الرئيسية التنمية لا تُخطط دون أن تنفذ.. إليك كيف تلتزم بعاداتك الجديدة في عامك الجديد

لا تُخطط دون أن تنفذ.. إليك كيف تلتزم بعاداتك الجديدة في عامك الجديد

المشكلة ليست في القرارات، بل في الطريقة المتبعة لتحقيق الأهداف المرسومة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بقلم جيف هيدن Jeff Haden، محرر مساهم في Inc.

من المحتملِ أن تكونَ على درايةٍ مؤلمةٍ بإحصائيّاتِ قراراتِ رأسِ السّنةِ الجديدةِ، فإذا كنتَ واحداً ممن تشملهم الإحصائياتُ: سواء كان الهدفُ صغيراً (ويبدو) أنّه يُمكن تحقيقهُ بسهولةٍ أو كان هدفاً كبيراً يُغيّر مسارَ الحياةِ، فيبدو أنّ النّاسَ يفشلون في كليهما بنفسِ المعدّلِ: تقريباً 80% من الأشخاصِ الّذين يقرّرون قراراتِ رأسِ السّنةِ الجديدةِ يتخلّون عنها بحلولِ الأسبوعِ الثّاني من فبراير. [1]

الكثيرون لا يقتربون حتّى من ذلكَ التّاريخ، إذ يتوقّعُ البحثُ -الّذي أجرته Strava باستخدامِ أكثرَ من 800 مليون نشاطٍ سجّله المستخدمون في عام 2019- أن يكونَ اليوم الّذي يتخلّى فيه معظمُ الأشخاصِ عن قراراتهم لرأسِ السّنةِ الجديدةِ هو 19 يناير؛ تُسميّه Strava: يوم الانسحاب.

لا شكّ أنّ تحقيقَ هدفٍ كبيرٍ أصعبَ من تحقيقِ هدفٍ صغيرٍ، إلّا أنّ صعوبةَ الهدفِ الّذي حدّدتَه ليست بأهميةِ تطويرِ العاداتِ الّتي تمكّنكَ من تحقيقِ هذا الهدفِ. فإن لم تفعل ذلكَ، أنت فقط تتمنّى وتأمل؛ نواياكَ رائعةٌ، ولكن ما لم تضع عاداتٍ جديدةٍ، فإنّ فرصَ نجاحكَ تكادُ تكونُ غير موجودةٍ.

لنقم بتصحيحِ ذلكَ. إليكَ بعض الخطواتِ البسيطةِ الّتي يُمكنكَ اتّخاذها -ليس فقط لتلتزمَ بقراراتِ رأسِ السّنة الجديدةِ- ولكن الأهمّ من ذلكَ لتحقيقِ أيّ هدفٍ تحدّدهُ.

أولاً، حوّل قرارك إلى هدفٍ محددٍ وقابلٍ للقياس

ربّما قررتَ أن تكونَ في لياقةٍ أفضلَ هذا العام؛ إنّه هدفٌ رائعٌ، ولكن ماذا يعني بالضّبطِ البقاء في لياقةٍ أفضل؟ أساساً، لا شيء.

كيف يكون الهدفُ أفضل؟ ربّما "فقدان 10 أرطالٍ من وزنكَ في 30 يوماً". إنّه هدفٌ محددٌ وقابلٌ للقياسِ، فليسَ الأمرُ فقط أنّكَ تعرفُ ما تريدُ تحقيقهُ، ولكن يُمكنكَ أيضاً إنشاءُ عمليّةٍ مضمونةٍ للوصولِ إلى هذا الهدفِ، لذلك حدّد جدولاً خاصّاً للتّمرينات الرّياضيّة، وضع خطّة النّظامّ الغذائيّ، ثمّ اتّبع الخطّةَ.

وإليكَ مثالٌ آخر، "توسيع عملي" هدفٌ يبدو رائعاً، ولكن ماذا يعني بالضّبطِ؟ أمّا الهدفُ المحدّدُ، فهو: "الحصولُ على ستة عملاء جدد شهريّاً"، وهو يتيحُ لكَ تحديدَ الخطواتَ الّتي يجبُ اتّخاذها لتحقيقِ هذا الهدف. إذاً المفتاحُ هو تحديدُ هدفٍ بشكلٍ محدّدٍ، بحيث يكون من السّهلِ العملُ بشكلٍ عكسيٍّ لإنشاءِ عمليّةٍ يُمكنكَ استخدامها لتحقيقهِ.

ثم ألحقه بالعادات الحالية

هذا العامُ، أحد أهدافي هو أن أكونَ قادراً على القيامِ بتمارينِ العضلاتِ. نظراً لأنّني أذهبُ إلى الصّالةِ الرّياضيّةِ بانتظامٍ -وممارسةُ التّمارينِ الرّياضيّة هي عادةٌ قديمةٌ- فإنّني لا أحتاجُ إلى إنشاءِ عادةٍ جديدةٍ، بل أحتاجُ فقط إلى الاعتمادِ على عادةٍ قائمةٍ.

لذا، بدأتُ بإضافةِ خمس دقائق، ثلاث مرّاتٍ في الأسبوعٍ، من التّمارينِ المصمّمة خصيصاً لتطويرِ القوّةِ الّتي أحتاجها: رفع الجسمِ باستخدامِ القضيبِ المُعلّق مع التّصفيقِ، ورياضةُ المتوازي مع الأوزانِ، ورفعِ الجسمِ باستخدامِ القضيبِ المُعلّقِ مع الأوزانِ، والقفزِ على العارضةِ لبدءِ تعلّمِ الحركةِ، وغيرها. لا أجبرُ نفسي على الذّهابِ إلى الصّالةِ الرّياضيّةِ، فأنا هناك بالفعلِ. ولا أحتاجُ إلى إنشاءِ عادةٍ جديدةٍ كليّاً، بل عليّ فقط تعديلُ القائمةِ.

فلنقل أنّ قراركَ هو شربُ المزيدِ من الماءِ، وهدفكَ هو شرب كوبين إضافيّين من الماءِ يوميّاً، الأمرُ بسيطٌ: اترك كوباً على حوضِ الحمّامِ، وبعد تنظيفِ أسنانكَ -وهي عادةٌ مُرسّخةٌ بالفعل- اشرب كوباً من الماء، وافعل ذلكَ عندما تستيقظُ وقبلَ أن تذهبَ إلى الفراشِ، وهكذا: ستلتزمُ بقراركَ.

إذاً، اعتمد على عادةٍ موجودةٍ بالفعلِ كلّما كان بإمكانكَ ذلكّ؛ إنّهُ أمرٌ أسهل بكثيرٍ من محاولةِ إدخالِ عادةٍ جديدةٍ وتبنّيها.

تأكّد من ترتيب بيئة خاصة 

يُمكن أن يجعلَ استخدام القليلِ من هندسةِ الاختيارِ الأمرَ أسهل بكثيرٍ لتطويرِ عاداتٍ جديدةٍ، وللتّغلبِ على المقاومةِ الطّبيعيّةِ لديكَ لفعلِ الأشياء الصّعبةِ.

قُل إنّكَ تريدُ ممارسةَ التّمارينِ الرّياضيَة أوّل شيءٍ في الصّباحِ. رائعٌ: ضع ملابسَ التّمرينِ بجوارِ سريركَ، إذ بهذهِ الطّريقةِ عندما تستيقظُ، ستضّطر إلى اختيارِ تجاهلِ تلكَ السّراويلِ الرّياضيّة الرّائعة وبشكلٍ مقصودٍ، بدلاً من أن تكونَ مضطرّاً إلى اختيارِ استخراجها من الدّرجِ.

أتريدُ تناولَ المزيد من الفاكهةِ؟ رائعٌ: احتفظ بوعاءٍ من التّفاحِ على مكتبكَ، أتريدُ تناولَ كميّة أقلّ من الآيس كريم؟ أنا أيضاً: لذلكَ أتأكّدُ من عدمِ وجودِ الآيس كريم في منزلنا، أتريدُ بدايةً أكثر إنتاجيّةً في كلّ يومٍ؟ في نهايةِ كلّ يوم عملٍ، قرّر ما ستفعلهُ أوّلاً في اليومِ التّالي، ثم رتّب كلّ شيءٍ تحتاجهُ للبدءِ بذلكَ فوراً، إذ بهذه الطّريقة، لن تضطرَّ إلى استدعاءِ إرادتكَ للبدءِ، بل يُمكنكَ فقط الجلوس والبدء!

هندسةُ الاختيارِ هي وسيلةٌ رائعةٌ لتجنّبِ الحاجةِ إلى الإرادةِ، ولفعلِ الأشياءِ الّتي ترغبُ حقّاً في القيامِ بها.

قس تقدّمك بشكلٍ فعّالٍ

أهدتني زوجتي ساعةَ آبل Apple، لم أكن أعتقد أنّني بحاجةٍ إليها: ليس فقط لأنّني أحدُ أقلّ الأشخاصِ اتّصالاً افتراضيّاً، ولكنّني أيضاً لم أكن بحاجةٍ إلى جهازٍ للياقةِ البدنيةِ يُمكنني ارتداؤه لمساعدتي في البقاءِ على المسارِ الصّحيحِ.

الكلمةُ الرّئيسيةُ هنا هي "الحاجة"، لكن تبيّن أنّ السّاعةَ ممتعةٌ. فأنا أحبّ رؤيةَ إحصائياتي، وأحبّ إغلاقَ الأمورِ المفتوحةِ، وأحبّ الحفاظَ على عاداتي الّتي أتبعها. لقد أضافت السّاعةُ بُعداً ممتعاً إلى العاداتِ الموجودةِ بالفعل، وساعدتني في تطويرِ بعضِ العاداتِ الأخرى.

نحن عادةً نكون كما نقيس، لذا ابحث عن طرقٍ بسيطةٍ لقياسِ ما ترغبُ في أن تكونَ، ثم التزم بها؛ لأنّ الحياةَ التي لا يتم اختبارها تميلُ إلى أن تكون حياةً بدونِ تحقيقِ أهدافٍ.

لا تقلق بسبب الأيام السيئة

تطويرُ العاداتِ الجيّدةِ صعبٌ للغايةِ، وكسرها سهلٌ للغايةِ. لنقل إنّكَ تحاولُ فقدانَ عشرة أرطالٍ من وزنكَ: تكونُ في المسارِ الصّحيحِ لبضعةِ أسابيع، ولكن يوماً ما لا يُمكنكَ مقاومة الآيس كريم، ثمّ لا تستطيعُ التّوقفَ عن تناولهِ (يُمكنني بسهولةٍ إفراغُ نصف جالون في جلسةٍ واحدةٍ). ولأنّك أفسدتَ نظامكَ الغذائيّ، تعتقدُ أنّ الأمرَ قد انتهى، فتهملَ النّظامَ عند العشاءِ أيضاً، ثم تستيقظُ في اليومِ التّالي وتشعرُ بالهزيمةِ، تشعرُ وكأنّكَ قد فشلتَ، وبمجرّدِ أن يحدثَ ذلكَ: لن يبقَ لديكَ رغبةٌ في اتّباعِ نظامٍ غذائيٍّ.

الكمالُ أمرٌ مستحيلٌ. في بعضِ الأحيان ستزل وتُخطئ، وفي بعض الأحيانِ لن تفعلَ ما خططّتَ للقيامِ به. لا بأس، تقبّل الأمرَ، سيطر عليه، ثم عُد إلى رحلةِ تكوينِ العادة الجديدة. إذا كانت خطتّكَ هي الاتّصالُ بعشرةِ عملاء محتملين يوميّاً، ولكن يوماً ما لم تتمكّن إلّا من الاتّصالِ بخمسةٍ... حسناً: تأكّد أن تقومّ بجميعِ الاتّصالاتِ العشرة في اليوم التّالي.

الأمرُ المهمُّ هو قيامكَ بها على المدى الطّويلِ. على الرّغمِ من أنّكَ قد تخفقُ أحياناً، اعتبر الانتكاسةَ مجرّد انتكاسة، ولا تجعلها سبباً لإلغاءِ الأمرِ كلّه. لأنّه لا يوجد أحدٌ مثاليٌّ، ولكن إذا التزمتَ بما خططّت له، ستكون في غايةِ الرّوعةِ، وستكونُ بذلكَ جزءاً من نوعَ الإحصائيّاتِ الّذي ترغبُ به.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: