع شركة "جورنيفاي" (Journify)، المنصة الإماراتيّة لتفعيل البيانات بالذكاء الاصطناعي، في توسّعها عبر المملكة العربيّة السّعوديّة، والإمارات، والمنطقة الخليجيّة الأوسع، بعد أن ضاعفت تقييمها ونمت إيراداتها بمقدار خمسة أضعافٍ خلال فترة 6 أشهرٍ.

تأسّست جورنيفاي في الإمارات عام 2023 على يد توفيق الجمالي وأمين شوكي، وتعمل على مساعدة العلامات التجارية في استثمار بياناتها من الطّرف الأوّل لتحقيق نموٍّ ملموسٍ، في وقتٍ تتزايد فيه الضّغوط على المعلنين لتقديم عوائد أعلى ضمن بيئةٍ رقميّةٍ متغيّرةٍ بسرعةٍ. تُتيح المنصّة للشّركات تفعيل بيانات عملائها عبر قنواتٍ، مثل: "ميتا" (Meta)، و"تيك توك" (TikTok)، و"سناب شات" (Snapchat)، و"غوغل" (Google)، و"إكس" (X)، بهدف تحويل تحليلات العملاء إلى أداءٍ قابلٍ للقياس وقابل للتّوسع.

جولة التّمويل الأخيرة للشّركة، والّتي دعمتها شركة "شروق" (Shorooq) الاستثماريّة متعدّدة الأبعاد ومقرّها أبو ظبي، وشركة "بناة فنتشرز" (Bunat Ventures) لمشاريع رأس المال المغامر والبناء الاستثماريّ، ومنصة "بلغ آند بلاي" (Plug and Play) الابتكاريّة ورأس المال المغامر من كاليفورنيا، ستُستخدم لتمويل المرحلة التّالية من النّموّ. وأوضح الجمالي، الرّئيس التّنفيذيّ لجورنيفاي، أنّ الاستثمار سيُسرّع ثلاثة أولويّاتٍ رئيسيّةٍ تشمل: تعزيز الابتكار في المنتج القائم على الذكاء الاصطناعي، وتوسيع الحضور في أسواق الخليج، وتحسين قدرات نجاح العملاء.

وفي حديثه مع منصة "عربية .Inc"، قال الجمالي إنّ التّحدّي الدّاخليّ الأكبر للشّركة كان موازنة التّوسّع السّريع مع تنظيم العمليّات. وأضاف: "مع نموّنا، كنّا بحاجةٍ إلى تطوير بنية بيانات العملاء، وتسهيل انضمام العملاء من فئة المؤسّسات، وتحسين التّعاون بين مكاتبنا مع الحفاظ على مرونة الشّركات النّاشئة". وأردف: "استثمرنا بشكلٍ كبيرٍ في توظيف متخصّصين في تكنولوجيا التّسويق، كما ركّزنا على ترسيخ ثقافةٍ تجمع بين التّميّز التّقنيّ وفهمٍ عميقٍ لأسواق الخليج".

ويأتي صعود جورنيفاي في وقتٍ تواجه فيه العلامات التجارية في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديّاتٍ متزايدةً، مثل: القوانين الصّارمة المتعلّقة بالخصوصيّة، واختفاء ملفّات تعريف الارتباط من الطّرف الثّالث، وتجزئة أطر القياس. وقد تمكّنت المنصّة من ترسيخ مكانتها كشريكٍ مثاليٍّ للشّركات الباحثة عن حلولٍ تسويقيّةٍ قائمةٍ على الأداء وتتوافق مع معايير الخصوصيّة.

ويتقاطع نموّ الشّركة مع المسار العامّ للإعلان الرّقميّ في دول الخليج؛ فوفقاً لتقريرٍ صادرٍ عن "مكتب الإعلانات التّفاعليّة في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا" (Interactive Advertising Bureau - IAB MENA)، ارتفع الإنفاق على الإعلانات الرّقميّة في المنطقة بنسبة 20% خلال عام 2024 ليصل إلى 7 مليارات دولارٍ أمريكيٍّ. ومع ذلك، ما يزال المعلنون يواجهون تحديّاتٍ مرتبطةً بتشتّت البيانات، وانعدام الشّفافيّة، وتعقيد القياسات، وهي مشكلاتٌ تسعى جورنيفاي لحلّها عبر نهجٍ يعتمد على الذكاء الاصطناعي من البداية.

وفي سياق توسّعها، تنفّذ الشّركة ما وصفه الجمالي بأنّه "استراتيجيّة توسّعٍ مستهدفةٌ تركّز على القطّاعات عالية القيمة ذات التّفاعل الكبير من المستهلكين وميزانيّات تسويقٍ رقميةٍ كبيرةٍ". وتشمل خارطة الطّريق قطّاعاتٍ، مثل: التّجزئة، والرّعاية الصّحيّة، والسّيارات، والعقارات، الّتي ترى فيها الشّركة فرصاً قويّةً لتقديم حلول بياناتٍ من الطّرف الأوّل.

وأوضح الجمالي: "نركّز في تطوير منتجنا على تلبية المتطلّبات المحليّة، من خلال تكاملاتٍ أصليّةٍ مع منصّاتٍ إقليميّةٍ، وأدوات إدارة الموافقات المتوافقة مع الخصوصيّات الثّقافيّة، وخيارات نشرٍ مرنةٍ تضمن الامتثال لقوانين إقامة البيانات الصّارمة في المنطقة". وأردف: "نستمرّ في تلقّي الملاحظات من العملاء ودمجها مباشرةً في تحسين عروضنا بما يتماشى مع خصوصيّة السّوق الإقليميّ".

كما يرى الجمالي أنّ الميّزة التّنافسيّة لجورنيفاي في عصر ما بعد الكوكيز تكمن في التّنفيذ الدّقيق؛ فقال: "بينما تكتفي الكثير من المنصّات بجمع بيانات الطّرف الأوّل، ونحن نتميّز في تفعيلها في الوقت الحقيقيّ على قنوات التّسويق المدفوعة والمملوكة، مع مراقبةٍ مستمرّةٍ للأداء". وأضاف: "صُمّمت منصّتنا خصيصاً لعصر الخصوصيّة، وتستخدم بنيةً تعتمد على الذكاء الاصطناعي لربط رؤى العملاء بحملات تسويقٍ قابلةٍ للتّنفيذ. ومع تطوّر القوانين المتعلّقة بالخصوصيّة في الخليج، يصبح نهجنا المرتكز على التّصميم المراعِي للخصوصيّة ميّزةً تنافسيّةً ثمينةً ضمن نظام تكنولوجيا التّسويق في المنطقة".

ويرتبط النّموّ السّريع الذي حقّقته جورنيفاي بتعاونها مع اثنين من أكبر عملائها: مكتبة ومتجر "جرير" (Jarir) في السعودية، وسوق ومنصة بيع الأثاث "بايتونيا" (Baytonia) في الخليج؛ فقد ساعدت المنصة جرير على تفعيل بياناتها على منصة ميتا، ممّا أدى إلى تحقيق زيادةٍ بنسبة 182% في عائد الإنفاق الإعلانيّ، وتقليص تكلفة الشّراء بنسبة 51%. أمّا بايتونيا، فقد شهدت نموّاً بنسبة 80% في العوائد الإعلانيّة، وانخفاضاً بنسبة 44% في تكلفة الشّراء على تيك توك.

وأشار الجمالي إلى أنّ جولة التّمويل الأخيرة لم تُضف فقط رأس المال، بل رفعت من مصداقيّة جورنيفاي لدى العملاء من فئة الشّركات، ممّا يمهّد الطّريق لشراكاتٍ استراتيجيّةٍ جديدةٍ على غرار ما تمّ مع جرير وبايتونيا. وقال: "نعمل حاليّاً على تكرار نموذج هذه الشّراكات في قطّاعاتٍ إضافيّةٍ تشمل التّجزئة، والرّعاية الصّحيّة، والعقارات، والسّيارات".

ومن أجل مواكبة تطوّر متطلّبات العملاء، تعمل جورنيفاي على تطوير قدراتها في الذكاء الاصطناعي نحو نظمٍ تعتمد على "الذكاء الوكيل" (agentic AI) التي تمكّن من تخصيصٍ فرديٍّ واسع النّطاق. وتهدف المنصّة إلى اعتماد وكلاء ذكيّين مستقلّين لدعم التّجارب الشّخصيّة، وتحسين استهداف الوسائط، وزيادة معدّلات التّحويل على امتداد رحلة العميل.

وقال الجمالي: "نتوقّع أن تُعيد أنظمة الذّكاء الوكيل خلال 3 إلى 5 سنواتٍ تشكيل سير العمل التّسويقيّ بالكامل؛ فبدلاً من مراقبة لوحات البيانات، سيتفاعل المسوّقون مع وكلاء ذكيّين يستبقون الأحداث، ويوصون بتحسيناتٍ، وينفّذون التّعديلات بأنفسهم". وأضاف: "ستعدّل هذه الأنظمة معايير الحملات تلقائيّاً، وتبني تجارب مخصّصةً، وتقترح استراتيجّيات نموٍّ مبنيّةً على أداءٍ لحظيٍّ". كما أكّد أنّ جورنيفاي بدأت بالفعل بطرح النّسخ الأولى من هذه الوكلاء، الّذين يتعلّمون باستمرارٍ من تفاعل المستخدمين والنّتائج.

وفي ختام حديثه، أعطى الجمالي نصيحةً بليغةً للمؤسّسين الّذين يخوضون غمار مراحل النّموّ الأولى؛ فقائلاً: "لا تغرق في بناء منتجٍ مثاليٍّ خلف الأبواب المغلقة، بل أطلقه بسرعةٍ، وكن حاضراً للإصغاء بإنصاتٍ. فالإلهام الحقيقيّ لا يأتي من النّماذج النّظريّة، بل من صوت العميل وتجربته الواقعيّة. حين تبني علناً، ولو أمام عددٍ محدودٍ من المستخدمين الأوائل، فإنك تكتسب دفعةً قويّةً من الزّخم، وتصل إلى وضوحٍ يساعدك على تطوير منتجك برؤيةٍ ناضجةٍ وهدفٍ واضحٍ".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: