شركة Climaty AI تُحدث ثورة في عالم التسويق الذكي
منصّةٌ تسويقيّةٌ ذكيّةٌ تجمع بين الأداء الفعّال وتقليل البصمة الكربونيّة، مبتكرةً أساليب جديدةً للتّجريب والإبداع ضمن بيئةٍ مستدامةٍ ومتكاملةٍ

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
شركة "كلماتي" (Climaty AI)، شركةٌ ناشئةٌ وُلدت في الهند وتتّخذ من الإمارات مقرّاً لها، نجحت في تأمين تمويلٍ مبكّرٍ بقيمة 2 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، بقيادة صندوق رأس المال المغامر ومسرّع الأعمال "توربوستارت" (Turbostart)، بمشاركة خبراء الذكاء الاصطناعي والمستثمرين الملائكيين.
تأسّست الشركة على يد نيل بانديّا في الهند عام 2025، وتهدف إلى إعادة تشكيل كفاءة التّسويق مع غرس المسؤوليّة البيئيّة في جوهر أعمالها. فقد تطوّرت "كلماتي" منصة تسويق مدفوعة بالذكاء الاصطناعي تتمتّع بالقدرة الوكيلة، تتيح أتمتة تخطيط الحملات وإنشائها وتحسينها، مع تقليل البصمة الكربونية للإعلانات الرّقميّة، سعياً لجعل التسويق مجدياً ومستداماً في الوقت ذاته.
في مقابلةٍ مع "عربية .Inc" وصف المدير التّنفيذيّ بانديا -الّذي شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لمنصة التسويق الذكي "بيكسيس" (Pixis) في سان فرانسيسكو، ولديه خبرةٌ طويلةٌ مع شركاتٍ متعددة الجنسيات مثل "لوريال" (L’Oréal)، "فودافون" (Vodafone)- كلماتي بأنّها "أوّل شركة عالميّة من نوع Climartech"، مؤسّساً فئةً جديدةً عند تقاطع تقنيات المناخ وتقنيات التّسويق.
قال بانديّا: "من جانب تقنيات المناخ، نستلهم قيم الاستدامة والمسؤولية. مع توليد أكثر من 1.4 مليار طن من الانبعاثات الكربونيّة سنويّاً، نضع مقاييس الكربون في منزلة التّكلفة والعائد على الاستثمار. ومن جهة تقنيات التسويق، تقدّم الذكاء الاصطناعي من التحليلات التنبؤية إلى المخرجات التّوليديّة، ثم الفهم السّياقيّ، و"كلمايتي" تدفع هذه التطوّرات إلى أنظمة وكيلة مستقلّة تنسّق النّتائج في الوقت الفعليّ".
شاهد أيضاً: إطلاق منصة SKYNA للطيران الخاصّ في السعودية
ويأتي هذا الطّموح في وقتٍ يشهد فيه مشهد التّسويق نفسه تحوّلاً كبيراً. ووفق أحدث توقّعات مركز أبحاث الإعلان العالمي (WARC)، تجاوز الإنفاق الإعلانيّ العالميّ تريليون دولار، مع استحواذ القنوات الرّقميّة على معظم هذا النّموّ. ومع هذا الحجم، تبقى أوجه عدم الكفاءة متأصّلةً بعمقٍ.
وأشار بانديا إلى أنّ مستقبل التّسويق يعاد تشكيله بفعل ثلاثة قوىً مؤثّرةً: العيوب البنيويّة، والضّغوط التّنظيميّة، ونقطة التّحوّل التّكنولوجيّ؛ فقال: "حوالي 37% من الميزانيّات الإعلانيّة العالميّة ما تزال تُهدر بسبب التّكرار، أو الاستهداف الضّعيف، أو الإبداع غير الفعّال". وأضاف عن الجانب التّنظيميّ: "تتطوّر معايير الإفصاح حول المناخ والحوكمة البيئيّة والاجتماعيّة من كونها اختياريّةً إلى أنّها حتميّةٌ". كما أشار إلى أنّ التّسويق يشهد انتقالاً من الأتمتة المجزأة إلى أنظمة ذكاء اصطناعي وكيلة لا تقتصر على تنفيذ المهامّ، بل تنسّق ذاتيّاً، وتتعاون عبر سير العمل، وتتكيّف في الوقت الفعليّ، محوّلة الكفاءة إلى استقلاليّةٍ حقيقيّةٍ.
وفقاً لبانديّا، تتّخذ "كلماتي" موقعاً فريداً عند تقاطع هذه القوى السّوقيّة؛ فقال: "قيمة عرضنا واضحةٌ: بنيةٌ تسويقيّةٌ ذكيّةٌ مستقلّةٌ، تراعي الكربون، مصمّمةٌ ليس للتّحسين التّدريجيّ، بل للتّميّز النّظاميّ".
ويتمحور نهج "كلماتي" حول منظومة تسويق ذكيّةٍ وكيلةٍ، تتيح أتمتة تخطيط الحملات، وإنشاء المحتوى، والتّحسين، والقياس، مع تقليل البصمة الكربونية للإعلانات الرّقميّة. وتضمّ المنصّة 4 وكلاء أساسيين: منشئ الحملات، والمبدع، والمحسّن، والتّحليلات، يعملون معاً لإدارة الحملات بشكلٍ كاملٍ، ويتعلّم كلّ منهم ويتكيف في الوقت الفعليّ، مانحاً فرق التّسويق الحريّة للتّركيز على الاستراتيجيّة مع الحفاظ على الشّفافيّة الكاملة.
وقد جرّبت "كلماتي" نظامها مع "أوبلا" (Opella)، شركة رعايةٍ صحّيةٍ تابعةٌ لمجموعة "سانوفي" (Sanofi) الفرنسيّة، وحقّقت كفاءةً تسويقيّةً أعلى وبصمة حملاتٍ أقلّ. وظهرت نتائج مماثلةٌ في قطّاعات الرّعاية الصّحيّة، والسّيارات، والسّلع الاستهلاكيّة سريعة التّداول، ممّا عزّز اعتقاد الشّركة بأنّ الأداء والاستدامة يمكن أن يتعايشا.
وأظهرت التّجارب في صناعاتٍ مثل التّكنولوجيا التّعليميّة، والأدوية، والسّيارات، والسّلع الاستهلاكيّة مكاسب واضحةً في العائد على الاستثمار، والدّقة في الاستهداف، وتقليل الانبعاثات؛ فقال بانديّا: "الرسالة من الشركات واضحةٌ؛ إنّهم بحاجةٍ إلى بنيةٍ تحتيّةٍ تنمو بشكلٍ مربحٍ ومسؤولٍ، لا بشكلٍ متتابعٍ".
مع التّمويل الجديد البالغ 2 مليون دولارٍ، تركّز "كلماتي" الآن على التّوسّع بعد إثبات الجدوى؛ فقال بانديّا: "بعد أن أظهرنا الإمكانات، ندخل مرحلة التّوسّع، مسترشدين بثلاث أولويّاتٍ ستشكّل المستقبل: توسيع مجموعة وكلاء الذكاء الاصطناعي إلى منصّة تسويقٍ مستقلّةٍ بالكامل، تعميق قياس الكربون عبر الوسائط واعتباره مؤشّر أداء رئيسيّاً قياسيّاً، وإرساء مواقع تجاريّةٍ في مناطق تتقاطع فيها الكثافة الرّأسمالية، والأطر التّنظيميّة، ومتطلّبات الاستدامة".
وأوضح أنّ خارطة نموّ الشّركة تستند إلى الاستراتيجيّة لا السّرعة، قائلاً: "تسلسل توسّعنا مدروسٌ: أوروبا، والشّرق الأوسط، وأفريقيا، والمملكة المتّحدة أولاً، حيث تتسارع جاهزيّة التّنظيم ورغبة المؤسّسات؛ تليها أمريكا الشّماليّة، حيث أكبر الأسواق الرّأسمالية والإنفاق الإعلانيّ. كما أنّ إطار دخولنا السّوقيّ بسيطٌ: يتبع التّوسع كثافة الطّلب، والزّخم التّنظيميّ، واستعداد المؤسّسات".
وختم بانديا بنصيحةٍ للمؤسّسين الآخرين السّاعين لموازنة النّموّ مع المسؤوليّة: "عاملوا المسؤوليّة كجزءٍ من البنية التّحتيّة، لا كزينةٍ. ويجب هندسة الاعتبارات المناخية في جوهر المنتج، لا إضافتها لاحقاً لمجرّد المظهر. وفي الوقت نفسه، تجنّبوا الانقسام الزّائف بين 'التّأثير والنّموّ'. المستقبل للشّركات الّتي تصمّم لتجمع بين الرّبحيّة والمسؤوليّة بحيث يعزّز كلّ منهما الآخر".