عزة النعيمي: قيادة تستشرف المستقبل من قلب متحف دبي
اُختيرت مديرة إدارة المشاريع في متحف المستقبل، ضمن قائمة نساء مؤثرات 2025 لمجلة "عربية .Inc" التي تبرز 30 امرأةً رائداتٍ في الأعمال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
بالنّسبة إلى عزة النعيمي، مديرة إدارة المشاريع في متحف المستقبل بدبي، فإنّ عبارة "موجَّه نحو المستقبل" ليست مجرّد شعارٍ طنّانٍ، بل هي جوهر عملها. مُكلَّفةً بتحويل الأفكار الطّموحة والرّؤيويّة للمتحف إلى واقعٍ حيٍّ، تنخرط النعيمي في الممارسة الميدانيّة داخل هذه المؤسّسة المستقبليّة الّتي غدت علامةً فارقةً لدبي والإمارات. والمدينة والدولة، في المقابل، أسهما بدورهما في صياغة مسيرتها المهنيّة.
وتقول النعيمي: "إحدى القرارات الأكثر أثراً في مسيرتي المهنيّة كان أن أقود بعقليّة "العميل أوّلاً، متوائمةً مع رؤية الإمارات، مدفوعةً بروح دبي". فقد أدركتُ منذ البداية أنّ إحداث الأثر يتطلّب أن أرسّخ كلّ قرارٍ في السّياق المحليّ، ويتضمّن ذلك: أن أفهم جمهورنا بعمقٍ، وأن أستجيب لطموحات الدّولة، وأن أتماهى مع وتيرة دبي الفريدة ورؤيتها بوصفها مركزاً عالميّاً للابتكار ومدينةً للمستقبل. وقد تحوّل هذا المنظور إلى مبدأ موجِّهٍ في صياغة الاستراتيجيّات، وإنجاز المشاريع، وبناء العلاقات".
وتروي لحظةً فاصلةً حين كان عليها أن تختار بين البقاء خلف الكواليس أو التقدّم إلى الصّف التّشغيليّ الأماميّ. وتشرح قائلةً: "اخترت أن أكون على الأرض، أن أواجه التّحديّات المباشرة، وإيقاعات العمل، وديناميّات الفرق، والزّوار، والمكان ذاته. ذلك القرار قلب الموازين؛ فقد منحني بصيرةً أنفذ، وإيقاعاً أسرع لتبادل الملاحظات، وقبل كلّ شيءٍ أبقاني لصيقةً بالنّاس الّذين وجدنا هنا لنخدمهم. لم يكن الطّريق الأيسر، لكنّه كان السّبيل الّذي شكّل جوهر أسلوبي في القيادة، وفي بناء الثّقة، وفي صناعة النّتائج".
دروس مستفادة: حوار وسؤال وجواب مع عزة النعيمي
عند استحضار مسيرتك، إذا كان ثمّة نصيحة واحدة تقدّمينها لنفسك قبل أن تبدئي حياتك المهنيّة، فما هي؟ ثم، إذا أُتيح لك أن تعودي بالزّمن لتخبري نفسك بشيءٍ يجب تفاديه أو الامتناع عن القيام به، فما يكون ذلك؟
تقول عزة النعيمي: "لو قُيّض لي أن أوجّه لنفسي نصيحةً واحدةً قبل بدء مسيرتي المهنيّة، لكانت أن أصغي قبل أن أتكلّم. ليس مطلوباً أن أملك جميع الإجابات منذ اللّّحظة الأولى؛ فهناك الكثير ممّا يمكن أن نتعلّمه من الأشخاص من حولنا، مهما كانت أدوارهم أو خبراتهم. يُعين الإصغاء على فهم المواقف على نحو أفضل، وبناء الثّقة، والنّموّ كقائدةٍ أكثر تروّياً ووعياً.
أمّا لو عدت بالزّمن لأخبر نفسي بما يجب تجنّبه، لقلت: توقّفي عن الشّكّ في نفسك. من السّهل أن نتساءل عن قدراتنا، خصوصاً في البيئات الجديدة أو المليئة بالتّحديات. ولكن الشكّ يكبّلك أكثر من أيّ عائقٍ آخر. لذلك، آمني بأفكارك، بحدسك، وبحقّك في أن تكوني في قلب المشهد. ولكلّ امرأةٍ تسير على الدّرب ذاته، تذكّري هذه الحقيقة: لستِ مطالَبةً بالكمال، لكنّك مطالَبة بالحضور. أصغي، وتعلّمي، وثقي بنفسك. هناك يبدأ النموّ الحقيقيّ".