الرئيسية الأخبار PRYPCO تحصد أول استثمار عقاري تكنولوجي بالشرق الأوسط

PRYPCO تحصد أول استثمار عقاري تكنولوجي بالشرق الأوسط

منصّةٌ عقاريّةٌ تكنولوجيّةٌ ناشئةٌ تنطلق من الإمارات لتجذب واحداً من أبرز المستثمرين العالميّين، في خطوةٍ تعكس تحوّل المنطقة إلى مركزٍ إقليميٍّ للابتكار

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أعلنت منصة التّكنولوجيا العقاريّة "بريبكو" (PRYPCO)، الّتي تتّخذ من دبي مقرّاً لها، عن إغلاق جولة تمويلٍ ما قبل السّلسلة "أ" بقيادة "جنرال كاتاليست" (General Catalyst)، في أوّل استثمارٍ لها بمجال التّكنولوجيا العقاريّة في الشّرق الأوسط.

تأسّست بريبكو عام 2022 على يد أميرة سجواني في الإمارات، وسرعان ما برزت كأحد أبرز اللّاعبين في القطّاع العقاريّ التّكنولوجيّ بالمنطقة. ففي أقلّ من عامين، نجحت الشّركة في تسهيل قروضٍ عقاريّةٍ بقيمة تقارب 10 مليارات درهمٍ (2.72 مليار دولارٍ)، ودعمت أكثر من ثلاثة آلاف تأشيرةٍ ذهبيّةٍ، وجذبت أكثر من خمسين ألف مستخدمٍ.

وفي حوارٍ مع منصة "عربية .Inc"، أكّدت سجواني أنّ دخول جنرال كاتاليست على خطّ الاستثمار يمثّل اعترافاً برؤية بريبكو، كما يعكس تنامي دور دبي كمركزٍ للتّكنولوجيا العقاريّة؛ فقالت: "يعزّز هذا الاستثمار ثقتنا في الطّريق الذي نسلكه، ويفتح لنا أبواب النّموّ عالميّاً. بدعمهم سنتمكّن من توسيع خدماتنا، بدءاً من القروض العقاريّة والملكيّة الجزئيّة، إلى العقارات المرمّزة، وخدمات التّأشيرة الذّهبيّة، ومنصّة الوكلاء. والأكثر إثارةً هو الزّخم الّذي يمنحه هذا الّتمويل لمهمّتنا في تحويل مستقبل العقار بالمنطقة، وتقديم حلولٍ قادرةٍ على التّوسّع عالميّاً".

وتعدّ هذه الجولة التّمويليّة الثّانية لبريبكو خلال أقلّ من عام، إذ كانت قد جمعت عشرة ملايين دولارٍ في أكتوبر 2024 ضمن جولةٍ تأسيسيّةٍ قادتها "شوروق" (Shorooq).

ترى سجواني أنّ نجاح الشّركة لا يقوم على الابتكار وحده، بل على قدرتها في كسب ثقة العملاء والتّغلّب على الشّكوك المرتبطة بالملكيّة الجزئية والأصول المرمّزة؛ فقالت: "كان أكبر تحدٍّ واجهناه بناء الثّقة في نماذج جديدةٍ بالكامل مثل التّرميز والملكيّة الجزئيّة. وللتّغلب على ذلك، ركّزنا على الشّفافية، والالتزام بالقوانين، والتّعاون المباشر مع الجهات التّنظيميّة والمؤسّسات".

وأضافت أنّ الشّراكات كانت حجر الأساس في نموّ بريبكو، إذ لعبت دوراً محوريّاً في ترسيخ الثّقة. ففي مايو 2025، تعاونت الشّركة مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي لترميز صكوك الملكيّة في سابقةٍ عالميّةٍ، شكّلت نقطة تحوّلٍ في مصداقيّتها. ومع تحالفاتها المصرفيّة والتّكنولوجيّة، حصلت بريبكو على الشّرعية والحجم اللّازمين للنّموّ السّريع، مع الحفاظ على الابتكار في إطارٍ منظّمٍ.

كما أشارت سجواني إلى أنّ انطلاق الشّركة من الإمارات منحها أرضيّةً صلبةً للنّموّ؛ فقالت: الإمارات واحدةٌ من الأماكن القليلة الّتي يتحرّك فيها الابتكار والتّشريع بانسجامٍ، إذ لا تكتفي الحكومة هنا بتشجيع الأفكار الجديدة، بل تضع الأطر الّتي تجعلها ممكنةً، من الصّكوك الرّقميّة إلى إطلاق مركز دبي للتّكنولوجيا العقاريّة ضمن استراتيجيّة العقار 2033. هذا المناخ التّقدّميّ، المدعوم ببنيةٍ تحتيّةٍ عالميّةٍ، يمنح روّاد الأعمال مثلنا الثّقة للتّوسّع عالميّاً من دبي".

كما أنّ انتعاش السّوق العقاريّة في دبي أسهم بدورٍ كبيرٍ في توفير بيئةٍ خصبةٍ لنموّ التّكنولوجيا العقاريّة؛ فقد بلغت قيمة السّوق 2.24 مليار درهمٍ (610 ملايين دولارٍ) عام 2024، مع توقّعات بأن يتضاعف ثلاث مرّاتٍ تقريباً بحلول 2030 وفق أجندة دبي الاقتصاديّة D33، وهو ما يوفّر حجماً وتنوّعاً وسرعة نموٍّ تجعل من الإمارات ساحة اختبار عالميّة للابتكار، ومكاناً تُرسم فيه معايير جديدة للتّكنولوجيا العقاريّة.

وترى سجواني أنّ القطّاع يقف على أعتاب تحوّلٍ سيجعل ملكيّة العقار أكثر شمولاً.؛ فقالت: "سنشهد تحوّلاً يجعل العقار أكثر سهولةً في التّملّك وأكثر سيولةً وشفافيّةً من أيّ وقتٍ مضى. إذ ستتجاوز الملكيّة الجزئيّة والرّمزيّة مرحلة الرّواد الأوائل لتصبح نماذج استثماريّةً سائدةً، ما يفتح المجال أمام شريحةٍ أوسع من المستثمرين".

وأوضحت أنّ التّكنولوجيا هي العامل المحرّك لهذا التّحوّل، بدءاً من التّقييمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والموافقات الفوريّة على القروض، وصولاً إلى نقل الملكيّات عبر البلوك تشين، ما يقلّص زمن المعاملات من أسابيع إلى دقائق. وأردفت: "ستتطوّر التّشريعات بسرعةٍ لدعم هذه الابتكارات، ودبي بالفعل تتصدّر المشهد بمبادراتٍ مثل الصّكوك الرّقميّة ومركز التّكنولوجيا العقاريّة؛ فهذه التّغيّرات ستجعل من العقار أصلاً عالميّاً ورقميّاً وشاملاً".

وفي نصائحها لمؤسّسيّ الشّركات العقاريّة التّكنولوجيّة، شدّدت سجواني على أنّ الثّقة هي العنصر الأهمّ. وقالت: "في هذا القطّاع أنت لا تبتكر فحسب، بل تطلب من النّاس أن يضعوا أموالهم ومستقبلهم في مشروعٍ جديدٍ؛ لذلك المصداقيّة هي كلّ شيءٍ. من اليوم الأوّل، تعاون مع الجهات التّنظيميّة والبنوك والشّركاء المؤسّسيّين؛ فتلك العلاقات تمنحك الشّرعية وتبني أساساً للنّموّ طويل الأمد".

كما شدّدت على أنّ البساطة لا تقلّ أهميّةً؛ فقالت: "في مجال العقار، يجب أن تذلّل التّكنولوجيا العقبات بدل أن تخلق عوائق جديدةً؛ فإذا كان منتجك يحتاج إلى كتيّب إرشاداتٍ ليُستخدم، أنت لم تصل بعد. الفائزون في هذا القطّاع هم من يبنون قواعد صلبةً ويقدّمون تجربةً بسيطةً وسلسةً للعميل".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: