يُسجّل مؤتمر Money20/20 الشرق الأوسط أرقاماً قياسيّةً

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

استقطب "مؤتمر Money20/20 الشرق الأوسط" (Money20/20 Middle East) لعام 2025، الّذي انعقد في الرياض، المملكة العربية السعودية، في الفترة من 15 إلى 17 سبتمبر، أكثر من 38,500 مشاركٍ من قادةٍ عالميّين في مجالات التّكنولوجيا الماليّة والمصارف والاستثمار والابتكار الرّقميّ، ليصبح بذلك أكبر تجمّعٍ للتّكنولوجيا الماليّة يُنظَّم في المنطقة، والثّاني على مستوى العالم.

وفي مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أكّدت "أنابيل ماندر" (Annabelle Mander)، النّائب التّنفيذيّ للرّئيس في شركة "تحالف" (Tahaluf)، إحدى الجهات المنظّمة للحدث، قدرة المؤتمر على جمع كامل منظومة القطّاع، من البنوك والمنظّمين إلى الشّركات النّاشئة والمستثمرين؛ فقالت: "ما شهدناه هذا العام يعكس نموّاً ملحوظاً مقارنةً بالنّسخة السّابقة؛ فقد سجلّنا زيادةً مزدوجة الرّقم في عدد العارضين، وأكثر من نصفهم جاءوا من الخارج، ما يعكس رغبةً متزايدةً للشّركات الدّوليّة في التّأسيس والعمل في السعودية. وينطبق هذا الاتّجاه على كامل الحدث؛ فقد نما برنامج المستثمرين بنسبة 300%، ونصفهم من الخارج، ما يبرز الاهتمام بالتّفاعل مع السّوق المحليّ والاستثمار في شركات التكنولوجيا المالية القائمة هنا. ونفس الوضع ينطبق على المتحدّثين، إذ جاء 65% منهم من مختلف أنحاء العالم. ونحن نجمع الخبراء وصانعي السّياسات والحكومة والمنظمين، ما يوفّر منصّةً حقيقيّةً لدفع الابتكار وتحفيز الأعمال".

وحمل مؤتمر هذا العام شعار "حيث المال يمارس أعماله" (Where Money Does Business)، وقدّم أجنحة شراكةٍ، وصالاتٍ تنفيذيّةً، ومساحاتٍ للتّواصل الموجَّه، لتشكل خلفية لمليارات الدّولارات المخصّصة للمنصات الجديدة والبنى التّحتيّة والتّعاونات العابرة للحدود.

شهد الحدث مشاركة أكثر من 450 علامةً تجاريّةً دوليّةً في مجال التّكنولوجيا الماليّة، وأكثر من 1,050 مستثمراً، حيث ارتفعت المشاركة العالميّة بنسبة 207% مقارنة بالنّسخة السّابقة، فيما تضاعف حضور المستثمرين ثلاث مرّاتٍ، ما يعكس تدفق رأس المال الدّوليّ نحو القّطاع الماليّ السعّوديّ. ويضمّ قطّاع التكنولوجيا المالية في المملكة أكثر من 280 شركةً ناشئةً نشطةً ويشكّل ركيزةً لسوق رأس مالٍ يقدّر بـ640 مليار دولارٍ أمريكيٍّ، ما يجعل السّعوديّة بوّابةً للمستثمرين العالميّين إلى منطقة الشّرق الأوسط الأوسع.

قالت أنابيل: "لتحقيق النّجاح في السّوق السّعوديّ، يجب أن تكون حاضراً وفعّالاً هنا. ويجب التّفكير في تأسيس مكتبٍ، وربّما جعل المقرّ الرّئيسيّ الإقليميّ في السّعوديّة، والتّفاعل مع المجتمع والمنظومة المناسبة. ويعدّ مؤتمر Money20/20 الشرق الأوسط مثاليّاً لذلك، لأنّ المنظومة موجودةٌ هنا. عليك التّواصل مع المنظّمين وفهم الحكومة، والمضي قدماً بطريقةٍ صحيحةٍ. والفرصة ضخمةٌ، لكن النّجاح يتطلّب التّواجد الفعليّ".

عكست الإعلانات الصّادرة خلال المؤتمر هذا الزّخم، حيث شهدت المملكة دخول عمالقة التكنولوجيا الدولية مثل: "غوغل" (Google) و"علي باي" (Alipay) لأوّل مرّةٍ، بإطلاق خدمات "غوغل باي" (Google Pay) و"محفظة غوغل" (Google Wallet) عبر "بنك الراجحي" (Al Rajhi Bank) و"بنك الرياض" (Riyad Bank). وكشفت شبكة المدفوعات العالميّة "فيزا" (Visa) عن قدرات قبولٍ مبتكرةٍ لتعزيز التّجارة الرّقميّة وتحسين إدارة المدفوعات لدى التّجّار.

وعلى الصّعيد المحليّ، أطلقت شركة رأس المال المغامر السعودية (STV) وذراع الابتكار لمجموعة تداول السعودية (Saudi Tadawul Group)، أوّل منصّة تداول أصولٍ خاصّةٍ في المملكة. فيما أعلنت منصة "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" "تمارا" (Tamara) عن تمويلٍ بقيمة 2.4 مليار دولارٍ مدعومٍ بالأصول بالتّعاون مع "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs) و"سيتي غروب" (Citigroup)، وكلاهما مقرّه في نيويورك.

وكانت أجندة المؤتمر طموحةً بقدر ما كانت الإعلانات كبيرة، حيث ألقى كلماتٍ افتتاحيّةً كلٌّ من معالي محمد الجدعان، وزير الماليّة ورئيس لجنة برنامج تطوير القطّاع الماليّ، ومعالي أيمن السياري، محافظ البنك المركزيّ السّعوديّ، ومعالي محمد الكويز، رئيس هيئة السّوق الماليّة.

ركّز اليوم الثّاني على التّنظيم، والابتكار الشّامل، واستراتيجيّات رأس المال، بمشاركة متحدّثين مثل "كارولين فام" (Caroline D. Pham)، رئيسة بالإنابة للجنة تداول السّلع الأمريكيّة (US Commodity Futures Trading Commission)، و"ماريو نوبيل" (Mario Nobile) من الوكالة الرّقميّة الإيطاليّة (Italy’s Digital Agency)، و"كولين باين" (Colin Payne) من هيئة السّلوك الماليّ البريطانيّة (UK Financial Conduct Authority).

في اليوم الأخير، تناول المؤتمر مرونة العملات المستقرّة، والبنية التّحتيّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والثّقة الرّقميّة، بمشاركة "ستاندرد تشارترد بنك" (Standard Chartered Bank) و"بلاك روك" (BlackRock) و"جمعيّة التّكنولوجيا الماليّة في الشرق الأوسط" (MENA Fintech Association) و"المجلس العالميّ لأعمال البلوكتشين" (Global Blockchain Business Council).

وحظيت نسخة 2025 القياسيّة من المؤتمر بدعم الشّركاء المؤسّسين: "بنك الراجحي" (Al Rajhi Bank)، و"بنك الرياض" (Riyad Bank)، و(بنك STC)، و"البنك الأهلي السعودي" (Saudi National Bank)، و"تمارا" (Tamara)، و"فيزا" (Visa)، و"فيجن بنك" (Vision Bank)، إلى جانب مجموعةٍ واسعةٍ من الرّعاة، من بينهم "عبد اللطيف جميل" (Abdul Latif Jameel)، و"برق" (Barq)، و"بنك السعودي الفرنسي" (Banque Saudi Fransi)، و"إجادة" (Ejada)، و"إنجاز" (Enjaz)، و"ماستركارد" (MasterCard)، و"نيو ليب" (Neo Leap)، و"مجموعة تداول السعودية" (Saudi Tadawul Group)، و"تمام" (Tamam)، و"تِقمو" (Tiqmo).

ومن المقرّر أن تُقام النّسخة القادمة من Money20/20 الشّرق الأوسط في 14-16 سبتمبر 2026 بمركز الرّياض للمعارض والمؤتمرات (Riyadh Exhibition and Convention Center)، مع توقّعاتٍ بمزيدٍ من الابتكار والرّؤى وإتمام الصّفقات؛ فقالت أنابيل: "نتوقّع نموّاً أكبر، وتأثيراً أوسع، والأهمّ من ذلك، المزيد من الأعمال والصّفقات؛ فهذا هو هدفنا للعام المقبل. ونعمل على توسيع الحدث ليصبح أسبوعاً كاملاً للتّكنولوجيا الماليّة في السعودية، مع تفعيل كامل مدينة الرياض على مدار السّبعة أيام؛ بمزيدٍ من المحتوى، ومشاركةٍ أكبر من أصحاب المصلحة، ومزيدٍ من المشاركين الدّوليّين".