الرئيسية الأخبار مستر بيست في الرياض: خطوة استراتيجية نحو جمهور الشرق الأوسط

مستر بيست في الرياض: خطوة استراتيجية نحو جمهور الشرق الأوسط

يفتتح مستر بيست منتزهاً ترفيهيّاً ضخماً في الرياض ضمن موسم 2025، مؤكّداً دور المملكة كوجهة عالمية لصنّاع المحتوى والتّجارب الرّقميّة الحديثة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

افتتح نجم اليوتيوب العالميّ مستر بيست (جيمي دونالدسون)، الّذي يتجاوز عدد متابعيه 450 مليون شخصٍ حول العالم، منتزهاً ترفيهيّاً مؤقّتاً في العاصمة السّعوديّة الرّياض، ليؤكّد مجدّداً أنّ المملكة أصبحت وجهةً رئيسيّةً لنجوم المحتوى العالميّين الّذين يبحثون عن التّوسّع نحو جمهورٍ جديدٍ في الشّرق الأوسط. وجاء هٰذا الافتتاح ضمن فعاليّات موسم الرّياض 2025، الّذي يسعى إلى ترسيخ مكانة المدينة كعاصمةٍ إقليميّةٍ للتّرفيه والسّياحة في إطار رؤية السّعوديّة 2030.

منذ السّاعات الأولى للافتتاح، تدفّقت العائلات والشّباب إلى منتزه بيست لاند (Beast Land)، الّذي أعاد تقديم التّحدّيات والمغامرات الّتي اشتهر بها مستر بيست في مقاطع الفيديو الخاصّة به. وقد تحوّل المكان إلى ساحةٍ حقيقيّةٍ للمنافسة، إذ صمّمت الألعاب بطريقةٍ تجمع بين التّرفيه والجرأة، ليعيش الزّوّار تجربةً تحاكي عالم يوتيوب الواقعيّ، حيث التّحدّي والحماس والمكافآت الماليّة الضّخمة.

يستمرّ منتزه بيست لاند حتّى السّابع والعشرين من ديسمبر، وهو جزءٌ من موسم الرّياض السّنويّ الّذي يهدف إلى تعزيز السّياحة واستقطاب الفعاليّات العالميّة، بينما تسعى السّعوديّة إلى تنويع اقتصادها وتوسيع حضورها في مجالات الثّقافة والتّرفيه. وقد صرّح مستر بيست لوكالة الأنباء الفرنسيّة قائلاً: "أغلب جمهورنا موجودٌ خارج أمريكا الشّماليّة، ولدينا عددٌ كبيرٌ من المشاهدين في الشّرق الأوسط. أردت أن أفعل شيئاً مختلفاً وممتعاً لمتابعينا هنا في المنطقة".

مع بدء الحفل، عمّت الأجواء الحماسيّة المكان. فبعد عدٍّ تنازليٍّ ضخمٍ على الشّاشات العملاقة، ظهر مستر بيست على المسرح وسط ألسنة اللّهب وأضواء اللّيزر والدّخان الملوّن وعروض الطّائرات المسيّرة، بينما دوّى تصفيق الجمهور في الأرجاء. ثمّ قدّم جوائز نقديّةً فوريّةً من خلال حقائب وصناديق مملوءةٍ بالنّقود، حيث يحصل الفائز اليوميّ على سبعة آلاف ريالٍ سعوديٍّ (نحو 1,866 دولاراً)، فيما تمنح الجائزة الكبرى الّتي تبلغ مليون ريالٍ سعوديٍّ (حوالي 266,000 دولارٍ) لصاحب أعلى مجموع نقاطٍ بعد مرور خمسةٍ وأربعين يوماً من المنافسات.

وفي مقطع فيديو نشره عبر حساباته على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ظهر مستر بيست أمام بوّابة المنتزه المصمّمة على شكل رأس نمرٍ أزرق تلمع عيناه بالبرق وتحمل ملامح شعاره الشّهير، وقال: "إنّه المشروع الأجرأ في حياتي، ولا أستطيع الانتظار لرؤيتكم تخوضون هٰذه التّجربة بأنفسكم". وبهٰذا الإعلان، عزّز مستر بيست حماس جمهوره الّذي يرى فيه نموذجاً للمغامرة والإبداع غير التّقليديّ.

نجح مستر بيست خلال سنواتٍ قليلةٍ في بناء إمبراطوريّةٍ رقميّةٍ تتجاوز تأثيرها الحدود الجغرافيّة، إذ أصبحت علامته مرتبطةً بالمغامرات الإنسانيّة والمنافسات ذات الجوائز الضّخمة. ومع امتلاكه قاعدةً جماهيريّةً تتخطّى عدد سكّان الولايات المتّحدة، بدا حضوره في السّعوديّة خطوةً طبيعيّةً لتوسيع نطاق تأثيره نحو جمهورٍ شابٍّ يشكّل خمسةً وسبعين في المائة من سكّان المملكة.

وتبدو المملكة، بتركيبتها السّكّانيّة الشّابّة وبنيتها الرّقميّة المتطوّرة، بيئةً مثاليّةً لمحتوى من هٰذا النّوع. فوفق تقرير شركة بي دبليو سي (PwC) لعام 2025، تصل نسبة استخدام الهواتف الذّكيّة إلى أكثر من 98%، بينما تبلغ نسبة انتشار الإنترنت نحو 98% أيضاً، ممّا يجعل السّعوديّة من أكثر الدّول تفاعلاً مع المحتوى الرّقميّ في العالم. وتشير التّقارير إلى أنّ السّعوديّين من بين "أكثر الشّعوب استهلاكاً لوسائل الإعلام عالميّاً"، وهو ما يفسّر الإقبال الكبير على أحداثٍ مثل بيست لاند.

ومع أنّ بعض المنظّمات الحقوقيّة وجّهت انتقاداتٍ للمملكة متّهمةً إيّاها باستخدام ما يعرف بـ"تلميع الصّورة الثّقافيّة" من خلال استضافة المشاهير العالميّين، فإنّ كثيرين يرون أنّ مثل هٰذه الفعاليّات تمثّل مرحلةً جديدةً من الانفتاح، تسهم في إعادة تشكيل صورة المملكة كمركزٍ عالميٍّ للتّرفيه والتّجربة الرّقميّة.

اختيار مستر بيست للرّياض لم يكن صدفةً، بل خطوةً مدروسةً تجمع بين التّرفيه والتّأثير الاجتماعيّ؛ فبينما تسعى السّعوديّة إلى تحويل العاصمة إلى مركزٍ للتّجربة التّفاعليّة الحديثة، يبحث مستر بيست عن أسواقٍ جديدةٍ لجمهوره الّذي يمتدّ من نيويورك إلى دبي والرّياض. إنّها شراكةٌ غير رسميّةٍ بين التّرفيه الرّقميّ والرّؤية المستقبليّة، وعنوانها الطّموح والانفتاح.

ومع استمرار النّجاح الهائل الّذي يحقّقه الحدث، يبدو أنّ تجربة بيست لاند في الرّياض قد تمهّد الطّريق لمزيدٍ من التّعاون بين صنّاع المحتوى العالميّين والجهات التّرفيهيّة في المنطقة، ممّا يجعل الشّرق الأوسط -كما قال مستر بيست نفسه- "المحطّة التّالية الكبرى في عالم الإبداع الرّقميّ والتّرفيه الواقعيّ".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: